العازب والاربعينيه بقلم شيماء
ست البنات واخر سنة ليها فى كلية التمريض .
فزفر مصطفى بضيق قائلا هند ايه بس يا ماما دى عقل طفلة فى جسم انثى .
ده أنا بشوفها تمشى تضحك وتاكل مصاصة وتصور سيلفى الشارع مع أصحابها .
كريمة معلش بكرة بعد الجواز تعقل يا ابنى هى لسه يدوبك عشرين سنة خدها وربيها على ايدك وفهمها الصح من الغلط .
بس هى صراحة أتربت على أيدى وعارفة أخلاقها كويس .
انا عايز واحدة أكبر فى السن هادية وراسية وتعرف يعنى ايه بيت وزوج وتتحملنى وقت تعبى وتتحمل عصبيتى .
كريمة خلاص بلاها هند خد سوسو بت الحاج عطوة البقال أهى عندها خمسة وعشرين سنة كبيرة وعاقلة وشغالة مدرسة بتمشى العيال على العجين ميلغبطوش .
فضحك مصطفى وقال لا سوسو ايه بس اللى روحها فى منخيرها وكل ما أشوفها تلاقيها بتشخط وتزعق فى العيال .
وصراحة انا خلاص لقتها يا امى .
كريمة بجد يا مصطفى طيب حلوة وتطلع بت مين وعندها كام سنة يا ابنى
فحمحم مصطفى بحرج يعنى مش مهم السن يا امى المهم أنا مرتاح ليها وحاسس إنها هى اللى هتسعدنى ولقيت فيها كل المميزات اللى محتاجها.
ومن جهة حلوة فهى حلوة اوى وكمان عاقلة مش زى البنات التافهة بتوع دلوقتى .
فزفر مصطفى بضيق عنست ايه بس يا ماما .
سن الجواز ارتفع مش زى زمان وبقت عادى الوحدة تبتدى حياتها فى التلاتينات وتخلف بدل العيل تلاتة .
ومش بس تلاتينات ثم ابتلع لعابه للحظة واستكمل وهو ينظر لها يترقب ممكن كمان تكون أربعينية وكده هتكون لوز اللوز كمان واحدة ناضجة وعارفة يعنى ايه معنى زوج وهتعرف تدلعه كويس ده احلى سن للست بجد .
قال أربعين عاد ده سن اليأس يا روح أمك .
بطل شغل الهبل وريحنى وقولى البت اللى عايزها دى عندها كام سنة
فحمحم مصطفى كى ينظف حنجرته لينطق پخوف من ردة فعلها اللى قولتلك عليه ياماما سن اللوز الأربعين بس صدقينى مش باين عليها سنها خالص وانا متأكد لما تشوفيها هتديها سن اصغر كتير .
عايز تجوز وحدة قد أمك فى الاربعين يعنى محدش عبرها ولا بص فى وشها وانت اللى جى تشيل شلتها وتلحقها على اخر نفس .
ليه فيك عيب يا ولا أنطق قول
حاول مصطفى أن ينزع يد والدته ليحاول تهدئتها بقوله أهدى بس يا ست الكل كده واسمعينى .
فشعرت كريمة بدوار يصيبها وأمسكت برأسها من الصدمة وقالت بصوت ضعيف أرملة !
لا أنت شكلك عايز تجيب أجلى واموت بحسرتى عليك يا ابنى .
بقا دى اخرتها تصوم تصوم وتفطر على بصلة .
وحدة عازبة وكبيرة وممكن تكون مخلفة عيال طولها كمان .
شكلك اتهبلت ولا هى ست بطالة وسحرالك اكيد .
ابتلع مصطفى لعابه وحاول يحدثها بهدوء يا امى انا مش شايف مشكلة أنها أكبر منى فى السن ولا كانت متجوزة قبلى .
المهم انى شايفها الإنسانة اللى هتقدر تساعدنى بجد وقلبى يرتاح وانا معاها .
فهدرت والدته بغلظة فى وجهه بقولك ايه يا واد انت انا هتعبر نفسى مسمعتش حاجة من الكلام العبيط اللى بتقوله ده .
وياريت انت كمان تنساه والا لهكون امك ولا أعرفك ولا هفتكر انى خلفت لطع زيك انت فاهم .
فشعر مصطفى بالاختناق وأدرك أن الوضع أصعب مما كان يتخيل وحاول أن يضع يده على كتف والداته ليهدئها ويقنعها ولكنها أزالت يده .
مصطفى يا امى مش كده خلينى أحاول أفهمك .
كريمة مش عايزة افهم
حاجة يا ابنى للأسف كنت بفتكرك عاقل طلعت مفكش ريحة العقل واعمل حسابك خلاص انا اللى هخطبلك