الأربعاء 27 نوفمبر 2024

عهد

انت في الصفحة 1 من 13 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل الاول
كانت الساعه الثالثه فجرا يوم الثلاثاء الموافق الواحد وعشرون من شهر مارس عندما حملت ملك حقيبتها ووضعت هاتفها فى جيب بنطالها وفتحت باب حجرتها بهدوء وترقب لتذهب الى تلك الحجره الشرقيه فتحت بابها ودخلتها ثم أغلقت خلفها الباب من الداخل فتحت شباك الحجره وقررت النزول منه لقد كان البروزات التجميلية فى حائط هذا القصر تساعدها على التشبث إلى أن نزلت على الأرض ثم نظرت للباب الخلفى لحديقة القصر تحركت بهدوء إلى أن وصلت لهذا الباب وفتحته وفرت هاربه 

لم تغلق هذا الباب ورائها فلم تريد تلك الضجه التى ستصدر عن غلقه توقظ أحدا 
وبمجرد خروجها جرت باقصى سرعه لديها لتخرج من هذا المجتمع الذى يحتوى على عدة قصور وصلت للطريق الذى ستنتظر فيه هذا الحبيب الذى ستهرب معه 
كانت الساعه الان الثالثه وربع و الميعاد المتفق عليه فى الثالثه ونصف نظرت حولها وهى خائفه تريد أن تمر تلك الدقائق سريعا ليطمئن قلبها 
تذكرت والدتها وكلماتها فى تلك الرساله التى تركتها لها قبل أن ټموت عندما قالت لهاأنها كانت ستخون روحها أن بقيت مع زوجها
وها هى الان تقرر أخطاء الماضى الذى كانت ستدفع ثمنه انتبهت للوقت لتجد الان الساعه الرابعه الا خمسة عشر دقيقه اى أن حبيبها تأخر على ميعادهم أخرجت هاتفها من جيب بنطالها واتصلت به لتجد هاتفه مغلق
شعرت بالتوتر حاولت الاتصال به أكثر من عشرون مره ولكن كان الرد واحد فهاتفه مغلقبلعت غصه فى حلقها عندما انتبهت لحالها الان هل سيخون حبيبها عهده معها هل ستهون عليه
ماذا تفعل الان ماذا لو اكتشف زوجها أنها هربت من المؤكد سيصل إليها الان ولكن ماذا اذا عادت لقصر ابيها سيكون غضبه أقل فهى تركت بيته لتذهب لابيها وليس للهروب لتنفض تلك الأفكار من عقلها من المؤكد أن حبيبها لن ېخونها ابدا من المؤكد أنه سيأتى لها الان مسكت هاتفها وحاولت الاتصال به مجددا ولكن كان هاتفه مازال مغلق
بدأت دموعها بالنزول ماذا اذا حاولت أن تعود قصر زوجها كما غادرت لا احد سيكتشف محاولة هروبها ولكن ماذا اذا جاء حبيبها الآن ولم يجدها يالله أنها حقا ستموت من الخۏف والقلق 
خلعت حقيبتها ووضعتها أرضا وجلست عليها كانت تمسك هاتفها فى يدها وتنظر له عندما سمعت صوت احتكاك شديد لعجلات إحدى السيارات التى تقف أمامها لتنظر على أمل أن تكون سيارة حبيبها 
توقف حولها الزمان ومن المؤكد أن قلبها أيضا توقف عن العمل عندما وجدت أن تلك السياره التى تقف أمامها ليس إلا سيارة زوجها وهذا الذى ينزل من تلك السياره من المؤكد أنه زوجها 
بلعت غصه فى حلقها من هيئته المرعبه كان الڠضب البادى على وجهه كفيل بجعلها ټموت ړعبا لتكمل مابدأت وتترك حقيبتها أرضا وتجرى بأقصى سرعه لديها بعيدا عنه ولكنها تسمع صوت خطواته خلفها تعلو صوت أنفاسها كانت تحاول أن تهرب بحياتها لتقرر فجأه أن تعبر الطريق وبدلا من أن تنظر للطريق 
نظرت لوجه زوجها الذى يجرى ورائها التى تحولت نظراته من ڠضب لخوف وتحذير من أن تعبر الطريق ثم تنظر يسارها لتجد حافله كبيره تقترب منها باقصى سرعه وقبل أن تصطدم بها وجدت تلك اليد القويه تسحبها بعيدا عنها لتصتطدم بعضلات صدره القويه ياليته تركها لتصتطدم بتلك الحافله فمن المؤكد أنها ستكون أكثر رحمه منه الان 
وجدت هذا الوريد الذى ينتفض فى عنقه وعيناه التى تحولت نظراتها لخوف بدلا من الڠضب هم أقرب شئ لوجهها الان لتبتعد وتحاول أن تفك يدها من بين أصابعه
ملك سيبنى ابعد عنى انا عايزه ارجع من مكان ماجيت 
لم يرد عليها ولم يتفوه بكلمه وانما سحبها خلفه كشاه فى طريقه للذبح كانت خطواتها متعثره وصوت أنفاسها يفوق صوت احتكاك عجل السيارات التى تسير بسرعه عاليه على هذا الطريق وصل بها للسياره ليفتح بابها ويلقيها پعنف داخل السياره 
لتنظر له وهو يلف ليركب بجانبها وټلعن هذا اليوم الذى ركبت فيه القطار لتأتى لهذه البلد الملعونه ياليتها نست أمر تلك الرساله التى تركتها لها امها 
رجوع بالزمن يوم الاحد الموافق الرابع والعشرون من يناير
دلفت ملك إلى القطار المتوجه لسوهاج حيث كانت ترتدى ملابس لا تليق ابدا بكونها ستستقل قطار لربما اعتادت أن ترتدى مثل تلك الملابس عندما كانت تركب فى سيارتها الفارهه حيث يقودها أحد السائقين الذين يعملون لدى والدتها 
دخلت إلى القطار وجلست بجانب النافذه لتنظر إلى زين الذى كان يقف فى انتظار مغادرة القطار بعدما أوصلها كانت ابتسامته الرائعه وهو يلوح لها اخر ما رأت قبل أن يتحرك بها القطار 
كانت تشعر بالقلق حيال أنها تسافر بدونه لربما لاول مره لا يكون معها فى اى مكان تسافر له فلقد كانت والدتها تثق به لدرجه كبيره وهو حقا جدير بهذه الثقه ولكنه لم يحبذ أن يسافر معها لربما
لانها ستذهب لعائلة والدها وللمره الاول ولكنها من المؤكد أنها ستكون على اتصال به دائما 
كان يلوح لها ويشعر أن روحه تغادر مع هذا القطار بعيدا عنهولكنه كان مبتسم لها ثم تلاشت تلك الابتسامه تدريجيا إلى أن غادر القطار ولم يبقى على مرمى البصر فحل بدلا منها تعبير من الحزن على وجهه 
كانت تنظر للطريق وهى تشعر بالقليل من السعاده لمجرد أنها فى قطار لقد كانت دائما تطلب من والدتها أن تركب مع اصدقائها أثناء سفرهم الحافله أو القطار ولكنها كانت ترفض دائما لربما لاقتناعها بأنه طالما هناك وسيله مريحه فلما تركب مع العامه حتى وإن كان هؤلاء العامه هم اصدقائها لقد كانت لها اراء غريبه وتعتقد أن وسائل النقل مثل القطار والحافله ماهى الا للعامه او الفقراء 
تنهدت اخيرا فعلى الرغم من تحكمات والدتها إلا أنها كانت خير ام وصديقه ياليتها تعود وتعودبتحكماتها 
تذكرت يوم عيد ميلادها الثامن عشر حيث كانت امها متعبه للغايه وبعد انتهاء الحفل الذى اثرت والدتها أن تقيمه وتدعى صديقاتها أعطت لها ظرف كبير وقالت لها بتعب أن تقراء ما به عند مۏتها ولقد رفضت ملك فكرة مۏت امها رغم أنه لا محال منه فهى كانت مريضه وحقا فى تعداد المۏتى 
نزلت دمعه من عيون ملك لتلك الذكرى وأخرجت هذا الظرف من حقيبتها 
لتنظر له وتتذكر ما قراءت بعد مۏت والدتها بعدة أيام فلقد قراءته أكثر من عشرون مره لا تعلم هل لأن تلك الكلمات موجه لها من امها ام لانها لا تصدق ماتقرأ
كانت صډمه لها أن تعرف كل تلك الحقائق المكتوبه فى هذة الرساله من امها فلقد كان محتواها
حبيبتى اعلم انك قد تظنين بى السوء ولربما تغضبى منى بعد انتهائك من قراءة هذه الرساله ولكى كامل الحق فى غضبك لذا طلبت منك تأجيل قرائتها بعد أن اقابل وجه الكريم لاننى لم يكن لى القدره على مواجهتك بعد معرفتك للحقيقه 
حبيبتى ثقى أننى احبك وانتى لم أخطأ سوا فى هروبى من ابيكى منذ سبعة عشر عام فبمجرد ولادتك هربت منه ولم اخبرك يوما عنه خوفا من أن تبتعدى عنى أو تطالبينى برؤيته لقد أخبرتك أنه فى تعداد المۏتى لاجعلك لا تسالينى عنه
لقد كنت انانيه لغايه ومازلت انانيه حتى تخرج منى اخر انفاسي فانا انانيه بحبى لكى 
لقد كان ابيكى له عدة أعمال غير مشروعه وانا لا أحبه لقد تزوجته إجبارا من والدى لا أنكر أنه كان رحيم معى للغايه فى بادئ الامر ولم يؤذينى يوما ولكنى لم استطع أبدا أن اعطيه قلبى عانيت كثيرا لاننى لم احمل له أى مشاعر كنت اكره قربه منى وأكره نفسي بعد كل مره يقترب منى فقررت أن اهرب بحياتى بعيدا عنه حاولت كثيرا ولكننى كنت دائما أفشل فى الهروب منه وكل مره يستطيع أن يعيدنى له يعاقبنى بأن يجعلنى ابتعد عن اهلى واصدقائي إلى أن ماټت امى ولم اراها لا أنكر أننى السبب فى جعله قاسې معى ولكننى لم اسامحه يوما واستطعت اخيرا الهروب منه والهروب بك لأبدء حياه جديده بعد ان سافرت للعمل خارج البلاد وعدت معكى إلى مصر بعد سنوات كثيره كان من المؤكد أنه نسي أمرنا 
لقد قررت اخيرا أن أبلغه بأنكى على قيد الحياه ليتولى هو رعايتك بعد موتى لقد فكرت كثيرا قبل أن اخطوا تلك الخطوه ولكن كان لا مفر من أن أكفر عن ذنب حرمانكم من بعضكم لا تجعليه يقنعك باننى خائڼه أننى لم اخونه يوما ولكنى كنت سأخون روحى أن بقيت معه ولا تقلقى فابيكى ثرى للغايه لا يقل عن حالنا ولربما لديه أموال أكثر من تلك التى كانت لدينا يوما ولا اكذب عليكى لربما هذا هو السبب الأساسى فى أن اجعلك تظهرين الان فانتى لك كامل الحق فى أمواله ويجب أن ترثيها 
اخيرا اريد ان اقول لكى انى احبك وأتمنى أن تظل محبتى فى قلبك كما هى 
تنهدت اخيرا واعادت الظرف عندما دخل أحدهم كابينه القطار لتنظر له وهو يجلس بجانبها بعد أن رمقها بنظره جانبيه
ماهذا انها تعرفه جيدا أنه ملاكم مشهور على ماتعتقد لا تتذكر اسمه ولكنها تعرف شكله جيدا يبدو عليه الثراء من ملابسه وهذا الهاتف الذى يمسكه بين أصابعه القويه ابتسمت ابتسامه ساخره وتسألت فى عقلها اين انتى يا امى لترى بعينك أن القطار ليس فقط للفقراء 
أنهت تحليلها للموقف وقررت أن تغمض عيناها عندما تذكرت نصيحة زين بان تنام حتى لا تشعر بالملل فأغمضت عيناها وتذكرته بابتسامته التى ټخطف قلبها دائما أنها تحبه لا بل تعشقه يا ليته وافق أن يذهب معها 
فتحت أعينها عندما سمعت صوت محصل التذاكر يمر ويمنع أحد الرجال من دخول كابينة القطار التى يجلسون بها
المحصل معلش يافندم الكابينه دى محجوزه باسم يوسف الراضى 
لينظر هذا الرجل لهذا الشخص
القابع بجانبها ثم اليها ويمر بهدوء للكابينه التاليه فتحت حقيبة يدها ونظرت فى رقم التذكره لتتاكد من أنها تجلس فى المكان الصحيح ولكنها تفاجئت بحركه هذا المدعو يوسف ليحرك حقيبتها من الكرسي المقابل لها ويجلس أمامها ثم ينظر فى أعينها ويقول
يوسف انتى تذكرتك مظبوطه ياملك
لتنظر لتلك العيون الخضراء التى تنظر لها وتتسال من اين يعرف اسمها
الجزء الثانى
ب
نزل من سيارته التى سيقودها السائق الخاص به إلى سوهاج قبل أن يستقل القطار التى فضل العوده به ليرى ابنة المرأه التى تسببت فى حرب بين أكبر عائلتين فى سوهاج أو لربما ليرى ابنة تلك المرأة التى أدمعت عيناه عند معرفته بمۏتها أو لربما ليرى تلك الفتاه التى كان يحملها يوما فوق عنقه ويجرى بها فى حديقة قصرهم 
دلف الى كابينة القطار ليجد تلك الفتاه التى تمنى أن تعود مع والدتهاالهاربه ليجدها ترفع شعرها لأعلى الذى على مايبدو أنه طويل جدا وترمقه بنظره سريعه من تلك العيون التى يتذكر لونها جيدا جلس بجانبها عندما لم يجد مكانا أمامها من حقائقها الموضوعه على الكراسي المواجهه لها فلقد أراد بشده ان يشاهد وجهها الجميل والذى تأكد منذ أن لمحه للمره الاولى بعد سبعة عشر عام أنه سيعشق صاحبته 
لقد كانت غارقه فى افكارها على مايبدو إلى أن دخل محصل التذاكر وقال إن الكابينه محجوزه له 
تحرك عندئذ وجلس أمامها وتكلم معها
يوسف التذكره اللى معاكى مظبوطه ياملك
لتنظر سريعا لهذا القابع أمامها لتجد عيونه الخضراء الثاقبه تنظر لها بتمعن لا تعرف لما شعرت بانقباض فى قلبها ومن اين عرف اسمها 
ملك هو حضرتك تعرفنى
رجع إلى الخلف وجلس بأريحية على الكرسي المقابل لها وتعمد الكذب
يوسف لا
ملك انت تعرف أسمى منين
يوسف من السلسله إللى لى فى رقبتك مثلا
نظرت له پغضب يشوبه القليل من التعالى ثم وضعت قدما فوق الأخرى وجلست بأريحية هى الأخرى على كرسيها وأخرجت من حقيبتها نظارتها الشمسيه ثم قررت أن تنظر للطريق ولا تعطى لهذا المتطفل الذى يبث في الأجواء القلق اى اهتمام
لم تمر ساعه حتى نامت ولم تستيقظ الا عندما شعرت بيد أحدهم تحركها وبهدوء لتفتح عيونها فلم تجد هذا المتطفل نظرت لتجد نفسها وصلت لمحطة قطار سوهاج 
نزلت من القطار سريعا كانت تشعر بشغف لترى ابيها الذى له صوره معها 
نزلت لتبحث بعيونها فتجده رجل على مايبدو فى الخمسين من عمره يبدو عليه الوقار كان يبحث بعيونه وسط الركاب عليها اقتربت منه وهى لا تشعر بتلك الاجواء حولها 
هل هذا هو الأب الذى تمنت طوال حياتها وجودههل هذا هو الأب الذى ظل يبحث عنها وعن والدتها دون جدوى لأكثر من سبعة عشر عام كما قالت لها والدتها وقفت خلفه على بعد متر منه وتسألت كيف سيكون شعورها عند الاقتراب منه فلقد كانت تتمنى طوال حياتها أن تلقى بنفسها فى هذا الحضن الابوى الذى طالما رأت زميلاتها يفعلون مع أبيهم هل سيفتح أحضانه لها انها تراه متوتر للغايه ترى عيونه الدامعه تراه ينظر لساعة يده كثيرا
اقتربت منه وقالت بتساءل وبصوت منخفض
ملك بابا
ليلف سالم سريعا وينظر لها بعيون دامعه ووجه مبتسم ويمد يده المرتعشه لوجهها ويقول
سالم بنتى بنتى ملك
سالم لون عنيكى وشكلها زى ماهى وحشتينى اوى يابنتى
دمعت عيناها وتكلمت بصدق
ملك انا مبسوطه اوى انى معاك 
خرجوا معا وهو يمسك بيدها خارج محطه القطار وركبت معه سيارة دفع رباعى لم تكن تتوقع أن سوهاج منطقه راقيه كانت تتوقع أنها بلد ريفيه لم تصدق عيونها عندما رأت المنطقه التى بها قصور التى تدلف لها السياره التى تركبها ثم ذاك القصر ذات اللوحه المكتوب عليها قصر سالم الحديدى
لن تتوقع أن ابيها بهذا الثراء بمجرد نزولها من السياره انتبهت للخدم الموجودين وصوت الزغاريد من الخادمات مسك ابيها يدها ودخل بها لهذا القصر التى شعرت بمجرد دخولها إليه أنها فى عالم اخر 
لف لها وعيونه دامعه
سالم لو تعرفى يابنتى استنيت اللحظه دى قد ايه 
سحبها خلفه ليدخل بها حجره غايه فى الروعه
سالم دى الاوده بتاعتك كل سنه كنت بجددها على أمل أن امك ترجع بيكى دورت عليكم كتير اوى كان نفسى الاقيكم اوى كان نفسي ترجعوا اوى يابنتى
نظرت له وهى لاتصدق ما تسمع هل كان سيستقبل امها أن عادت بعد كل تلك السنين من هجرتها له
ملك هى ماما لو كانت رجعت كنت هتستقبلها
عادى
كدا
نظر

انت في الصفحة 1 من 13 صفحات