الأربعاء 27 نوفمبر 2024

اسلام الغريب بقلم ساره منصور

انت في الصفحة 16 من 25 صفحات

موقع أيام نيوز

الاذن الطويل حمدت الله انه من النوع المضغوط فهى لم تثقبهم أذناها بعد 
اختارت اليوم الفستان الأبيض بأكمام واسعة وارتدت حذائها الاحمر الخفيف 
خرجت من بوابة المنزل لتهب إليها نسمات الخريف ترحب بها حتى جعلت ملابسها تتطاير مع شعرها 
نظرت اليه بعبوس وهو ينتظرها فى سيارته فتمتمت 
كويس ان لبني مجتش هفففف هحاول اتجنب اي نقاش معاه انا عاوزة احافظ على شوية الفرح اللى فيا 
لو تم سحره من كافة ساحرات الدنيا لن يتم سحرة بتلك
الطريقة التى ينظر بها اليها 
كأن عيناها عالما شاسعا يرحب به ليسكن داخلها 
كأن عبيرها يعانق أنفه بنعومة يسمح لقلبه باستنشاقه رويدا حتى يزف داخل عروقه بمشاعر لم يعد يستطيع أن يخفيها 
خرج من سيارته يخطوا اليها ليأتى صوت ينتشله من رسم عالمه الخاص معها ويتلطخ ألوان أحلامه 
إسلام 
هتف بها صاحب العينان المتمردة الزيتونية ليصب داخلها بالړعب وهى تلتفت اليه 
الفصل الثالث عشر 
ارتفع صوت قلبها ينبض بقوة لاتسمع سوي خفقانها ولا ترى عيناها سوي الضباب التفتت إليه وفكها السفلي يتدلى لأسفل 
عيناه المتصفحة الجريئة تجعلها تخجل من نفسها حتى شعرت بأن ثقتها أهتزت 
يعنى اللى سمعته صحيح قالها رامي بجدية وعيناه تنظر اليها بجرائة 
نفسها تبرر داخلها ربما تملى عليها الكلمات حتى تصل الى شفتاها لكن توقفت بل شلت عن الحركة لم ترد أبدا ان يعرف من أحد سوي منها بطريقة متدرجة 
لكنها تأخرت 
هتف بها رامي وعلى وجهه نظرة إستحقار ومن ثم أدار ظهره ومشي فى طريقه فاقترب أدم من ياسمين يمسك بيدها فكانت باردة شبه
ضائعة فقد مرت الكلمة على أذناها كالصاعقة التى ألقت رعدها على كافة أنحاء جسدها 
أطمئن أدم وهو ينظر الى رامي وقسماته العڼيفة وبرغم كلماته المؤذية لياسمين إلا أنها تركت فى نفسه الراحة فما كان يخشاه ويؤرقه طوال الأيام الماضية لن يعود بل اختفى الطريق الوعر من أمامه بسهولة 
وبعد ثوانى من الصمت والضياع رفعت بصرها الى أدم لتره يرنوا اليها بنظرات أخفاها الضباب عن عيناها دارت لتذهب الى البيت مسرعه ولم تشعر باليد التى تقيد يداها بعروق قلبه تمنعها عن الذهاب 
ابعد أيدك مش راحة ابعد 
هتفت بها ياسمين پعنف والدموع على وشك الهروب من عيناها لم يرد أن يترك يدها أبدا يرد فقط أن يبقي معها لكن عيناه وهى ترى حزنها البأس على رامي يجعله يغضب وينحرق بلذعة الغيرة النازفة 
فتركها 
وبالفعل كانت الأسوء فقد وجهه اليها كلمة كانت تخشاها كثيرا من الأخرين ولم يأتى فى بالها أنها ستخرج من شفتاه يوما 
عاد اليها ثقل جسدها لا تستطيع النوم سوى ساعة أو ساعتين لم تتوقف تلك الخيالات عن الاتيان إليها 
الشئ الوحيد الذي يجعلها تستمر فى الحياة هى أحلامها التى تأتى فيها والدتها تشعر بلمساتها حنانها 
كما كانت تفعل دائما قبل أن تذهب الى جوار ربها 
قامت من الفراش وهي تشعر بالمړض جلست فى شرفتها تنظر الى السماء والنجوم ثم ذهبت تجلس بجانب طاولة وأقبلت تخرج مشاعرها فى ورقة صغيرة 
تعالت اصوات قلبي بالاشتياق 
فكان مؤلما لى بوحدتي الصماء
التمعت عيني بقطرات الحب 
تشتهى عناق تشتهى نبضات 
أن لبشر يرى مابداخلي 
من البوس والحزن ضاع عقلي 
والمؤلم 
طارت سنوات عمرى هباء 
فى خلية الحياة وحيدة 
أترانى ام انى لا أراك 
هل تسمع نبضات قلبي 
أم علتي وصلت لحد السماء 
وتمضي الايام 
كانت تجرى بسرعة على الجميع لكن تمر على قلبها بخطوات السلحفاة العجوز 
شعرت بحاجة ماسة بالذهاب الى الطبيب لكن لم يكن معها أى مال فاختارت أن تذهب الى عمها فى الليل الثقيل وقفت أمام غرفته الرئيسية ليتسرب اليها همسات بإسمها فاقتربت أكثر من الباب تلتقط الكلمات 
هتفضل قاعدة معانا هنا إزاى وفيه ثلاث رجالة 
متقوليش انها فى محڼة حاول تأجرلها شقة 
إتصرف 
وطى صوتك ياريهام العيال هتسمع 
البت اللى اسمها ياسمين دى تطلع مين هنا لإما أنا اللى هتطلع 
وضعت ياسمين يدها على ثغرها پخوف وهربت الى غرفتها تبكي فكيف لها أن تخرج من البيت والى أين فهى لا تملك من حطام الدنيا سوي عمها 
وفى الصباح الباكر 
وصل اليها طرق الباب لترتعد
مما تخشاه وهى تنظر الي عمها بعيون راجية ألا يتركها 
جلس كل منهما أمام الأخر الكل منهما لديه كلمات عالقة داخله ينتظر الأخر أن يفصح لكن الصمت كان سيد الموقف حتى بدأ عمها ناجى عن التحدث وسؤالها بالإطمئنان عليها 
خدي يابنتي الفلوس دى لو محتاجة تشترى أى حاجة 
شعرت ياسمين بالخۏف وهى تنظر الى المال فهى لا تريد أن تكون حملا ثقيلا عليه وخاصة بعدما سمعت كلام زوجة عمها 
فقالت
أنا معايا ياعمي خليهم بعدين 
وأصرت ألا تأخذ المال 
تنهد عمها ناجي وهو ينظر اليها ويربت على ظهرها فقد فهم من كلامها أن المبلغ الذي سرقته من أدم لا يزال معها 
فعندما ذهب الى الطبيب أخبره أنها أجرت كل الفحوصات وقامت بدفع مبلغ كبير 
فعلم حينئذ أنها هى من سړقت المال من أدم وخشي أن يواجهها بالأمر كى لا تشعر بالاحراج من نفسها 
شعرت ياسمين بالراحة وعمها يخبرها أنه سيقوم بدفع تكلفة تعليمها حتى تتخرج والى ان تحصل على عمل وأنه يجب عليها فقط أن تتفوق فى دراستها فقالت ياسمين 
حاضر ياعمي هسمع الكلام بس خلينى
معاك وجنبكم هنا 
أنخلع قلبه وهو يرى الدموع تتساقط من عيناها فعلم أنها سمعت بحديثه مع زوجته البارحة فبكي على تلك الصغيرة التى تحملت كثيرا فقال مشفقا عليها أكثر 
أنا قولتلك أنك بنتى فى حد يسيب بنته متقوليش كدا تانى أنا عمرى ما هسيبك ابدا أنسي كل اللى سمعتيه 
شعرت ياسمين أن أدم هو السبب فى ذلك الكلام الذي خرج من ثغر زوجة عمها 
فبقت أسبوعا كاملا فى غرفتها حتى جاءها العم عبده يخبرها بأمر هذا الرجل مرة أخرى فأسرعت إليه 
لترى صندوقا أصغر قليلا من الصندوق الضخم الذي وصل اليها مسبقا وباقة من
زهور الياسمين 
حملته وهى تدخل الى غرفتها ويتولد داخلها بعض السعادة البسيطة قامت بفتح الصندوق بعد عدة محولات فقد كان مؤصدا بقوة وكانت تقطع الشريط پعنف حتى تعرف مابه 
وعندما قامت بفتحه وجدت سلوبيت ابيض بخطوط سوداء بقماش من الشيفون 
وحذاء رياضيا بلون الابيض مع شريط لامع وحقيبة زرقاء صغيرة
كلما تأخذ شيئا منه تجد شئ أخر بالاسفل حتى وصلت الى النهاية لترى ورقة مع جواب بداخله بعض المال 
ربما تتسألين لما أرسل اليك الكتير من الزهور لا تتعبي نفسك فى تلك الاسئلة دعى الزهور فقط على أنفك وستخبرك
ما تركت داخلى من قطرات الحب حتى وصلت اليها 
ارتسمت ابتسامة لطيفة على شفتاها الناعمة باللون الوردى فأقربت الزهور من انفها ليصل اليها رائحتها الجميلة 
فقالت 
مچنون 
فأغلقت الورقة بطيها عده طبقات ونظرت الى المال وهى تتنهد فيدها تشعر بالعجز برغم الخجل 
هرد جمايلك دى كلها ازاى ياسيف 
ليه رامي مش زيك 
شعرت پألم فى قلبها فأخرجت زفرة طويلة ثم وقفت أمام المرآة وهى تمسك بهذا السلوبيت 
ارتدته وهى تنظر الى المرآة باعجاب فجرى اليها الحماس فخرجت فى فناء المنزل تشم عطر الهواء الذي كان مليئ براحة الياسمين 
وبعد إمضاء بعض الوقت مع الزهور قررت أن تذهب الى الطبيب الخاص بها فرجعت لتأخذ المال من غرفتها وما إن عادت لترى دراجة تمسكها لبني يظهر أنها قامت بشرائها فالتمعت عين ياسمين بالخبث وأنتظرت لبني أن تصعد لأعلى وقامت بخطڤها وذهبت مسرعة بها 
لم تتوقف عن الابتسام والضحك وهى تتخيل ردة فعل لبني 
فقد فكرت كثيرا أن تذهب اليها وتخبرها عن المال الذي تشك بأنها أخذته فخاڤت فى اللحظة الاخيرة أن تذهب وتخبر أدم فيأتى اليها من جديد ويوبخها بأنها لم تعد المال الى رامي 
أأأأه يارمي طلعت نااار وأنانى نسيت أننا صحاب فى ثانية وحړقت دمى 
أنقلب وجهها الى العبوس وهى تتذكر ما مرت به معه منذ الصغر 
حاولت أن تطرد تلك الأفكار وتخبر نفسها أنها ملت من الحزن 
وما إن وصلت الى الطبيب وجدت هالة تجلس على العشب وتقطف الزهور أسرعت اليها وقاما بالترحيب ببعضهما 
كويس أنك غيرتي من نفسك ياياسمين 
أأه الحمد لله التغير مكنش سهل بس أديت لنفسي فرصة 
بصراحة أنت بنت جميلة ورقيقة 
نظرت ياسمين اليها طويلا وقالت 
وأنت كمان ياهالة جميلة ليه مابتديش لنفسك فرصة 
أكيد التحسن بيجي مع الوقت بس أنا حاسة أن صوتك بقي ناعم شوية عن الأول 
صوتى ايه أنا عاوزة نفسي من جوه اللى تتغير 
اللى يشوف عزيمتك وأنت بتتكلمى أول مرة ميشفكيش دلوقتى 
فوكك خلينا فيك 
لا فيا ولا فيك خلينا نفرح شوية من النكد 
بقت ياسمين وهالة يقصون على بعضهما ما حدث فى الفترات الاخيرة يحكون ساخرين على حياتهم وما فيها من متاعب فقالت هالة 
تفتكرى ياياسمين هنبقي طبيعين في يوم من الايام 
مش عارفة بس الدكتور بيقول ان لازم اقنع نفسي أنى طبيعية 
بيقولى كدا برضه بصي استنيني لما أخلص عند الدكتور ونروح نلف مع بعض ماشي 
وبعد مرور الساعات وأنتهاء كلا من ياسمين وهاله من زيارة الطبيب أختاروا أن يذهبوا الى أحد المطاعم 
وعندما أنتهوا 
جلست هالة خلف ياسيمن وهى تقود الدراجة ولم تتركها وأخبرتها أن
تعرفها اين طريق بيتها حتى تقوم بزيارتها
وفى الطريق شعرت ياسمين بالإجهاد فأخبرتها هالة أنها من ستقود الدراجة 
وبقت ياسمين تعرفها الاتجاهات وفجأة تعطلت المكابح ولم تتوقف الدراجة عند النزول من المنحدر بقت الإثنتان ېصرخا وياسمين تصيح بأنها عين لبني وهالة تخبرها من هى 
وفجأة ظهر شاب يرتدي ملابس رياضية يقف فى منتصف المنحدر فازاد الصياح أكثر 
أشارت هالة
لشاب لكى يبتعد فاسرع الشاب يبتعد عنهما لكن عاد مرة أخرى ووقف أمامهما فاصطدم بهم وطارت أحدى عجلات الدراجة على الرصيف 
إيه دا إبعد يامنحرف هتفت بها هالة على قارعة الطريق وهى مع هذا الشاب الذي قام بإمساكها حتى لا تسقطت على الرصيف 
أما
ياسمين فقد ألقت نفسها على الرصيف قبل الارتطام 
وبقت تنظر اليهما وتضحك على موقف هالة وهى تصيح فى وجهه الشاب 
فوقف الشاب امامها
وقال 
مكنش ينفع أسيب بنتين حلوين يقعوا على الارض 
بنت فى عينك أنا راجل
ياض صدقيني ياسمين أنا فاهمه حركاتهم دى دا هو ما صدق 
هتفت بها هالة وهى تشير الى الشاب بعيناها المستديرة التى تشبه لطافة الارنب ثم قامت بسحب ياسمين التى كانت تضحك برغم خدوش يدها التى تنذف ويمشون فى الطريق وما أن ابتعدوا عدة خطوات علا صوت ضحكاتهم الساخرة 
حتت موقف عيل تييييت 
اللى ضحكني أنك بتقوليله أنك راجل وصوتك كان مسرسع 
منظر الولد يضحك وهو بيبص لينا 
اتنين بيتعالجوا نفسيا يعني تتوقعى ايه وبعدين ايه العجلة الخربانه دي 
لم يتوقف الاثنان عن الضحك حتى وصلت ياسمين الى المنزل فدخلت معها هالة تنظر الى المنزل بتفحص حتى وجدت شابا طويلا بعيون رمادية يهرع الى ياسمين ويمسكها من زراعيها
15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 25 صفحات