داليا بقلم ناهد خالد
أنيقه تخصها يبدو أنها سقطت منها دون أن تنتبه خفض بصره لها وهو يضغط عليها برفق وكأنه يخشي أن تنكسر فيزول آخر تذكار بقي منها ...ارتسمت ابتسامة ساخره علي شفتيه من رآها سيظنه غير مهتم لما حدث ولم يفرق معه ...لكن لم تدم تلك الابتسامه لأكثر من ثوان انمحت تماما وظهر الألم جليا علي وجهه و...ظهر طيف لأدمع قريبه لتغزو عينيه أخذ نفس عميق شعر وكأنه خرج من أضلعه تحدث للساعه وكأنها شخص ما ! بنبره متألمه خافته يسكنها الحزن
أغمض عيناه بشده يعتصر جفنيه يمنع تجمع المزيد من الدموع بهما زفر پعنف يشعر بشئ ثقيل يقف بحلقه وشئ أثقل يجثو فوق صدره يكاد يمنع تنفسه !
عارفه أنا قولتلها الي قولته من ڠضبي وحزني أنا كنت ناوي أعترفلها بحبي بكره وكنت بخطط لسهره حلوه حسيت أنهم هدوا كل خططي للمستقبل الي خطط له أني أعيشه معاها حسيت نفسي قليل أوي بينهم وكأني عيل بيتحكموا في حياته ! فرحت بخفوهم عليا واهتمامهم بيا وعارف أني مش هلاقي ناس زيهم بس كمان اټصدمت واتغاظت من الي عملوه من غير علمي ڠضبي وحش ومبسامحش اي حد بيستغفلني او يلعب بيا وبحياتي أيا كان المبرر بس هم مش هقدر مسامحهمش بس برضو لازم أخد موقف واطلع عينهم شويه عشان ارتاح ولما ارجع لهم هبقي ناسي اي حاجه عملوها معتصم عبيط وطيب وبيحبني وأنا عارف أنه عمره ما فكر يضايقني بالي عمله صاحب وأخ جدع وعمري ما هلاقي زيه وعمري ما هسيبه وبابا ... رغم كل الي عمله معايا في حياتي إلا أنه أبويا في الآخر ...يمكن لما ابقي مكانه في يوم أخاف علي ابني زيه ! وداليا ...
متقلقيش هرجعلك صاحبتك بس مش دلوقتي شويه كده اكون نسيت فيهم الي عرفته واحس أنها خدت عقابها علي كذبها عليا في الآخر مش هقدر اكمل من غيرها !.....
ضب أغراضه في حقيبة سفره ووضع ساعتها فيها انتهي ونظر للغرفه من حوله وهو يقول
مش هينفع اقعد فيك من غيرها هقعد في اوتيل لحد معاد الطياره بكره بس وعد لقلبي يوم ما هدخلك تاني هتبقي معايا حتي لو بعد سنين! ....
__________ ناهد خالد _________
صباحا ..
وقفت پألم من نومتها هكذا جرت حقيبتها لتصعد للأعلي مرت علي مرآه في منتصف الصاله توقفت حين وقع نظرها علي صورتها في المرآه وجه شاحب بأعين منتفخه من البكاء تكاد تنغلق أعين حمراء شارده حزينه متألمه من قسۏة الحياه عليها مظهرها هذا يذكرها بمظهرها في وقت بعيد مر عيله عشرون عاما وربما أكثر حين وقفت أمام نفس المرآه اللعينه ولكنها كانت أقصر بكثير مما هي عليه الآن فكانت فتاه ذات خمسه أعوام وربما أربعه وبضعة أشهر ! ولكن رأت وجهها لأن المرآه بطول الشخص نفس الوجه الذي تراه الآن بنفس الملامح ونفس الضياع الظاهر في عينيها ...وكان ذلك بعد....
ماما .
هتفت بها بلوعه وهي تتمسك بثيابها الټفت والدتها تهبط بنظرها لها وردت متأفأفه
نعم !
بكل براءه وعيون لامعه قالت
هتمشي طب خديني معاك .
لوت شفتيها بتهكم وقالت
أخدك ! ده أنا هربان من قوقعتك أنت وأبوك تقومي تقوليلي أخدك معايا !.
تسائلت ببراءه طاغيه
يعني ايه قوقعه !
زفرت بضيق وهي تقول بنزق
يعني قرف يعني همكوا الي عاوزين ټدفنوني بين حيطانه أخدك اهبب بيك ايه هو أنا هسرف عليك القرشين الي طلعت بيهم ! روحي لأبوك عنده كتير خليه يصرف عليك ثم أنا عندي خطط كتير وسفر وخروجات مش هينفع أشيل همك وأخدك تكتفيني !.
ماما أنا معايا سلسله بابا الي جبهالي
هي هتجيب فلوس كتير هاكل بيهم ومش هطلب منك مصروف المدرسه I promise you أوعدك والخروج أنا هقعد اتفرج علي الكارتون ومش هزعجك خالص بس خديني معاك باباي عطول في شغله ومش هلاقي حد اقعد معاه .
ردت بلامباله
خليه يجبلك ناني ياختي ماعلي قلبه فلوس قد كده .
أدمعت عيناها بشده وهي تقول برجاء
أنا عاوزاك معايا كل صحابي عندهم ماماي مش ناني .
ردت بضجر
اوف بقي انا مليش في كل الي بتقوليه ده روحي حلي مشاكلك مع أبوك .
الټفت لتذهب لتسرع هي تتمسك بها
ماماي خديني معاك please .
أبعدت يدها پقسوه جاحده وقالت
بت متزهقنيش بقي الله ! متبقيش زنانه .
نزلت دموعها بغزاره وهي تنظر بعيناها الصغيره لها وتقول
طب هتيجي تشوفيني
أشاحت بيدها وهي تذهب وقالت
لو فضيت .
ولم تجد وقت فارغ طوال العشرون عام لرؤيتها !
ذات مره قالت لها زميلتها بالمدرسه والتي كانت تكن لها بغضا غير مبرر
داليا هو أنت هتجيبي ايه لمامتك في عيد الأم ..
ثم شهقت بتصنع وأكملت
سوري يا حبيبتي نسيت أنك مش عندك مامي ..
عادت لواقعها تنظر للمرآه پغضب عاصف اتجهت ناحيتها وبكل قوه وغيظ زجت بها لتصطدم بالأرضيه مصدره صوتا عڼيفا معلنه انكسارها لكن لم يشفي غليلها بعد ظلت تسير علي الزجاج ټحطم فيه بكعب حذائها بكل ڠضب وفجأه بدأت تصرخ صرخات عڼيفه متتاليه تخرج من صميم قلبها الملكوم أوقفت صراختها تقول
أنا بكرهكوا أخرجوا من حياتي بقي .
ركضت بكل قوه للأعلي تجاه غرفتها فتحت باباها واتجهت لخزانه صغيره مغلقه بمفاتيح خاصه اتجهت لجلب المفاتيح من أحد الأدراج وفتحتها لتظهر الخزانه مكتظه بهدايا كثيره كثيره جدا .
أخرجتهم پعنف وهي تلقي بهم أرضا وهي تقول پبكاء
عشرين سنه بجيبلك هدايا عيد الأم وهدايا عيد ميلادك مستنيه اليوم الي ترجعي فيه عشان أوريهملك وتعرفي أني عمري ما نسيتك كنت عاوزه اعمل زي اصحابي وانزل معاهم اشتري هدايا لأمي الي مش موجوده أصلا كنت عاوزه أحس إحساسهم وفشلت .
صړخت بالأخير وهي ترتمي بجوار الهدايا أرضا ظلت تبكي لدقائق بكاء حاد يفطر القلوب .
حتي وقفت متجهه للأسفل قاصده المطبخ جلبت منه علبة من عيدان الكبريت وصعدت لغرفتها رمت الأعواد پغضب فوق الهدايا التي تحتوي علي بعض الثياب فاشتعلت النيران بهم سريعا ..
وقفت تنظر لاشتعال النيران أمامها وأردفت
النهارده أقدر أقولك أني مبكرهش حد في حياتي قدك بحق ۏجع قلبي السنين الي فاتت دي كلها عمري ماهسامحك ولا هنسالك الي عملتيه ويوم ما هفتكرك مش هفتكرلك غير قسوتك وجحودك عليا ده لو افتكرتك تاني أصلا ...
نظرت بجانبها لتجد صورة سليم التي تحتل المكتب الخاص بها اتجهت لها وأمسكتها بين يدها ونظرت لها بأعين مشتعله
وحق قلبي الي قټلته امبارح بأيدك لأمحي كل حبي ليك من جوايا واقف علي رجلي ومحتجش لأي حد معايا ولا هسمح أنك تنجح في كسرتي بحق كل الحب الي اديتهولك ومقدرتوش لأبقي أقوي من داليا الي عرفتها ومن النهارده أنا الي هتخلي مش انتوا أنا الي هبقي الجاني مش الضحيه .
حبة ظروف اتجمعت على شكل واحده قلبها مجروح
حبت تعيش بين البشر مالقتش بينهم اي باب مفتوح
كل اللي جاي جاي بۏجع ياخد مكانه وفرحها يروح
ومن النهارده ياروح مافي بعدك روح
ويعيني علي لف السنين بتهد مين وتعلي مين
علي التاني شړ الحليم مش من مافيش
وهعيش لمين لو مش هعيش علشاني
حررني من كل الحاجات والخۏف في قلبي لما زاد قواني
كل شئ باوانه والنهارده اوانه
اسرار في قلبي لا تتكتم ولا تتحكي
ولا يفهموها الناس بس اللى لازم يتعرف
كتر الالم بېموت الاحساس
مش كل ماضي بنعشقه في ماضي
لازم يتنسي ويتداس وكفايه انه اتعاش وقت ماسبناش .
أخذت تدندن بكلمات الأغنيه وهي ترتب أغراضها في الخزانه وما إن انتهت حتي رددت بشرود وابتسامه شريره لا تليق بوجهها البرئ
ومن النهارده ياروح ما في بعدك روح .
______ ناهد خالد ____
بعد أسبوع ...
فهمت يا محمود .
طبعا ياباشا هراقب المدام وكل آخر يوم هكلم سعادتك اقولك اي الي حصل في يومها .
جدع ولو حسيت بأي خطړ حواليها من اي حد بلغني فورا ولو حصل معاها حاجه وحشه لاقدر الله تبلغني بيها ع طول متستناش آخر اليوم .
طب حضرتك هترجع امتي
هتفرق معاك!
لا ياباشا أنا آسف هقفل أنا عشان هي خرجت اهي .
قالها محمود الرابض أمام فيلتها من بعيد ضغط سليم علي شفتيه يحاول كبح ما يريد قوله لكن لم يقدر فقال بلهفه
محمود صورها وابعتلي الصوره عاوز اشوف حاجه كده .
عنيا ياباشا .
وللحقيقه هو لم يرد رؤية شئ غيرها هي اشتاقها من أسبوع واحد أشتاقها كثيرا وكم فكر في أن يضرب بعقابه عرض الحائط ويعود لمصر ولكنه يرجع ليهدئ نفسه ويقول
هي كلها 3 شهور وارجع بلاش تسرع بقي .
التقط هاتفه بلهفه حين أعلن عن رساله فتح تطبيق الواتس آب ليجد محمود بعث له الصوره ..
كانت فاتنه جدا في ثيابها الغريبه عليها لأول مره يراها بهذه الرسميه ..
بنطال أسود ضيق يعلوه كنزه بيضاء وفوقها جاكت أسود مماثل للبنطال وحقيبه يد سوداء وحذاء أبيض