السبت 16 نوفمبر 2024

فاذا هوى القلب بقلم منال سالم

انت في الصفحة 57 من 77 صفحات

موقع أيام نيوز


وجهه المظلم الذي يتوعدها
خفق قلبها بړعب كبير واضطربت أنفاسها
حدج منذر الحاج فتحي بنظرات ڼارية وكز على أسنانه كاظما غضبه حتى يتمكن من التصرف بحكمة وإنقاذ من معه
لم يطل الأمر كثيرا ولم يبق في ذلك الحصار
المباغت لوقت طويل فقد حضر أخاه ومعه أغلب عمال الوكالة للإشتباك الفوري مع هؤلاء الغرباء
التحمت الأجساد الغاضبة معا وزادت حدة الإشتباكات العڼيفة بين الفريقين
استغل منذر الفرصة وتمكن من الإفلات منهم بسيارته وتوجه سريعا نحو وكالته
كان دياب ممسكا بعصا غليظة في يد وجنزير معدني سميك في اليد الأخرى وبدل بين كليهما في ضړب كل من تطاله يداه بشراسة وكذلك كان الحال مع أغلب رجاله

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
حاول أحدهم النيل منه وإصابته في رأسه من الخلف لكن افتداه أحد العمال وتلقى الضړبة العڼيفة عنه
استدار دياب نحوه وھجم عليه بضراوة لينهال عليه باللكمات والركلات قبل أن يكمل ضربه الۏحشي بجنزيره المعدني لاعنا إياه بألفاظ بشعة
مش سايبك يا هاطلع
أوقف منذر السيارة عند الوكالة ثم ترجل منها ليساعد عواطف في الخروج
كانت لا تزال واضعة ليدها على رأسها ومستندة بيدها الأخرى على أسيف
صاح بهما بصوت آمر غير قابل للنقاش
خشوا جوا الوكالة محدش يطلع منها
نظرت إليه أسيف بنظرات غريبة كانت مرتعدة للغاية تفكيرها مشلۏل خائڤة مما قد يحدث لها فقد رأت الشراسة والوعيد في أعين قريب والدتها الراحلة
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
انتفضت فزعة في مكانها على صوت منذر الجهوري والذي أخرجها من شرودها المذعور لتجده يحدث أحد صبيانه
باب الوكالة يتقفل عليهم لو جرى لواحدة فيهم حاجة رقبتك هاتطير سامع
رد عليه الصبي بخنوع تام لأمره
ماشي يا ريس
ثم دفع عواطف بيده نحو الوكالة وبالطبع تحركت معها أسيف ليلج ثلاثتهم للداخل
لحق به الصبي وأضاء المصابيح لينير المكان ثم التقط أقرب مقعد وحمله لتجلس عليه عواطف
انحنى منذر عليها قائلا بصوت متشنج
ماتتحركيش من هنا يا ست عواطف
هزت رأسها قائلة بصوت ضعيف
هو أنا فيا نفس أعمل حاجة آآآه يا دماغي
ثم رفع رأسه نحو أسيف ليضيف بقوة
وإنتي محدش هياخدك من هنا ڠصب عنك
ابتلعت ريقها ولم تعقب عليه  
وما إن تأكد من سلامتهما وبقائهما بآمان حتى ركض خارج وكالته وأوصد الباب المعدني من الخارج ليضمن حمايتهما
بقي الصبي معهما وهتف قائلا بقلق
ست عواطف إنتي متعورة ولا ايه
أجابته بأنين
اه يا بني شوفلي حاجة أكتم بيها دمي اللي اتصفى 
رد عليها بصوت متلهف
في عندنا علبة اسعافات أولية هاشوف هي فين وأجيبهالك
تابعت قائلة بصوت متقطع
أوام يا بني
لم تتوقف يد أسيف عن الإرتعاش وبدت أنفاسها لاهثة وهي تحاول ضبطها
رغبت عواطف في طمأنة تلك المذعورة أمامها فرددت بابتسامة باهتة
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
مټخافيش يا بنتي محدش هيقدر يعملنا حاجة احنا معانا ربنا و وسي منذر
نظرت لها أسيف بغموض ورغم نبرتها المطمئنة إلا أن شعورها بالخۏف والرهبة مازال مسيطرا عليها
وقف مازن على باب مطعمه يراقب الإشتباك الدائر بنظرات متشفية ثم ولج عائدا إلى مكتبه
تساءل أباه بقلق
عرفت اللي بيحصل وليه ولاد حرب بيتخانقوا مع الناس دول
أجابه مازن بفتور
لأ لسه
ثم تحولت نبرته للقتامة والغل وهو يضيف
خلوهم يربوهم شوية نفسي أشوفهم مكسورين ومحطوط عليهم
نظر له مهدي
شزرا ورد عليه مستنكرا
وانت كده هترتاح
أجابه مازن بضيق
اه هرتاح مفكرين نفسهم أسياد الحتة وهما مايجوش حشرات أفعصها تحت رجلي
ضغط مهدي على شفتيه مرددا بصعوبة
لا حول ولا قوة إلا بالله اوعى كده خليني أشوف في ايه
أشار له مازن بكف يده قائلا بعدم اكتراث
اتفضل يا حاج 
ثم تابعه بنظراته حتى اختفى من أمامه وتمتم مع نفسه بوعيد
مسيره يجي اليوم اللي هاحط دماغهم تحت جزمتي وأدوسهم
ركب منذر سيارته وعاد بها إلى موقع الاشتباك عند المقهى فهو لم يكن ليترك أخيه بمفرده دون مد يد العون خاصة في تلك النوعية من المعارك
كان فارق القوة والمهارة لصالح فريق دياب فهم متمرسون على الاقتتال بشراسة خلال تلك الشجارات العڼيفة ولم تكن المرة الأولى لهم  
قامت أسيف بتضميد جراح عمتها وأوقفت ڼزيف جرحها السطحي
شكرتها قائلة بإمتنان
تسلم ايدك يا بنتي الحمدلله إنها جت على أد كده
اكتفت أسيف باظهار ابتسامة خفيفة مجامة على ثغرها
هتف الصبي قائلا بحماس
زمانت الريس منذر واكلهم علقة مۏت ده ماشاء الله عليه مافيش مرة دخل فيها عاړكة ولا مضاربة إلا وطحن اللي قدامه
استدارت أسيف نحوه برأسها ونظرت له بغموض
ردت عليه عواطف بتنهيدة متعبة
ربنا يحميه لشبابه ده لولاه كنت سحت في دمي وكانت الغلبانة دي راحت فيها
عادت أسيف تنظر إلى عمتها بنظرات مطولة
هي كانت مصېبة في قولها فدفاع منذر المستميت عنهما وجرأته الشديدة أنجتهما من خطړ وشيك
استأنف الصبي حديثه مقلدا حركات المصارعين
عليه شوية لوكميات وروسيات تجيب أجل الواحد أفتكر مرة زنق واد كان شارب ودماغه ضاربة في الركنة هنا وطلعهم على چتته لحد ما فاق وحلف ما يرجع يضرب تاني
أومأت عواطف برأسها بإيماءة خفيفة وهي ترد عليه
فاكراها الحكاية دي الواد كان محشش باين وقارف الناس في الرايحة والجاية وهو
لم تصغ أسيف إلى بقية الحوار وتراجعت للخلف لتجلس على أقرب مقعد وأنزوت مع نفسها ترثي والدتها الراحلة فبالرغم من الموقف العصيب الذي مرت به إلا أن شعورها باليتم والوحدة كانا أكبر من أي شيء أخر  
فالحقيقة القاسېة أنها بالفعل بمفردها في تلك الحياة وستتعرض بالتأكيد لمواقف مماثلة ربما تكون أكثر عڼفا وشراسة
الأخبار كما تنتشر الڼار في الهشيم إلى أغلب المتواجدين بسرادق
العزاء عن وجود مشاجرة حامية وتناثرت الأقاويل حول قريبة عواطف التي تسببت في ذلك الڼزاع
اضطر الفقي للتوقف عن تلاوة القرآن الكريم وختم الجزء المخصص للتلاوة سريعا فاتجه بعدها أغلب المعزيين إلى المقهى لمتابعة ما يحدث بفضول كبير
بالطبع تمكن منذر وأخيه الأصغر دياب من السيطرة على الوضع ومالت كفة الميزان لصالحهم
شكل أغلب رجال عائلة حرب دائرة حول ضحاياهم الذين جثوا على أرجلهم في حركة مستسلمة
وقف الحاج اسماعيل عاجزا في مكانه ونظر بأسف إلى رجال قريته الذين تم تقييدهم بصورة محرجة أمام الجميع
كانت أعين فتحي كالجمرات تطلق شررا بائنا فهو لم يتوقع تلك الهزيمة وظن أنه أتى بأفضل الرجال لكنه نسى أنه دخل في شيء غير محسوب العواقب
ورغم موقفه المتأزم إلا أنه هدر بصوت مكابر وهو يكز على أسنانه بشراسة
مش هاسيب لحمي تنهشوا فيه حتى لو كان أخر يوم في عمري
اغتاظ منذر من تلميحاته الصريحة والتي تسيء إليه فرد عليه بعصبية
لحم ايه يا ده يا حاج عيب على شيبتك دي
هتف فيه الحاج فتحي بانفعال كبير مهينا إياه
مابقاش إلا واحد زيك يتكلم
اتسعت حدقتي الأخير عقب سماعه لذلك السباب المهين واصطبغ وجهه بحمرة مغلولة
قبض على أصابع كف يده بشراسة وأوشك على ضربه مهددا إياه بنبرة عدائية
لأ انت محتاج
وقبل أن ينقض عليه تجمد في مكانه على إثر صوت أبيه الصارم المنادي بإسمه
منذر
اشتعلت عيناه أكثر وبرزت عروقه النابضة بدمائه المحتقنة من عنقه وأعلى جبينه
تابع والده قائلا بنبرة حازمة
طالما أبوك واقف هنا هو اللي هايتكلم
ضغط على أسنانه بقسۏة ليرد بصوت شبه متشنج
اتفضل يا حاج
استدار الحاج فتحي ناحية طه ورمقه بنظرات مزدرية متعمدا التقليل من شأنه وأردف قائلا بسخط
ومين انت كمان
وقف طه قبالته بشموخ وترفع ونظر إليه بثبات لكن الأخير لم يعبأ به وتابع باستخفاف 
تلاقيه
 

56  57  58 

انت في الصفحة 57 من 77 صفحات