السبت 23 نوفمبر 2024

اشواق غريبه بقلم داليا الكومي

انت في الصفحة 12 من 37 صفحات

موقع أيام نيوز


ان القميص لم يكن سبب غضبه الرئيسي لكن رفضها له بالامس كان المحرك الاساسي لغضبه 
ڠضبا شديدا احتله وبالاخص لانه كان مشتاق اليها بقوه بعد عودته من السفر هى نفسها لا تدري لمادا رفضته بالامس ووبخت نفسها بالنيابه عنه انها تتصرف بغرابه وبدون سبب لا بل ربما هى تعرف السبب جيدا السبب انها تسلم اذنيها لفاطمه التى تستطيع تقليبها علي عمر ببساطه وكأنها طفله غبيه لا عقل لها فبعد ان علمت نتيجتها منذ يومين وفي اثناء سفر عمر وكان ترتيبها الرابعه علي كل دفعتها وفاطمه دأبت علي بخ سمها اسمعتها الاسطوانه المعتاده الرابعه علي الدفعه يعنى تستحقي دكتور ومن هيئة التدريس كمان وفي الاخر اخدتى سياحه وفنادق والله صعبانه علي يا بنتى ربنا معاكى بعد دقائق عمر غادر المنزل غاضبا وهو يرتدى نفس قميصه من الامس بالطبع فريده جمعت القمصان المتسخه والتى لاول مره لم يغسلها عمر بسبب سفره وارسلتها الي المغسله ولكن ربما فات الاوان علي تفادى غضبه لكن عودة عمر في الليل وهو يحمل اليها هديه بمناسبة نجاحها جعلتها تشعر بالحقاره 

عمر لم يعطيها الهديه مباشرة بل كتب بخطه علي ورقه ورديه تهنئه لطيفه وترك فستان اسود مغلف مع عطرها المميز وعلبة الشيكولاته الفاخره التى تحبها علي وسادتها 
اجابت رنين جرس الباب لتجد خالتها منى تقف منتظره الدخول رحبت بها بلطف وادخلتها الي الصالون كانت مندهشه من زيارة خالتها فكيف وجدت الوقت لزيارتها وزفاف ندا غدا فور جلوسها منى بدات في الحوارات العاديه علاقتها بخالتها توترت كثيرا في الاشهر الماضيه لم تعد العلاقه سلسه وطبيعيه كما كانت ربما فريده كانت السبب فهى اصبحت متحفظه بل ومتجمهمه في معظم الاحيان خالتها سألتها فجأه فريده مفكرتوش تعملوا تحاليل تشوفوا ايه سبب تأخير الحمل لحد دلوقتى فات اكتر من سنتين وانتم ولا في دماغكم فريده ارتبكت بشده وتلعثمت وهى تحاول تجميع الكلام لسه خالتها ربتت علي كفها بحنان ولم تفتح معها الموضوع مجددا لاخر جلستها لكن فريده كانت غاضبه
والدة عمر كانت تحدثها عن الاستعدادات التى يعدونها لزفاف ندا غدا الزفاف شغلها وانهك الجميع في الاستعداد له لكن فريده ظل فكرها مشغول وشيطانها يوسوس لها فلم تشارك خالتها فرحتها السؤال الذى سبب لها الصداع لماذا والدة عمر تتدخل في حياتهم 
فرغت جام ڠضبها في عمر عند عودته هاجمته بدون مبرر فور رؤيتها له قالت له بوقاحه شديده عمر مامتك بتدخل في حياتنا ليه عمر نظر اليها بدهشه شديده ولم يستوعب ما تقوله فوالدته ابعد ما تكون عن التدخل في حياتهم كانت ايضا ابعد ما تكون عن شغل الحموات المدمر الذى يهدف الي الخړاب كانت والده حنونه متفاهمه مراعيه عمر نظر اليها پغضب وقال فريده في ايه مالها ماما اجابته غاضبه سألتنى النهارده الحمل اتأخر ليه عمر حاول تهدئتها عادى يا فريده مجرد اهتمام اكيد طنط سوميه سألتك نفس السؤال ليه مكبره الموضوع بالفعل والدتها نفس السؤال مرارا ومع انها هى المذنبه وتعلم چريمة الحبوب جيدا لكن شيطانها اليوم كان حاضرا وبقوه قالت پغضب عاتى مش من حقها تسألنى عمر نظر اليها نظره ناريه وقال خلاص يا فريده انا من حقي اسألك انا ابدا مكنتش ناوى افتح معاكى الموضوع ده لكن بما انك غضبانه
اوي خلاص لازم نشوف ايه السبب فريده مازالت غاضبه وشيطانها يحتلها بالكامل اجابته بوقاحه لما الحمل بيتأخر لازم الراجل يعمل التحاليل اللازمه الاول لان غالبا السبب بيكون منه عمر فاجأها بقوله عملت من زمان يا فريده ومافيش عندى أي سبب يمنع الحمل سليم الحمد لله وانا راضي بيكى بأطفال او بدون لانى بحبك لكن انتى فاهمه حبي ليكى غلط انا بدأت اتعب يا فريده بدأت اتعب وازهق كمان يا الله لماذا اوصلت الامور الي تلك الدرجه ومع ذلك لم تتراجع عن موقفها غادرت غاضبه الي غرفتها واغلقت الباب خلفها بقوه كيف يتجرأ عمر ويصيح فيها بهذه الطريقه المشينه بل ويتجرأ ويفصح عن شكواه الا يعلم انها تنازلت وقبلت به في اليوم التالي رفضت الذهاب الي زفاف ندا علي الرغم من كل محاولات عمر لاقناعها لم تكلف نفسها حتى بفض غلاف الفستان الذى اهداها اياه حتى لتشاهده بل علقته في الخزانه بدون اهتمام عمر كان اهتم بكل احتياجاتها للزفاف ولكن عندما حان وقت الاستعداد فوجىء بها تخبره انها مشغوله ولن تذهب لن تنسي ابدا حزنه يومها مهما حييت من عمر لم يكن غاضب بل كان حزين طلب منها برفق مجددا مرافقته فأجابته بجفاف عندى مزاكره انت عارف سنه سته صعبه وكل يوم له اهميته عمر الح فريده النهارده الخميس وانتى اجازه بكره رفضت بوقاحه وقالت اسفه مش هقدر بمجرد نزول عمر بمفرده ندمت بشده هى نفسها لا تفهم سبب رفضها منذ اسابيع وهى تتصرف بصوره غريبه غير مبرره وغير منطقيه تقوم بايلام عمر بقوه وبدون سبب تفتعل المشاكل مع والدته وشقيقاته بدأت البكاء بدون توقف فهى لم تفسد علاقتها بعمر فقط بل افسدتها بكل عائلتها واظهرت نفسها علي انها متكبره وضيعه جاحده وناكره للجميل فات وقت الندم ومهما ندمت لن تصحح الغلطه القاتله التى ارتكبتها وبدون مبرر لماذا سمحت لشيطانها بټدمير حياتها بماذا ستنفعها كل شهادات العالم عندما تخسر كل عائلتها وتصبح مكروهه منبوذه هى فى طريقها فعليا لذلك بل وتجاهد وتسرع الخطى من اجل تحقيق الكره الكامل من كل المحيطين بها لو كانت تستطيع لكانت ارتدت ملابسها وذهبت الي الزفاف فورا لكن لن تجنى سوى المزيد من الاحتقار لاول مره منذ زواجهم عمر يقضى ليلته خارج المنزل وهو غاضب الان علمت انها دقت مسمار اخر في نعش زواجهم لماذا دائما تبدى عكس ما تشعر به لماذا لم تشعر يوما عمر بحبها له او علي الاقل باهتمامها واخلاصها لاول مره تواجه نفسها وتسألها عن حقيقة مشاعرها غيابه عن المنزل المها بشده علمت ان حياتها من اليوم اتخذت منحنى مختلف للغايه عن حياتها السابقه علمت انها
لن تعود مدللة كما كانت من قبل لكنها تجنى ما صنعته يداها مع شروق الشمس نامت من شدة البكاء وحيده منبوذه حتى والداتها كانت غاضبة منها فلم تتصل وتسألها عن سبب تغيبها عن الزفاف وسادتها اصبحت بحيره من الدموع والجميع احتفل ولم يسأل عنها احد 
استيقظت السبت في العاشره صباحا علي حركه غريبه في غرفتها لتجد عمر يضع
ملابسه
في حقيبة سفر صغيره غاب عن البيت ليومين كاملين والان يحزم اغراضه الصدمه اخرستها عمر سيترك المنزل ربما للابد الان كانت تعلم ان جريمتها كبيره لكنها لم تتخيل ان يصل عقاپ عمر لتلك الدرجه من القسۏه سألته مجددا عمر اجابها وهو مازال لم يلتفت مسافر دبي قلبها هوى في ارجلها عمر سيرحل وربما لن يعود خطاياها جميعا طاردتها الان 
ربما هذه هى طائرته التى كان من المفترض ان يستقلها لا بل ربما تلك عمر جلس في مقهى المطار يراقب الطائرات المغادره لم يستطع المغادره فجلس فقط لساعات يراقب حركة الطائرات كان يشعر بندم هائل فريده استفزته بقوه ولا شعوريا استخدم معها العڼف لاول مره في حياته فريده رقيقه ولم تكن لتتحمل عنفه ابدا رؤيته لها تبكى في فراشهم قبل مغادرته مزقت قلبه لاول مره يراها تبكى منذ زواجهم لماذا
سمح لشيطان الڠضب بالسيطرة عليه كان فقط في نيته ابعادها عنه فهو لم يكن وكان يقبل بها علي الرغم من كل مساوئها لكنه هكذا هو الحب فأنت لا تحب الشخص المثالي او الشخص الاكمل لكن فقط تحب من يختاره قلبك والاهم انك لاتحب الشخص لانه جيد بل تحب فيه حتى سيئاته وهو يحب فريده ربما كان غاضب لكنه ما زال يحبها واستخدامه للقسۏة معها احزنه للغايه هى كانت تشعر بالندم ليته كان منحها فرصة للاعتذار اكثر ما المه لم يكن عدم حضورها الزفاف لكن ما قټله كان عدم اتصالها به طوال يوم الجمعه التى قضاها يهيم في الشوارع انتظر اتصالها ليعود لكنها لم تتصل كان يعلم جيدا انها انثى صنعت من كبرياء وهو احب حتى كبريائها نهض فجأه وقام بمحاسبة فتى المقهى وغادر وفي نيته الاعتذار لفريده لن يسافر اليوم سيؤجل عمله الهام في دبي بل وسينتظر فربما تتمكن فريده من مرافقته سيهبها شهر عسل جديد وسيقضى كل لحظة منه في تعويضها عن قسوته اليوم ليت الشمس تظل موجوده لدى عودته الي المنزل ليفتح النافذه ويترك اشعة الشمس تتخلل شعرها الاسود كما رأها في يوم صباحيتهم  والشمس تداعب رأسها الجميل في صورة انطبعت في زاكرته الي الابد انه يحب كل تفاصيلها وسيصبر عليها للابد 
فريده بكت مجددا لم تكن تبكى قسۏة عمر بل بكت فقدانه علمت انها فقدته الي الابد فهى لم تراه يقسو عليها من قبل لم تكن تعتقد انه يستطيع ان يكون قاسې ولكنه اثبت عكس ذلك هو كان غاضب ومعه كل الحق فقد تغيب لمدة طويله عن المنزل ولم تتصل حتى لتسأل عنه مع انها هى من كانت المذنبه ليتها لم تستمع الي كلام فاطمه فحين حادثتها البارحه لتسألها عن ماذا يجب ان تفعل
اقنعتها بتجاهله واخبرتها انه سيعود راضخا كما يفعل دائما اتصال اخر من فاطمه جعلها تنهض من فراشها هى تجاهلت الاجابه علي اتصالاتها عدة مرات لكنها مصره علي التحدث معها ستجيبها فقد يأست من استسلامها فاطمه بادرتها فور ان اجابت فريده البيه رجع ولا لا فريده اجابتها وهى تحبس دموعها لكن صوتها ظل مخڼوق بالعبرات ايوه رجع طيب وبتعيطى ليه هو زعلك هو فاكر نفسه مين هو نسي اصله ولا ايه انتى غلطانه يا فريده شويه شويه وهتسمحيله يضربك كمان ولا استنى
اوعى يكون عملها فريده اڼفجرت في البكاء هو فعليا لم يضربها لكنه كان عڼيف بدرجه مرعبه والمها جسديا ونفسيا فاطمه اكملت بث سمها الحقېر شكله ضړبك اوعى تكون بطلتى الحبوب فريده ارادت التخلص من الحاح فاطمه فهى بدأت تشوشها نعم انها غاضبه من عمر بسبب ما فعله منذ قليل لكنها غاضبه من نفسها اكثر تحتاج الي النصيحه من احدا حكيما مخلصا ربما جدتها هى الحل لكنها لابد وان تمنع زن فاطمه وتبعدها عن عقلها المشوش الورقه التى وجدتها وفردتها بصعوبه بعد رحيله ابكت قلبها ما قرأته غيرها للابد وهبتك اكثر من روحى ولم اكن نادما يوما وسأهبك اخر نفس في صدري
 

11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 37 صفحات