الأربعاء 27 نوفمبر 2024

بيت القاسم بقلم ريهام محمود

انت في الصفحة 49 من 58 صفحات

موقع أيام نيوز

يريد تكملة المتبقي من عمره مع الواقفة أمامه دون غيرها.. 
من الممكن أن يكون سبب ضيقه هو تجاوزه بتلك السرعة.. كذبها والتي لطالما تشدقت أمامه بكلمات الحب والهيام وأغنية حبه جنة.. 
جذبها نحوه بتملك يمسك بكفها بعد نظرة ثاقبة مثبتة على وجهها يستند عليه كي يقف ثم سحبها خلفه تسير ورائه باستغراب وهو يعيدها لغرفة نومهما.. 
اقترب من السرير ليجلسها عليه تحت نظراتها المتسائلة بارتياب.. يستدير نحو الجانب الآخر يرمي بثقل رأسه فوق ساقها الممدة.. 
يجذب كفها الناعم مرة أخرى يضعها برفق فوق خصلاته يأمرها بلطف أن تعبث بها.. 
نفذت أمره وهي تمرر أناملها الرفيعة بشعره الكثيف بنعومة يغمض عيناه بتأثير تمرير اناملها برأسه وتدليكها الناعم.. 
ظلا صامتان على حالتهما لحظات قطعته هي تهمس بتساؤل.. 
اللي حصل مع قاسم امبارح هو اللي مضايقك..!!
فتح عيناه فجأة يرمقها بعبوس وخبر آخر شغل عقله وأنساه قاسم وموضوعه.. سرعان ماانحل عبوسه ليستبدله بضحكة كانت رائقة.. 
أنا واثق إن قاسم منامش طول الليل... تلاقيه دلوقتي عمال يلف حوالين نفسه..
يتخيل هيأته ثورته.. فيضحك متنهدا يهمس بنبرة غريبة
الحب ده مشكلة...
يؤكد بعد زفرة قوية.. 
مصېبة...
سكتت تتأمل ملامحه تمرر اصابعها برتابة بين شعره أحست بأن هناك أمر آخر يشغله فسألته بترقب وخفقات مضطربة
في حاجة تانية مضيقاك غير موضوع قاسم..!
ينفي دون ثرثرة.. 
مفيش..
وبعد لحظة سكون انتبه.. غمغم 
لو مضايقة أنا ممكن أقوم ..
وسرعان ما هزت رأسها تنفي تهمس بلهفة صافية
لا خالص... بالعكس...
توردت وجنتيها بخجل طفيف جعلها بتلك اللحظة شهية للقضم
تعض على شفتها بحرج وقد بالغت برد فعلها كالعادة وهو نظراته لا ترحم 
قصدي يعني براحتك..
عيناه تتوهجان ببريق عابث 
خلاص خلاص اتفضحت وإللي كان كان..
صاحت بنزق 
يوووووه..
للمرة الثانية بهذا الصباح يضحك ضحكته الرائقة الرائعة بنظرها يستسلم ب غمزة 
خلاص متزعليش.. معنديش مانع أستر عليكي واتجوزك..
رفعت حاجب مذهول تجاريه في العبث 
ده كرم كبير أنا مش أده الحقيقة..!
زاد من ضحكاته يعتدل برأسه فيصبح بالمواجهة.. 
أنا كدة متعود أعطف ع الناس من فترة للتانية..
تبتسم باتساع وسط وهج عينيها الصافي تتلاعب بخصلة تضعها خلف أذنها.. 
بتعطف بالجواز... دانت لقطة.. 
يغمزها بنفس النبرة العابثة المستحدثة.. يشعل الجو بحرارة 
والله أنا عايز أعطف بأكتر من كدة.. إنت اللي مش مدياني فرصة..
مزاجه العابث ومزاحه الحديث وحتى تلك الغمزة الملازمة أمور غريبة على قلبها قبل عينيها وبقية حواسها.. 
هدوء ملامحه السريع وروقان ضحكته تخبرانها بوضوح بأنها ذات الفضل بالتغيير.. 
مطت شفتيها قبل أن تهمس.. 
شايفة ان مزاجك راق..!!
ولم يكن استفهام قدر أنه أمر واقع.. فتعجب بداخله منذ قليل كان حانق يشعر بضيق.. والآن رأسه على ساقها يضحك دون هم ونسى الأخرى..! 
رفع رأسه عن.. عيناه فاضت بعبث ونظرة أخرى لم تستطع فهمها
طب مانكمل الروقان وتقومي تقفلي الباب...
بالتأكيد الحرارة المنبعثة من وجهها احتقان حمرة خجلها لذيذة جدا.. 
نوى عدم الانتظار وتحرك يغلق هو الباب لتأتي ملك الصغيرة تفرك بعينيها بنعاس تلج غرفتهما بتعثر خطى وهي تهتف ببراءة
بابي..
تحمل دمية تشبهها تتمسك بغطاء السرير تريد الصعود فيحملها هو عابسا فتضحك هي على هيئته تقرص وجنتي الصغيرة برقة.. 
فيهتف بضيق مصطنع
علفكرة إنت اللي هتندمي..
يزيد بترفع ورأس شامخ بغرور
كان أودامك فرصة تشوفي أكرم لما يكون رايق ..!
تابعت ضحكاتها هذا الصباح أجمل صباح مر عليها منذ لحظة ولادتها.. 
محظوظه هي اليوم.. هتفت تبتعد.. 
أنا فقرية.. عارفة نفسي..
..........................
.. أعصابها هشة حيث الصراع الدائم بين العقل والقلب والغلبة للمشاعر .. ټلعن غبائها للمرة الألف تقريبا وهي تقف أمام بابه تسب دون صوت ولعڼة تصيب يارا وألف لعڼة تصب على رأس زياد.. 
أعصابها مشدودة تستنكر وبشدة مجيئها وندمت أشد الندم ولكن جائت وانتهى الأمر بل وضغطت على الجرس بالفعل.. تستمع لصوت خطواته المتثاقلة من الداخل قبل أن يفتح زياد الباب على اتساعه باندفاع.. 
وطبعا بالبداية ملامحه كانت غاضبة ولكن سرعان ماتبدلت لنظرات غير مصدقة وجهه يترنح بين شحوب المفاجأة وحلاوة اللقاء اتساع عيناه يوشي بصډمته ومفاجأته مفاجأته برؤيتها مفاجأة حلوة.. 
يلهث بأنفاسه والصورة أمامه تكتمل بوضوح نيرة أمامه أمام بيته تقف على بابه
الفصل الواحد والثلاثون 
.. عندما أقول لا أحبك معناها أني أحبك أكثر..
.. بعد منتصف الليل بساعة..
هل من الممكن أن يكون نصيبه من الألم أكثر من ذلك أن ېتمزق قلبه من كثرة الۏجع وهو الذي علم قلبه وعوده على حبها..
منذ أن شب وصلب عوده وهو لايرى لنفسه حبيبة غيرها.. بطلة لياليه الخالية... وأحلامه البريئة والجامحة.. من يمني بها قلبه قبل جسده..
يجلس على فراشه ينهت بأنفاس متعبة حيث الليلة الماضية كانت من أطول لياليه وأبطأها وقد خاصمه النوم وقاطعته الراحة يدور بالغرفة ذهابا وإيابا.. 
تواجهه المرآه العريضة الخاصة به يتطلع لانعكاسه پضياع يرى خيبة أمله في إنكسار عينيه ملامحه باهتة وأكتافه متهدلة بإحباط ..
رغم الڠضب المستتر بداخله والنيران المستعرة بين أضلعه ولكن لايرى سوى خذلانها له.. وخذلانها بالمرة السابقة له لازال طعمه الصدئ بحلقه..
يقف بعدما استقام يتحرك صوب مرآته يقف أمامها يواجه نفسه.. 
وتلك المرة رفضها سيكون القطيعة والضړبة القاصمة.. 
يدقق بهيأته ولا تعجبه يقارن بخياله بينه وبين آخر فيحزنه أنه الرهان الخاسر يمسح صفحة وجهه المرهق.. يتنهد بقوة يشعر بأن السماء والأرض يطبقان على صدره.. 
في خياله يخيل إليه أنه يسحبها من خصلاتها ېعنفها فتعترف بحبها فيرتاح قلبه قليلا من التخيل.. 
وعلى ذكر خيالاته المضطربة يلتوي شدقه بشبح إبتسامة وقد جن عقله.. يحدث صورته بالمره ببساطة
وفيها ايه لما أقوله أنا عايز اتجوز بنتك..!! 
فتخرج روحه الكامنة من الداخل تتهكم بسخرية من تساهله
كرامتك ياااه.. 
يدافع.. يبرر والأمر خرج عن السيطرة والعقل راقد بسلام 
طب مانا مش هتفيدني كرامتي لو اتجوزت غيري..!! 
والغير مرفوض.. هي له وانتهى هكذا يأتي عمه بكل برود ويعلن عن آخر ينافسه.. 
أكان ينقصه آخر.. وكمال يحذره يطلب منه الصبر التمهل.. أن تتعب هي من أجله.! 
لما لايشعرون به.. بغيرته ببساطة يغار عليها.. بالرغم من أخطائها ولكن لازالت حبيبته.. 
ثار بركانه مرة أخرى من كثرة تفكيره يلهث بأنفاسه وهو يبحث عن هاتفه حتى وجده ملقى جانبا أمسكه يضغط عدة ضغطات ثم رفعه على أذنه في إنتظار الرد...
.................
.. استيقظ أكرم من نومه المضطرب على صوت رنين هاتفه ارتفع بجزعه قليلا يشعل الضوء الخاڤت المجاور لفراشه ينظر حوله بعدم تركيز ثم أمسك هاتفه عابسا بضيق سرعان ماتبدل لقلق احتل خافقه وهو يرى أن المتصل قاسم.. 
يضغط زر القبول سريعا دون تردد يسأله بخفوت قلق
في ايه.. 
يمهله الرد.. ثم يجيبه بعد لحظة من الاستيعاب 
طب أنا هلبس وأنزلك.. 
وأغلق الاتصال.. يعتدل بعد أن أعاد الهاتف للكومود بجانبه.. يهبط بنظراته للنائمة بجواره بملامح مسترخية وابتسامة ناعمة.. نائمة برقة وعمق على عكسه يسحب نفسا طويلا ثقيلا ويحتبسه داخل صدره وهو يرى كتفها العاړي عدا عن حمالة خفيفة ليس لها داع.. 
كريمة أنت يانور هان بملابسك..!! ولا يعنيكي ذالك الذي بجوارك.. 
والوضع بينهما كماهو الحال عليه.. وعلى المتضرر اللجوء للصوت العالي والمطالبة بالحق الشرعي.. 
يميل والنية قبلة خفيفة للكتف العاړي أمام نظراته. قبلة خفيفة.. ولكنه تراجع حيث أنه لا يفضل أن يرجع بوعد ألقاه.. فابتعد مرغما يسب قاسم بباله ألف سبة يرتدي ملابسه على عجل..يحسدها بنظرة بائسة على نومها الهانئ.. دقائق وانتهى من ارتدائه لملابسه سحب مفاتيحه وخرج لمقابلة قاسم ...
......... 
إنت أهبل.... فيوزات مخك ضړبت ع الآخر..! 
يصيح أكرم بتلك الكلمات من بين أسنانه هو ينزل الدرجات المتبقية بتعثر خطواته ولازال النعاس يداهم خلايا عقله ولا يعلم بتلك اللحظة كيف ارتدى ثيابه.. 
وصل إليه واقترب منه يقلص المسافة الفاصلة بينهما يقف يوازيه طولا رأسه برأس الحانق أمامه.. يتابع بنبرة حادة
عمك إيه اللي عايز تروحله الساعة 2..!!
غامت عينا قاسم وقد اغضبته لهجته.. 
لو هتقعد تقطمني خلاص سيبيني أدخله لوحدي.. 
جز أكرم على نواجزه يشيح بوجهه عنه يحاول جلب الهدوء لذاته من أجل إحتواء الموقف.. تنفس بعمق قبل أن يهتف بهدوء مصطنع
يابني افهم مش كمال قالك... 
ولم يعطه فرصة لاستكمال حديثه أوقفة في خشونة قاطعا أي حديث
مليش دعوة بكمال.. كل واحد فيكو نايم في حضڼ مراته ومحدش حاسس بيا.. 
اتسعت حدقتي أكرم من وقاحته نهره بانفعال 
ولاه.. بطل قلة أدب ولم نفسك.. 
ثم زفر بحنق محدثا نفسه وهو يرمق الآخر بسخط وأنا أقول الدنيا واقفة معايا ليه!! 
قاطعه قاسم بنفاذ صبر.. 
اخلص هتدخل معايا ولا لأ..! 
تنهد أكرم بقلة حيلة..
حيث أن نصف المرار ولا المرار كله.. غمغم بغير رضا 
هدخل وأمري لله.. 
.. سبقه قاسم بخطوة واسعة دون تراجع جسده متحفز ينوي عراك وملامح وجهه لاتنذر بالخير.. 
أوقفه من ساعده يسأله بقلق من بين عيناه.. 
ناوي تقوله إيه.. 
تجهم قاسم.. ومفاجأته بانت على وجهه يردف دون هدى يحرك يديه بحيرة.. 
مش عارف بالظبط.. مكنش ف دماغي حاجه محددة.. بس الأكيد إني ههزأه.. 
الله يخربيتك ماتتكلمش وسيبني أنا أتكلم.. 
أومأ برأسه مرغما ينفث أنفاس غاضبة من أنفه يسير خطوة فيستوقفه أكرم مرة أخرى وقد نال منه التوتر.. 
استنى.. معاك سېجارة! 
فتش قاسم بجيوب سرواله الخفيف حتى أخرج علبة تكاد تكون فارغة عدا من واحدة أخرجها وألقى بالعلبة الورقية بعيدا 
آخر واحدة.. 
أخذها أكرم منه يضعها بين شفتيه ريثما اخرج قاسم قداحة كانت بجيبه مع العلبة وأشعل اللفافة المستقرة بطرف ثغر أخيه.. 
يسحب نفسا طويلا ثم ينفثه على مهل بالأجواء ليتابع بعدة أنفاس قبل أن ينفث النفس الأخير بوجه أخيه.. 
يهتف من بين أنفاسه المعبقة بدخان تبغه.. 
انت عارف انك مچنون صح!! 
فيميل شدق الآخر باستمتاع.. يقر بحقيقة أمرهما 
مش أجن منك... عشان كدة كلمتك.. 
وتبادلا النطرات بينهما بصمت وابتسامة ماكرة تزين محيا الاثنين.. 
يلقى أكرم بلفافة التبغ أرضا قبل أن يدهسها بقدمه.. 
تبع أخيه ليقفا أمام باب بيت جده حيث عمه يقبع بالداخل.. يرفع قاسم يده ويضغط جرس الباب دون توقف تحت أنظار أكرم المراقبة يركز بهيئة قاسم ولم يرضيه مايرتديه ب هاته اللحظة.. بنطال من الكاروه الخفيف وقميص قطني بلون كحلي ثياب بيتية للنوم 
هتقابل عمك ببنطلون البيجاما..!!! 
قالها أكرم بأنف مشمئز ونظراته تزداد أمتعاضا وللتو انتبه قاسم لما يرتديه لثانية شعر بالحرج ولكن بعدها لم يهتم.. رفع رأسه يقيم بنظرات ثاقبة شقيقه حيث ثيابه هو الآخر کاړثة لا تقل عن کاړثة هيئته 
امتقع
وجه قاسم هو الآخر وامتعض يسخر بنبرته
شياكتك مقوية قلبك.. 
هز رأسه بيأس من حالهما وقاسم السبب لولاه ماكان إرتدي ثيابه بعشوائية هكذا.. ينتظران الرد.. أن يفتح أحدهم الباب.. 
ولم يطل انتظارهما وهما يسمعان صوت خطوات بالداخل.. وقبل أن تقترب الخطوات المتثاقلة من الباب.. 
زفر أكرم بقوة قبل أن يميل على كتف قاسم ويهمس بخفوت.. 
أنا عايز أقولك حاجة مهمة... كمال
بكرة هينفخناا...
.. وفتح الباب بزاوية صغيرة وكان من فتح هو العم.. يقف أمامهما يحجب عنهما رؤية الداخل.. 
يتسائل بعينيه والقلق بلغ أقصاه وظهر على قسماته.. ينظر إلى أكرم باستفهام يوزعه بينه وبين قاسم وملامح قاسم ووقفته المتأهبة لا تعجبه ولا تطمئن قلبه فيستقر بنظره على أكرم أكرم الذي تسمرت مقلتاه
48  49  50 

انت في الصفحة 49 من 58 صفحات