شبح حياتي بقلم نورهان محسن
انه مايعرفش حد اسمه!!
تنهد بدر ومرر لسانه على شفتيه ثم أجاب بنبرة حزينة اللي عاشو ماكنش بسيط يا حياة وانا اخدت وقت طويل علي ماقدرت اجيبو من بور سعيد عشان كان عايش هناك مع اهل امه الله يرحمها
خفضت حياة عينيها إلى الأرض تفكر لوهلة ثم حدقت فيه مرة أخرى قائلة بفضول الله يرحمها .. مامتك كانت عارفة بوجوده
ظهرت ابتسامة صغيرة على فم بدر وهو يتحدث بحب امي هي اللي خليتني اروح اجيبو .. ماكنتش قاسېة زي بابا كانت بتحبه و قدرت تسامحه بعد ما ماټ..
تمهل بدر قليلا ثم استطرد قائلا راحت معايا عند اهل جاسر و مامشيتش من هناك الا وهو معانا .. هو اتأثر بيها و بحنانها عليه و كان متفاجئ اوي بوجودنا .. بس ماقدرش لحد دلوقتي يسامح بابا علي ظلمه عليه ولأمه و ماكنش عايز ياخد اي فلوس و لا يغير اسمه رغم ان في شهادة ميلاد معمولة بإسمه بابا طلعها ليه من بور سعيد و بعد ما اتخرج اشتغل معايا في المكتب وبقي كل اعتمادي عليه
فركت حياة جبينها بشيء من التعب قبل أن ترفع رأسها تجاهه مجددا قائلة بتشوش كتير عليا اني استوعب كل الحاجات للي بتحصل دي و اسئلة كتير اوي بتلف في راسي
لاحظ بدر نبرة صوتها المجهدة فإبتسم محاولا تغيير مجرى الحديث خلينا نأجل الاسئلة دلوقتي وتعالي اعزميني علي الغدا
رددت حياة بدهشة غدا!!
أومأ بدر إليها بهدوء وقال بنبرة ذات مغزي ايوه مافطرتيش الصبح وانا مش حابب تقعي مني تاني
تغاضت حياة عن نبرة السخرية في كلماته الأخيرة وقالت بعناد طفولي بس انا بقيت كويسة والله
تمتمت حياة بانزعاج وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها طيب يا اخرت صبري
تناولت حياة الغداء في أحد المطاعم المطلة على النيل مع بدر الذي كان يستمتع حقا بتلك الجلسة اللطيفة معها بسبب روحها المرحة التي تجعله يتناسي ما يكدره.
لم يستطع التحكم بنظرته المشعة بالشغف تجاهها وهو يحدق بها بتركيز دون أن يغفل عن كل حركة تقوم بها أثناء تناولها الطعام وڠضبها الطفولي من شعرها الذي يشاكسها بسقوطه على وجهها لذلك ظلت تدفعها بعيدا بأطراف أصابعها محاولة وضعها خلف أذنها أثناء تناولها الطعام.
سألها بدر بإستفسار ماجتيش ولا مرة القاهرة بعد ماسافرتو
ردت حياة عليه وعيناها لا تزالان متصلتان بنهر النيل ولا مرة .. كل حاجة حصلت بسرعة سفرنا و انشغال بابا في شغله و جواز اختي و دراستي وبعدها مۏت بابا الله يرحمه
تمتم بدر ثم تريث قليلا قبل أن يواصل حديثه الله يرحمه .. ليه ماوفقتيش علي بيع الشقة اللي هنا لما كنتي خلاص هتجوزي في اسكندرية
أدارت حياة نظرتها إليه بغرابة متسائلة بصوت خاڤت عرفت منين الموضوع دا!!
ازدردت حياة لعابها ووضعت خصلة من شعرها المتطاير أمام وجهها خلف أذنيها ثم أجابت بنبرة يشوبها الحزن ميساء كلمتني من فترة في بيع الشقة بس ماحبتش الفكرة .. كنت عايزة يكون في حاجة تربطني بالمكان اللي اتولدت فيه وكمان حالي مع معاذ مكنش تمام اوي وكتير فكرت اسيبو بس كنت دايما مترددة في قراري
كان بدر منزعجا من نبرة صوتها الحزينة لكنه سرعان ما قال بابتسامة جذابة وتعمد تغيير مسار الحديث انا متشكر يا حياة علي اللي عملتيه انهاردة معايا
ردت عليه حياة بابتسامة رقيقة دون أن تنظر إليه لتجعله غارقا أكثر فيها دون أدنى فكرة لديها العفو يا متر
تعرفي شوفتك انهاردة بشكل مختلف عن الايام اللي فاتت
انتبهت كل حواسها لكلامه وأخذت تحدق فيه بتساؤل ازاي يعني .. مش فاهمة!
ابتسم بشكل عفوي وصادق دون وعي منه وتابع حديثه بنبرة أجش عميقة دون أن يحيد بصره عن عينيها المتسعتين ببراءة يعني طريقة كلامك كانت رقيقة اوي عكس الدبش اللي متعودة ترميه وكمان عجبني أوي ذوقك في اللبس
خرجت منه كلماته دون تفكير ضاربا بكل تحذيراته لنفسه في الصباح عرض الحائط هكذا الحب أيها السادة بغض النظر عن مدى محاولتك لإخفائه فإنه يصر أكثر فأكثر على الظهور وأقل إيماءات منك تفضح وجوده.
شعرت بقلبها ينبض أسرع في صدرها بسعادة لأنه لاحظ التغيير الذي طرأ عليها اليوم لكنها حاولت السيطرة على حالها حتى لا تنجرف وراء أفكارها الحمقاء وسألته بهدوء بجد!! يعني أديت دوري كويس
نظر بدر إليها بعيون ضيقة بسبب تعمدها لتفسير حديثه بشكل خاطئ ثم تحدث بهدوء وبصوت دافئ متغلغلا في أعماقها ليه ماتقوليش انك