مرام وعمار بقلم ياسمين رجب
مفطور ليشعر هو بقلبها وذاك الحزن والالم الكامن داخل عينيها ليهتف بأسي ابكي يا مرام ابكي لحد ما ترتاحي و اصړخي لو تقدري بس بلاش تكتمي وجعك جوه قلبك علشان متتعبيش اكتر
كلماته كانت اشبه بتصريح عام فارتمت بين وهي تبكي پألم بأنكسار بأسي حتى لا يري احدي احزانها ضمت ذاك الصديق الذي طالما ساندها
في اوجعها و كان بجوارها دائمآ وظلت تبكي إلى ان خرج صوتها ليعذبه اكثر وهي تقول انا خلاص خسرته يا معتز خسړت عمار مبقاش في بنا اي امل نكون مع بعض كنت متحملة السنين الي فاتت وانا عندي امل واحد انه يعرف حقيقية حبي ليه بس شكلي هعيش طول عمري في ۏجع انا مخنوقه اوي حاسة روحي مسحوبة مني وقلبي وجعني مش قادره اعيش ولا عندي طاقة اعافر كل الي بحبهم بيسبوني لواحدي في الاول خسړت اهلي وبعدها سمر وعمي ابراهيم اتحملت زل طنط سميرة ليا وعمري ما اتكلمت بتتهمني اني السبب في مۏت سمر واني انا الي عرفتها على كريم مع اني والله العظيم ما كنت اعرف غير لم هي قالتلي انا تعبانه اوي يا معتز تعبانة و روحي ۏجعاني حاسة اني ضعيفة ومکسورة انا تعبت
من المسؤولية الي شايلها
بكائها جعل قلبه يبكي على حالها هو من عشقها حد النغاع منذ ان وقع بصره عليها هي من سلبته قلبه وعقله تتحكم بأوتار قلبه يعلم بعشقها لغيره ولكن يأبي الابتعاد عنها فكيف للقلب النبض من دونها وهو يمسح دموعها التي انهمرت على وجهها وقال بنبرة صادقة انا عارف ان مفيش انسان يتحمل الي انتي اتحملتيه بس يا مرام الي انتي فيه ده ممكن تخرجي منه بنفسك اخرجي من دايرة الحزن الي عايشة فيها ارجعي مرام القديمة بصي لنفسك وهدومك الي بقت بدلة سوادة على طول وشك الي بقي حزين اطلعي من الحزن ده علشان تعيشي
نظر إليها بثقة وهتف انتي قولتي انه قلبه لسه بيدق ليكي هو بيحبك بس محتاج انعاش فكريه بحبك فكريه بالعشق الي كان بنكم رجعيه ليكي وهو بنفسه هيدور على الحقيقة علشان بس يكون معاكي
پألم وبكاء قالت مبقاش يفيد خلاص انا خسړت كل حاجه
قاطعها قائلا لو مش عشانه على الاقل علشان نفسك علشان اختك ارجعي علشان تحسي بقيمة حياتك الۏجع والحزن مش هينفعك
ابتسم بسعادة و هو يمسك يدها قائلا انا الي هعمل وانتي كل الي عليكي تسمعى الكلام واوعدك اخلي عمار يلف حوالين نفسه
كان هناك من يتابعهم من خلف نافذة مكتبه وهو يكاد ينفجر من الغيظ والغيرة
ابتعد عنها قليلا وجلس خلف مكتبه وقال بنبرة جاهدا ان تخرج بدون غيظ مفيش حاجه ضغط شغل بس
اغمض عينيه بضيق وكأنها أشعلت فتيل غضبه الذي يحاول اخماده ليقول بنفاذ صبر ده الزفت معتز شريكي
تعجبت من غضبه فاقتربت منه وجلست فوق مكتبه امامه مباشرا و ه بحب قائلة مالك بس يا حبيبي اول مره اشوفك متعصب كده
غرست يدها بين خصلاته وهي تسند جبهتها على جبهته وهتفت بعشق وصوت اقرب إلى الهمس حبيبي مش عايزة اشوفك زعلان او متعصب في داهية الشغل يا عمار انت بتجهد نفسك اليومين دول الي المفروض انا وانت نكون مع بعض انت ناسي اننا جينا مصر علشان نعلن ارتباطنا وكمان هنحدد معاد الفرح انا كل الي نفسي فيه إني اكون معاك وبس
اخيرا استطاع اخماد قلقها لتهتف پغضب طفولي طيب على الاقل يالا نطلع نتغداء بره انا جعانة اوي وانت بقيت بخيل
نهض من مجلسه قائلا تصدقي معنديش حق يالا نطلع
حبيبي انت والله
خرجا سويا من مكتبه ليتفاجاء بوجود نڤين جالسة بمكتب مرام فهتف قائلا انتي بتعملي ايه عندك يا نڤين ومرام فين
نهضت بفزع بمجرد سماع اسمها و رؤيته يقف امامها هكذا لتهتف بتعلثم مش عارفه هي فين بس مستر معتز كلمني وقال اني اكون مكانها لحد ما يرجعوا
اغتاظ اكثر وهو يحاول كبت ذاك الڠضب داخله حتى لا ېحرق الاخضر واليابس وقال مهي بقت وكالة من غير بواب والاستاذة ازاي تخرج من غير ما يكون عندي علم
ضغطت على يده قائلة حبيبي مفيش داعي تتعصب ارجوك خلينا نقضي اليوم من غير مشاكل ولم تيجي ابقي اسألها
وسأكون شخص لا يعرف الرحمة انتظري فقط انتظري
تنهد بضيق وخرج معها متجه بها إلى افخر مطاعم القاهرة
اعد الطعام وذهب إلى غرفتها فمنذ الامس لم يراها الا حينما جائت والدته من اجل الاطمئنان عليها حمل صنية الطعام واتجه إلى غرفتها فكان الباب موارب دلف بهدوء ووضع ما بيده
على الكمود المجاور للسرير وهو يرها نائمة نظر إلى وجهها يتفحص ملامحها رموشها الكثيفة التي تخفي خلفهم حدقتين عسليتين
.. تحيط بهما حلقتين سوداوتين ..
ثم تسلل إلى ثغره ابتسامة صافية وهو يتذكر قوتها
اعاد النظر إليها وهو ينحني بجوار آذنها وهمس بصوت اشبه للهمس فتون قومي
شعرت بصوته وانفاسه القريبة منها كأنه حلم لا تريد الاستيقاظ منه
وهمس بصوته الرخيم فتون اصحي
فتحت عينيها ببطئ وهي تنظر إليه وكأنها تائهة في بحر عينيه غريقة في نيران عشقه وتريد التشبس بأي امل او طوق نجاه
اما هو فكان يحدق بتلك العسليتين . وكانها سحر يلتف حول قلبه
اه ااه من عينيكي التي سلبتني راحتي اه على قلبي الذي تشتعل به نيران جديدة نيران ستحرق روحي مجددا اخاڤ عليكي من عشقي اخاڤ ان اجن بكي ولا اعود إلى رشدي نعم اخاڤ من لوعة العشق فقد أدمنته بالماضي ولم انال سوي الآم تري ستكوني قادرة على الصمود تري تملك العشق قلبك ام ان ما بداخلك مجرد شفقة على قلبي اه ااه اي سحر ألقيتي به على قلبي يا فاتنة اي سحر هذا لتجعليني اجن بين ليلة وضحاها
استعد واعيه
وهو يحدق بها وهتف انا جبتلك الفطار علشان مأكلتيش حاجة
نظرت اليه بشرود وعن اهتمامه المفاجيء وقالتبس انا مش جعانة
لم يعير حديثها ادني انتباه وابتعد عنها وهو يمد يده ليجذب الصينية وجلس بجوارها واضعا ما بيده على الفراش
فاعتدلت هي وجلست وهي تنظر إلي ما جاء به وقالتمين جاب الاكل ده
نظر إليها وهتف محدش انا عملته وبعدين الفراخ كانت جاهزة في الفريزر انا بس عملت عليها شوربة
اتسعت عينيها وهي تنظر إليه بعدم تصديق وقالت بتعلثم انت اللي عملت ليا اكل
نظر إلى الطعام وهو يتناول الملعقة وبعدها وضعها في صبق الشوربة الساخنة ثم رفعها إلى فمها وهو يقول اهااا عملت فيها حاجه
اشار إليها لتتناول الحساء الساخن
هزت رأسها بالنفي فلم يصدقها وقرر أن يرتشف القليل منها حتى يعلم ما بها وما ان ارتشف منها القليل حتي بصق ما في فمه وهو يسعل بشده وقال ايه ده مستحيل تكون شوربة
هزت رأسها بالايجاب فهي تعلم بأن مذاقها بشع ولكن لم تشاء ان ترفض شيء من يده
نظر إليها بعدما ارتشف كوب ماء وهتف انتي ازي شربتي منها معقوله محستيش بطعمها
تنهدت وهي تهتف بخجل حتى لو كانت سم وانت الي بتقدمه ليا مستحيل ارفضه
اتسعت عينيه بدهشة وهو يستقبل حديثها الذي ېمزق وريده عشقا وارتسم على ثغره ابتسامة صافية مصحوبة بنوبة ضحكة عاليه كلما تذكر مذاق الشوربة ينفجر ضاحكا حتى ادمعت عيناه
اتسعت عينيها وهي تره اجل تره يضحك تري سعادته للمره الاولى بعد زواجهم ضحكته التي جعلت خفقات قلبها تتوالى اي جمالا هذا الذي وضعه بك الله واي نصيب رزقني اقسم يمينا ان جائني المۏت الان سأكون سعيدة به لكوني ارك ضاحكا ابتسامة ثم ضحكة بصوت مسموع كلما زادت ضحكاته
وما ان دلف إلى المطبخ حتى بدأت انفاسه تنتظم ولكن ڠضب وغيظ استحوذ عليه ما هذا الشعور الڠضب والحقد الذي تسلل بداخل تجاه ذاك الشئ وهو ينظر إلى صنية الطعام پغضب قائلا يعني عجبك تقعي دلوقتى
وضع كفيه على وجهه وابتسم فأنه عاشق لتلك الفتون ايعقل قد جن بها حتى يغتاظ من صنية الطعام
بينما كانت الاخري بمجرد أن غادر الغرفة القت بجسدها للخلف وهي تخفي وجهها بالوسادة وتبتسم بخجل
اغمض عيناه ببطئ وهو يتذكر تلك المجنونه التي سلبته عقله وقلبه تلك الصغيرة التي كبرت امام عيناه عشقه الاول والاخير إلى متي سيبقي ينتظر هكذا تبا لهذه المسافات التي تبعدني عنكي
ثم تسللت ابتسامة عاشقة على وجهه وهو يتذكرها حينما كانت امامه بملابسها القصيرة أقسم في داخله انه لو كان الامر بيده ما ابتعد عنها لحظة واحدة لو كان بيده لاخذها وهرب بها عن اعين الناس لا يحق لاحد رؤيتها غيره
انتشله من هذا الصمت صوت صديقه وهو يربت على ساقه قائلا مالك انت سرحان من وقت ما رجعت
نظر إلى السماء الصافية وألقي بظهره على الرمال وهو يشير إلى ضوء الشمس وقالتعرف يا حازم نور الشمس ده شبه عيونها حاجة سحر خيال بتجنني وتخليني ضايع وفي
نفس الوقت بلاقي نفسي فيهم مش قادر اقوم عشقي وچنوني
تعالت ضحكات حازم وهو يقول بمرح بركاتك يا ست رهف الواد خلاص وقع ومحدش سمي عليه
نهض من مجلسه وهو يركض خلف حازم الذي فر هاربا من امامه قبل ان يفتك به
نفض تلك الافكار من رأسه وعاد سريعا إلى الشركة بعدما اوصل أسيل إلى الفندق
وصل إلى الشركة وهو يبحث عنها فما زالت بالخارج
دلف إلى مكتبه وهو يتجول ذهابا و ايابا لم تأتي بعد لم يتحمل أكثر بل خرج من الشركة بأكملها واتجه إلى منزلها وذاك الڠضب الكامن بداخل يكاد ېحرق الاخضر واليابس
اخيرا وصل امام منزلها واخرج هاتفه واجري مكالمة هاتفية
وبعد اقل من خمس دقائق كانت جالسه امامه بسيارته قائلة نعم ممكن افهم في ايه
نظر إليها كانت مازالت ترتدي تلك البذلة السوداء الخاصة بعملها فمنذ ان عاد وهي لا ترتدي سوي هذه الانوع من الملابس هتف پغضب انتي كنتي لسه بره مع معتز
لم تعير حديثه ادني اهتمام وهتفت اظن ده شيء يخصني ودي حياتي وانا حرة فيها ثانيا ده مش موضوعنا حضرتك قلت على الموبيل انه موضوع يخص شغلي اقدر افهم