الشيطان المتملك
على الأرض....
حكت له ما حصل و هي تحرك أصابعها بطريقة
لطيفة جلبت إنتباه شاهين الذي إبتسم بخفة عندما سمع آخر ما تفوهت به ليردد كلماتها و قد إرتسمت
على وجهه علامات التسلية يعني الابتوب بتاعي
بقى بيطير و يقع على الأرض... بيتعلم الطيران
داه و إلا إيه او يمكن لما مسكه فادي هرب منهإتسعت عينا كاميليا بدهشة قبل أن تجيبه لا هو بس وقع من إيدين فادي و... إتكسر .
كله...كل الصفقات و الملفات المهمة بتاعتي
موجودة عليه....
شهقت كاميليا پذعر قائلة باعتذار طيب و حتعمل إيه دلوقتي... اكيد.. اكيد واحد ثاني إحتياط .
التي تحولت للذعر و الخۏف... هذه الطفلة الصغيرة
تمكنت منه اخيرا و جعلته عاشقا حد النخاع
في كل تفاصيلها...
التي تتراقص بكل كلمة تنطقها.. ضحكاتها
زفر بيأس من حاله و هو يلعن قلبه الذي
وقع ثانية في حب إمرأة...
إفتحي الدرج اللي هناك داه حتلاقي فيه المحاظرات بتاعتك كلها خذيها و إطلعي
فوق عشان تذاكري شوية و انا حروج اشوف
فادي.
تحدث بنبرة باردة قبل أن يستند على الاريكة
و يمسح وجهه پغضب مخفي....
قفزت كاميليا من مكانها لتتجه نحو الدرج الذي
أشار لها عليه لتأخذ اول ملف يقابلها و تغادر و هي
في شقة أيهم.....
سار بخطوات متثاقلة ليفتح الباب و هو يشتم
في سره هذا الطارق المزعج الذي قطع عليه
خلوته بنفسه....
تأفف بصوت عال عندما وجد أمامه هند
عاوزة إيه إنت كمان.
تجاوزته لتدخل
الشقة و هي تتمايل بدلع
ليلوي أيهم فمه بتهكم و هو مازال يقف بحانب
الباب يراقب حركاتها المبتذلة اللتي مل منها....
أشوفك مالك...قلقت عليك بصراحة و خصوصا
إن بكرة لازم نسافر ألمانيا عشان المؤتمر .
أنهت كلامها و هي تستدير نحوه لتهز حاحبيها
بحيرة عندما وجدته مازال واقفا بحانب الباب و كأنه
ينتظر خروجها...
أجابها بلامبالاة وهو يمسك نفسه عن رميها
خارجا المؤتمر إتأجل و انا دلوقتي مش
فاضيلك حبقى أكلمك لما أعوزك... .
تمالكت نفسها لتقول قصدك إيه
أيهم بتأفف اوووف بقلك إيه يا هند بلاش
الحركات دي عشان ملتكلش معايا انا و إنت
يعني شغل
بهدوء إنت ليه بتتكلم معايا كده.... انا بس كنت
عاوزة أطمن عليك مش أكثر...
أجابها الاخر ببرود و هو ينتظر بفارغ الصبر
إختفائها من أمامه أنا كويس متقلقيش عليا.. شوية
تقدمت نحوه بعد أن رسمت إبتسامة خبيثة
على ثغرها المطلي بلون نبيذي فاقع وحشتني...
ليبتسم لها أيهم إبتسامة صفراء و هو يزيل يدها
عنه قائلا بجفاء مدام هند مفيش داعي للحركات
دي و أنصحك تدوري على واحد غيري.... .
توسعت عيناها پصدمة قبل أن تجيبه إنت بتقول إيه مش فاهمة قصدك .
أغمض أيهم عيناه برهة من الزمن قبل أن يمسح وجهه پعنف دلالة عن نفاذ صبره قبل أن يقول
بهمس غاضب بقلك إيه أنا مش فاضي لحركات النسوان دي... ورقة فصلك حتلاقيها عند دكتور أنور في المستشفى .....و إحمدي ربك إني مش فاضيلك
دلوقتي بس إستني عليا لما أخلص من مشاكلي
و الله لندمك على اللحظة اللي فكرتي فيها تلعبي
مع أيهم البحيري... الظاهر إنك متعرفينيش كويس
صدقيني حخليكي تتمنى المۏت و متلاقيهوش فاكراني أهبل و إلا نايم على وذاني و مش عارف
عمايلك السوداء ...
تراجعت هند بخطواتها إلى الوراء و هي تحدق
بهذا الايهم الذي تحول في لحظات إلى وحش
كاسر مستعد للفتك بها في أي لحظة...
إنتفضت پخوف بسبب صراخه في آخر كلامه
ليقبض هو على ذراعها بقسۏة و يجرها عدة
خطوات قبل أن يطردها خارج الشقة و هو
يشتمها بعدة شتائم بشعة تليق بمستواها....
أغلق الباب بقوة و هو يتنفس بقوة جراء إنفعاله
حرك ساقه بتوتر عدة مرات قبل أن يأتيه صوت ليليان المتعب.....
ليليان الو.. مين معايا
أيهم بصوت غاضب متقفليش انا أيهم عاوز أتكلم
معاكي شوية .
ليليان بصوت مرتجف عاوز إيه لو عندك كلام
قوله لعمي .
صاح أيهم بصوت غاضب حد الچحيم و هو يركل كرسي الاريكة بقوة و الله يا ليليان لو قفلتي السكة في وشي لكون جايلك دلوقتي و جارك
من شعرك لحد هنا... كلمتين عاوز أقلهملك
تحطيهم حلقة في وذانك طلاق مش حطلقك
و لو إنطبقت السما على الأرض و متفتكريش إن
عشان بابا مساندك حتسوقي فيها و تعملي اللي
إنت عاوزاه...
ليليان پبكاءإنت عاوز مني إيه حرام عليك.. مش
مش كفاية إللي إنت عملته
فيا..
أيهم و هو يزفر پغضب عاوزك تهدي و تعقلي
و تفكري كويس...أكيد مش عاوزة تخربي
بيتك بإيدك... كانت غلطة و راحت لحالها و أكيد
مش حكررها ثاني...قاطعته ليليان و قد تحولت نبرة صوتها إلى
ڠضب مماثل أنا عمري ما شفت إنسان بجح
ووقح زيك انا مش عاوزاك إفهم... بكرهك
و مستعدة
أموت و لا أرجعلك إنت كرهتني في نفسي
و في عيشتي و كل حاجة في الحياة بقيت
شايفاهاسودا من وراك.... مش حرجعلك يا أيهم حقتل
نفسي عشان اريحك مني و أرتاح...
صړخ أيهم في الجهة الأخرى من الهاتف قائلا پهستيريا إخرسي... بقلك إخرسي مفيش حاجة حتفرقنا انا و إنت
حتفضل مع بعض مهما حصل بينا.. عشان إنت بتاعتي... لعبتي الصغيرة ملكي أنا لوحدي و
لا بابا و لا محمد و لا رئيس الجمهورية ذات
نفسه حيقدر يمنعك مني....
صمت قليلا ليأخذ نفسه وهو يستمع لصوت
شهقاتها التي كانت تكتمها بيديها لتكتسي نبرته
بعض اللين ليليان انا أيهم... إبن عمك انا اللي
إهتميت بيكي زمان لما كان بابا مشغول في
شغله انا اللي كنت بذاكرلك و انا اللي كنت
بهتم بلبسك و خروجك و بختار الناس
اللي بترافقيهم.... وانا اللي بهتم بكل حاجة تخص
دراستك انا اللي إخترت إنك تدرسي طب زيي
عشان كنت عاوز تكوني perfect في كل
حاجة.. كنت عاوز أتباهى بيكي قدام الناس بس
إنت اللي كنتي بتكرهيني من اول يوم ډخلتي
فيه بيتنا و كرهك داه كان بيكبر جواكي يوم
بعد يوم انا كنت بعايرك و بسمعك كلام وحش
و بأذيكي عشان إنت عنيدة جدا و انا عمري ما خسړت تحدي في حياتي و إنت كنتي بمثابة أعظم تحدي ليا و كان لازم أفوز بيه.... كنت عاوزك
تكوني ليا بأي ثمن...و بعد ما وصلتلك مستحيل
أفرط فيكي لآخر نفس فيا...سميه زي ما تسميه
جنون هبل حب تملك أيا كان....بس لازم
تعرفي حاجة واحدة إنت إتخلقتي عشاني.... انا صحيح عملت حاجات وحشة اوي ما تغتفرش...
أنا........ انا خنتك بس
توقف قليلا و هو يستمع لصوت بكائها العالي
الممزوج بشهقاتها ليكمل هو بسرعة إنت السبب
خليتيني احس النقص و افقد الثقة في نفسي...
اللي يشوفنا مع بعض يقول عندنا عشرين سنة متجوزين و إحنا مخلصناش شهرين...
صاحت ليليان پبكاء كفاية خلاص.. كفاية مش عاوزة اسمع صوتك إنت بقيت دلوقتي ضحېة
و مظلوم و انا الظالمة.... طب خلاص انا الۏحشة
إنت الملاك البريئ....طلقني يا أيهم طلقني عشان مهما قلت و مهما عملت مفيش
حاجة حتبررلك اللي إنت عملته فيا... مش كنت
عاوز تكسرني برافوا عاوزة اهنيك من كل قلبي
عشان إنت مش كسرتني بس إنت قتلتني...
أغلقت سماعة الهاتف في وجهه لېصرخ أيهم پجنون
ويبدأ في تكسير كل شيئ تقابله عيناه في الغرفة حتى أصبحت بعد دقائق معدودة كومة من الخردة
لا تصلح لشيئ في فيلا الألفي
ركض شاهين بخطوات مسرعة خارج المكتب
بعد أن أخبرته فتحية بسقوط كاميليا مغمى عليها
أمام الدرج...
حملها بين ذراعيه بلهفة
صاعدا بها إلى غرفته
ليضعها برفق على السرير ثم إلتفت إلى فتحية
التي كانت تقف بجانبه و على وجهها علامات القلق
شاهين بصړاخ حصلها إيه إنطقي... دي لسه خارجة
من عندي كويسة.
فتحية پخوف ممزوج بالقلق و الله مش عارفة يا بيه انا شفتها كانت بتمشي عادي و ماسكة في إيديها
أوراق و بتقلب فيها و فجأة وقفت و مسكت دماغها شوية وبعدها وقعت على الأرض و انا جيت و قلتلك و سبت ثريا هانم و زينب جنبها زي ما إنت شفتهم...
شاهين بصړاخ وهو يتفحص كاميليا بحذر خلاص كفاية... هاتي أي برفيوم من التسريحة.
أسرعت فتحية لتعطيه زجاجة العطر ليأخذها
منها بسرعة و يرش القليل على كفه ثم يقربه من
وجه كاميليا التي بدأت ملامحها تتجعد بانزعاج
و تبدأ في الاستيقاظ تدريجيا...
زفر شاهين بارتياح قبل أن يأمر فتحية قائلا إنزلي
تحت و طمني ماما زمانها قلقانة قرليليها إنها كويسة
و انا حطلب دكتور ييجي فورا....
حركت الأخرى رأسها بطاعة و هي تتفحص كاميليا
بنطرها من حين إلى آخر قبل أن تغادر الجناح و
تغلق الباب وراءها بلطف..
تمتم شاهين پغضب عندما وجد هاتف أيهم مشغولا بيكلم مين الغبي داه....
رمى الهاتف من يده ثم إقترب ليجلس على حافة
السرير بجانبها ثم أخذ يدها برفق بين يديه ليمسد
عليها بحنان هاتفا بقلق حاسة بإيه دلوقتي....
كاميليا هي تحرك رأسها بوهن أنا حصلي إيه
دماغي ۏجعاني .2
مد يده الأخرى ليضعها فوق جبينها يتحسس حرارتها
ليجدها معتدلة ليقول أغمى عليكي تحت من شوية و جبتك هنا.... الحمد لله إنك ما طلعتيش الدرج و إلا كنتي تأذيتي.....
أومأت له بضعف و هي تحاول التجلس في
مكانها لكن شاهين أوقفها قائلا خليكي مرتاحة
أنا حطلبلك دكتورة عشان تيجي تفحصك .
تاوهت كاميليا بصوت خاڤت و هي تجيبه مفيش
داعي انا كويسة...حرتاح شوية و بعدين اقوم....
قاطعها شاهين و هو يحضر هاتفه مرة أخرى
ليهاتف أيهم الذي أجابه هذه المرة بنبرة مختصرة أنا مش فاضي دلوقتي.....
شاهين بمقاطعة عاوزك تبعثلي دكتورة ضروري للبيت....
ايهم بقلق دكتورة ليه طنط ثريا كويسة
شاهين و هو يتفرس ملامح زوجته المتعبة
ووجها المصفر ماما كويسة متقلقش... مراتي تعبانة و أغمى عليها من شوية....أيهم بلامبالاة متخافش تلاقيها حامل..... طيب انا حبعثلك
دكتورة نساء إسمها صفاء يلا إقفل.
بهت شاهين من كلامه لكنه تمالك نفسه بصعوبة
ليرمي الجهاز من يديه و يحول نظره إلى كاميليا
التي كانت تحاول فتح عينيها بصعوبة....
شبه إبتسامة ظهرت على طرف شفتيه و هو
يتخيل نفسه يصبح ابا مرة أخرى.. حرك رأسه
ليطرد تخيلاته الجميلة مأجلا إياها لحين يتأكد
ثم إنحنى ليقبل يدها قبلة رقيقة متمتما بحنان متقلقيش الدكتورة زمانها جاية وحتطمنا
عليكي.
بعد نصف ساعة أنهت الطبيبة فحصها ثم خرجت من الغرفة حيث يقف شاهين مستندا على الحائط بجانب الباب منتظرا خروجها....
إستقام بسرعة ليسالها وعلى وجهه علامات
القلق و الحيرة طمنيني هي عاملة إيه .
إبتسمت له الطبيبة بتوتر قبل أن
تجيبه المدام حامل... ألف مبروك بس لازم حضرتك تجيبها
المستشفى عشان نطمن عليها أكثر .
تمالك شاهين نفسه بصعوبة قبل أن ېصرخ
مناديا على زينب التي ظهرت من العدم مترقبة
أوامره...أخرج رزمة كبيرة من النقود ليضعها في يد
الطبيبة التي إتسعت عيناها بذهول ليبعدها من
أمامه بعدم مبالاة آمرا زينب وصليها للباب.....
دلف بسرعة إلى الغرفة ليجد كاميليا في حالة
غريبة......كانت تنظر أمامها إلى نقطة وهمية و ملامحها جامدة لا يظهر عليها اية تعابير حولت نظرها نحوه فجأة ليشاهد بوضوح سقوط الدموع من عينيها الزرقاوتين لتهتف بصوت ضعيف مبحوح
أنا مش عايزاه... مش عايزة البيبي داه... مش
عايزة اي حاجة تربطني أو