الإثنين 25 نوفمبر 2024

فاذا هوى القلب بقلم منال سالم

انت في الصفحة 22 من 77 صفحات

موقع أيام نيوز


العبي معاها
هبت أروى واقفة في مكانها مرددة بحماس
حاضر
ثم ركضت إلى خارج الغرفة وهي تقفز بسعادة
صاحت عواطف قائلة بإعجاب وهي تتابعها بأنظارها
ماشاء الله أروى كبرت وبقت عروسة أهي 
ردت عليها جليلة بتبرم
اه بس مدوخاني في مذاكرتها
هزت عواطف رأسها بتفهم وهي تقول
كل العيال كده
تحركت جليلة على الأريكة قليلا لتدنو منها ومالت بجسدها نحوها ثم هتفت بغموض وهي مسلطة بصرها عليها

ماهو ده الموضوع اللي جيالك فيه 
توجست عواطف من اقترابها المثير للريبة وسألتها بقلق ظاهر
خير يا ست جليلة
أشارت جليلة بيدها في الهواء وهي تجيبها بهدوء
بصي يا ستي أنا ابني دياب عاوز مدرسة تكون شاطرة وبتفهم تدي الواد ابنه يحيى
لم تفهم عواطف مقصدها بوضوح بدت نوعا ما مشتتة التفكير فسألتها مستفسرة
أها بس ده ايه علاقته بينا
تابعت جليلة قائلة بابتسامة متحمسة
ما أنا جيالك في الكلام أهوو
طيب
ارتشفت جليلة القليل من المشروب ثم استأنفت حديثها قائلة بجدية
احنا كلنا عارفين إن بسمة شغالة مدرسة في أبصر مدرسة كده فبصراحة ملاقتش أحسن منها تديه الدرس وتذاكرله
نظرت عواطف إلى ابنتها نيرمين مندهشة فلم يسبق لعائلة حرب أن تطلب منها شيئا كهذا خاصة وأنهم يعلمون أن بسمة معلمة منذ فترة
بدت نيرمين متحمسة للفكرة ولما لا فالعائد المادي هنا سيكون مجزيا ومختلفا تماما عن الطبقة الفقيرة والمتوسطة التي تدرس لهم أختها الصغرى
أضافت جليلة قائلة بمكر وهي تغمز بعينها
وبالمرة تدي أروى معاه الحاج طه كان عاوز يديها درس واطمني هنحاسبها كويس احنا كرما
ردت عليها عواطف بنبرة مجاملة
يدوم العز يا رب دي تديهم ببلاش من فضلت خيركم علينا
ابتسمت لها جليلة بلطف وهي تقول
الله يكرمك
ثم تلاشت ابتسامتها نوعا
ما وهي تسألها بجدية
ها المهم ايه رأيك انتي
ارتبكت عواطف قليلا فهي لا تعرف رد ابنتها عن تلك المسألة المفاجئة لا تنكر أنها خشيت أن تعتبر الموضوع متعلقا بكرامتها إن أعطتها وعدا لا تستطيع الإفاء به وهي متوجسة خيفة من ردة فعل عائلة حرب إن أخلف أحدهم اتفاقهم المبرم معهم لذلك حاولت أن تبدو دبلوماسية في ردها عليها وأجابتها بحذر
مش عارفة الصراحة أقولك ايه الحكاية دي تخص بسمة وهي اللي تقول رأيها لأن انتي عارفة هي مشغولة يا حبة عيني لأخر اليوم
ردت عليها جليلة بصوت ثابت
خليها تشوف مواعيدها كده وأهوو البيت قريب من البيت لا في مشاوير ولا پهدلة في المواصلات
ثم تعمدت أن تشير إلى الناحية المادية مجددا حتى تتمكن من إغرائها بالموافقة فأكدت قائلة بجدية وهي تنتصب في جلستها
وزي ما قولتلك دياب ابني والحاج طه هيراضوها كويس
لاحظت عواطف تحول اسلوبها للجدية والصرامة فهتفت بنزق
انتي تؤمرينا أنا هاكلمها وأخليها تشوف نفسها وتفضيلهم ميعاد مخصوص هي هاتيجي لأعز منكم
ابتسمت جليلة لنفسها بغرور بعد أن وصلت لمبتغاها دون عناء وهزت رأسها هاتفة بثقة
تسلمي يا حبيبتي ده العشم بردك
انتبه ثلاثتهن إلى صوت دق عڼيف على باب المنزل فاستداروا برؤوسهن نحو باب الغرفة
تساءلت عواطف بامتعاض وهي تنهض من مكانها
ياختي مين اللي بيخبط على الباب كده
هزت نيرمين كتفيها نافية وهي تجيبها
مش عارفة
أشارت لها أمها بيدها لتسبقها في سيرها قائلة بنبرة آمرة
روحي يا نيرمين افتحي
ردت عليها باقتضاب
حاضر 
أسرعت نيرمين في خطواتها متجهة نحو باب المنزل لتفتحه عبست بوجهها حينما رأت شرطيا يقف على عتبته
سألته بتوجس وهي تتفرس فيه وفيما يحمله من أوراق في يده
ايوه
حدق فيها الشرطي بنظرات دقيقة متسائلا بجمود
ده بيت نيرمين سيد
خفق قلبها نوعا ما من سؤاله المباغت وردت عليه بتلهف
اه هو خير يا شاويش
رفع ورقة ما أمام وجهها مجيبا إياها بجفاء
ده إخطار من القسم 
مجرد ترديد كلمة مخفر الشرطة في جملة ما تثير خوف واضطراب أي شخص لذا لطمت نيرمين على صدرها مصډومة وهي تشهق متسائلة بفزع
قسم يا نصيبتي ليه
أجابها بنبرة رسمية
البيه المأمور عاوزك تستلمي عفشك
ارتفع حاجباها للأعلى بذهول أغرب وهتفت غير مصدقة ما سمعته
عفشي 
أوضح الشرطي باقي عبارته قائلا بعدم مبالاة
طليقك سلمه عند القسم وباعتلك تاخديه امضي على الاخطار ده يا ست 
كزت نيرمين على أسنانها قائلة بغل وبصوت خفيض لاعنة زوجها السابق
ابن ال
وقفت والدتها إلى جوارها وسألتها پخوف وهي محدقة في الشرطي
في ايه يا نيرمين
أجابتها الأخيرة بتجهم كبير
المنحوس الفقري شايفة عامل ايه فيا
زادت دقات أمها بقلق أكبر واضطربت أنفاسها نوعا ما
وضعت هي يدها عى ذراع ابنتها وضغطت عليه قليلا متسائلة بتلهف وهي تدقق النظر في وجهها
ماله
أجابتها بنبرة محتقنة للغاية
باعتلي عفشي على القسم 
شهقت أمها مصډومة وهي تلطم على صدرها بقوة
يالهوي 
صاحت نيرمين بنبرة مغتاظة وهي تلج لداخل صالة منزلها
منه لله حسبي الله ونعم الوكيل فيه أنا هالبس العباية وأروح أشوف النصيبة دي
ردت عليها عواطف بإصرار
استني أنا جاية معاكي مش هاتروحي لوحدك
تابعت جليلة ما يحدث من موقف محرج في الخلفية واستشعرت عدم ملائمة الظروف لبقائها أكثر من هذا في المنزل وأنه من الأفضل إنهاء تلك الزيارة الودية على الفور لذلك هتفت بهدوء نسبي
طب يا عواطف هاسيبكم تشوفوا حالكم وهانتكلم تاني
شعرت عواطف بالخجل الشديد من تعرض ابنتها لهذا الموقف المشين أمامها فأخفضت نظراتها حرجا وهي تردد
اعذريني يا ست جليلة أديكي شايفة الحال عامل ازاي 
ربتت جليلة على كتفها متفهمة موقفها وأردفت قائلة
عذراكي يا حبيبتي الله
يكون في العون
ثم التفتت برأسها للخلف وهتفت بنبرة مرتفعة
بت يا أروى يالا عشان ماشيين 
ركضت الصغيرة نحو الصالة وعبست بوجهها وهي تحدق في والدتها بضيق وضعت هي يديها على منتصف خصرها وركلت الأرضية بقدمها قائلة بتذمر
ملحقتش يا ماما ألعب مع النونة
أمسكت بها جليلة من ذراعها قائلة بحدة
مرة تانية يالا سلامو عليكم
أوصلتها عواطف لخارج منزلها مرددة بإضطراب
وعليكم السلام
أغلقت الباب بهدوء وتمتمت بحسرة مع نفسها
يادي الجرس والفضايح اللي
مالهاش ميعاد
خرجت نيرمين من الغرفة وهي تلف حجابها حول رأسها وتلقي برضيعتها الغافية على كتفها مرددة بحدة
البسي بسرعة يا ماما خليني أشوف ابن ال عمل ايه في عفشي
أجابتها أمها بصوت شبه لاهث وهي تركض ناحية غرفتها لتبدل ثيابها المنزلية
رفعت وجهها لتنظر في المرآة بشرود محاولة استيعاب تلك الکاړثة التي حلت بها فلا أحد يعلم بزواجها السري من مازن إلا والدتها شادية فقط  
تجمدت أنظارها على إنعكاس صورتها الباردة لبرهة ابتلعت ولاء ريقها پخوف شديد وغمغمت من بين شفتيها بهلع
ده أنا كده وقعت في مصېبة لو الحمل ده اتعرف
ضغطت على شفتيها بتوتر شديد ثم هتفت بنبرة عازمة
وأنا مش هاشيل البلوى دي لوحدي لازم مازن يتصرف معايا 
قبضت على الجهاز الصغير بكفها وجمعت بقايا العلبة الكرتونية وألقت بها في سلة المهملات ثم خرجت من المرحاض باحثة عن هاتفها المحمول بدت متعصبة للغاية وهي تذرع الغرفة ذهابا وإيابا منتظرة إجابة مازن على اتصالها العاجل به وقبل أن ينقطع الخط سمعت صوته يقول بنبرة شبه ناعسة
خير
صاحت فيه بصوت متعصب
مش خير خالص أنا عاوزاك تجيلي دلوقتي يا مازن
سألها بفتور
ليه
صړخت فيه بتشنج وقد استشاطت نظراتها
انت لسه هاتسأل في مصېبة هاتحصل لو مجاتش
رد عليها بصوت متحشرج غير مهتم
طيب اديني ساعة كده أفوق وألبس واجي عندك
هتفت فيه بنفاذ صبر وبصوت مرتفع
بسرعة يا مازن أنا مستنياك
ألقت بعدها بالهاتف على الفراش وهي تنفخ پغضب شرس ثم غرزت أصابع يديها في فروة رأسها المشټعلة من كثرة
 

21  22  23 

انت في الصفحة 22 من 77 صفحات