داليا بقلم ناهد خالد
ذو كعب عال ونظارة شمس سوداء وضعتها فوق عيناها وما هذا ! لقد قصت شعرها لتجعله أسفل أذنها بقليل ! يالها من غبيه ألم تكن تعرف أنه يعشق شعرها الطويل ! وأيضا لقد ازدادت فتنه بشعرها القصير هذا ! .
تمتم پغضب وعيناه تأكلها حرفيا
لا شكلي هخليهم شهر ماشي ياداليا لما أرجعلك .
________ ناهد خالد ______
أمرك يافندم
قالت بجديه
لو سمحت يابشمهندس عاوزاك تبعت لشركات المنشاوي تتطلب فصل إدارة شركتنا عنهم .
أومئ
حاضر يافندم .
صمتت قليلا وتنهدت بعمق قبل أن تقول بحزن فشلت في مداراته
أنا ... عاوزاك تعمل حاجه كمان .
تحت أمرك .
ضغطت علي يدها پعنف وزفرت بخفه ابتلعت غصه مريره في حلقها وهي تقول
جحظت عيناه وسألها
هتبيعي الشركه
أومأت بدموع خفيه
آه ياريت تبدأ تعمل ده أنا ههاجر ومش عاوزه اسيب حاجه هنا ياريت كمان تشوف بيعه للفيلا والعربيه وياريت يكون في خلال اسبوعين مش اكتر والموضوع يكون سري من فضلك .
رد پغضب
حضرتك هتبيعي شركة معتز بيه الي عملها في سنين عمره وتعب فيها ! أنت بتهدي كل الي عمله !
بشمهندس ياريت تنفذ المطلوب من غير كلام كتير وزي ما قلت معاك اسبوعين وتشترط علي الي هيشتري ميغيرش الموظفين والعمال اتفضل .
خرج بغيظ ولكن ليس له سلطه ليتحدث ..
هوت دموعها وهي
تنظر لصورة والدها وقالت
أنا آسفه بس طول ما أنا هنا هفضل اتوجع وهضيع يابابا لازم ابعد واداوي نفسي .
________ ناهد خالد ______
كانت أخبارها اليوميه وتحركتها تصل له عن طريق محمود .
وهي كانت تتابع أمور بيع ممتلكتها سرا لعدم رغبتها في أن يعلم محمد الأمر كي لا يقف لها فيه أو يعرض عليها شرائهم وهي لن تعطيهم له مهما حدث لن تكون أملاكها ملكا لسليم يوما ما ....
انتهت من بيع كل ممتلكتها سرا وحجزت تذكره طيران ل إيطاليا قاصده العاصمه روما بعدما استطاعت أن تتواصل مع شخص تعرفه عن طريق العمل يعيش هناك وجعلته يشتري لها منزل وسياره ويبحث لها عن شركه صغيره تبدأ بنقل أعمالها لها وتكون بدايتها هناك وقفت في أمام الطياره .
_______ ناهد خالد _____
نورهان .
نعم يابشمهندس.
خلال الاسبوع ده تبعتيلي كل الورق المهم الي واقف علي الأمضه حتي لو مش هتحتاجوه دلوقتي وابعتي للمدير العام قوليله اجازته آخرها الاسبوع الجاي ويرجع عشان هيمسك الشركه .
ابتسم بهدوء وقال بشوق
أنا هرجع مصر اخر الاسبوع الجاي كفايه الشهرين الي قعدتهم هنا .
تمام يافندم هنفذ الي حضرتك قولته .
أتاه اتصال من محمود فأشار لها بالخروج بقلق
أيه يا محمود داليا كويسه ! أنت مبتتصلش بالنهار !
والله ياباشا هي المدام سافرت .
قطب حاجبيه يسأله
سافرت فين
والله مش عارف بس هي دخلت المطار قدامي من نص ساعه ومعاها شنط كتير اوي بس في حاجه غريبه حصلت .
اي هي
كنت شوفتها قدام الفيلا بتدي المفاتيح لناس غريبه وكان الفرش بيخرج من الفيلا علي عربيات عليها اسم محل موبيليا شكلها بتبيعه .
أغلق معه دون أن يستمع لحديثه أكثر حين وجد هاتفه يعلن عن رساله منها !
فتحها بلهفه لتجحظ عيناه ويثقل نفسه وينبض قلبه پعنف صاخب وهو يقرأ مضمونها .
يمكن مبقاش بينا حاجه تتقال بس أنا عندي الي معرفتش اقوله وأنا واقفه قدامك رفقا بالقلوب يا سليم أنا معملتش الي يأذيك بس أنت قولت الي يأذيني ويعلم فيا.. كان معاك حق لما قلت أني معقده نفسيا.. بس محدش بيقول للأعور أنت أعور في وشه ! رغم أني عارفه إن تعقيدي الي قولت عليه مش بأيدي ويمكن مش للدرجه الي وصفتني بيها بس مهما وصفتلك كلامك ده عمل فيا ايه مش هقدر اوصلك احساسي وقتها ولحد الآن ولكتير قدام! أنا للأسف مبنساش.. في حد قالي كلام أثر فيا من ٢٠ سنه ولسه لحد الآن فاكراه وكل ما فتكره بحس بنفس أحساسي وقتها كنت مدياك كل الحق أنك تزعل وتغضب وتقرر تطلقني حتي.. وكنت هلتمسلك العذر عشان عارفه اني غلط وكمان كنت هسعي أنك تسامحني.. بس الي قولته متوقعتوش أبدا أنا مش بحاسبك بس زي ما أنت قلت الي عندك من غير اي مراعاه لأي شئ أنا كمان محتاجه اقول الي عندي قررت اعمل بنصيحتك يا سليم لما قولتلي كانت فين كرامتك.. قررت ادور عليها وأحفظ الي باقي منها.. وقررت كمان مدخلش حد تاني في حياتي أيا كان صفته عشان مش ذنبه يعاني من عقدي.. وعدتك أني مش هتدخل في حياتك تاني.. ودلوقتي بقولك ومش هتشوفني تاني.. أنا بعدت.. بعدت اوي عشان احاول ابني شخصيتي من اول وجديد واقف علي رجلي.. عارفه أن كل ده ميخصكش ولا يهمك بس أنا بقولك كده عشان اقولك لما تطلقني مش هكون موجوده بس تقدر تطلقني غيابي وتبعت ورقة الطلاق لمدير شركتي اكيد عارفه.. وتقريبا هتلاقيه في الشركه لو اصحابها الجداد التزموا بالعقود.. بالتوفيق في حياتك واتمني تقابل حد ميكنش معقد ولا أناني زيي..
داليا غريب
سقط الهاتف من يده علي سطح المكتب وتوقف نفسه لبرهه ثم عاد ليتحدث بشرود ضائع
_يعني ايه!...
التقط هاتفه سريعا وقرر مهاتفة محمود..
_محمود ايه الي حصل الفتره الي فاتت من غير ما تبلغني بيه
_والله ياسليم باشا محصلش حاجه غير الي بلغتك بيها..
ضړب بيده علي سطح المكتب پعنف غاضب
_يعني ايه أنت بتستهبل أنا مش قايلك تتابع كل حاجه ازاي معرفتش انها هتسافر!
_ياباشا وأنا هعرف ازاي بس كله حصل فجأه..
أغلق الهاتف معه پغضب وقرر مهاتفة معتصم عله يعلم شيئا
_سليم كنت متأكد أني مش هون عليك اسمعني والله أنا...
_مش وقته يا معتصم أنا عاوز اعرف ايه الي حصل مع داليا
_حصل ايه مش عارف!
هتف سليم پغضب وصوت جهوري
_هو أنا كل ما اسأل حد يقولي مش عارف أنتوا عندكوا بتعملوا ايه!
_طب اهدي ياسليم بس مالها طيب ولا أنت بتسأل عن ايه بالضبط
_داليا سافرت وعرفت انها تقريبا باعت الشركه عاوز اتأكد من الخبر وعاوز اعرف ايه الي حصل معاها في الفتره الأخيره وراحت فين وعملت ايه عاوز اعرف كل حاجه يامعتصم.. روح لمدير الشركه واسأله هو اكيد عارف..
حاضر هروح فورا وهكلمك لما اخلص..
أغلق معه وضغط ذر استدعاء السكرتيرة الخاصه به..
_نعم يابشمهندس.
_احجزيلي في اقرب ميعاد طياره لمصر وكلمي مدير الشركه قوليله يقطع اجازته ويرجع عشان مضطر اسافر..
_تحت أمرك..
ساعه مرت وهو يجول في الغرفه ذهابا وإيابا بتوتر وڠضب يكبته بداخله وأفكار وتساؤلات كثيره تتردد في ذهنه.. تري أين ذهبت وماذ تقصد بأنه لن يراها ثانية ألن تعود مره أخري.. مسح وجهه بكف يده وهو يزفر پغضب.. انتفض راكضا لهاتفه حين استمع لرنينه..
_ها يا معتصم
أتاه صوت معتصم الحزين
_داليا باعت الشركه والفيلا والعربيه.. داليا هاجرت ياسليم.. ومحدش عارف راحت فين..
كمن سقط من أعلي طابق في بناء شاهق الارتفاع منذ ساعات كان يخطط لما سيفعله عند عودته كان يريد أن يلاعبها قليلا ويشفي غليله منها ومن ثم حين يستكفي سيخبرها بحبه لها ويعشون حياه طبيعيه خاليه من الكذب والتلون.. ولكن الواقع ليس هكذا! وبكل أسف لم تتفق أحلامه مع واقعه..فتبخرت أحلامه وبقي واقع مر مؤلم..
ردد بخفوت مټألم
_ليه يا داليا ليه ټحطمي كل الي كنت بخططله للمره التانيه.. للمره التانيه بتوفقيني من أحلامي علي كابوس!..
تذكر ماقالته في رسالتها فأكمل بحزن طاغي وندم بدأ يزحف لجوارحه
_للدرجادي كلامي آثر فيك! لدرجة أنك تبيعي كل حاجه وتهاجري! عارف أني كلامي كان جارح ووجعك بس متخيلتش أنه وجعك اوي كده! تخيلت هرجع الاقيك زي ما أنت هقرب منك والاعبك شويه ولما اعترفلك بحبي واقولك اننا نكمل مع بعض هتوافقي من غير تفكير!.. هو أنت مش قلت أنك بتحبيني ازاي قدرتي تبعدي اوي كده!..
وظنها قطعة أثاث تركها وعندما يعود سيجدها كما هي وتتحمله كما كانت تفعل دوما ولكن ما لم يضعه في حسبانه أنها إنسانه.. تغضب وتثور تتمرد وتمل تقرر وتثأر تهجر ولا تعود إن أرادت..
____________بقلم ناهد خالد ________
بعد شهران..
دلفت بخطي واثقه بهو الشركه الواسع.. اتجهت لمكتبها بثقه
وجلست فوقه أخرجت هاتفها وبدلت الشريحه التي به لأخري.. دقت رقم أحدهم وانتظرت الرد..
_السلام عليكم.
_وعليكم السلام ازيك يابشمهندس.
_الحمد لله يابشمهندسه.
_ها في جديد سليم كلمك
_ لأ هو من وقت ماجه وسألني عنك من شهرين تقريبا مشفتوش..
_تمام شكرا..
أغلقت معه وأزالت الشريحه وأعادت الأولي.. نظرت أمامها وهي تتنهد بشرود.. لما لم يتمم سليم اجراءات طلاقهما للآن! ولما ذهب لمدير شركتها السابق وسأله عنها في اليوم التالي لسفرها وأخبرها أنه كان متعصب وغاضب وفلت منه بأعجوبه بعدما أنكر معرفته لمكانها الحالي.. ماذا كان يريد منها ولما بحث عنها! أسأله كثيره بعقلها لا تجد لها أي إجابات!..
زفرت بحزن وهي تتمتم
_بعدين بقي هو أنا مش مكتوبلي اشيلك من تفكيري خالص!..
عن أي نسيان تتحدث وهي تتذكره كل يوم قبل أن تخلد للنوم وأثناء يومها تجد نفسها شردت به فجأه وكأن لعڼته لن تتركها حتي بعدما تركت البلده بأكملها!.
_________ناهد خالد ________
_عاوزه ايه يا معتصم دلوقت
قالها سليم بملل ونفاذ صبر وهو يتحدث لصديقه..
_أنا الي عاوزه ايه أنت الي بتعمل ايه! هتفضل لأمتي قاعد في فندق ورافض ترجع البيت وليه أصلا سليم أنت لسه مسامحتش باباك
_هو أنت مكنتش موجود وأنا بقاله أني مسامحه!
_اومال ليه مش عاوز ترجع البيت بقالك شهرين قاعد في الفندق!
تنهد بحزن وهو يقول
_مش عشان بابا يا معتصم الموضوع خاص بيا..
رد باصرار
_الي هو ايه
زفر پاختناق يقول بشرود ظاهري
_أنا وعدت نفسي مش هدخل الجناح إلا وداليا معايا..
هدأت ثورة معتصم ونظر لرفيقه بحزن وقال
_طيب أنت قولت الجناح مش الفيلا! ارجع وعيش مع عمي في الدور الي تحت..
تنهد يقول
_هفكر..
_لسه مفيش أخبار
_لأ..
أكمل پغضب وقسماته وجهه تحتد
_الحيوانات الي بعتهم روما مجابوش ليا معلومه واحده من هناك.. حاسس ان كل الي عملته علي الفاضي.. يعني روحت بقسيمة الجواز المطار وكلمت ظابط معرفه لحد ما عرفت أنها حجزت في الطياره الي رايحه روما.. وبعهم عشان يحاولوا يوصلولها بس مفيش فايده...
_ايوه يا سليم بس روما مش شارعين ده عدد سكنها ٢ مليون ونص يابني اكيد هياخدوا وقت وكبير كمان يعني مش شهر ونص وعاوزهم يقولولك لقيناها بعدين يمكن تكون اتنقلت جوه البلد ومفضلتش في روما!
أغمض عيناه بتعب وقال
_يمكن..
هتف معتصم بجديه
_سليم أنا عارف أنك بتحبها ومتأثر جدا بغيابها بس الشغل ملوش ذنب أنت منزلتش الشركه