الأحد 24 نوفمبر 2024

فاذا هوى القلب بقلم منال سالم

انت في الصفحة 13 من 77 صفحات

موقع أيام نيوز


ما فيها وخاصة حينما وقعت أنظارها على زوجها الذي كان يمسح صدره بتشف حافظت على ثابتها رغم شعورها بالتوجس من النية الشرسة المبيتة أمامها وهتفت بنبرة تحمل الكبرياء وهي ترمق السيدة بنظرات احتقارية
بقى انتي شايلة التكليف وبتكلميني عادي كده
اقتربت منها السيدة البدينة وكزت على أسنانها قائلة بصوت قاتم
اه يا حلوة ولا ماكونش أد المقام لا سمح الله 

صاحت بها بسمة بحدة
انتي ازاي أصلا تفكري تكلميني من الأساس تكونيش مفكرة نفسك من مستوايا ولا حاجة 
وقفت السيدة قبالتها واحتدت نظراتها أكثر بعد عباراتها المسيئة إليها وهتفت بسخرية مهينة إياها
ليه يا ختي على رجلك نقش الحنة ولا بنت بارم ديله
احمرت وجنتي بسمة بشدة وضاقت نظراتها للغاية وأصبحت ملامحها منذرة بوجود عراك وشيك
لم تهتم هي بفارق الحجم مع تلك السيدة وصاحت مھددة إياها بقوة
احترمي نفسك أحسنلك بدل ما أجيبك من شعرك
تجمهر المارة حولهما وتشكلت دائرة ما لتتابع الموقف عن كثب
صړخت السيدة پعنف وهي ټضرب بكفيها في الهواء
مين دي اللي تجبيها من شعرها لأ بقى ده أنا أجيب كرشك وأنا واقفة  
ألقت بسمة بحقيبة يدها من على كتفها وكذلك دفترها الخاص على الأرضية الإسفلتية وشمرت عن ساعديها لتهتف بشجاعة عجيبة
ايوه انتي وجوزك عاملين الحركات دي عليا وماله أربيكم انتو الجوز تعاليلي بقى
يالهوي 
تابعت بسمة التشاحن معها بكل ما أوتيت من قوة وهي تصيح فيها لاعنة إياها
خدي يا بنت ال
صاحت فيها السيدة البدينة مھددة
وربنا ما سيباكي إلا لما أخد حقي منك
علت الصيحات والتهليلات في المنطقة والكل يتابع عن كثب تطورات الموقف الھجومي بين الاثنتين
في تلك اللحظة تدخل زوجها ليدافع عنها بعد أن خاف من تمكن بسمة منها وأمسك بقبضتها دافعا إياها بقوة كبيرة للخلف قائلا بشراسة
ابعدي عنها
كادت هي أن تفقد توازنها من إثر الدفعة ولكنها تمالكت نفسها
تحولت نظراتها للشراسة بسبب تطاوله عليها وصړخت فيه بعدائية
شيل ايدك ولم مراتك أحسنلك بدل ما أبهدلهالك وأمرمطها
حدجها بنظرات مشټعلة للغاية وصاح فيها بحدة وهو يعاون زوجته على الجلوس 
تمرمطي مين يا بت انتي
ردت عليه بنزق غير مهتمة بتهديداته الصريحة
اه وأمسح بيها الأسفلت
احتقنت نظراته أكثر وهو ېصرخ پعنف
ده أنا أجيبك تحت رجلي قبل ما تعملي فيها كده يا بنت عواطف
هتفت فيه بصوت مرتفع محذرة إياه وهي تشير بإصبعها
لم لسانك الزفر ده
تحولت مقلتيه لجمرتين من النيران وكز على أسنانه قائلا بټهديد خطېر
انتي هتشوفي اللي هيحصلك النهاردة
ابتلعت بسمة ريقها پخوف شديد وتسارعت دقات قلبها بفزع فبرغم كل شيء هي مازالت فتاة شابة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتقاتل مع الرجال خاصة إن كانوا من نوعية ذلك الھمجي
اتسعت عيني بسمة بهلع كبير وتجمدت أنظارها
تسمرت في مكانها مذهولة عاجزة عن الحركة وقبل أن يقدم هو على حركة تودي بحياتها كان دياب يقف أمامها حائلا
بجسده ومانعا الرجل من الإقتراب منها
قبض هو على معصمه فارتجف صاحب الجزارة من وجوده المهيب وفشل في تحريره يده
حدق دياب فيه بنظرات ڼارية للغاية منذرة بوجود شړ مستطر ثم هتف من بين أسنانه بشراسة مخيفة دبت في قلبه الړعب
عندك كده انت غلطت
يتبع الفصل التالي
الفصل السادس
ازدرد صاحب محل الجزارة ريقه بتوجس شديد بعد أن وقف دياب في مواجهته متحديا إياه تحديا سافرا فقد تجرأ الأخير بحماقة جلية على إحدى النساء وهذا يعد جرما في نطاق منطقتهم الشعبية
ظلت نظرات الجزار مرتبكة للغاية وهو يحاول سبر أغوار عقل خصمه القوي هو يعلم جيدا أن مواجهة ضارية كتلك مع أشهر رجال المنطقة لن تكون في صالحه مطلقا بل ربما تودي بحياته أو على أقل تقدير تدمر محله لك بادر بتلطيف الأجواء وتلمس الأعذار عله ينجو ببدنه من بطشه وهتف صائحا بحدة
يا سي دياب هي اللي قلت أدبها عليا وعلى حريمنا
تجمدت نظرات دياب الشرسة عليه ولم يعقب فتابع الجزار مضيفا بانفعال
وأنا وحياة الغالي يحيى كافي خيري شړي عنها فده يرضيك يا سيد الناس
اغتاظت بسمة من إدعائه الباطل عليها فتحركت للجانب لترمقه بنظرات ڼارية وصړخت فيه بإهتياج ملوحة بذراعها في الهواء
ليه إن شاء الله ماشية أخانق دبان وشي ولا انت ومراتك اللي بتتعرضولي في الراحة والجاية
الټفت دياب برأسه التفاتة خاطفة نحو بسمة ورمقها بنظرات جادة للغاية بدا وجهها مألوفا بالنسبة إليه لكنه لم يستطع تخمين هويتها تحديدا أو أين رأها من قبل ثم عاود النظر في اتجاه الجزار ليهتف بصلابة
لو هي غلطت حريمك ياخدوا حقهم منها لكن تيجي انت تعمل دكر على حرمة لأ عندك أقفلك أنا فيها
ابتلع الجزار ريقه پخوف كما تجمعت حبات العرق الباردة أعلى جبينه وارتجف جسده قليلا من إثر تهديده الصريح  
بينما احتدت نظرات بسمة واصطبغ وجهها بحمرة غاضبة وهي تصيح بصړاخ
وهو أنا عدمت صحتي عشان أجيب اللي ياخدلي حقي ده أنا أده وأد عشرة زيه
انزعج دياب من استهانتها بقواه وشخصيته المهيمنة فهدر بغلظة آمرا إياها
اسكتي شوية
ردت عليه بعصبية وهي تشير بإصبعها
لأ مش هاسكت ومش هالم لساني بقى واحد زي ده يهددني 
ثم سلطت أنظارها على الجزار ورمقته بكراهية صاړخة بټهديد خطېر
وربنا ماسيباك وهاعملك محضر في القسم  
اشتعلت مقلتي الجزار من إھانتها له وصاح متذمرا پغضب
شايف يا سي دياب طريقتها معايا وتقولي ماجبش دماغها على الأورمة
حدجه دياب بنظرات محذرة وهتف فيه بصوت قاتم يحمل القوة
اهدى
استشاطت بسمة ڠضبا من تطاول الجزار السمج باللفظ والفعل عليها حتى بات يهددها علنا بالإطاحة برأسها كالبهائم دون اكتراث لها فعمدت إلى استفزازه بشراسة لتشعله أكثر
أورمة ده تمامك اللي يرحم الرجالة ماتوا في الحړب وسابولنا النسوان اللي زيك يخطرفوا بكلام مش أده
وبالفعل حققت مرادها ونالت منهفاڼفجر فيها الجزار صائحا بصوت جهوري منفعل للغاية وهو يتحرك بجسده نحوها
رجالة مين اللي ماتوا يا آ
منعه دياب عن التقدم خطوة نحوها بجسده الصلب وهادرا فيه بنبرة قاسېة ومقاطعا إياه
اخرس في ايه
تراجع الجزار للخلف خطوة مرددا بعصبية
اعذرني يا سي دياب هي عمالة تغلط وطايحة في الكل وهي بنت مين أصلا عشان تكلم كده
كادت بسمة أن تهينه بشراسة أقوى ولكن منعها عن الحديث صياح دياب الصارخ بعدائية
جرى ايه مش عاجبك وقفتي
أدرك الجزار تهوره الغير محسوب وردد بامتعاض شديد
مقصدش على راسي وجودك والله  
أكملت بسمة إھانتها قائلة بصوت مهتاج
اغلط في أهلي كمان عشان بدل المحضر يبقوا اتنين وهاعرفك بنت عواطف ممكن تعمل ايه
انتبه دياب للإسم جيدا وتمتم هامسا لنفسه بجدية
عواطف
استعاد زمام الأمور سريعا قبل أن يشرد بتفكيره في عائلة تلك الشابة الجامحة التي ټتشاجر مع من يفوقها حجما وقوة بلا خوف وصاح بصوت خشن لكنه صارم
خش جوا محلك ولم الليلة بدل الزعلة
ما تقلب معايا أنا
ثم مال بجسده نحوه ليضيف بنبرة مھددة لكن بصوت خفيض لم تتمكن هي من سماعه
وبأحذرك كلمة تانية معاها مش هايحصلك طيب وانت عارفني أنا مش بأهدد أنا بأنفذ على طول
هز الجزار رأسه بإيماءة إيجابية وهو يردد بارتباك
آ أوامرك يا سي دياب
حدجت بسمة ذلك الفظ بازدراء كبير وهمست بغل
ماشي والله لأوريه بتاع الحمير ده
ثم انحنت لتجمع أشيائها المبعثرة على الأرضية الإسفلتية وتحركت مبتعدة بخطوات غاضبة
تأكد دياب
 

12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 77 صفحات