زوجه بتقول رجعت بنص الليل من المطار
انت في الصفحة 2 من صفحتين
الله بيتكم عامر.
ولما صاروا بدهم يروحوا تنكدت وقلت لهم خليكم بس كمان شوي.. ما شبعت منكم. أمي قالت لي بكرة تعالي أنت وزوجك وابنك عندنا طول اليوم بتتغدوا وبتسهروا وبتروحوا المسا.
رجع زوجي يضحك وصار يقول لأمي بدنا نفس عزيمتنا إلكم مش تعزمونا على حمص وفلافل. وحملوا حالهم وراحوا. لكن لما طلعوا شعرت بشعور غريب. قلبي صار ينبض بسرعة وكأنني خائڤة من شيء لكن لا أعرف ما هو.
رحنا عند بيت حماي وأنا مش عارفة مالي والمساء رن تلفون زوجي وكانت هنا الصدمة. أبي أصابته جلطة وأخذوه إلى المستشفى
رحت له بسرعة وأنا أقول في عقلي إن شاء الله ما يكون صاير له شيء. وبمجرد ما وصلت وجدت أمي تبكي وأخواني قالوا لي حنين أبوك ماټ.
جاءوا بأبي إلى البيت وهو في كفنه ومغطى. حكيت معه ما رد علي. حضنته وما مسكني. حاولت أخبيه في قلبي لكن ما قدرت. عملوا العزا ودفنوا أبي وأنا قاعدة أقول أكيد هذا كابوس وراح أصحى منه. صړخت كثير لكن ما أحد سمعني منهم. ناديت عليه وما سمعني. صح أنا عايشة لكن بدون روح لأن روحي كانت معه.
بعد العزا دخلت على غرفة أبي وأمي وصرت أدور على أبي في زوايا الغرفة. أحاول أسمع صوته وضحكته. مسكت أوعيته وقعدت أشم ريحته الحلوة. وجدت تلفونه وفتحته وصرت أدور على صورة أو فيديو له. فتحت على الرسائل التي كان يرسلها لي وبالصدفة اكتشفت أن زوجي أرسل رسالة لأبي بعد ما روح من عندنا بالحرف الواحد بالله يا عم تفهم بنتك تمسك إيدها بالعقل. عدم المؤاخذة انت عارف أنا تعبت وشقيت مع مرتي بالغربة عشان أبني مستقبل ابني مش عشان أصرف على أولادك. وأنا ما رجعت عالبلد عشان ألقى الكل طمعان فيي وبمرتي. وبالنسبة لعزيمة بكرا لا تغلب حالك. إحنا إذا جينا
ربع ساعة ونروح.
كانت صدمة عمري. لماذا كسر بخاطر أبي لماذا يرسل له هذه الرسالة ماذا رأى من أهلي ليقول عنهم طماعين طيب هو لم ير طلبات أهله التي لم ترحمنا بالغربة. أهله الذين لم يسألوا عنه عندما تزوجنا وزتونا بالشارع لولا أهلي الذين سكنونا معهم. أهله الذين لم يساعدوه وكانوا يعاملونه كأنه حشرة. لم أتدخل بينهم عندما عرفوا أنه سافر وفجأة صاروا يحكون معه ويحترمونه ويقدرونه لمصلحتهم. لم أفتن بل كنت أقول له ساعدهم عشان ربنا يرزقنا وعشان رضاهم عليك من رضا ربك عليك.
هذا هو جزاء معروفنا. كانت هذه الرسالة الشيء الذي جعلني أتذكر كل تفاصيل حياتي مع زوجي وأتذكر كل سيئاته التي كنت أتغاضى عنها. هذه الرسالة علمتني درسا قاسېا في حياتي مستحيل أنساه. علمتني أن الدين لا يمحي غريزة الإنسان حتى لو روضها وأن التربية لا تغير الطباع حتى لو حسنتها.
أخذت كل الفلوس التي جمعتها من شغلي وطلبت الطلاق وحصلت عليه. ورغم كل محاولاته أن أعود لم أقبل. وكملت حياتي ونجاحاتي بعيدا عنه ورجعت عند أهلي والحمد لله لم أندم على قراري أبدا. وطليقي خسر كثير أشياء وأهله ظلوا وراءه ودمروا حياته.
طوال الوقت أشكر ربي على نعمة الصبر. أنا توكلت على ربي وما خذلني.
فالحمد لله دائما وأبدا. الحمد لله على نعم نسكنها ونعم لا نشعر بها.