روايه بقلم ندى محمود
مانع لو طلعنا عشان الرؤية الشرعية فجهز نفسك بقى عشان قبل الظهر هنطلع
استقام وقال بموافقة ووجه شبه متضايق
_ طيب !
لا يعرف ما سبب موافقته !! هل أراد أن يعطي لنفسه فرصة أخرى في الحياة أم أنه فكر أن لا مانع من تجربة حظه هل سيصيب أم يخيب أم أن الأمر ليس له علاقة به بتاتا وهو قدر ونصيب جعله ينصاع لرغبته كالمغيب ! .
مع إشراقة شمس يوم جديد كان يوم هادئ منذ بدايته ولكن العواصف كانت تقيم بداخلها كلما تتذكر ليلة أمس وټلعن نفسها في الدقيقة ألف مرة لأنها اتبعت صديقتها وذهبت معها لهذا الشاب ورغم أنها لم تراه ولكنها شعرت بمشاعر سلبية في هذا المكان وكم توسلت صديقتها لكي يرحلوا ولكن دون فائدة وعندما خرجت اصطدمت بصديق أخيها .. وحتى الآن تشعر بالخجل عندما تتخيل كيف فكر بها وهي في منطقة مهجورة كهذه وفي وقت متأخر قليلا لا يصح لفتاة أن تكون في هذا المكان حتى وإن كان في جوف النهار .
_ اقعدي ياشفق عشان خاطري متقوميش
بصرامة وهتفت
_ عمر مش هقولك تاني
استقام هو الآخر وهتف معتذرا بصدق وندم
_ طيب أنا آسف آخر مرة صدقيني نفسي أفهم إنتي بتعملي فينا كدا ليه أنا بحبك وإنتي كذلك
قالت بحدة بسيطة وصوت منخفض
_ بحبك آه بس قولتلك الحل غير كدا متنتظرش مني حاجة ياعمر
_ طيب قوليلي هروح اتقدملك إزاي بس وأنا لسا طالب وحتى معيش شقة ولا حاجة اخوكي هيوافق عليا إزاي !
_ أنا مش بقولك نتخطب ياعمر بس عايزاك تثبتلي إن نيتك واضحة وصريحة وتكلم سيف وعلى الأقل نقرى فاتحة بس لغاية ما نخلص كلية وإنت ما شاء الله عليك بتطلع من الأوائل يعني إن شاء الله بمجرد ما تتخرج هتلاقي شغل بكل سهولة وسعتها نعمل الخطوبة
تنهد بعمق بعد اقتراحها وقد اقتنع به بالفعل فهو يريد أي شيء لكي يحصل عليها وتصبح له لا يطيق الانتظار لليوم الذي ستكون فيه زوجته . هتف باستسلام
_ طيب لو ده اللي هيريحك ويثبتلك إني عايز اتجوزك النهردا قبل بكرا هعمله هاتي رقم أخوكي عشان أكلمه
اقتحم الغرفة دون إنذار وقال مازحا بضحك
_ لا أنا أكيد بحلم يومين ورا بعض في الشركة !! إيه هي الدنيا زنقت معاك ولا إيه وقولت أما آجي آكل بلقمة عيشي !!
علاء الوريث الوحيد لطاهر العمايري وشقيق يسر يتميز بشخصيته المرحة ونجح في جذب جميع أفراد عائلته وحتى الفتيات ويستنكر الجميع لصداقته هو وحسن فحسن مشهور بعلاقته المتعددة وأنه شاب ماجن أما علاء فبرغم أنه يمتلك الدهاء كابن عمه وصديقه إلا إنه لا يتخطى حدوده مع أي امرأة وهذا هو المعروف عن عائلة العمايري وابنائها ذو الأخلاق الحميدة ! .
_ لو جاي تستظرف لف وارجع من مكان ماجيت
تجاهله وتوجه جالسا بجواره على الأريكة المتوسطة والتقط حبة عنب من الصحن الموضوع أعلى المنضدة الصغيرة أمامهم وتمتم بجدية حقيقية
_ عملت إيه إمبارح مع رحمة
_ ولا حاجة عملت معاها اللازم وطردتها بالذوق قال عايزة ترجعلي هو في حد بيجرب لدغة العقرب ويرجعله تاني عشان يلدغه للمرة التانية
كان يتحدث بعدم مبالاة وسخرية تضمر خلفها جدار قلبه الذي ينهار من شوقه لها ليجيبه علاء بتأييد
_ بظبط .. بعدين أنا قولتلك من الأول البنت دي مادية وبتجري ورا فلوسك ولما لقت واحد هيحققلها كل اللي نفسها فيه من غير ماتطلب منه حتى قالت وماله ابيع حسن ولما اداها على دماغها دلوقتي رجعتلك
حدجه باستنكار وغمغم
بمرارة
_ ده على أساس إن أنا مكنتش هحققلها كل اللي نفسها فيه ياعلاء !! أنا كنت مستعد افديها بروحي لو طلبت .. كنت هخليها ملكة وهعيشها عيشة عمرها في حياتها ماكانت تتخيلها
أصبح شبه منفعلا وهو يصيح به باشمئزاز
_ الأشكال اللي زي دي مبيهماش حاجة غير الفلوس هي مكنتش بتحبك كانت بتحب فلوسك يابن عمي ودلوقتي رجعت عشان فلوسك برضوا .. طلعها من دماغك
انحنى بجزعة للأمام ډافنا وجهه بين ثنايا كفيه وصورتها وهي تترجاه بالأمس لا زالت أمام عيناه دموعها الذي كان يكره كل شيء يجعل عيناها تذرف الدموع .. كم تمنى أن
يجففهم لها ويهمس لها منذرا إياها بعقاپ يليق بمعشوقته أنها إن بكت أمامه مجددا ستتلقى عقابها ولكنها لا تستحق عشقه فقط تستحق الكره .
خرج صوته مبحوحا وشجينا