الإثنين 25 نوفمبر 2024

اشواق غريبه بقلم داليا الكومي

انت في الصفحة 36 من 37 صفحات

موقع أيام نيوز


اثنتين 
خالها سعيد ترك المهجر نهائيا وعاد بأولاده بعد حادثتها علم انه يخسر كثيرا وخصوصا ان والدته اصبحت في فترة العد التنازلي وان ما فاته بعيدا عنها كان كثيرا جدا وبعودة فريده الي الحياه وعودة سعيد شريفه كانت وكأنها عادت الي الوراء سنوات فكانت في اتم صحه وعافيه في الزفاف 
رؤيتها للسعاده الخالصه ترتسم علي وجوه العرسان اسعدتها هى الاخري ونظرت الي عمر بتفاؤل ۏفاة والدها منعتها من اقامة حفلة زفاف كبيره وعمر اليوم حرص علي اهداء العرسان اكبر قاعة زفاف 

حتى يوم فرح اسيل لم يكن الفرح خالصا مثل اليوم فقد انقشعت اخيرا كل الغيوم وسطعت الشمس لتظهر قوس قزح يلون ايامهم القادمه بأروع الالوان عروستان خلابتان في ثوبهما الابيض الرائع زينتا القاعه ليس فقط بجمالهما المميز ولكن ايضا بسعادتهما التى رجت القاعه بأكملها 
والجميع وجه انظاره الي احمد ليقولوا عقبالك الدور عليك من كان ليتخيل ان تمر سبعة سنوات ويتغير فيهم الحال وينعم احمد بكامل صحته والفضل لعمر لديه عمل جيد في مكتب محاماه شهير وصحه جيده جيدا والاهم قلب ناصع البياض 
العديد من الاعلانات المتتاليه تلت اعلان خالهم استقراره النهائى في مصر وتركه للمهجر كأسيل التى تمسكت ببطنها بخجل وهى تنتنظر منهم ان يفهموا بدون الحاجه الي كلماتها وتختفي خلف زوجها من الخجل 
اما عمر فنهض فجأه وامسك الميكرفون ليعلن علي الملاء تجربته في انقاذ فريده اعطته حافز في بلده يستطيع العطاء وانقاذ الارواح حتى لو الدخل لم يناسب طموحه ومكانته كطبيب انتباه يا عيله انا قررت مش هسافر هكمل حياتى في بلدى وسط عيلتى 
كانوا يجتمعون في المصايف اعتادوا قضاء اسبوع سنويا في الاسكندريه في فيلا كبيره تجمع الجميع علي شاطىء البحر مباشرة يسهرون سويا ويتناوبون النوم لقلة الاسره ويجتمعون في حديقة الفيلا الصغيره يجهزون للشواء كل ليله واليوم شعرت بنفس شعورها في الماضى 
ان اوان اعترافها لعمر بحبها حذرها من قبل من نطق تلك الكلمه لكن الان لا يشبه بأي شكل ما كانا عليه منذ اسابيع فقط 
اخرجت رسالتها من حقيبة السهرات السوداء الصغيره التى تحملها ستعطيها لعمر الان فالوقت مناسب جدا لطى صفحة الماضى استقالتها واعتذارها الرسمى عن البعثه بالتأكيد سيصلا في اقرب وقت الي رئيس القسم وعميد الكليه وقرارها اصبح رسمى فور ارسالها لتلك الرساله الهامه التى اعادت ترتيب اولوياتها بها 
اخر رساله ستعطيها لعمر وهى التى سوف توصل اليه ما تشعر به في داخلها 
كان يراقبها بشغف كأنه لا يزال يعجز عن تركها تغيب عنه عندما اوشك علي فقدها تخلي عن كل شيء الا الرغبه في الشعور بأنفاسها تلفح وجهه اقتربت منه بهدوء ووضعت كفها علي ذراعه وبحركه تلقائيه غطى كفها بيده الاخري التى دست فيها رسالتها للحظات لم يستوعب ما فعلته لكنه رفع الرساله الي عينيه وحركتها عندما هزت رأسها مشجعه جعلته يقتادها الي خارج القاعه حيث مقهى فى نفس الفندق الفخم الذى يقام فيه الزفاف وطلب لهما القهوه سألها پخوف فيها ايه يا فريده 
اجابته بدلع اقراها وهتعرف
تطلع الي الرساله بتوتر قال هامسا القهوه كفايه ولا اطلب سم
ضحكت بدلال لم تمنحه اياه من قبل جعله يفقد الباقي من عقله وقالت الشربات يكون تمام 
انتظر حتى ارتشف اول رشفه من قهوته انه لا ېدخن بإنتظام لكنه الان بحاجه الي حړق
شيئا ما يساعده علي اخراج توتره كان يعلم ان تلك الرساله هى الفيصل في حياته اشار الي النادل الذى حضر
علي عجل هاتلي سېجاره حالا 
فريده نظرت اليه بعتاب لكنها تغاضت عن طلبه سيكون لديها الوقت في المستقبل اذا اراد الله وستمنع عنه ذلك الاذى ولكنها الان تتمنى ان يقرأ رسالتها
التى فشلت في
ايصال ما فيها من مشاعر بلسانها 
قال بسم الله الرحمن الرحيم وفتح الرساله التى فيها نتيجة اختبار حياته كلها
قرأ بترو وبعينيه فقط فلم يجرؤ علي النطق 
سأثبت لك اننى احبك 
الي سندى وسبب تمسكى بالحياه اكتشفت ان الرسائل طريقه مثاليه للتعامل معك ربما تأسرنى جاذبيتك ويغيب عقلي عندما تكون بقربي فأتلبك وتغادرنى لباقتى الطبيعيه لاعود طفله تتلعثم امامك كما كنت افعل دائما وانت تعلمنى الكلام 
لاربع سنوات كامله وانا اراجع تصرفاتى واؤنب نفسي ليس لاننى فقدت حبك كما تظن بل كنت اؤنب نفسي لانى كنت من الغباء بحيث لم ادعك تعلم اننى احبك وحرمت نفسي من متعة التعبير التعبير عن حبك متعه خالصه تتركنى في حاله فوق تناول بمراحل واحتاج فقط الي الوقت كى اثبت لك اننى احبك واستحقك 
لن اقبل ان اعود واستقبل حبك الا اذا كنت ندا لهذا الحب وانا ندا له ولكن احتاج فقط لاثبات ذلك سأقضى الباقي من عمري في محاولة اظهار حبي لك خلال السنوات القادمه سيحل دوري انا في العطاء 
العشق له اصول تعلمتها جيدا واهم اصوله هى المساواه لا يوجد في الحب قانون يفرض علي طرف العطاء بلا مقابل كما كنت تفعل لكن الامر المدهش انك معى انا لم تكن تعطى بلا مقابل فقط كنت اعجز عن ايصال ما اشعر به لاننى كنت اخشي من فقدان الهويه التام معك انت بنفسك اخبرتنى يوم عقد قراننا اننى احبك بطريقه تختلف عن طريقة حبك لي الحق كان معك كنت فقط احتاج الي الشجاعه للاعتراف بذلك وحينما ادركت ذلك للاسف كان الاوان قد فات فقد اكتشفت انى احبك في اليوم الاخير من عدتى وانا انتظرك بشوق لتعيدنى اليك كما كنت تفعل دائما انت احببتنى بطريقه جعلتنى انانيه وغبيه فلم ابادر انا بالاعتذار عن كلمات نطقتها فقط بلسانى دون قلبي لاخرس حيه كانت تريد سماع تلك الكلمات فقط نطقتها لاخرسها وامنعها من قول المزيد كنت اريدها ان تقتنع اننى اعنى تلك الكلمات فتكف عن بخ سمها ضعفي وسلبيتى وغبائى جعلونى اخسرك ولكننى وعيت درسي ومن الان سأحارب لاجلك من اجل الاحتفاظ بك وسأغرس اظافري في وجه اي انثي تحاول الاقتراب منك قطتك الجديده شرسه لذلك اخبرك من الان كى تأخذ حذرك عندما تقترب من المۏت جدا كما اقتربت انا تتغير كل قناعاتك تصبح انسان جديد بفكر عميق اريدك بكل ما فيك بصفاتك السيئه قبل حسناتك 
تملك اموال او لا تملك عدت سمينا او ظللت رشيقا لن يفرق معى ذلك فأنا اسعى خلف قلبك الذي لن اسمح له بحب اخري غيري
ابدا 
سنوات الفراق وتجربة المۏت جعلتنى فريده جديده فريده تحبك بلا اي غرض فقط اريد ان اسمعك تقول حبيبتى كما كنت تقولها وانا في غيبوبتى اريد ان اعود مدللتك المحظيه فأنت دللتنى
كطفلتك واحببتنى كعشيقتك واحترمتنى كوالدتك وحميتنى كأخى الكبير فلم اشعر بالامان الا في ثم عاقبتنى كطفله مشاغبه واعدت تربيتى من جديد 
ان اتخلي عن حلم زائف في مقابل حلم حقيقي مكسب لي 
عمر انا تخليت بكامل ارادتى عن عملي بالجامعه وعن بعثتى لا للمزيد من الشهادات التى لن احتاجها بعد اليوم فقد حصلت علي اعلي الشهادات في الكون وهى قسيمة زواجنا وشهادة ميلاد طفلنا الذى اعلم انه سيقاوم وسينجو بإذن الله 
من اليوم انا زوجه وام فقط زوجه كل همها ارضاء زوجها والاهتمام بمنزلها الذى سيكون جنتها سأنتظرك يوم ولادتى لتعيدنى الي منزلنا نفسه وسأعوضك فيه عن كل لحظات الالم التى عانيتها بسببي 
اسمح لي بالابتعاد تلك الشهور واخطبنى فيهم من والدتى لنبدأ مجددا بدون أي ماضى قاسې ومن اليوم وحتى يوم ولادتى ان
لم تقتنع اننى احبك فقط لشخصك اذن لا تعود الي فحينها لن اكون استحق حبك 
الان تجرأت ووقعت بإسم عزيز علي قلبى زوجتك
رسالتها
قلبت عقله وقلبت كيانه حتى انه جذب فريده من يدها ليعيدها الي الزفاف بدون ان يحاسب المقهى والنادل حاول اللحاق به قائلا الحساب يا فندم 
ولكن مديره استوقفه قائلا سيبه ده عمر بيه شريك الفطيم اللي حاجز قاعة الفرح 
وعمر تقريبا حملها من علي الارض وهو يسرع بها الي القاعه ليعلن 
للجميع بدون أي مقدمات انتباه يا جماعه انا كمان عندى اعلان انا خلاص قررت اصفى كل اعمالي في الامارات ومش بس كده هفتح مستشفي وكلنا نشتغل فيها عمر ومحمد وفريده وانا وحتى رشا ونور واى حد من العيله يحب هينورنا وهيساعدنا ثم نظر الي جدته وهو يقول وهنسميها مستشفي الشريفه ودى هتبقي مستشفي خمس نجوم في الخدمه وأسعار بسيطه جدا 
فريده هزت رأسها برفض عمر انا خلاص مش هشتغل انا من هنا ورايح ست بيت بس
كان دور عمر هذه المره ليهز رأسه ولكن بإستنكار امسكها من كتفيها بحنان وركز نظراته علي عينيها الحائرتين فريده انا عمري ما طلبت منك تسيبى شغلك نجاحك بيسعدنى احب اشوفك ناجحه وقويه مع كل شهاده كنتى بتاخديها كنت بفرح كأنى انا اللي اخدتها 
الجميع اختفي من حولهما فجأه اصبحا في عالمهما الخاص فريده يوم مناقشتك انا كنت سعيد جدا فخور بيكى وبنجاحك حتى علي الرغم انك كنتى بعيده عنى لكن انا دايما اتمنتلك الخير 
يا الله كم هو رائع عمر محب وحنون وقوي اى انثى غبيه لا تتمنى ان يكون هذا هو رجلها عمر انا استقلت خلاص والموضوع نهائى حبيبتى مش شغلك هو اللي كان بيبعد بينا لا البرود اللي انتى كنتى بستخبي وراه هو اللي دبحنى يكفينى نظرة حب واحده اعيش عليها لاخر يوم في عمري وبعدين يعنى انا هلاقي دكتورة اطفال اشطر منك فين عشان تعالج اولادنا انا مش هثق في أي دكتور غيرك عمر عمر انت فعلا عاوز الطفل ياه يا فريده انتى فعلا بتسألينى ومستنيه اجابه 
هزت رأسها بالنفي بالطبع لا هى لا تنتظر الاجابه هى تعلمها جيدا ټلمسها بقلبها عمر يحبها فعلا حب لن يتكرر ابدا وهى ايضا تبادله نفس الشعور 
ليته ايضا يشعر ويتأكد كما تعلم هى مقدار حبه الجياش 
عمر اعطى قلبه ومشاعره علي بياض ولم ينتظر يوما المقابل وهى اعتادت الاخذ دون ان تحاول العطاء هى الاخري ربما لانها كانت تعلم ان حب عمر يكفيهما معا كم هى نادمه الان علي كل لحظه فرطت فيها دون ان تحاول اظهارحبها لعمر وكل لحظه سلمت فيها اذنيها الي افعى سامه نغصت عليها عيشتها وبالاخص علي كل لحظه شعرت فيها ان عمر اقل منها كم كانت مخطئه فهو افضل منها بكثير يكفيه حبه الرائع المخلص وصدقه واخلاصه وشهامته ورجولته وعطائه اعطى كليته لاحمد واعطاها عمره وامواله ولم ينتظر يوما المقابل دعمها في تعليمها ولم يشعر بالغيره لانها ستتفوق عليه ومازال الي الان يدعمها ويقف خلف نجاحها 
اقترابها من المۏت غير مفاهيمها تماما لم تعد الشهادات او المناصب تهمها فقط
 

35  36  37 

انت في الصفحة 36 من 37 صفحات