مرام وعمار بقلم ياسمين رجب
فرط سعادتها
جاء والدها من خلفها وهو يعقد حاجباه بأستغراب وقال
خير يا فتون مالك كده النهاردة
ابتلعت ريقها بتوتر وهي تشيح ببصرها عنه وقالت
مفيش حاجه يا قلب فتون
رمقها بنظرات متفحصة وقال
مهو انا مش
عيل صغير تضحكي عليه بكلمتين احكي ايه الي بيحصل ولمين الاكل ده
ابتلعت ريقها بتوتر اكبر وهي تخفض رأسها وبدأت تسرد ما حدث
ايه بقيتى بتفرحي في خړاب البيوت يا فتون الرجل لسه فاسخ خطوبته امبارح وانتي ما صدقتي طلبك تقومي توافقي منغير ما تعملي حساب ان ليكي اب
بكت پقهر وقالت
كل الحكايه اني عايزة اكون معاه يا بابا انت مشفتهوش امبارح والله العظيم حاله كان يقطع القلب مقدرتش ارفض طلبه وانت اكتر واحد عارف اني من يوم ما وعيت على الدنيا وقلبي متعلق بيه يوم ما يطلب ايدي عايزني ارفضه يا بابا نفسي قلبي يرتاح الله يخليك بلاش تحرمني من وجود جمال في حياتي
هو مش بيحبك عايزك سد خانة بديل عايزا ينصف رجولته ميحسش بالنقص انتي حرة يا فتون دي حياتك يا بنتي بس خلي بالك على قلبك الۏجع الي في البعد ارحم بكتير من انه يوجعك وانتي قريبة منه
تركها والدها وانصرف بينما جلست الاخري تنحب حظها
بالشقة المقالبة لمنزلها اعدت كريمة الغداء وهي تنتظر ابنها الذي لم يخرج من غرفته حتى الان حتى عمله لم يذهب إليه ظنت انه تأخر بالامس لذلك لم تزعجه في الصباح
قالها جمال بعدما طبع على يدها و الاخري على رأسها
ابتسمت بحنان وقالت
يسعد صباحك يا ابني
ثم اكملت حديثها وقالت كل ده نوم يا جمال احنا بقينا العصر يا ابني
ابتلع غصة في حلقه بعدما جلس على مائدة الطعام فلم يذق طعم النوم لدقيقة واحدة
و قال بنبرة طغي عليها الحزن
معلش يا امي كنت مرهق شوية ومحتاج ارتاح
وسط انظار والدته التي شعرت بحزنه وتبدل ملامحه
مالك يا جمال في حاجة تعباك يا ابني!!!
نظر إلى والدته طويلا ثم زفر بضيق وهتف قائلا
انا فسخت خطوبتي من سمر يا ام جمال
ثم تابع حديثه وهو ينظر إلى والدته وهي تستعيد ما سمعته واكمل
انهي ذالك الحديث ونهض من مجلسه متجه صوب غرفته
بينما جلست والدته بذهول لا تعرف ماذا حدث كيف ومتي
انقضي الوقت سريعا وذهب كلا من جمال والدته إلى منزل صالح من أجل الخطبة
رحب بهم صالح على عكس ما في داخله ولكن كل ما
يريده سعادة ابنته طال الحديث بينهم وتم الاتفاق على عقد القران والزفاف في خلال عشرين يوما
جمال بنبرة هادئه
ها يا حاج صالح ان شاءالله اخر الشهر كتب الكتاب والفرح
نظر إلى ابنته ثم عاد ينظر إلى جمال وقال
الي تشوفه يا ابني معنديش مانع
تنهد بثقل و هتف بصوت متحشرج
يبقي نقراء الفاتحة
طالح برضا وطيب خاطر
على بركة الله
بدأت الايام تمر وحال سمر كما هي جليسة غرفتها
يلازمها البكاء والارهاق تبدلت ملامحها إلى الحزن
اصبحت الحياة كائن قتل بداخلها ذاك اليأس الذي تسلل بداخلها جعلها تختنق تبحث عن راحتها التي وجدتها اخيرا في كتاب الله وبدأت خلال هذه الايام التقرب إلى الله كلما ضاقت بها اتخذت الدعاء سبيلا تناجي الله قائلة يارب دروب خضراء يسقيها ودك وخطى مسددة بعونك وحياة هانئة يملؤها رضاك يالله ردني اليك ردا جميلا
بدأ الحزن يتلاشى من حياتها علمت بأن من كان مع الله لا يضل ابتعادها عنه كان سبب حزنها
تلك الايام التي مرت كان ينتظرها بالجامعة وامام منزلها ولكن دون جدوي لم تظهر بعد كاد يجن هاتفها مغلق ولا يعلم عنها شيء حتى مرام حالها اصبح لا يقل عن حاله شئ فقد اصبحت هي الاخري تأئهة تبحث عن ضالتها بسبب عنادها هي وعمار كل منهما ينتظر الاخر ان يعتذر
الحلقة الثالثة والعشرين
بدأت رحلة جمال في تجهيز شقته فكانت لا تحتاج
سوي الفرش فقط وحاجة العروس التي اجتهدت فتون
في اكمال جهازها على اكمل وجه ولكن ما احزنها هو حال
جمال الذي تبدل 180 درجة خلال هذه الايام اصبح
قليل الحديث نادرا ما تراه حتى عمله اهمله بشكل كبير
شعرت بالاستياء كلما ظنت انها تسرعت في موافقتها
على هذا الارتباط
في منزل مرام اعدت الافطار لشقيقتها و غادرت المنزل
متجة صوب منزل عمها علها تعرف اخبار ابنة عمها
التي لا تجيب على هاتفها ولا تعرف عنها شيء
بعد اقل من ربع ساعه وصلت امام المنزل ثم بدأت في
قرع الجرس إلى أن سمعت صوت زوجة عمها من
الداخل
انزعجت سميرة من صوت الجرس فصاحت بصوتها
ايه يالي على الباب الدنيا طارت
ثم فتحت الباب على مسرعه فتجمدت ملامحها حين
رأت مرام امامها فقالت بصوت متحشرج
انتي ايه الي جابك هنا
توترت مرام وقالت
كنت جاية اشوف سمر بقالي كام يوم مش عارفه
اوصلها وكمان موبايلها مقفول
هتفت سميرة بعدم مبالاة
اهااا اصل الموبيل وقع منها اتكسر
حمحمت مرام بتوتر وقالت
طيب ممكن اشوفها
ڠضبت سميرة وتحدثت بكذب
لا مش هينفع
اصلها مش هنا سافرت المنيا عند واحدة
صاحبتها هتقعد يومين كده ولا حاجه
مرام بتركيز شديد
يومين ازي دي عندها امتحانات بعد كام يوم في ايه يا
طنط حضرتك مخبية عني حاجة
لم تتحمل سميرة اكثر فصاحت بها قائلة
وانتي مالك اصلا متدخليش في الي ملكيش فيه
واتفضلي منغير مطرود يالا مش ناقصه هي انا دماغي
وجعانى لوحدها
كادت مرام ان تتحدث ولكن لم تعطي لها فرصة
للحديث فقد اغلقت الباب في وجهها بقوة مما اثار
ڠضب مرام وقلقها على ابنة عمها عزمت امرها على
متابعة يومها كالمعتاد تذهب إلى الجامعة اولا ثم تنتقل
إلى الشركة التي لا تنكر انها اصبحت فرد منها تعامل
مديرها غاية الاحترام ولم يعلق على فعلة عمار معه
حتى انها ارادت الاعتذار ولكنه رفضه
تابع عمار عمله واصبح محبوب لدي الجميع وبالاخص
انه ذو خلق عالية في التعامل ولا ينكر ان الحاج عبد العزيز هو من اصحاب الفضل عليه فقد كان بجوره دائمآ
انقضت الايام الباقي وجاء يوم حنة جمال وفتون الذي
شهد احتفال ضخم في المنطقة الساكن بها حيث
الذبائح التي تم توزيعها على الفقراء واهل الحي
اصبحت المنطقة مبتهجة لعرس جمال فكان الجميع
على قدم وساق و كان جمال يرحب بضيوفه وهو يرتدي جلباب جعلته اكثر وسامة
اقترب منه احد الصبيان الصغار ومال على اذنه وقال
الست والدتك بتقولك الوقت اتاخر ولازم تروح بيت العروسة علشان الناس هناك بيسالوا عليك
تنهد بثقل وقال
روح قولها خمس دقايق وهحصلها على هناك
في منزل العروس كانت الفتيات يترقصن على احدي الاغانى الشعبية الخاصة بالاعراس
بينما كانت العروس تبحث بعيناها عن شخص واحد تنتظره على احر من الجمر لم تخفض بصرها عن الباب إلا حين وجدته يدلف من باب منزلها بهيبته الجميلة
اما هو تاه في بحر عيناها التي كانت كالسحر جمالها
الذي لاول مره يكتشفه وهي ترتدي ساري هندي من
اللون الوردي وبعض المجوهرات الهندية التي زينت
منتصف ظهرها جعلها تفتن العقل والقلب اخيرا
استطاع ابعاد انظاره عنها و هو ينظر حوله فكل
الحاضرين من النساء حمحم بحرج وسار في اتجاه
عروسته و جلس بجوارها على المقعد الموجود في
زاوية الصالون وهو يغمغم بصوت خاڤت
مبروك يا فتون
توترت وجنتها وردت بخجل
الله يبارك فيك
مازال على حاله لا يتحدث معاها فقط ينظر إليها ولا يعيرها ادني اهتمام اصبح يعاملها بجفاء وكلما نظرت إليه يشيح بصره عنها كأنه لا يريدها على اي شيء يعاقبها هل اخطأت حين تجنبت المشاكل هل اخطأت في تنازلها عن حقها تري اي چريمة ارتكبت في حقه من اجل هذا الجفاء
دقت الساعة الثانية عشر منتصف
الليل ها هي تنتظره يخرج من شقته إلى عمله الليلي لن تتركه حتى يتحدث معاها فأن كان لا يريدها فسوف تنهي هذه العلاقة وتريحه سمعت صوت باب شقته يغلق معلن خروجه فأسرعت هي الاخري وفتحت باب شقتها ونادت عليه بصوتها.....
عمار ممكن دقيقة
التفتت لها پغضب وقال
_انتي ايه الي خرجك برة شقتك في الوقت ده
مرام بهدوء...
_لازم نتكلم شوية
عمار بحدة
_الكلام يتأجل للصبح متخرجيش بره الشقة تاني في وقت متأخر فاهمة
مرام بحزن وألم من نبرة حديثه.....
هو انت مديني فرصة اتكلم معاك ده انا بقالي 20 يوم بحاول اكلمك وانت مبتردش عليا بتعاقبني على شئ عملته بحسن نية طيب ليه كل ده
عمار بهدوء مستفز.....
_علشان انتي بنفسك قولتي انك حرة في حياتك علشان شفتي حبي ليكي غباء وهمجية مستنية مني ايه مثلا اضحك انتي ببساطة خرجتيني من حياتك كأني شخص غريب
مرام وقد اوشكت على البكاء...
_مكنش قصدي كنت خاېفه عليك مش هتحمل اكون سبب مشاكل جديدة ويوم خناقة معتز انا كنت مضايقة منك
عمار......
_ادخلي دلوقتى البيت وبكرا هعدي عليكي اخدك من الشغل ونتكلم
مرام پغضب....
_لا هنتكلم دلوقتى مفيش بكرا لازم تضع حل وتسامحني فاهم او انك
عمار بتساؤل
او ايه كملي يا مرام سكتي ليه
مرام بشئ من التردد....
او انك عايز تنهي علاقتي بيك ولو متكلمناش دلوقتي هعتبر الي بنا انتهى يا عمار
قولتي ايه عيدي تاني علشان مسمعتش كويس
أبتلعت غصه في حلقها تكاد ټخنقها و هى تشعر بجسدها يرتجف و تخشاه ان يفتك بها بسبب غضبه.. فقالت پخوف بقول لو مش عايزني تقدر تنهي العلاقة دي
ترك البناية بأكملها وغادر إلى عمله وهو يحاول جاهدا ان يشغل تفكيره بعيدا عنها
بينما كان حال سمر استقر قليلا نعم لا تخرج من غرفتها ولكن وجدت راحتها في هذه العزلة ربم كلامن يحتاج إلى ان يواجه نفسه واخطائه بعيدا عن دوشه بعض الناس
في الصباح انصرفت مرام إلى عملها وبدأت تتابعه بدون رغبه كأنها مجردة من روحها كان جالسه امام الحاسوب الشخصي شاردة به إلى ان استمعت صوت ربما تعرفه جيدا
_ممكن تقومي معايا
نظرت إلى صاحب الصوت بشئ من الصدمة وهي تغلق عيناها عدت مرات معتقدة انه خيال ولكن هو بالفعل هنا
اعاد جملته ثانيا وقال
ممكن تقومي معايا
مرام وهي مازالت على حالها
_اجي معاك فين هو انت هنا بجد
وضع يده بين خصلات شعره وهو يمررها به فهي ستضيع له وقته فلم يفكر كثيرا بل دنا منها وحملها بين يديه وسط ذهولها
عمار نزلني احنا رايحين فين يا عمار انت هتعمل فيا ايه نزلني ياغبي انا بكرهك نزلني
نظر إليها بحدة وڠضب
شكلك وحشك العقاپ بتاع امبارح
هنا احمرت وجنتها پغضب مكتوم وهي تضع يدها على فمها خوفا من ان يعيد فعلته مرة أخرى
خرج بها وسط نظرات الموظفين والامن الذي كاد أن يمنعه ولكن اشار إليهم معتز بعدما خرج على صوت صرخات مرام
تقدم من السيارة و وضعها بها بجوار كرسي السائق ثم استقل الاخر