الإثنين 25 نوفمبر 2024

اشواق غريبه بقلم داليا الكومي

انت في الصفحة 34 من 37 صفحات

موقع أيام نيوز


سوميه اختارت عمر لانها تعلم كم يحبها وكم يحتاجان الي بعضهما البعض وان وجوده الي قربها سيفيدها اكثر من وجودها هى شخصيا وعمر لم ينتظر رأيهم فهو لم يكن سيصبر انسحب فورا الي الممر المؤدى الي غرفتها ودخل علي اطراف اصابعه 
ملاك حتى وهى نائمه وعشرات الخراطيم تتصل بها وتساعدها علي الحياه القليل من خصلات شعرها الاسود فرت بتمرد من تحت غطاء الشعر الخاص بالمستشفي لتغطى جبهتها ووجنتها وتخفيهم عنه لطالما راقبها وهى نائمه لسنوات كان يقضى الليالي مستيقظا من اجل ان يراقبها ويمتع عيونه بوجهها ويقترب بوجهه منها ليشعر بأنفاسها علي وجهه وكان يكتفي بذلك حتى يغلبه النوم من شدة ارهاقه والان هو لن يشعر بأنفاسها لأن انفاسها محپوسه بداخل جهاز كبير اقترب منها وجلس الي جوارها التقط كفها واحتواها بين يديه وهو يقول سامحينى يا اغلي الناس انا عارف انى كنت قاسې عليكى في البدايه كنت بعاقبك ايوه كنت بعاقبك مش بس عشان اللي انتى عملتيه فيه لا كمان عشان اول ما شوفتك تانى اكتشفت انى بحبك اكتر من زمان وان البعد خلانى اضعف بكتير من الاول اكتشفت ان حبك في دمى ولا يمكن اتخلص منه ابدا يوم فرح اسيل كنت هتجنن عليكى وڠضبان منك ومن نفسي لانى

كنت فاكر انى خفيت من حبك لكن حبك مرض مزمن ما فيش له علاج وبعدين فضلت اعاقبك برده عشان اتغيرتى ايوه كنت خاېف خاېف اركع تانى تحت رجليكى 
فريده انا بحبك وهفضل لاخر يوم في عمري احبك لكن كنت خاېف اكرر التجربه معاكى تانى انا رجعت اغنى من الاول صحيح لكن شهادتى هى هى ايه الجديد لا اخدت ماجستير ولا دكتوراه عشان تحبينى هتفضلي انتى برده الدكتوره فريده وانا زى ما انا فلوسي ممكن تروح في لحظه صفقه ادخلها غلط او ضربه اقتصاديه وارجع تانى عمر النكره انا من غير فلوسي اساوى ايه 
عشان كده كنت خاېف لا فلوسي هتدوم ولا لياقتى كمان في يوم وليله ممكن ارجع عمر القديم وساعتها دماري هيكون بالقاضيه 
انا عارف انك اتغيرتى لكن للاسف يا فريده انتى مش بتحبينى انتى بتحبي حبي ليكى وافتقديه لما انفصلنا عارفه لو بتحبينى بجد كنت هرجع من اول اشاره منك لكن مع كل ده انا بحبك برده وعمري ما حبيت ولا تمنيت غيرك لكن لو سامعانى دلوقتى يا حبيبتى انا بأوعدك انى مش هخليكى تغيبى عن عينى حتى ثانيه واحده هركع تحت رجليكى واعملي فيه اللي يرضيكى لكن ترجعى ليه تانى 
دموعه الحارقه سقطت علي كفها المستكينه بين كفيه المفاجأه جمدته فهو
شعربها تقبض علي اصبعه الصغير بضعف ثم تفلته كان يخشي
ان يكون يتخيل عاد الي وجهها يتأمله مازالت كما هى مغمضة العينين ولا يوجد أي دليل علي انها حركت يدها اكمل حديثه حبيتى انتى حاسه بيه مش كده سامعانى يا فريده فريده انا بحبك بعشقك انت روحى من غيرك الحياه كئيبه ومالهاش طعم فريده اوعى تكونى بتغيري من نوف عارفه طيب هحكيلك نوف هى اللي فسخت خطوبتنا عارفه ليه مجددا شعر بها تقبض علي اصبعه بقوه اكبر من المره السابقه هذه المره كان يركز نظره علي اصابعها الرقيقه ليتأكد بنفسه حركتها اعطته الامل فواصل نوف فسخت الخطوبه لانها اتأكدت انى بحبك وعمري ما هحبها زيك ابدا كانت ذكيه وعرفت اللي انا نفسي كنت بنكره عرفت ان روحى فيكى وحياتى تحت رجليكى ولما قريت رسالتك يا فريده عرفت ان فيه امل وكنت هحصلك علي امريكا واجيبك بالقوه 
ارجعيلي يا فريده وانتقمى منى براحتك لكن لازم تقاومى يا حبيبتى عشانى وعشان بنتنا اللي في بطنك نفسي تكون شبهك عشان يبقي عندى منك نسخ كتير وهنجيب اولاد كتير عاوز 5 لا 6 وهراقبك وانتى بتدلعيهم وبتوجهيهم انا عارف انك هتكونى احن ام 
الشعور بالعجز شعور قاټل عندما تقف عاجز عن مساعدة من تحب تشعر بالاختناق ثم اليأس ثم الڠضب وتعود للشعور بالعجز 
الممرضه اقتربت منه لتخرجه خارج غرفة فريده لكنها بالصدفه شاهدت استجابتها البسيطه فغادرت في صمت لتخبر الطبيب بالتطورات التى شاهدتها ربما وجوده يفيد فنبضاتها منتظمه ومن الواضح انها تشعر به وعندما عاد الطبيب معها ليري بنفسه استجابة فريده طلب من عمر مغادرة الغرفه اخبره بإهتمام ايديك محتاجه عنايه طبيه فورا جروحك هتتلوث وايدك هتتشوه لحظه قاسيه جدا ان يضطر لترك يدها ويغادر لكنه يريد
ان يترك الفرصه
لخالته لرؤيتها ربما تتحسن فريده عندما تشعر بوالدتها اخر ما يفكر به الان هو چروحه لكنه اذعن رغما عنه لطلب الطبيب وترك كفها پألم ونهض محاولا مغادرة الغرفه ولكن ما ان ترك كفها حتى بدات الاجهزه المحيطه بفريده بإطلاق الانذارات وتكهرب الجو ونظر الطاقم المرافق للطبيب المسترخى بقلق وهم ينتظرون اوامره العاجله فهم امام حاله طارئه جدا وهالهم ان يروه بكل هذا الاسترخاء وبكل هدوء ممدوح امر عمر ان يعود للامساك بكفها والتحدث اليها امام نظرات الفريق المدهوشه الذين ظنوا ان الطبيب فقد عقله ويتصرف بكل هذا الاسترخاء والحاله ټصارع المۏت ولكن بمجرد ان عاد عمر الي جوارها وتمسك بكفها مجددا حتى هدأت الاجهزه واستقرت الحاله ونظرة الانتصار علي وجه الطبيب انبئتهم انه كان يتوقع ما سوف يحدث 
تلفتت حولها في جزع فالادراك عاد اليها الان فقط مع انها استردت وعيها منذ ساعات فوجئت انها في غرفه مظلمه مع نساء يبدو عليهم الشړ تسألت بصوت عالي انا فين 
اجابتها احدى النساء التى ترتدى جلباب بنى وتربط رأسها بطرحه سوداء باهته قالت باستهزاء هتكونى فين يعنى في السچن يا حلوه 
انها لا تتذكر ما حدث تماما لكنها تتذكر جيدا انها فريده اللعينه التى تكرهها جدا تمنت ان تكون ماټت وتخلصت منها انها السبب في كل ما حدث لها انها تملك كل ما لم تملكه يوما الشرف والاحترام والمركز وزوج وسيم محب يتمنى رضاها والاهم الاصل منزلها الراقي وعائلتها الكبيره اشياء لطالما حسدتها عليهم
ثم الحب الاسطوري الذى يكنه عمر لها 
عادت تتسأل انا هنا من امتى اخر ما تتذكره كان محاولة عمر الدفاع عن فريده ثم لا تدري ماذا حدث بعدها 
صول عجوز هتف بخشونه عبر الفتحه الصغيره في باب العنبر فاطمه مرعى 
نهضت ببطء ونظرت اليه بإحتقار ولم ترد لطالما كانت تحسد الاغنياء وتحتقر الفقراء في مزيج عجيب من الحقد الطبقي الصول فتح الباب ودفعها عبره پقسوه وقال اتحركى حضرة وكيل النيابه عاوزك 
انها من الاساس ترفض وجودها هنا لن تجيب علي أي اسئله هى لم تفعل شيئا سوي انها اخذت حقها من اللعينه التى
تسببت في طردها من عملها 
نظرت الي وكيل النيابه بغل بعدما رفضت
20 قوس
قزح
كنت ولا زالت انتظرك عند كل مشرق وعند كل مغيب واردد اسمك للنجوم فتخبرنى كيف هو حالك ولكن غيمه غطت علي النجوم يوما بعد يوم وانتظرت المطر طويلا حتى بدأت ايأس من هطوله 
فياغيومى اعيدينى الي حياتى الماضيه وارحمينى وامطري لتكشفي عن سمائي الغاليه 
لكل منا غيومه عواصفه وسكونه افراحه وشجونه تعقله وجنونه حسناته وذنوبه تتصارع اللذات علي باب الطاعات فنخطىء ونصيب نحب ونكره ولكن عندما يكون القلب ابيض فنحن نستحق فرصه اخري 
كل ما يمر علينا من احداث بحلوها ومرها يصنعنا ويجعلنا ما نحن عليه الان الحياه سلسله من الاحداث تمر ثم تترك لنا ذكريات نعيش عليها الذكريات الجميله تشوقنا لاعادة التجربه والحزينه تصقلنا وتترك بداخلنا شجون ذكريات الطفوله البريئه وذكريات ايام المدرسه ذكري اول يوم في الدراسه بعد الاجازه الصيفيه نتيجة الثانويه العامه بكل ما تحمله من توتر وفرحه ليلة العيد او زيارة عزيز بعد غيبه المصايف وتجمع العائله في السفر او في العزومات ذكري اول حب ثم احساس المصاحب للاعتراف بالحب وانت تنتظر رد فعل حبيبك اول لمسة يد وذكري واحساس 
عمر استرجع شريط حياته بالتفصيل خلال الايام الثلاثه التى قضاها منحنى كان لديه الوقت لمراجعة كل تصرفاته حتى من قبل انفصالهما علم ان الخطأ الاكبر كان من نصيبه هو استرجع حلمه وهو في الثامنة من عمره ليلة ميلاد فريده عندما شاهد محمد يعطيه فراشه رقيقه وهو اخذها منه ليطلقها في حديقه جميله طوال الايام التى قضتها فريده في الغيبوبه لم يغادرها مطلقا فهو علم ان الخيط الرفيع الذي يربط بينهما سينقطع عندما يترك يدها لم يضمد جراح يده ولم يتذوق الطعام ابدا فمن اين سيأتى بشهيه او رغبه في الطعام وقطعه من روحه تنازع المۏت وبالطبع بإمتناعه عن الاكل والشرب لم يكن يحتاج الي استخدام المرحاض لذلك لم يغادرها الا الي الصلاه التى كان يقف فيها اضعف ما يكون بين يدى الرحمن كان يخبرها قبل ان يترك يدها انه سيتركها فقط للصلاه فكانت الاجهزه تظل علي هدوئها ولكن عندما تتخطى غيبته الخمس دقائق تبدأ نبضات قلبها في الاضطراب فيعود سريعا للامساك بيدها وتعود ضربات قلبها للانتظام حتى خالته كانت تراقب ابنتها من بعيد وتقبل جبهتها وتغادر فورا لاكمال دعواتها وتضرعها الي الله عز وجل فهى كانت تعلم ان فريده لديها كل ما تحتاجه بعد ليالي عديده قضاها بجوارها يخشى ان يغمض عينيه فتغيب عن ناظريه كانت ماتزال كما هى في نفس غرفة العنايه المركزه التى دخلت اليها منذ ايام متصله بجهاز التنفس الصناعى ونائمه كملاك حزين تمنى لو يعلم بما تحلم لو يستطيع بثها احلام سعيده تعوض البؤس الى عاشته علي يديه لشهور مضت امواله التى كان علي استعداد لانفاق اخر قرش منها وتشفى حبيبته سهلت له الكثير من الامور فاستدعى اكبر جراح صدر في مصر لمعاينة الچرح واكبر طبيب عنايه مركزه واشتري وقته بالكامل حتى يتفرغ لفريده لو كان شراؤه للمستشفي يفيد لكان اشتراها بلا تردد ولو يستطيع التبرع لها بأنفاسه لتبرع بكل طيب خاطر بل ولأصبح سعيدا جدا ايضا 
اكمل حديثه اليها بلا انقطاع واكمل اعترافاته كان يعلم علم اليقين انها تسمعه اخبرها بالتفصيل عن كل تفاصيل حياته خلال فترة انفصالهما فريده انا خطبت نوف فعلا وكنت ناوى اتجوزها عشان اثبت لنفسي انى اقدر اعيش من غيرك كنت محتاجها تسندنى لانى كنت بضيع من غيرك لكن للاسف حبي ليكى كان واضح وخلاها تنسحب لانها عرفت
انى عمري ما هحبها ابدا 
مجددا الاجهزه ارسلت انذرات خفيفه اصبح الان يعلم متى
تكون منزعجه ومتى تكون مستكينه هو يضغط بكل قوته ويستفزها لتبدى أي رد فعل دون ان يترك كفها انها مستقره دائما الا حينما يتحدث عن نوف او يترك كفها
 

33  34  35 

انت في الصفحة 34 من 37 صفحات