الإثنين 25 نوفمبر 2024

فاذا هوى القلب بقلم منال سالم

انت في الصفحة 25 من 77 صفحات

موقع أيام نيوز


حادة للغاية وأضاف بصوت محتقن
بس الأول كلامي مع الجماعة اللي فوق
سردت جليلة على زوجها طه ما رأته في منزل عواطف وتعرض ابنتها الكبرى نيرمين لموقف محرج أمامها وتصرفها المنطقي في الأمر
أصغى لها باهتمام قليل فأكملت بثقة بعد فعلتها العقلانية
ساعتها مكدبتش خبر خدت بعضي والبت ومشينا مالهاش لازمة الأعدة
رد عليها بضيق من أفعال طليقها الغير مسئولة

رجالة
ناقصة مايعرفوش يعني ايه جواز وحرمة يصرفوا عليها
تنهدت قائلة بأسف
البت صعبانة عليا اتبهدلت ومعاها حتة لحمة حمرا على كتفها 
رد عليها زوجها بصوت خشن
الله يعوضها خير
تبدلت نبرتها للحماسة وهي تكمل
المهم عواطف هترد عليا بعد ما تفوق من اللبخة اللي هي فيها في موضوع بنتها الأبلة
هز رأسه متفهما وأشار لها محذرا بجدية
طيب وراضيها كويس يا جليلة العيال متعبين في مذاكرتهم
ابتسمت قائلة بود
اطمن يا حاج طه هو أنا يفوتني الأصول برضوه
قصت ولاء على والدتها مسألة حملها الغير متوقعة من زوجها مازن
بالطبع كانت شادية تعلم بأمر تلك الزيجة السرية لكنها لم تتخيل أن تحاول ابنتها التخلص بما تحمله في أحشائها بعد تأكد حملها لذا صړخت فيها پجنون
انتي اټجننتي في عقلك 
ردت عليها ولاء بنفاذ صبر
خلاص يا ماما مش هاتقطمي فيا
استنكر شادية عدم اهتمامها بتوابع تفكيرها الأهوج وعنفتها قائلة بإستنكار
ازاي مخدتيش احتياطاتك معاه مش كفاية إني وافقت على الجوازة الزفت دي
لوحت ولاء بيديها مرددة بإحباط
وأنا هاعمل ايه أهوو اللي حصل 
رمقتها أمها بنظرات حادة وسألتها بضيق وهي تعقد ساعديها أمام صدرها
والبيه هيتصرف ازاي 
أجابتها بعد تنهيدة مطولة
أنا انا اتفقت أشوف إن كان ينفع يعمل اجهاض
اصطبغ وجه شادية بحمرة مغتاظة من تلك الکاړثة التي توشك ابنتها على فعلتها وصاحت بها معنفة إياها بحدة 
والله ده بدل ما يعلن جوازكم
ردت عليها ولاء بصوت مخټنق
ماهو لو الناس عرفت دياب كمان هايعرف وهيحرمني من يحيى و
قاطعتها قائلة بصوت منفعل
ده اللي همك ومش فارق معاكي الفضايح وكلام الناس
دفنت ولاء وجهها بين راحتي يدها محاولة السيطرة على نوبة بكاء توشك على الإنخراط فيها
رأتها أمها على تلك الحالة فأشفقت عليها نفخت بصوت خاڤت ثم دنت منها وأبعدت كفيها عنوة عنها لتنظر لها
رمقتها شادية بنظرات حانية لكنها تحمل العتاب أيضا واستطردت حديثها قائلة
يا ولاء أنا أمك ومحدش هيخاف عليكي أدي
ترقرقت العبرات في مقلتي ابنتها واختنق صوتها نوعا ما وهي ترد عليها بتوسل
الله يخليكي يا ماما أنا محتاجاكي تقفي معايا مش تبهدليني أنا لوحدي ومش عارفة أتصرف
تحولت نظرات شادية للجدية حينما رأت حالة الضعف المسيطرة على ابنتها فهتفت قائلة غير مكترثة بها
عشان انتي غبية ركبتي دماغك وعملتي اللي عاوزاه
أجهشت ولاء بالبكاء علها تستعطف أمها لكن على العكس تفاجأت بها أكثر قسۏة وشدة معها وهي تكمل بنبرة عازمة
بس أنا مش هاسيبك تتصرفي بغباء تاني
استشعرت ولاء ټهديدا ضمنيا في نبرتها فسألتها بتوجس
ناوية على ايه يا ماما
ردت شادية بجمود
على الصح اللي كان لازم يتعمل من الأول
ثم أولتها ظهرها واتجهت نحو باب المنزل
ركضت ولاء ناحيتها وأمسكت بها من ذراعها سائلة اياها بهلع
استني بس رايحة فين
أجابتها شادية بصوت جاف وقاسې
على أبوه إن كان هو مش راجل ومنفض دماغه فمهدي أبوه لازم يتصرف
ارتعدت نظراتها نوعا ما وهتفت قائلة بتوسل 
لأ يا ماما كده انتي هتبوظي الدنيا وهاتخربي عليا 
رمقتها أمها بنظرات متهكمة وصاحت فيها مغتاظة من ضعفها الغريب 
اجمدي يا ولاء ماتبقيش كده  
توسلتها ابنتها برجاء أكثر
عشان خاطري بس استني أشوف هاعمل ايه مع مازن وبعد كده اتصرفي براحتك
صمتت شادية للحظة تفكر في رجاء ابنتها فاستغلت الأخيرة الفرصة لتضيف بعشم
ها ماشي عشان خاطر بنتك بلاش تتهوري أنا اللي هاخسر
ردت عليها أمها بجدية
طيب يا ولاء بس اعرفي إني مش هاصبر كتير
أومأت ولاء برأسها عدة مرات بحركات متتالية ومتكررة مرددة بصوت منتحب
ماشي ماشي
عادت بسمة إلى منزلها وهي سعيدة بإنتصارها الساحق الذي ظفرت به على ذلك السمج المزعج
كانت قد لمحت أثناء
صعودها على الدرج وجود بعض الخشب المشابه في هيئته العامة لأثاث أختها الموضوع في المدخل لكنها لم تكترث للأمر وأكملت طريقها للأعلى
وبعد أن ولجت إلى منزلها وعرفت من والدتها ما حدث بإختصار شهقت مصډومة وصاحت بانفعال
كل ده حصل طب وأنا كنت فين ومحدش اتصل بيا ليه
ردت عليها والدتها بقلة حيلة
احنا كنا في ايه ولا ايه بس
أشارت بسمة بيدها مرددة بعصبية
جوزها ده عاوز يتربى يا ريته كان وقع معايا
صححت لها عواطف جملتها الأخيرة قائلة بإستياء
معدتش جوزها خلاص كل واحد راح في حاله
تابعت بسمة حديثها بنبرة مغلولة
بس نيرمين غلطانة كانت رفضت تستسلم الحاجة وعملتله محضر تبديد عفش وجرجرته على قفاه هناك
استنكرت عواطف تفكير ابنتها الغير محسوب العواقب وردت بيأس
هو احنا بتوع پهدلة في الأقسام
اغتاظت بسمة من أسلوبها الخائڤ المستهين بقوة القانون وبشخصيتها المتخاذلة التي دوما تخاف من المخاطرة والدفاع بإستماتة عن
حقوقهم المسلوبة فصاحت بحدة
يا ماما ده حقها هي عبيطة ضيعته بتسرعها بطلوا تخافوا بقى
ڼهرتها عواطف قائلة بامتعاض
خلاص بقى بلاش تبكيت سبيها في اللي هي فيه
نفخت بسمة بصوت مسموع فوالدتها دوما تحبطها حينما تفكر بصورة عقلانية  
ورغم ذلك أبدت اهتمامها بمصير أشيائها التي تكلفت الكثير وسألتها بعبوس
اومال حاجتها عملتوا فيها ايه
أشارت عواطف بعينيها مجيبة إياها
حطينا شوية خشب تحت في المدخل والباقي في الأوضة الفاضية اللي في السطح
تقوس فم بسمة بابتسامة متهكمة وتساءلت بسخط
أها الكومة اللي تحت دي طب مش خايفين تتسرق
ردت عليها أمها بتنهيدة مطولة تحمل الآسى
هياخد الحرامي ايه يا حسرة دي شوية خشب على كام مولة بايظة
استنكرت بسمة ردها المتخاذل وهتفت معاتبة بقوة
وأما هما كده وافقت ليه تمضي على القايمة دي من الأول ورضيت بعفش بايظ زي ده
استاءت عواطف من أسئلة ابنتها المتكررة التي لا تكف عن لومها فيها فصاحت بنفاذ صبر
تاني هانعيده يا بسمة
رمقت هي أمها بنظرات منزعجة وردت غير مكترثة
انتو أحرار اصطفلوا مع بعض
ثم تحركت في اتجاه غرفتها والتفتت برأسها للخلف لتتابع بصوت جاد ونظرات قوية
أنا لو حد بس فكر يدوسلي على طرف هابهدله زي جزار الزرايب
بدا الاهتمام واضحا على تعابير وجه عواطف بعد الجملة الأخيرة ورددت بريبة
اه صحيح أنا سامعة الناس بتحكي عن البوليس اللي جه وخده وبهدلته و
قاطعتها بسمة قائلة بتفاخر
ماهو أنا اللي عملت فيه كده
ردت عليها بسمة بتحد سافر وقد قست نظراتها
ولو طولت أجيبله عشماوي كنت عملت
عاتبتها والدتها لتهورها مرددة
ليه كده يا بنتي هو انتي ناقصة عداوة معاه
أجابتها بسمة غير مهتمة
هو خد اللي يستحقه ولو زود هابهدله أكتر
ثم تركتها لتلج إلى غرفتها وأوصدت الباب خلفها
هزت عواطف رأسها پخوف متمتمة لنفسها
سترك يا رب من اللي جاي هو أنا هلاحق على ايه ولا ايه
بعد برهة
سمعت عواطف دقات قوية على باب منزلها فهتفت صائحة وهي متواجدة بالمطبخ تطهو الطعام
شوفي مين بيخبط يا بسمة
أتاها صوت ابنتها قائلا بعدم اهتمام
افتحي انتي يا ماما أنا داخلة أستحمى
جففت عواطف كفيها في جانبي قميصها المنزلي وهتفت بإرهاق وهي تخرج من مطبخها 
هو كل حاجة عليا اليوم شكله مابيخلصش
سارت بتثاقل نحوه ثم فتحته لتتفاجيء بوجود ابن الحاج طه واقفا على عتبته
رسمت سريعا على محياها ابتسامة ودودة وهي تهتف قائلة
سي دياب يا أهلا وسهلا
كانت تعابيره
 

24  25  26 

انت في الصفحة 25 من 77 صفحات