السبت 23 نوفمبر 2024

سيف وسيلين الجزء الثاني

انت في الصفحة 12 من 49 صفحات

موقع أيام نيوز


إنت فاكر إنها هتقبل...يبقى إنت متعرفش
يارا زي ما انا عارفها... يارا عنيدة جدا و شخصيتها 
قوية و مش بتسامح بسهولة متشوفهاش و هي مکسورة كده أنا لو طلبت منها تسامحني مستحيل 
هتقبل و لو قعدت مليون سنة مش هترضى تبص
في وشي... هي لسه معايا عشان مجبرة . 
فريد..طب و لحد إمتى هتفضل كده جابرها 

إنها تعيش معاك.. أصلا إنت إزاي تقبل على نفسك 
كده.
صالح بلامبالاة..عادي المهم تكون معايا 
و كل ليلة تبات في حضڼي...بكرة هتتعود 
و انا هحاول أعاملها كويس .
فريد بضحك..لا كثر خيرك...طب أعمل فيك 
إيه أحبسك و إلا أتنيل اقټلك و اريح منك 
المسكينة اللي فوق دي يا إبني إنت مكانك 
السرايا الصفراء مستشفى المجانين...و الله 
انا اللي اهبل عشان قاعد و بسمعك...يا شيخ 
إجري ما انا عارفك مش هترتاح غير لما 
تجيب أجلها....أنا رايح لمراتي و إنت متتأخرش
عشان تيجي تاخذ مراتك....
أكمل طريقه و هو مازال يشتمه معبرا عن ندمه 
لأنه ضيع وقته و تحدث مع مچنون مثله...و قبل 
أن يصعد الدرج متجها لجناحه أوقفته هانيا تناديه 
فريد بيه
إلتفت نحوها منتظرا كلامها 
أنا كنت عاوزة أسأل حضرتك هي لوجي 
هتنام معاكوا
الليلة دي و إلا أطلع مع حضرتك 
أخذها....
فرك فريد ذقنه بتفكير قبل أن يجيبها 
لا...بعد ساعة إطلعي خذيها .
إلتفت من جديد ليكمل طريقه لكن تلك اللزجة 
هانيا إستوقفته من جديد قائلة 
طب حضرتك ممكن تفهمني أنا هفضل أشتغل 
و إلا خلاص هتستغنوا عني.
رفعت يدها لتمسح دموعها ليتفخ فريد بضجر 
قائلا 
ما إنت بتشتغلي أهو...لو كنا هنستغنى عنك 
كنا طردناكي .
صعد الدرج دون إنتظار إجابتها تاركا إياها 
تنسج أحلامها و تخيلاتها المړيضة التي لا وجود 
لها سوى في عقلها حيث إعتقدت أنه معجب بها 
و لذلك لم يستجب لطلب زوجته وتركها تعمل....
وقف فريد أمام جناح غرفته ليطرق الباب 
عدة مرات حتى فتحت له أروى والتي وقفت 
في مدخل الباب واضعة يدها على الحائط 
تمنعه من الدخول قائلةنعم...إتفضل عاوز إيه
إبتسم غامزا إياها بشقاوةهكون عاوز مين غيرك يا قمر .
شهقت أروى من جرأته لتلتفت وراءها محاولة 
غلق الباب و هي تهمس بصوت خاڤت 
ششش وطي صوتك مينفعش كده يارا جوا. 
أروى برفض..لا هي هتبات هنا الليلة...
إمتعضت ملامح فريد
على الفور لينطق 
بانفعال لا... إنت عارفة إن الموضوع داه من 
الممنوعات عندي... أدخلي قوليلها ترجع اوضتها
عشان جوزها جاي ورايا.
تململت أروى محاولة التخلص منه قائلة 
حبيبي عشان خاطري الليلة دي بس...دي 
لسه تعبانة و مش هتقدر تواجه أخوك...
و مش هتقدر ليه شايفاني وحش قدامك 
يا ست أروى.
صدح صوت صالح الساخر الذي أتى للتو 
لتتجهم ملامح أروى التي لم تتردد في 
شتمه..لا و إنت الصادق شايفاك حيوان...
ضحك صالح بمرح واضح بينما عاتبها فريد 
هامسا في أذنها..أروى.. ميصحش اللي إنت 
بتقوليه داه.
أروى بصوت مرتفع..أمال عاوزني أعمله 
إيه بعد اللي هببه...أضربله سلام و إلا أرفعله العلم 
إذا كان انا مش طايقة أشوف خلقته يا ترى 
مراته هتقدر...
صالح ببرود و بلامبالاة..لو سمحتي 
ممكن تنادي يارا.
أروى و هي تضغط على أسنانها 
أرخم من كده عمري ماشفت....
فريد و هو يفتح الباب من وراءها و يدفعها 
داخلا بخفة..يلا قوليلها إن جوزك مستنيكي....
أروى برفض..لا...هاخذها تنام في اوضة لوجي..
حرك صالح رأسه بملل قبل أن ينادي بصوت 
عال..يارا... حبيبتي يلا تعالي عشان فريد 
عاوز مراته .
شهقت أروى من وقاحته لتتمتم بشتائم كثيرة بينما تراجع فريد إلى الوراء و هو يضحك قائلا 
كثر الهم بيضحك...يا عم سيبها الليلة 
دي تبات في اوضة لجين على الاقل ترتاح 
شوية من خلقتك.
صالح برفض وهو يقترب ليدخل جناح شقيقه
مش بطمن على مراتي غير و هي حضڼي...
تراجع للخلف عندما وجد يارا تقف وراء الباب 
مباشرة تحمل بين يديها لجين التي حالما 
رأت صالح إرتمت عليه صاصا....
علقت أروى و هي تلوي شفتيها بحنق 
كل الطول و العرض داه و مسمياه صاصا 
ملقيش حق يا لوجي...قولي هرقل شمشوم 
الجبار هالك...إنما صاصا مش لا يقة عليك خالص.....
صالح..بنت اخويا و تقول اللي هي عاوزاه إنت 
مالك... حد خد رأيك متخليكي في حالك .
أروى پغضب..تصدق بقيت بكرهك...
صالح بابتسامة مستفزة..مش مهم....كفاية
مراتي حبيبتي تحبني ...
نظرت أروى نحو فريد و هي تحرك يديها 
بجانب رأسها تخبره بجنونه ليرفع فريد 
يديه باستسلام قائلا..يلا يا خويا خذ 
مراتك و لو عاوز خذ لوجي كمان و لا هوينا 
مصدع و عاوز أنام .
صالح و هو يتراجع للخلف..الساعة لسه 
ثمانية و نص. 
قبل لجين على وجنتها ثم أعطاها لوالدها 
مضيفا
هبقى آخذها عندي لما يشرف النونو الجديد....
يلا يا حبيبتي تعالي خلينا نروح باين عليهم 
مستعجلين .
جذب يارا من معصمها برفق نحوه و التي 
إنتفضت و كأنها أصيبت پصدمة كهربائية
لترمق أروى بنظرات باستغاثة و التي كانت تنظر نحوه مذهولة قبل أن تنطق..و الله عنده إنفصام...
في الجزيرة.....
إستيقظت سيلين لتجد الفراش خاليا...أبعدت 
الغطاء عنها و هي تدير عينيها بكامل الغرفة
بحثا عن سيف... تذكرت ليلة البارحة وكيف أنها لشدة تعبها لم تشعر بنفسها و هي تغط في نوم عميق حالما
وضعت رأسها على الوسادة.....
إلتفت نحو الباب عندما سمعت صوته يفتح 
و يظهر من وراءه سيف بابتسامته القديمة 
يحمل بين يديه باقة من الورود الحمراء الخلابة...
لم تحتمل سيلين لتندفع نحوه و هي تشهق بالبكاء 
لتلقي بنفسها بين أحضانه و هي تتمتم بإعتذار 
أنا آسف... آسف كثير عشان غلطت كثير في حقك .
ضحك سيف و هو يقبل رأسها عدة مرات قائلا 
رجعنا نخلط بين المؤنث و المذكر و انا اللي قلت 
إنك خلاص تعلمتي.
تمسكت به سيلين و قد إزدادت حدة بكاءها 
ليهتف سيف متعمدا إستفزازها 
طب إبعدي شوية بوزتي البوكيه....
ضحك باستمتاع و هو يشاهد إتساع عينيها 
الدامعتين و هي تنظر له باستغراب قبل أن 
ټخطف الباقة من يده و تضعها على السرير 
ثم تعود لتحتضنه مرة أخرى بقوة أكبر 
لتتعالى قهقهات سيف على تصرفها الغريب .... 
بعد دقائق قليلة كانا يجلسان في الأسفل 
و تحديدا في شرفة الفيلا يتناولان فطور 
الصباح....كانت سيلين في غاية السعادة 
بعد أن صالحها سيف ووعدها بأنه في 
السنة القادمة سيسمح لها بالالتحاق 
بالجامعة الألمانية بالقاهرة و سيساعدها 
أيضا في تعلم اللغة العربية الفصحى.....
قفزت من مكانها و هي تصرخ فجأة بعد أن 
سمعت زئير إحدى الأسود القريبة 
سيف....عشان خاطري قلهم يطلعوه برا انا بخاف منهم....
وقفت بجانبه بينما هو ظل جالسا
يراقبها 
كيف تنظر حولها بحثا عن ذلك الأسد...حتي
وجدته يسير ببطئ بالقرب من الشرفة 
أشارت نحوه قائلة بصوت منخفض 
بص أهو هناك جاي علينا...أكيد شم ريحتنا 
و جاي عشان ياكلنا....
صړخت بفزع عندما فاجأها سيف و حملها 
بين ذراعيه ليضعها على سور الحديقة 
في نفس المكان الذي يوجد تحته الاسد
لتتعلق برقبته و هي تصيح 
سيف عشان خاطري و الله بخاف منهم جدا 
أنا مش بهزر.. نزلني هيغمى عليا . 
إبتسم لها سيف قائلا بهدوء 
مش قلتلك إوعي تخافي و إنت معايا... 
أدارها حتى ترى الأسد الذي لازال يسير 
على طول الحائط متابعا طريقه ليختفي 
بين الأشجار و هذا ما جعل سيلين تهدأ
من نوبة فزعها لتأخذ نفسا طويلا بينما 
تستمع لسيف الذي أردف بمزاح 
يا جبانة.... حد ېخاف من أسد داه حتى 
شكله طيب و كيوت .
شهقت و هي تستند عليه لتنزل من على 
السور..كيوت إنت فاكره أرنب و إلا قطة...
ضمھا نحوه محيطا خصرها بيديه و هو يرفعها 
للأعلى قليلا هامسا أمام شفتيها..
أنا مبسوط أوي عشان رجعتيلي...
إرتبكت سيلين من كلامه المفاجئ لكنها لم 
تتردد لترفع يديها محيطة وجهه بكفيها 
و هي تقول 
و عمري ما هسيبك ثاني...أنا خذت وقت 
طويل عشان أفهم كل حاجة حواليا و أوعدك
إني هعوضك..... 
همهم سيف و هو ينحني ليداعب أنفها 
بأنفه..و هتعوضيني إزاي بقى... إستني الموضوع 
داه لازمه قعدة و كباية شاي...
حملها و جلس بها على الكرسي قبل أن 
يضيف 
ها....قوليلي بقى هتعوضيني إزاي 
سيلين و هي تمط شفتيها مدعية التفكير 
بص يا سيدي أنا قررت بما إني السنة دي 
فاضية و موارييش حاجة فأنا هشغل كل وقتي 
بيك إنت...لغاية ما تقلي أبوس إيدك حلي
عني....هصحيك الصبح و أحضرلك الحمام 
و أختارلك هدومك و بعدين أحضرلك الفطار 
بإيدي.... و لما ترجع من الشغل هتلاقيني 
مستنياك تستحمى و تغير هدومك و بعدين 
نتغدى مع بعض...مش هسيبك لحظة و اللابتوب
تنساه عشان داه مكاني أنا و الموبايل كمان ممنوع
عشان إنت في البيت ليا انا و بس 
...و يوم الجمعة هتاخذني
الملاهي عشان تفسحني و تشتريلي غزل البنات 
أصلي بحبها اوي... بس بحبك إنت أكثر 
طبعا و لما نرجع تعلمني ألعب شطرنج عشان 
نلعب مع بعض و أغلبك و كل مرة تخسر 
تنفذلي طلب من طلباتي... إيه رأيك حلو 
البرنامج الجديد....ااه نسيت و هبقى أكلمك 
كل ساعة فيديو كول عشان أطمن عليك 
أصلك هتوحشني.... 2
كانت سيلين تعلم أن هذه أفضل خطة 
تتبعها حتى تشعر سيف بأنه محور حياتها 
ليبدأ تدريجيا يتخلى عن هوسه و رغبته
التي تزداد يوميا في إمتلاكها...و بالفعل أعجبه
كثيرا إقتراحها ليومئ لها بالموافقة قائلا 
هنشوف مش يمكن كلام و بس.... 
سيلين بنفي..تؤ...هتشوف و تتأكد بنفسك.... 
بس في حاجة ناقصة كمان .
سيف..حاجة إيه
اجابته باندفاع و دون تفكير 
عاوز بيبي.... 
توسعت عيناه بدهشة حتى ظن أنه سمعها
بالخطأ ليردد وراءها..عاوزة إيه
لاحظت ذهوله لكنها لم تبالي لتعيد له..عاوزة 
بيبي... طفل يعني.. إنت مش عايز تخلف مني 
بيبي
لم يشعر سيف بأطرافه التي إرتخت و هو 
مازال يحدق بها و كأنها كائن غريب ثم أردف
بصوت متوسل 
سيلين إنت بتتكلمي جد... إنت عارفة إن 
المواضيع مفهاش هزار أرجوكي بلاش 
تعشميني بحاجة إنت مش عاوزاها 
بلاش تضغطي على نفسك عشاني
إنت لسه صغيرة ومش جاهزة عشان 
تبقي أم ..... 
كانت سيلين تبكي من فرط تأثرها بنظراته
الراجية و دموعه التي نزلت على خديه 
دون شعور منه...لأول مرة تراه يبكي رغم 
كل ما مر به من ألم...بدأت تقبل دموعه
بشفتيها و هي تردد بخفوت 
بس أنا بحب الأطفال و عاوزة أخلف منك
أطفال كثير...يبقوا عيلتنا الكبيرة... أنا مش 
خاېفة و لا قلقانة إنت معايا و كمان مامي 
و طنط سميرة....أنا بحبك اوي يا سيف
و غلطت في حقك كثير و إنت إستحملتني... 
كنت غبية لدرجة إني معرفتش إنو لو لفيت 
الدنيا بحالها مش هلاقي راجل يحبني و ېخاف
عليا قدك..أنا بجد مستاهلكش . 
الفصل التاسع
بعد أسبوع كامل....
في صالون القصر كانت إلهام كعادتها تجلس
بكامل أناقتها و جمالها ترتشف قهوتها الصباحية
و هي ترمق سناء الشاردة
بجانبها بنظرات
حاقدة.... إبتسمت و هي تضع الكوب
على الطاولة أمامها و هي تسألها مبددة الصمت
الذي حل منذ ساعات 
مالك يا سناء... بقالي نص ساعة بكلمك
و إنت سرحانة إيه اللي شاغل دماغك
بالطريقة دي...
تنهدت سناء بصوت مسموع و هي تجيبها
بشكوى 
صالح تاعبني أوي يا إلهام.... من ساعة ما رجع من أمريكا و هو في عالم ثاني خالص منعرفش عنه 
اي حاجة....بقى بيغيب بالاسابيع عن القصر ويرجع زي ماهو عاوز...و جوازه المفاجئ مبقاش خاېف من 
حد و لا عامل حساب حد حتى جده أنا لسه 
مخاصماه من يوم ما ضړب مراته المسكينة .
قلبت إلهام عينيها بملل و هي تكتم بداخلها 
مشاعر الكره و الحقد التي تكنها لها قبل 
أن تجيبها 
طب ما تكلمي أمين و إلا هو كمان مش فاضي.
سناء..لا أنا حكيتله بس هو قلي إنه مش 
في إيده حاجة يعملها....
ردت عليها إلهام محاولة زرع الشك بداخلها 
من جديد 
معاه حق يمكن في حاجات جديدة بقت 
أهم من أولاده .
سناء قد فهمت مقصدها لتجيبها بقلة صبر
لا إطمني مفيش حاجة ملي في دماغك و أنا 
واثقة في جوزي كويس و شفت تلفونه كذا 
مرة و ملقتش حاجة غريبة...
إلهام و هي تمط شفتيها بحنق 
طب متزعليش أنا بس كنت بنبهك اصل الرجالة 
اليومين بقاش ليها أمان.... على العموم أنا 
بنصحك متتدخليش يعني هو راجل و مراته 
و هيعرفوا يتصرفوا مع بعض .
سناء بهدوء 
ربنا يهديه.. أنا مش عارفة هو بيعاملها 
وحش كده ليه مع إنها هادية جدا و مش 
بتخالف كلامه ابدا.
إلهام بحسد 
ياما تحت السواهي دواهي و بعدين 
هي تحمد ربنا صبح و ليل عشان بقت 
مرات صالح عزالدين.... 
سناء..أستغفر الله يارب...يعني تحمد ربنا 
على الضړب و الإهانة و حبسة البيت حرام 
عليكي يا إلهام إذا كان أنا إبني و مش عاجباني
تصرفاته.
إلهام بملل..سيبينا بقى منهم و قوليلي 
إنت سألتي جوزك على آدم.... أنا بقالي 
أكثر من أسبوع معرفش عنه حاجة و خاېفة 
يكون إبن سميرة عمله حاجة وحشة....
سناء و هي تقف من مكانها..لا مقليش 
و بعدين مټخافيش آدم مش صغير تلاقيه 
مسافر زي عوايده... عن إذنك رايحة اشوف 
لوجين.
ظلت إلهام تراقبها و هي تسير في إتجاه الدرج المؤدي إلى الطوابق العلوية...تجهمت ملامحها 
التي إكتساها الڠضب و هي تتمتم بداخلها 
كبر راسك يا سناء و بقيتي
بتردي
عليا الكلمة بالكلمة بعد ما كنتي زي الكلبة... 
بتجري ورايا من حتة لحتة عشان أرضى 
عليكي... بس ملحوقة أنا هعرف إزاي أجيب 
مناخيرك الأرض و أعرفك قيمتك من ثاني .
في الأعلى...
كانت يارا تقف تحت المياه الفاترة في الحمام
تفكر في أيامها التي أصبحت متشابهة... مملة
روتينية خاصة الاسبوع الماضي حيث عاملها
صالح وكأنها غير موجودة معه في الجناح
لا يكلمها إلا عند الضرورة و يكتفي بسؤالها
عن صحتها و عن صحة الجنين فقط
حتى أنه لم يتحدث في أمر ضربه لها 
و كأن الأمر لم يحدث على الإطلاق . 
توقفت عما تفعله و هي تلاحظ الهالات أسفل
عينيها من شدة إرهاقها و قلة نومها
طوال الأيام الفارطة... تأففت و هي تفتح
علبة المرطب لتضع بعضا منها على وجهها
و رقبتها و ذراعيها قبل أن تنتفض فجأة
و تلتفت وراءها بعد أن سمعت صوت باب
الغرفة يفتح...
توترت و جف ريقها و هي تراه يدلف بجسده
الضخم و طوله الفارع الذي بث بداخلها
الړعب...إرتعشت يداها ممثلة الانشغال
بوضع بعض مستحضرات التجميل على
وجهها بينما كانت دقات قلبها تتسارع على 
وقع خطواته التي تقترب منها بهدوء ممېت 
ليسحب المشط من على التسريحة يبدأ
في تسريح شعرها و عمل ضفيرة متناسقة 
إنتهى ليوقفها 
تململت يارا تريد الإبتعاد عنه و هي تشعر 
برغبة عارمة في التقيئ بسبب رائحة 
عطره القوية التي تغلغلت داخل رئتيها 
لكنها تحاملت على نفسها حتى لا تظهر 
إشمئزازها المعتاد منه رغم أنها بداخلها 
كانت متأكدة أنه شعر بنفورها لكنه كالعادة
يستطيع السيطرة على ملامح وجهه المبتسمة 
رغم غضبه منها و ذلك ليجاريها.... 
نطقت
بصوت مرتعش رغما عنها 
عاوزة أدخل أغير هدومي .
لم يعلق بل تركها تذهب و هو يشيعها
بابتسامته الغامضة التي زينت شفتيه
قبل أن يتجه نحو الشرفة.....
إرتدت قميصا شتويا بلون الكراميل الفاتح 
و تنورة طويلة بنفس القماش بعدة ألوان 
مختلفة لكنها غير متنافرة.... 
خرجت لتجد صالح ينتظرها أمام باب غرفة
الملابس و حالما وقعت عيناها عليه لاحظت
أنه كان يتفرس ملابسها بدقة قبل أن يحرك
رأسه بعلامة رضا....سار عدة خطوات قبل 
أن يجلس على حافة السرير ثم أخرج يده من 
جيب بنطاله ليشير لها بأن تقترب.....
مشت يارا باتجاهه. بخطوات مترددة قبل
أن تتوقف على بعد خطوتين منه مما جعله
يرمقها بنظرة تدل على إستغرابه الذي قاطعته
قائلة 
عاوز إيه
رأته و هو يضرب بخفة على حافة السرير
بجانبه قبل أن يجيبها بصوت هادئ 
أقعدي....
لم تشأ إثارة مشكلة فهي تعلم أنه عنيد و لن
يستسلم حتى تفعل ما يريده لذلك أرادت
إختصار الأمر لتجلس لكن ليس في نفس
المكان الذي أراده هو بل أبعد بقليل...
لاحظت تضايقه لكنه ما فتئ أن تجاوز الأمر
و هو يشير لها بعينيه قاصدا الحزام الأسود
الذي كان يحد التنورة من
 

11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 49 صفحات