الجمعة 29 نوفمبر 2024

جوازه نت بقلم منى لطفي

انت في الصفحة 64 من 119 صفحات

موقع أيام نيوز


بينما راحة يدها الصغيرة تمتد لتربت على وجنة أمهما فتمسح حزنها الواضح
احنا آثفين يا ماما مث هنعمل كدا تاني بث ما تذعليش 
احتوتهما بين ذراعيها بقوة وفرح تردد عبارات توأمها بعد أن هدأت قليلا أبعدتهما عنها وقالت بابتسامة حاولت رسمها 
ايه رأيكم نروح نزور تيته وجدو وتلعبوا مع مرام بنت خالو احمد فرصة تقضوا معاها يومين قبل ما تسافر تاني مع باباها ومامتها ليقفز الاثنتان بين احضانها فرحا مهللتين

هيييييه هييييييييييه وقفت منة ونظرت اليهما قائلة
طيب حبايبي نقعد ساكتين لغاية ما احضر الشنط 
جلبت حقيبة جلدية من فوق خزانة الثياب الخاصة ببناتها وقامت بوضع ثيابهما وأشيائهما الضرورية كيفما اتفق كانا يضعان معها العابهما ليلعبا بها مع مرام إبنة خالهما أحمد 
ما ان انتهت من وضع أشيائهما أقفلت الحقيبة وحملتها متجهة الى باب الغرفة لتضعها هناك ثم التفتت اليهما راسمة ابتسامة على وجهها وقالت
هروح أحضر شنطتي انا كمان مش عاوزة شقاوة 
واتجهت الى غرفة النوم لتحضير لوازمها فيما كان سيف جالسا في غرفة الجلوس ساندا مرفقيه الى ركبتيه ډافنا وجهه بين راحتيه
وهو لا يصدق ما حدث فهو في حالة ذهول صارخ لا بد أنه يحلم لا أنه ليس بحلم بل هو كابوس فظيع يدعو الله أن يستيقظ منه عاجلا 
تطلع الى الباب حيث اختفت منة ثم قام متجها الى غرفة بناته ليغير طريقه في آخر لحظة متجها الى غرفة نومهما فتح الباب ليقف مصعوقا وهو يراها تتحرك بهستيرية بين الخزانة والفراش حيث الحقيبة المفتوحة والتي ترمي بها ثيابها بعشوائية شديدة وقف يتطلع اليها مبهوتا للحظات قبل ان يتقدم الى داخل الغرفة بعد أن اغلق الباب خلفه لترفع عينيها اليه حيث كانت تضع اشيائها في الحقيبة طالعته بتحد وقوة ثم اعادت انتباهها ثانية الى ما تفعله في حين تقدم سيف حتى وصل الى مقربة منها وتحدث بعد ثوان من الصمت فقد شعر أن صوته خانه مما يراه أمامه ولكنه نجح في التحدث بالأخير وأن كان بحشرجة عالية ونبرة مشروخة وهو يتساءل في ذهول
إنت إنت بتعملي ايه وقفت تطالعه قليلا ثم تابعت عمل ما بيدها وهي تجيب ببرود شديد
زي ما انت شايف 
اتجه ناحيتها حيث أولته ظهرها واقفة أمام الخزانة تتابع إخراج ثيابها وقال بعدم تصديق
انت انت بتلمي هدومك هتسيبي البيت التفتت اليه باندفاع وقالت بغيظ وسخرية
لا وانت الصادق هنسيب البيت 
عقد سيف جبينه مرددا في دهشة وحيرة
ايه هتسيبوا 
تركته منة واقفا على حالته التي أصابها الذهول الحاد واتجهت لتضع ثيابها في الحقيبة وهى تجيب بسخرية
تمام هنسيب البيت علشان تبقى براحتك عاوز نت عاوز بحق وحقيقي انت حر دي حياتك وانت حر فيها 
اتجهت الى الحمام الملحق بغرفتهما لتأتي بلوازمها الخاصة في حين وقف يطالعها مقطبا غير قادر على فهم ما صرحت به 
سار اليها حتى وقف على مقربة منها فيما هي منحنية على الحقيبة لتغلقها ازدرد ريقه بصعوبة وسحب نفسا عميقا قبل ان يقول
منة ممكن تفهميني ايه بالظبط اللي انت فاكره نفسك بتعمليه 
رفعت رأسها تطالعه بحدة واجابت بسخرية شديدة
فاكرة نفسي ثم اعتدلت واقفة ما ان انتهت من اغلاق الحقيبة وتابعت وهي تسحب نفسا عميقا
أظن سبق وقلت لك انا وبناتي هنسيب البيت 
ليتقدم سيف بخطوات بطيئة مكررا عبارتها بتساؤل عاقدا جبينه بشدة فيما عرق ينتفض بقوة في صدغه دليل على غضبه الڼاري الذي بدأ يفور داخله
ومين اللي هيسمح لك ان شاء الله انك تعملي الجنان اللي بتقوليه دا 
صمتت منة قليلا قبل ان تتحدث ببرود ثلجي
انا مش بستأذن ولا بطلب السماح من حد أني أمشي انا حرة نفسي والقرار اللي انا اخدته مافيش رجعة فيه 
وصل اليها ليطالعها بشرارات تتقافز من بين فحم عينيه المشتعل معيدا عبارتها
اللي قررتيه اللي هو 
نظرت اليه قليلا بنظرات مظلمة قبل ان تشد من نفسها متحدثة بجمود
حياتنا مع بعض مش ممكن تستمر ابتعلت ريقها لتحاول المتابعة بذات البرود والذي بدأ بالتصدع ولكن لا يزال ما قرأته وشاهدته ماثلا أمام عينيها رفعت كتفيها ونظرت اليه متابعة بصوت خاو
ط طلق ليسارع بوضع يده فوق فمها مكمما اياه وهو يهتف بلوعة وڠضب بينما بدأت العبارات بالتجمع في مقلتيها مھددة بالسقوط في أية لحظة
إوعي تنطقيها أبدا أبدا يا منة طول ما في صدري نفس وطول ما أنا عايش عمري عمري ما هسمح انك تفارقيني لا إنت ولا بناتنا 
أغمضت عينيها قليلا ثم فتحتهما ناظرة الى عينيه السابحتين في غيمة من الدموع مدت يدا ترتجف مزيحة يده من على فمها وقالت بصوت أبح محاولة التماسك
مش هينفع يا سيف للأسف أي حاجه ممكن أسامح فيها إلا الخېانة 
صړخ سيف بلوعة
انا ما خونتكيش افهمي 
لتصرخ عاليا وقد هطلت دموعها مغرقة وجهها الحزين الدامي
لا خڼتني يا سيف ومع أحط انواع البشر وبأقذر الطرق انت مش بس
 

63  64  65 

انت في الصفحة 64 من 119 صفحات