كواسر اخضعها العشق بقلم نورهان محسن
الصفاء معالمه وكذلك نبرته حين قال وعينيه تبحران حوله بإعجاب مثير لأعصابها
نعم.. ما رأيك أليس رائعاة
كنت أعلم أنه سيعجبك.. هيا لنحتفل.
ابتلعت حنقها منه ومن هذا المكان اللعېن وتوجهت معه إلى الطاولة المعدة خصيصا لهما وجلست أمامه تنتظر النادل الذي أتى ووزع المشروبات بناءا على طلبها فلم تكن لها شهية للأكل وكذلك هو وهكذا انتصف الليل وهي جالسة معه تتجاذب أطراف الحديث بعد أن اقنعت نفسها بأن تغض بصرها عن كل شيء حولها ما عداه فهو هدفها وزوجها وغايتها الدائمة.
انقضى أسبوع لا تعلم كيف مر عليها ولا كيف استطاعت التماسك
وهي ترى حياتها تمر من أمامها فقد جاء أشرف لخطبتها وتم الاتفاق على عقد القرآن بنهاية الأسبوع أي اليوم!
أجل اليوم سيعقد قرانها على ذلك الفارس الذي حلمت به ذات يوم لتستيقظ على كابوس انتمائها لآخر!
ماټ فراس.. اهدئي يا نور.. لم يعد موجودا.. لا داعي للخوف.
صورتها المزرية في المرآة كانت كالشرارة التي أيقظت كبريائها الأنثوي الذي أبى عليها الظهور بمظهر العجوز الشمطاء وأيضا حفاظا على ما تبقى من ماء وجهها أمام الجميع والذين حتما يعلمون أنها مجبرة على هذه الزيجة
نور.. هل انتهيت
هكذا تحدثت هدى وهي تدخل إلى الغرفة لتتصنم بمكانها حين التقمت عينيها تلك التي بدت كحورية هاربة من أحد العصور القديمة بذلك الزي الذي يعانق خصرها بقوة أظهرت مدي رشاقته يضيق من الأعلى ليبرز جمال منحنياتها ودقتها وينسدل في دوامات بسيطة تصل إلى أعلى كاحلها يتجانس لونه الزمردي مع شعرها الأشقر الذي رفعته إلى الأعلى في ثنايا متموجة حدت من طوله ليصل إلى منتصف ظهرها بينما تركت بعض الخصلات الهاربة من الجانبين لتشعراها بنوع من التحرر الذي تحتاجه.
أجابتها نور متجاهلة صډمتها ولكن هدى لم تستطع إلا أن تقول بانبهار
أنت آية في الجمال يا نور فليحفظك الله.
شوهت ملامحها الجميلة إبتسامة ساخرة أضفت مرارة قاسېة إلى لهجتها حين قالت
أحقا تدعين بأن يحفظني الله وأنا الذي ظننت بانك تكنين لي بعض المشاعر يا هدى!
تنافت ملامحها الجميلة مع تلك المرارة التي تقطر من حروفها وتنبعث من عينيها التي لم تفلح في تزيين نظرات الألم بهما لذا اقتربت منها هدي قائلة بلهجة يشوبها الشفقة
هوني على نفسك يا نور وأحسني الظن بالله فمن يعلم ماذا يخبئه الغد
اومأت برأسها في محاولة لتصنع اللامبالاة وهي تهندم ثوبها من الأمام قبل أن تقول بملل
صدقيني لم أعد أهتم.. هيا لننزل حتى لا نجعلهم ينتظرون أكثر.
لم تستطع هدى أن تمرر ما حدث فرغما عنها تقدمت واحتوت نور بضمة قوية كانت الأقسى على ثباتها الذي تشحذه بكل الطرق فتبدلت نظراتها إلى أخرى ليلية ملبدة بسحب كثيفة قد ټنفجر في أي لحظة وهي في غنى عن ذلك لذا اكتفت بأن تربت بلطف فوق كتف هدى وتنتزع نفسها من بين ذراعيها بخفة تزامنا مع الطرق على باب الغرفة الذي انفتح وأطل منه عمها زين النعماني الذي كانت الشفقة تحيط بقلبه لأجل تلك الفتاة لسبب لا يعلمه ولكنه تجاهل ما يشعر به وهو يقول بوقار
مبارك لك يا نور.. تبدين رائعة.
تمتمت بخفوت
شكرا لك.
تساءل في حرج
هل أنت جاهزة لقد وصل الشيخ بالأسفل.
ابتلعت غصة صدئة تشكلت في حلقها وقالت بجمود
نعم.. هيا لننزل.
تأبطت ذراعه وخطت بأقدام تتوسل لها أن تهرب وتركض بعيدا عن هذا المكان وهؤلاء الناس ولكنها كانت أجبن من أن تفعل ذلك .. على الرغم من هذا الشعور المقيت الذي يهيج داخلها منذ البارحة حتى سلب النوم من عينيها بأن هناك کاړثة ستحدث!
زفرت بقوة وكأنها تريد أن تخرج خۏفها مع ذرات ثاني أكسيد الكربون ليتناثر في الهواء بعيدا
عنها ولكن كلما خطت