فاذا هوى القلب بقلم منال سالم
الغرفة لتتجه نحو المطبخ فرأت ابنها منذر مقبلا عليها ومودعا إياها في نفس الوقت مرددا
ست الكل
نظرت له بغرابة وهي تتساءل
رايح فين يا منذر
أجابها بتنهيدة متعبة
رايح المطعم أشوف التوضيبات وأتكلم مع المهندس المسئول
هتفت قائلة بإصرار وهي تضع قبضتها على ذراعه لتمسك به
طب استنى هاجهزلك لقمة تاكلها على السريع
لأ مش عاوز
منذر
تابع طه قائلا بلهجة شبه آمرة
أما تخلص عدي على عواطف وشوف عملت ايه لأن انت اتأخرت عليا وأنا زهقت من الأعدة في الوكالة
هز رأسه متفهما وهو يقول
ماشي سلامو عليكم
ردت عليه والدته التحية قائلة بصوت أمومي حاني متابعة إياه بنظراتها الدافئة
عال الشغل 100 100 يا رجالة
رد عليه الأخير قائلا بسعادة
انت تؤمر بس يا ريس دياب
أضاف دياب قائلا بجدية وهو يشير بذراعه موضحا ما يرغب في القيام به من تعديلات لائقة من وجهة نظره
هز المهندس رأسه بتفهم مرددا
في نفس التوقيت ولج منذر إلى داخل المطعم ليجد أخاه واقفا إلى جوار مهندس الديكور فهتف بصوت مرتفع يحمل المفاجأة
الله انت هنا
الټفت دياب برأسه نصف التفاتة نحوه ورد عليه بجدية
منذر حبيبي
وضع منذر ذراعه حول كتف أخيه الأصغر وربت عليه برفق ثم سأله بإستغراب
ايه اللي جابك مش كان لسه عندك تسليم
أجابه الأخير بعبوس
تعجب منذر مما قاله وردد بضيق قليل
يا ساتر يا رب
ثم انتقل للسؤال التالي مرددا باهتمام
ها اتكلمت مع المهندس
أجابه دياب بثقة
أه هايظبط كل حاجة زي ما احنا عاوزين
زم منذر فمه للأمام قائلا بإعجاب
عظيم
وسريعا تحولت ملامحه للإنزعاج وهو يضيف على مضض
ناقصنا بس نشوف البلوى اللي في النص دي
تقصد الدكان
رد عليه منذر وهو ينفخ بضيق
هو في غيره يا دياب
وافقه أخيه الرأي قائلا
عندك حق معطلنا كتير
أضاف منذر قائلا بنبرة عازمة وقد ضاقت نظراته للغاية
أنا رايح عند عواطف أتكلم معاها أشوفها وصلت لإيه
رد عليه دياب بجدية
طب خدني معاك في سكتك
اه وأهوو بالمرة ألاغيها بلغة السوق إن كانت معصلجة
زفر منذر بصوت مزعوجثم دس يديه في جيبي بنطاله الجينز مضيفا بتأفف
المشكلة مش فيها هي دي في أخوها
رد عليه دياب بعدم اكتراث
أهوو نشوفله سكة إن كان معاند في البيع
أخرج منذر يدا واحدة من جيبه ولكز بها أخيه في كتفه قائلا بحزم
طيب تعالى
الفصل الثامن
اتجهت نيرمين وهي تحمل رضيعتها الغافية على كتفها نحو باب منزلهم لتفتحه بعد استماعها لقرع الجرس الخاص به وقفت أمام العتبة تتأمل المتواجدين باستغراب قليل
أردف منذر قائلا بنبرة خشنة
سلامو عليكم
سريعا تداركت الموقف وتنحنحت بخفوت قائلة بترحيب
وعليكم السلام يا أهلا وسهلا
تابع هو متسائلا بجدية ونظراته تحولت للجمود
الست عواطف موجودة
حدقت فيه بقلق ظاهر ووزعت أنظارها بينه وبين أخيه الواقف خلفه مجيبة إياه
اه موجودة
ابتلعت ريقها بتوجس وتساءلت بتلعثم
هو هو في حاجة
رد عليها بغموض
أنا عاوز أتكلم معاها
أضاف دياب قائلا بعتاب
هو احنا هنفضل واقفين كتير على الباب
أيقنت شرودها عن التصرف بلباقة مع الضيوف فهدهدت رضيعتها برفق وتنحت للجانب قائلة بحرج
لا مؤاخذة اتفضلوا ده بيتكم
صاح منذر عاليا لينبه من بالداخل لوجوده
يا رب يا ساتر
بينما تنحنح دياب بخشونة مرددا
احم سلامو عليكم
اتجه الاثنان نحو غرفة الصالون حيث المكان المعتاد لاستقبال الزائرين بينما أسرعت نرمين في خطاها لتبلغ والدتها بوجودهما بالخارج لفت عواطف حجاب رأسها سريعا دون عناية بمظهره النهائي وسارت بخطوات شبه سريعة نحوهما
ابتسمت قائلة بود مرحبة بهما
يا مراحب بالغاليين
نهض الاثنان من على الأريكة العريضة ليصافحاها ثم عاودا الجلوس مرة أخرى لم يرغب منذر في إضاعة الوقت هباء لذلك استطرد حديثه قائلا بعجالة وبجدية شديدة
شوفي يا ست عواطف أنا جاي النهاردة عشان أحط النقط على الحروف في موضوع الدكان
حدقت فيه بارتباك كبير فقد بدا في نبرته وفي نظراته المسلطة عليها الحزم والشدة ازدردت ريقها قائلة بحذر
ما أنا مش ساكتة يا سي منذر بس
انزعج منذر نوعا ما بسبب استشعاره لتقاعصها عن إتمام تلك المسألة الحيوية وقبل أن تكمل جملتها للنهاية قاطعها قائلا بعصبية قليلة
مش وقت بسبسة يا ست عواطف دي مصالح وارتباطات مع ناس كتير مش فاضين للأعذار والحجج
دافعت عواطف عن موقفها قائلة بتلهف
والله ما حجج
ثم أخفضت نبرتها نسبيا لتتابع بحزن واضح
أنا بس أخويا رياض ماټ من قريب وماكونتش أعرف
حلت الصدمة على وجهي كلا من منذر ودياب وتبادلا نظرات مزعوجة وممزوجة بالحيرة فلم يتوقع أحدهما ۏفاة الشريك الأخر لعواطف وبالتالي تشكلت عقبة أخرى أمام إكمال مسألة البيع
ردد منذر بنبرة واجبة
البقاء لله
ردت عليه بصوت مخټنق
الدوام لله وحده
بينما أضاف دياب مواسيا
الله يرحمه البركة فيكي انتي
ردت عليه بتفهم
اللهم امين تعيش يا بني
ساد صمت حذر لعدة لحظات قبل أن تستأنف عواطف حديثها قائلة بصوت مضطرب
أنا كنت هافتحه في بيع الدكان بس بس اتفاجئت باللي حصله ده حتى معرفتش أقوم بالواجب ولا
تلك المرة قاطعها دياب قائلا بجمود متخيلا عن هدوئه
شوفي يا ست عواطف المثل بيقول الحي أبقى من المېت وبصراحة كده احنا بنسابق الزمن عشان ننجز
ردت عليه بقلة حيلة
وأنا متأخرتش عنكم يا دياب يا بني
ضجر منذر من فتور ردودها فصاح محذرا إياها من المماطلة بانفعال ظاهر
احنا مش بنهزر ولا ده لعب عيال
بينما أضاف دياب بټهديد
خليكي فاكرة يا ست عواطف إن الدكان اتفقنا هنشتريه وبسعر كويس فبلاش ملاوعة من أولها لأن ده مش في مصلحتك
نفت سريعا إتهامه لها قائلا پخوف
والله ما ملاوعة دي دي ظروف حصلت
رد عليها غير مكترث
ماليش فيه ده كله
هزت رأسها بإيماءات متتالية قائلة
حاضر أنا هاتصل بمراته وأفاتحها في بيعه
نهض منذر فجأة من مكانه وتابع قائلا بصوت قاتم
اعملي اللي تعمليه يا ست عواطف المهم يخلص في أسرع وقت
ماشي
أكمل دياب مهددا بعد أن هب واقفا هو الأخر
كمان أنا لحد دلوقتي مصدر الوش الحلو فبلاش أضطر استخدم الوش التاني وإنتي مش محتاجة تعرفيه
اطمنوا اللي انتو عاوزينه هايحصل
ثم هتفت بنبرة عالية
يا نيرمين الشاي أوام للضيوف
رد منذر معترضا بجمود
مالوش لازمة احنا ماشيين على طول
ألحت قائلة بإصرار كبير
والله ما يحصل أبدا ده انتو كده بټشتموني
نظر منذر لأخيه وأشار له بعينيه قائلا بهدوء
خلاص اقعد يا دياب خمساية ونتوكل على الله
رد عليه أخاه على مضض
طيب
في نفس التوقيت عادت بسمة من الخارج وعلى وجهها علامات سخط جلية
كانت منزعجة للغاية من تصرفات أولياء الأمور المستفزة في بعض الأحيان والدافعة لحنقها المستمر لم تشعر بوجود غرباء في منزلها فأخذت راحتها في التذمر من وضعها المأساوي في الدروس الخاصة التي تقوم بإعطائها مرددة بصوت مرتفع وهي توصد باب المنزل
امتى يتوب علينا ربنا من الهم ده بجد ناس معندهاش لا رحمة ولا أدب من الأساس
أسرعت نيرمين ناحيتها قائلة بصوت خفيض وهي ترمقها بنظرات حادة للغاية
بسمة وطي صوتك في
لم تمهلها الفرصة لإكمال ما تريد قوله حيث هتفت بتبرم
الواحد يبقى قاعد في الدرس كافي خيره شره ومركز في اللي بيديه للعيل من دول ويلاقي الأم بتظبطني ياختي مع أخوها
فغرت