عمى القلوب

ممكن آجي معاكي اشوفه وأسلم علي ماما علشان معايا دوا عاوز أديهولها
معاك الدوا الغالي بتاعها
أيوة معايا منه كتير اوي.
سمعت صوتها وهي بتتنطط من الفرحة وراحت  وقالت
يلا نروح بسرعة دي هتفرح خالص.
وأول ما وصلت بيتها شميت ريحة جميلة أوي لأنواع مختلفة من الورد ريحة كأنها جاية من الجنة.
لاقيت جميلة بتخبط علي الباب وصوت أمها وهي بترد عليها

استني يا حبيبتي مش لاقية المفتاح.
هتلاقيه يا ماما علي الأرض جمب الباب من ناحية اليمين.
ولما الباب اتفتح
ومامتها فضلت تبسوها بصوت مسموع وتقولها حمد الله علي سلامتك يا سندي في الدنيا.
وفجأة لاقيت مامتها بتقفل الباب في وشي مع اني كنت قدامه.
استني يا ماما معايا عمو نور جايبلك معاه دوا.
ساعتها فرحت لإني اتأكدت إن جميلة مابتكدبش زي ما هما بيقولوا عليها وفعلا مامتها تعبانة.
أنا اسفة والله يا أستاذ العمي بقي هنعمل إيه.
علي فكرة يا ماما عمو كمان مابيشوفش.
بجد
أيوة.
وجميلة فضلت تحكيلها علي اللي حصل بينا واللي صاحبي عمله معاها
رخت مقاطع كلامهم وقلت
طب مش هتقولولي اتفضل ولا ايه
ورحت ضاحك.
يالهوي نسيت والله اتفضل طبعا ده لو ما شاليتكش الأرض نشيلك فوق راسنا.
دخلت وقعدت علي كرسي ووالدة جميلة قالتلها تروح تعملنا شاي
انا مش هطول عليكي واسف اني جيت من غير معاد بس انا عاوزك تيجي معايا المستشفي علشان كلمت دكتور هناك عليكي وهيعملك العملية.
بس أنا ماعييش...
العملية مجانية وهترجعي تشوفي وتكبري بنتك وتعلميها وتربيها وتشوفيها أجمل عروسة في الدنيا.
وفجأة لاقيتها صوتت وصوت عياطها بقي عالي وقامت تجري في المكان زي الطفل الصغير اللي مش مصدق نفسه لحد ما وقعت علي الأرض ساعتها وطيت بسرعة لحد ما 
انا بقالي سنة بنتي هي اللي بتصرف عليا.
بنتي الصغيرة اللي لسه ماعاشتش طفولتها اتبهدلت ونزلت الشارع علشان تجيبلي أكل ودوا.
كنت بدعي ربنا ليل نهار إنه يبعتلي أي حد ويحسسني إني مش منسية في الدنيا.
إن لسه الدنيا فيها أمل وخير.
أنا أول امبارح بالليل فضلت ساجدة وبعيط ساعتين وقلت يارب
وقع في طريق بنتي واحد أنت بتحبه قلبه نضيف يقف جمبنا وساعتها قلبي ارتاح لسبب ماعرفوش.
فجأة لاقيت نفسي بعيط وقلت
وربنا سمع لدعوتك وبنتك جاتلي في الحلم وإدتني وردة وتاني يوم قابلتها بالصدفة وإدتني نفس الوردة.
ربنا بعتني ليكي انتي وبنتك ومش هسيبك غير وانتي عاملة العملية.
وبدأت أقول بصوت عالي
الحمد لله يارب الحمد لله يارب.
بعتتني أنا ليها يارب!! استجبت دعوتها لما قالت ابعتلي حد أنت بتحبه وقلبه نضيف يارب!!!
يعني أنت بتحبني أنت بتحبني يارب!!!
وسجدت علي الأرض ودموعي مغرقة عينيا ودعيت أجمل دعوة دعيتها في حياتي لتاني مرة في نفس اليوم.
وأول ما جميلة جت خليتها تدخل تساعد مامتها علشان  وخرجنا بسرعة.
وجميلة ماشية في النص ماسكاني بالإيد التاني وكإنها عينينا اللي بنشوف بيها.
لحد ما وصلنا المستشفي.
دخلنا لنفس الدكتور اللي قالي امبارح إن مافيش أمل وبدأ يعملها فحص شامل علي المخ وعينيها وبعد ساعة خرج وقال
فيه أمل كبير أوي أوي والعملية مضمونة بنسية ٩٠ ٪ ووقت ما الفلوس تكون جاهزة هتعملها.
ساعتها حسيت بجبر ربنا وعوضه الحقيقي وقلت
وفلوسها جاهزة يا دكتور.
ودفعت الفلوس واتحدد معاد العملية إنها كمان شوية ووالدة جميلة فضلت فوق علشان يجهزوها.
ونازلين مبسوطين وماشيين أنا وجميلة ناحية البوابة علشان نخرج نجيب أكل وأول ما وصلت للبوابة لاقيت جميلة وقفت مكانها وإيدها ارتعشت وقالت بصوت مخضوض وخاېف
عمو الۏحش بتاع امبارح واقف أهو.
مش قولتلك العمي أثر عليك
برضو عملت اللي في دماغك وضيعت شقا عمرك يا ساذج.
وصوت صاحبي بيقاطعها.
شايفة البت اللي ماشية معاه شكلها عامل ازاي وبرغم من كدة بيقول عليها أجمل بنت شافها في حياته.
شايفة النفاق والكدب!!
معلش يا عمو مصطفي الظاهر بابا كبر وخرف.
وصوت جميلة قطع سكوت قلبي وقالت
ده أحسن واحد في الدنيا وانتوا اللي وحشين.
وراحت مدياني وردة وقالت
ماتزعلش يا عمو أنا وماما بنحبك وربنا كمان بيحبك.
راحت بنتي رادة بكل جبروت وقسۏة
انتي وماما مين يا معفنة انتي
انتي مش شايفة شكلك