ارض الشهوات بقلم سمر محمد
إلي كلمة بسيطة روت روحها الجافة
مثل الأرض المتعطشة لقطرة مياه
جلست علي طرف الفراش تلوم نفسها اين هو وأين هي من كلمة واحده تشتت عقلها
هزت رأسها عده مرات فتراقصت خصلاتها القصيرة وبداخلها تأنب نفسها علي تفكيرها العقيم هي ذاهبة من أجل العمل فقط العمل تجربتها السابقة كانت كفيلة باعتزالها عالم الرجال
بصباح اليوم التالي
وقفت أمام الحارس متوقعة قدر كاف من السخرية فهو لا يكل وهي اعتادت لكن هو خالفها افسح لها المجال متذمر فابتسمت بهدوء ماكر وهي تلج يبدو أن ثوبها الجديدة أعطاها قيمة عند هؤلاء فهو اعتاد الانحناء للساقطات فقط تنهدت براحة وهي تتحرك بتمهل غافلة عن نظرات مفترسة نظرات تحركت بتمعن علي جسدها الغير مرئي كم يرغب بامتلاكه لسويعات مال بجسده قليلا علي ماهي التي تتابع المشهد الدرامي بسخرية يااه علي عصر السرعة قوليلي مين اللي شغلها هنا
زفر حمزه بضيق من كلامها المختصر عنها فاستدار لها حانقا أيوه يعني إزاي اشتغلت وشغلها الحقيقي أيه
ماقلنا آخرها تقدم قهوة تجيب ملف لفارس باشا مش حكاية يعني وجت إزاي بعد ما أبوها ماټ جت وقالت هتمسك مكانة
إلتقط سيجارته الفاخرة واشعلها بقداحته الذهبية ظل يتابعها حتي اختفت خلف زجاج غرفة أبيه نفث دخان سيجارتة بشراهة وهو يلتفت إلي ماهي مرة اخري وقال وجوزها فين
وضح يده بجيب سرواله وهو يتحرك خلفها حمزه لن يهدأ أبدا حتي تكون المعتوهة إحدي عاشقاته غمز لها بعبث وقال أنا هعرف وبنفسي
اتفضل يا فارس بيه
تناول فارس الملف ولم يسني إبداء رأيه بالتغير الظاهر شكرا بس إيه الحلاوة ديه ياوسام
أمضي فارس الأوراق واعطاها إياها لتعيدها قائلا بس بصراحة تغير رائع أيوه كده عيشي حياتك أنت لسه 24 سنه قدامك العمر طويل ماتخليش تجربة اضطريتي ليها تدمرك أنت أقوي من كده خديها مني أنا راجل الدنيا جت عليه كتير مش من يوم وليلة بقيت زي ما أنت شايفه كده لأ أنا بنيت نفسي وحده وحده وقابلت كتير بس ماكنتش بقف كنت بكمل بعزيمة وأنت ياوسام الفرص قدامك كتير ماتضيعيش أكتر من كده كفاية
صمتت لبرهة وتابعت بنبرة تجاهد البكاء
خاېفة أكون بعيد التجربة حضرتك عارف أنا حصلي إيه كنت عيلة 18 سنه بټضرب وأنزل اترمي في مصنع أرجع آخر الليل مهدود حيلي أقابل راجل عايز حقوقة اعيط اصوت ولا كان بيهمة وفي الآخر يتجوز ويرميني في الشارع يقولي خلاص صلاحيتك إنتهت
قاطع هذه اللحظة دخول عدي المندهش من وضع أبيه وهذه الفتاة من البداية يشك باهتمام أبيه الزائد احتقن وجهه غيظا فارتسمت ابتسامة هادئة علي ثغر الفارس المحكم بلحيه بيضاء وقال بخيبة أمل مصطنعة أظن كده محدش هيبات في
الشارع غيري
ابتعدت وسام عنه بحرج ليس من فارس فهي ممتنه لهذه كم كانت بحاجة هذا الحضن لكن من عدي والذي يرمقهم بنظرات تحذيرية مدام وسام ممكن كوباية قهوة ده بعد إذنك يعني
قالها عدي بضيق فابتسمت وسام لفارس الذي غمزها بعبث وقال بصوت هامس غيران علي أبوه
غادرت الغرفة بهدوء ليصيح عدي قائلا مش شايف يابابا ان اهتمامك زيادة بالبت ديه يعني تجيبها تشتغل وهي ملهاش مكان أصلا على كان مسؤول عن كل حاجه وكل شوي تديها ومره عشان دوا ومره عشان إيجار وحاجات كتير كده وإمبارح تصر أنك تديها رغم أنها ملهاش علاقة بأرباح الشركة ودلوقتي إيه اللي شفته ده
تنهد فارس بحزن وهو يجلس وقال سيد كان راجل طيب اووي كنت بعتبره اخ مش عامل بسيط في الشركة ووسام في