السبت 23 نوفمبر 2024

مزيج العشق المر بقلم سلمى المصري

انت في الصفحة 10 من 71 صفحات

موقع أيام نيوز


فى عيالك دول 
ضيق محمود عينيه قائلا تفتكرى يكون عاوز سمر 
هزت سميرة كتفيها قائلة وليه لا من زمان وهما منسجمين مع بعض 
قلب محمود شفتيه قائلا ممكن يكون حب اخوي مش اكتر احنا لو فكرنا نجوزهاله مش هيعترض بس البنت كدة ممكن يظلمها معاه 
اومأت سميرة برأسها وهي تنظر لهما فواصل محمود على فكرة يا سميرة أنا وافقت النهاردة على خطوبة ايتن وحسام 

التفتت له سميرة فى دهشة ألجمتها عن النطق فقال محمود مالك انتي التانية حسام مش عاجبك فى ايه 
قالت سميرة فى توتر انت عارف اني متمناش لايتن حد أحسن من حسام بس هيا مش هتوافق هتغصبها يعني تتجوزه 
تنهد محمود قائلا لا مش هغصبها تتجوزه بس هغصبها تعرفه عن قرب هيتخطبو فترة وبعدها نشوف 
مررت سميرة يدها على رأسها قائلة ربنا يستر ونظرت الى زوجها نظرة ذات معنى وقالت وبالنسبة للبيه الكبير هنفضل سايبينو كدة واضافت فى همس أنا حاسة من طريقة كلامه انه بدأ يميل للبنت 
ابتسم محمود قائلا بس ابنك مش بالسهل يعترف بده 
هزت سميرة كتفيها وقالت واحنا مش كل مرة ناخده على راحته 
عقد محمود حاجبيه فى دهشة فواصلت سميرة في استمتاع اسمعني وانا هقولك واستمع الى ما قالته وقد كان هذا هو الجنون بعينه الا إنه بالنسبة ليوسف المنطق الوحيد 
الفصل الخامس 
راقبتها في ألم وهي تتتلقى صډمتها وتبكي كما لم تبكي من قبل صغيرتها المدللة التى تخشى دوما تهورها ترفض ما أقروه بشأنها مهما حاولت اقناعها أنها مجرد تجربة ليس أكثر تمنت لو ضمتها الى صدرها بقوة لتهدأ ولكن الموقف ربما احتاج هذه المرة قليلا من القسۏة وبعضا من الحزم 
مفيش داعى للى بتعمليه ده على فكرة قالتها سميرة وهي تربت على ظهر ايتن التي كانت تنتحب بشدة وهي تقول انا يا ماما انا تجوزونى حسام ليه حرام عليكو 
حاولت أمها كتم انفعالها من غرورها المعتاد حتى وهي بهذا الحال وقالت وبعدين يا ايتن هتزعليني منك ليه 
نهضت ايتن وهي تمسح عينيها بظهر كفها وتقول انتو مش بتحبوني ابدا انتو بتحبو حسام وبس وعايزين تفرحوه حتى على حسابي انا 
نهضت سميرة وربتت على كتفها قائلة في لوم فى أب وأم ميتمنوش السعادة لولادهم 
ردت ايتن في عصبية امتزجت بنحيبها وانتي شايفة ان حسام ممكن يسعدني انا مبحبووش يا ماما مش بطيقه 
تنهدت سميرة وهي تمسح دموعها بابهاميها قائلة يا حبيبتى محدش هيغصبك انتو هتتخطبو فترة كدة وبعدين لو مش قادرة خلاص 
نظرت لها ايتن فى شك فواصلت سميرة وهى ترتب خصلات شعرها التى تبعثرت من الانفعال اهدى بقا شوية انتى مش بتثقى فى كلام امك ولا ايه 
تمعنت بها ايتن طويلا ولم تستطع أن تخفي غيظها فقالت اشمعنى انا 
عقدت أمها حاجبيها فى تساؤل قائلة اشمعنى انتى ازاى 
ردت ايتن من بين اسنانها فى حنق ليه ما أجبرتوش يوسف او زين انه يتجوز سمر هوا كمان ولا عشان انا بنت يعنى وهتقدرو تغصبوها انما هما رجالة محدش يقدر عليهم 
ردت سميرة فى صرامة ايتن انا مستحملاكى من الصبح ومستحملة دلعك ومع ذلك هرد عليكى الست غير الراجل يا ايتن انتى لسة صغيرة بس انا هحاول ابسطهالك لما الواحدة تتجوز واحد هيا مبتحبوش بس يبقا كويس وراجل بجد يقدر يحتوييها ويديها الأمان والحنية عمرها ما هتقدر تقاوم ده كله وهتحبه مع الوقت لكن الراجل غير لو مبيحبش مراته حتى لو قټلت نفسها عشانه ولا هيحس بيها وسمر بنتنا زيكو بالظبط ومرضلهاش بالظلم 
أشارت ايتن الى صدرها قائلة بس ترضيهولى انا صح 
أشاحت سميرة بوجهها لحظات عادت بعدها لتزفر فى ضيق وهى تقول وبعدين بقا بصى ابوكى خد قرار فى الموضوع خلاص وانا رأيى تليميها شوية بدل ما يعند بجد ويخليها كتب كتاب وانتى عارفة محدش هيقدر يعصاله كلمة 
أشاحت ايتن بوجهها وهى تبتسم فى سخرية نعم هى تعرف ان حسام مجرد تابع لابيها مجرد رجل هشلاقرار له ولا شخصية القرار اتخذه أبوها وهو سينفذ حتى وهو يعلم أنها لا تحبه قطبت حاجبيها في حنق تخيله فى اطار الزوج يصيبها بالغثيان كيف تتزوج من حسام هذا حسام الذى لا يجيد صياغة كلمتين على بعضهما كيف تقدمه الى صديقاتها يهيئته تلك اما الحقيقة التي غفلت عنها او تغافلت بتفكيرها السطحي لم تكن هكذا ابدا فحسام رغم كونه شخص بسيط الا أنه شخصية جادة للغاية ربما خبرته فى النساء لا تتعدى حبه الجارف لها والذي غرق فيه بكل كيانه منذ الطفولة كان لبقا فى الحديث الا معها فجأة تتوه الكلمات وتذوب بين شفتيه ولا يعرف ماذا يقول كم تمنى لو شعرت به لو بادلته ولو جزء بسيط من مشاعره او أولته حتى بعضا من عطفها حين أخبره عمه بقراره تأرجحت مشاعره بين السعادة والخۏف سعادة أن يمتلك الدنيا كلها طوع يديه وخوف أن تعطه الدنيا ظهرها وتحتج وترى ان مشاعره ليست مهرا كافيا لامتلاكها وبين السعادة والخۏف انتصرت الأولى بضړبة حب قاضية حبيبته بين يديه فليترك كل مخاوفه للأيام ربما أثبتت له العكس 
وقفت ايلينا الى جوار النافذة التى تحتل حائطا باكمله فى مكتب يوسف وهى تحاول الاتصال بصوفيا للمرة الالف دون جدوى حاولت بكل الطرق ان تصل اليها قست عليها ولكن بدافع حبها لها وشعورها بمسئوليتها منها فطالما أعدت صوفيا ابنتها وليست ابنة خالتها وصديقتها المقربة راسلتها عبر كل الوسائل ولم تتلقى ردا واحدا تنهدت ولم يعد لديها سوى حل واحد ارسلت رسالة قصيرة لها وهى تمني نفسها ان ترد هذه المرة حين تقرأ محتواها اما يوسف فكان جالسا على طاولة الاجتماعات يراقبها دون وعى وهو يضع يد على وجنته والأخرى يطرق بها بالقلم على المائدة ېقتله الفضول ليعرف من توليه كل اهتمامها هذا وتحاول الاتصال به رغم تجاهله الفترة الماضية جعلتهما قريبين أغلب الوقت بحكم العمل فلم يخلو الأمر من شد وجذب مستمر لا يعرف لماذا يحب تحديها دوما وهو الصارم الذى لايقبل فى عمله أي تجاوز او اعتراض وهى رغم حنقها منه الا ان دهشتها كانت اكبر من اخلاقه التى لا تتلائم ابدا مع الحوار الذى سمعته يدور مع جينا فهى لم تلمح فى نظراته او تصرفاته اى شىء يخيفها او يخجلها ولم يكن هذا الأمر معها فقط فقد كان مع جميع الموظفات لديه بل لمحت ما هو أكثر لمحت احداهن وهي تحاول التودد اليه أكثر من مرة ورغم جمالها المثير ونعومة أنوثتها التي لاتقاوم لم تلقى منه سوى التجهم والتجاهل وحين أفرطت في محاولتها ولم يعد تجاهله ذو قيمة تذكر كان ابعادها الى احدى فروع الشركة حلا مناسبا للغاية لماذا يبدو هكذا بأكثر من وجه لماذا رفضها وهو على حد علمها سمعته يخبر جينا ان هناك الكثيرات وان علاقته بها عابرة ماذا يعنى بعابرة استيقظت من افكارها على صوته وهو يقول مش كفاية كدة ونيجى نشوف شغلنا 
قبضت على الهاتف بين يديها وقالت دون أن تلتفت اليه الاجتماع لسة مبدأش ومحدش جه بدرى غيرى 
اعطاها يوسف شبح ابتسامة قائلا ومش المفروض تجهزي للاجتماع ولا ايه 
عقدت ايلينا حاجبيها والتفتت تخطو تجاه المائدة قائلة وانا مالى انا اجهز لاجتماع ليه 
رفع يوسف حاجبيه وخفضهما قائلا انا سبق ووعدتك ان لو فكرتك نجحت فهيبقى ليكى مكافأة وقبل ان ترد قاطعها بكف يده وقال انتى من النهاردة مديرة مكتبى قالها يوسف وهو يتمعن النظر فى وجهها ليقرأ انفعالاتها بمفاجئته متشوق هو ليعرف كيف ستستقبل الأمر متشوق
لما يتوقعه ويعرف أنها ستخالفه ليجد النقيض

تماما وجدها جامدة لا تعطه اشارة واحدة عما يجول بداخلها لحظات وأشاحت بوجهها قائلة اسفة جدا انا مرتاحة فى قسم التصميمات 
زمر يوسف شفتيه وتأملها لحظات استند بعدها على المكتب بكفيه وهو ينهض فى بطء قائلا فى هدوء صارم انتى بأى حق تقولى موافقة ولا مش موافقة اصلا الظاهر النجاح اللى عملتيه خلاكى تتغرى وتكونى فاكرة ان احنا منقدرش نستغنى عنك واشار بسبابته قائلا فى تحذير انتى هنا مجرد موظفة وانا مديرك وزيك زى اى حد لو فى يوم قصر فى شغله او منفذش الاوامر هيترمى برة 
تنهدت لتهدىء من انفعالها وتتجاوز وقاحته ثم واجهته بتحد وهى تقول انا عمرى ما بقصر فى شغلى مش لانى بخاف انى اترفد لا لانى عندى ضمير حضرتك تعرفه اما بالنسبة للغرور فدى ثقة بالنفس وفى موهبتى ولو انتو استغنيتو عنى ففيه الف مكان هيستنى اشتغل فيه والنجاح اللى حقققته معاكو هيعملى دعاية مجانية 
تأملها لحظات قبل ان يطلق ضحكة عالية قائلا انتى طيبة اوى حضرتك بتهددينا بطريقة شيك يعنى انك تقدرى تشتغلى فى مكان منافس بعد ما عرفتى عن شغلنا كتير احب اقولك ان وقبل ان يكمل قاطعته ايلينا فى حدة وڠضب مش اخلاقى مش انا اللى اسرب اسرار عن شغل كنت فيه عشان اكسب مكان فى شغل جديد 
تنهد يوسف لينهى هذه المناقشة قائلا وهو يجلس من جديد اسمعى انا هعلن فى الاجتماع دلوقتى انك هتبقى مديرة مكتبى وانا كلمتى مبتتردش ابدا يا بكرة الصبح تكونى على مكتبك يا برة الشركة خالص 
همت ايلينا ان ترد لولا ان بدأ توافد الموظفين بالفعل ونفذ يوسف ما اخبر به ايلينا التى حاولت كتم غيظها وحنقها بقدر المستطاع لتتمكن من اتخاذ قرار مناسب ولكن ماهو القرار المناسب عجزت لأول مرة أن تتخذ أي رد فعل وما ان انتهى الاجتماع حتى كانت اول من يغادر المكان كطفلة تنتظر موعد انتهاء يومها الدراسى راقبها يوسف وهو يخفى ضحكاته بصعوبة فهو حقا لا يعرف لماذا يستلذ باستفزازها استمتع كثيرا وهو يتابع غيظها واحمرار وجهها حنقا وهو يلقي قراره على الموجودين راقب توترها وهي تكاد تعتصر قلمها بين أصابعها وترمقه بكل حنق العالم واجه نظراتها الحانقة بابتسامات سمجة واجه توترها ببرود تقمصه باحتراف شعور يفوق الفوز بكأس العالم وهو يراها تنسحب هكذا من امامه دون أي رد فعل لأول مرة 
وفى قصر البدرى جلس محمود مقابلا لزوجته فى غرفتهما وهو يقول ايه مالك هترجعى فى كلامك ولا ايه 
نظرت له سميرة فى صرامة قائلة ارجع مين لا طبعا ده انا ماصدقت كل الموضوع انى خاېفة من رد فعله 
ابتسم محمود وهو يمسك بكفيها قائلا وانتى ناسية ان ابنك عنده نقطة ضعف لصالحنا واشار برأسه اليها انتى ابنك ميقدرش يزعلك ولا يكسرلك كلمة وانتى لازم تلعبى ع النقطة دى على قد ما تقدرى 
ابتسمت سميرة وهى تربت على كفه ان شاء الله
 

10  11 

انت في الصفحة 10 من 71 صفحات