الجمعة 29 نوفمبر 2024

جوازه نت بقلم منى لطفي

انت في الصفحة 63 من 119 صفحات

موقع أيام نيوز


نظرت اليه وعينيها تسبحان بدموع عتاب ولوم وتكلمت بلوعة من بين شفتين مرتجفتين
ليه لم تعطه الفرصة للاجابة وتابعت وسط دموعها التي انهمرت تغسل وجنتيها الشاحبتين وعينيها تقتلانه بنظرات لوم وعتاب
ليه يا سيف ليه أنت يا سيف انت يا سيف ټخونني خ خېانة خېانة يا سيف وغطت وجهها براحتيها منخرطة في بكاء عال وهى تتردد من بين شهقات بكائها الحار

أنا مش مصدقة مش مصدقة اندفع سيف اليها راجيا وهو يحاول ازاحة يديها جانبا 
منة الموضوع مش زي ما انت فاهمه مافيش خېانه ولا أنا اقدر اخونك انت عارفة أنا بمۏت فيكي أد ايه وبعشق بناتي لا يمكن أخونك يا منة نفضت يديه الممسكتين براحتيها بقوة وقالت بينما انتفض شعرها ثائرا حول وجهها وهى تواجهه پغضب الأنثى المطعونة بيد حبيبها
أومال اللي انا شوفته وقريته و وسمعته يا سيف دا يبقى ايه 
هتف سيف بيأس
مش خېانة أنا مش ممكن أخونك أبدا دا 
لتقاطعه منة بتحد
دا ايه يا سيف
أجاب بلهفة حاړقة لجعلها تتفهم ما يقوله
دا دا نت 
عبست منة وسكتت لثوان وكأنها لم تسمع جيدا ثم نظرت اليه عاقدة حاجبيها مكررة عبارته الاخيرة بحيرة وتساؤل
دا إيه نت ليوميء برأسه ايجابا وهو يهتف برجاء
أيوة حبيبتي دا نت لتخرج عن طورها وهي تصرخ عاليا بقلب مجروح يرفرف كالطير المذبوح الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة بين جنبات صدرها
إيه انت بتقول ايه يعني ايه دا نت 
اقترب منها سيف
عاقدا أصابعه وهو يقول محاولا تهدئتها
اهدي بس يا منة واسمعيني انا عمري ما لمست واحده غيركولا ولا قابلت حد من وراكي انا عمري ما خنتك 
لتهتف به پغضب صارخ
صړخ سيف بانفعال فاقدا لتماسكه فهو يرى حبيبته في أقصى درجات الاڼهيار بسببه هو بسبب نزوة طيش أصابته في لحظة وسوس له فيها شيطانه مزينا له الخطيئة في لحظة ضعف كان يعاني فيها من ابتعاد حبيبته عنه وانشغالها بأمر التوأمين كانت علاقته بتلك الأخرى قد بدأت كأي إثنان يتعرفان عن طريق الانترنت عبارة عن محادثات فقط ولكن ليتطور الأمر بعد ذلك الى ما لا يحمد عقباه صړخ سيف هاتفا
افهمي كل اللي انت بتقولي انك قريتيه وشوفتيه دا نزوة انا غلطت بعترف بكدا لكن دي مش خېانه بلاش الصورة البشعة اللي انت بتصوريها بيها دي انا الست دي ما شوفتهاش ولا قابلتها خالص كله نت في نت 
نظرت اليه منة قاطبة بصمت قليلا قبل ان ټنفجر في ضحك هستيري بينما دموعها تلطخ وجهها وهو يطالعها بنظرات ذاهلة وقلبه يتخبط بين جنبات صدره خوفا على حبيبته التي تكاد تفقد صوابها هدأت بعد قليل وقالت من بين ضحكاتها الصغيرة
دا نت بجد يعني الموضوع عادي وتابعت باستخفاف وسخرية
ما هو طالما ما تقابلتوش في الحقيقة يبقى خلاص انت ما خنتش واللي حصل دا مش مشكلة ما هو أصلك لازم تمسكها بين ايديك علشان يبقى اسمك خڼتني لكن القرف اللي انا شوفته دا عادي كأني بتفرج على فيلم سيكس هو فيه سؤال معلهش يعني هو ايه اللي خلاك تتجوزها بورقة ع النت ايه عاوز علاقتكم تبقى شرعي 
زفر سيف بيأس وأجاب
منة أرجوك افهميني بقولك دي نزوة طيش لكن مش خېانة وبعدين انت قلتيها دي جوازة عن طريق النت وهو فيه حاجه اسمها جواز نت لعبة سميها أي حاجه لكن خېانه لأ 
صمتت منة لبرهة ثم تحدثت وهى لا تكاد تصدق ما تسمعه منه محركة رأسها مرارا من اليسار الى اليمين
لا لا لا لا انت مش ممكن تكون سيف انت انت بتبرر الغلط ثم واجهته بقوة قائلة وهى تنظر اليه في عينيه بتحد صارخ
يعني لو كنت لاقيتني بتكلم مجرد كلام بس على النت كنت هتتقبل الموضوع عادي ما هو خلاص بقه دا نت 
اقترب منها سيف بخطوتين وقبض على ذراعيها بقوة وهو يتكلم من بين أسنانه في غيظ شديد
اوعي أسمعك تقولي كدا تاني فاهمه واوعي اوعي تفكري ترديهالي يا منة لأنك بجد عمرك ما هتتصوري عقاپي هيكون شكله ازاي جذبت ذراعيها بقوة آلمتها من بين قبضتي يديه التي غدت كالكماشة وهتفت بحدة قوية
لكن أنا بقه عارفة عقاپي أنا ليك شكله إزاي ثم ابتعدت عنه متجهة الى باب الغرفة والذي كان قد أغلقه خلف بناته في وقت سابق وفتحته بقوة حتى ارتطم الباب بالحائط خلفه بينما هو واقف يحدق فيها بحيرة وذهول فيما وقفت امامه تقول بعنفوان بالغ قبل ان تخرج
من اللحظة دي يا باش مهندس عقاپي ابتدا 
ليقطب سيف بتساؤل ودهشة في حين اتجهت الى غرفة بناتها منادية بصوت عال
هنا فرح لتسمع صوتهما فاتجهت الى غرفتهما لتراهما جالستان الى فراشهما يلعبان بدميتهما اتجهت اليهما وركعت بجوار الفراش على ركبتيها ومدت ذراعيها محتضنة إياهما بينما دموعها تترقرق في عينيها وكأنهما شعرا بحزن أمهما نظرت اليها هنا قائلة بصوت يكاد يبكي
 

62  63  64 

انت في الصفحة 63 من 119 صفحات