كواسر اخضعها العشق بقلم نورهان محسن
خطوة تعاظم الخۏف بداخلها أكثر حتى أن دقاتها صارت تتخبط بصدرها بطريقة مؤلمة جعلتها تتوقف عند أسفل الدرج لثوان تحاول تنظيم أنفاسها الهاربة ودقات قلبها الثائرة
ماذا هناك لم توقفتي
هكذا جاءها استفهام عمها لتبلل حلقها وهي تجاهد حتى تخرج كلماتها حين قالت بخفوت
لا شيء هيا لنكمل.
هكذا تحدث الشيخ وهو يمد إليها دفتره بيد وبالأخرى يناولها قلمه لتملئ الاوراق فلم تعرف ماذا دهاها شعرت بأن يديها تيبست ولم تستطع التحكم بها فتوقفت جميع الأعين عليها بترقب جعل دمائها تثور خجلا ورهبة ولكن جاء صوت زين لينقذها حين قال بوقار
هيا يا أشرف وقع أنت أولا ونور ستوقع بعدك.
هيا يا نور.. وقعي.
أخرجها من بحر حيرتها صوت عمها الصارم فابتلعت شهقة ذعر داهمتها وبصعوبة مدت يديها لتمسك بالقلم وبداخلها شعور مريع يراودها بأنها قاب قوسين أو أدنى من المۏت الذي جاء على هيئة زئير قوي تزلزلت له الأبدان
يتبع.
بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الثاني ..
كان الأمر أشبه بسفينة عادت إلي شطها مهزومة مثقلة ب تصدعات وشروخ خلفتها عواصف وأعاصير رحلة مضنية مع القدر.
نورهان العشري
ما الذي يحدث هنا بحق الچحيم
صعقة قوية أصابت الجميع حين سمعوا ذلك الصوت الجهوري الغاضب الذي لم تخطئه الآذان أبدا فقد كان مميزا كصاحبه الذي ما أن وقعت عليه أعينهم حتى تجمد الجميع بمكانه وتشابهت الوجوه جميعا لتبدو بنفس الهيئة أعين جاحظة شفاه متدلية للأسفل ملامح مشدوهة وأنفاس محپوسة في الصدور فكان المشهد وكأنهم تماثيل نحتت من الحجر يحيط بها صمت مطبق لم يطيقه أكثر فزأر بقوة
فراس ولدي
كان أول من استفاق من حالة الصدمة المخيمة على المكان هي جليلة النعماني والدته التي هرولت إليه تحتفي بوجوده بقوة وهي تبكي وتتمتم بكلمات غير مفهومة عن كونها غير مصدقة أنها تراه أما عنه فقد كانت جميع حواسه وعلى رأسها عينيه مسلطة على تلك التي لا زالت متيبسة بمكانها تطالعه بنظرات جامدة وبيدها قلم!!
هكذا تحدث زين بصوت خفيض نفذ إلى مسامع أشرف الذي ما أن فطن لما يحدث حتى شعر بالذعر يسري في دمائه حتى قدماه لم تطاوعه لتنفيذ ما قاله زين الذي لاحظ جمود أشرف فصاح بقوة وهو يندفع نحو فراس الذي اسودت ملامحه أكثر وبدت عينيه قوس يطلق سهاما مشټعلة تجاههم
فراس.. هل أنت هنا حقا يا إلهي.. إنها معجزة
لحظة خاطفة مرت على الجميع ليتنبهوا لما يحدث وفجأة تبدل السكون إلى جلبة كبيرة إذ اندفع الجميع يسلمون علي ذلك القادم من المۏت وسط صيحات دهشة وتهليل لم تنجح في إخراجها من صډمتها فقد ظلت بمكانها تراقب ما يحدث وكأنها في عالم آخر وما يحدث لا يعنيها وليس واقعا ملموسا تحياه.
لقد عدت من المۏت يا فراس هل هذا حقيقي
هكذا تحدث ساجد شقيقها إلى فراس الذي تبدلت ملامحه كليا لتبدو أكثر شراسة من ذي قبل فمن الواضح أنه خابر أيام عصيبة انطبعت على قسمات وجهه التي أصبحت خشنة ولونه الذي دكن فأصبح مائل للسمرة وقد استطال شعره كثيرا وكذلك لحيته وتعمق تجويف عينيه التي كانت الشيء الوحيد الذي لم يتغير به فما زالت شمسها حارة متوهجة بلونها العسلي المدجج بخيوط حمراء توحي بمقدار غضبه الذي لون ملامحه وهو يراقبها جالسة بمكانها دون حراك وذلك القلم
الذي لا يزال بين إصبعيها.
نعم لقد عدت من المۏت.. ولحسن حظي فأنتم تقيمون حفلا!
قست عينيه أكثر وهو يبصق الكلمات من فمه تجاههم
ترى هل شعرتم بعودتي أم ماذا
عاد الصمت مرة أخرى ولكنه كان مشحونا بأنفاسهم الملتهبة والمترقبة لما سيحدث ولكن لم يدم الأمر طويلا فقد تدخلت فريال قائلة بوقار
أهلا بعودتك يا فراس.. تعال لنجلس ونتحدث قليلا.
أجابها بقسۏة
وهل يعقل أن أتحدث قبل أن أسلم على زوجتي التي من الواضح أنها لم تتجاوز صډمتها بعد!
كانت محاولة واهية منها لصرف نظره عن تلك التي ما زالت قابعة بمكانها ولكن تبدلت صډمتها إلى ذعر كبير جمدها بأرضها فبداخلها صوت يتوسل إليها بالهروب وآخر يخبرها بأن ما يحدث حلم بل كابوس وسينتهي سريعا. فحتما لم يعد .. هو ليس موجود تلك العينين لابد وأنهما