السبت 23 نوفمبر 2024

لعبه بلا نهايه بقلم يسرا مسعد

انت في الصفحة 3 من 57 صفحات

موقع أيام نيوز

بالكاد ينصت! ومضي نحو درسه التالي خطيئة الهجر والتمرد ونهاية العصيان فلا مهرب..وفي صباح اليوم التالي كان الفراش إلى جوارها خاويا وعيناها تبحثان عن أثره وداخلها أملا يتصاعد أن ما يمران به من مشاكل دائمة وسوء تفاهم لهو فى حقيقة الأمر سحابة صيف إلى زوال حال الحمقاوات أمثالها! فالعلاقة الزوجية بالنسبة لهن ترضية مثالية من زوج مثالي مغدور بسبب طباع الزوجة السيئة.. اغتسلت وارتدت ملابس بلون مزاجها وآمالها وردية! بل وأنها ما خطت قدامها أرض النادي الصحي الذي ترتاده من حين لاخر تحت ضغط من آشري التي لم تنقطع عن زيارته يوما واحدا طيلة أعوام ماضية حتى توجهت لمكتب الإستقبال لتقوم بدفع إشتراكا لثلاثة أشهر متعاقبة رفعت حاجبيها تعجبا وهى ترقب تقدم تلك المخبولة التي لا تنفك تصطدم بآله أو بشخص ما لدى عبورها صالة الألعاب الرياضية وهي تتقدم نحوها ملتفتة كل حين ضائعة لاهدف لها إن أرادت وصف جاسر وقيمته في حياة زوجته فسيكون ببساطة المنارة وحجر الزاوية الصلد رفعت ذراعها تلقي لها بالتحية بإقتضاب وهي تقول لدى إقتراب سالي منها
.. جود مورنينج سالي..أيه اللي فكرك بالجيم
وكأنما أنجزت أمرا عويصا قالت بنشوة
.. دفعت اشتراك تلات شهور أنا قررت أغير من نفسي وأحاول أرجع جسمي مظبوط زي زمان
كانت تلك المرة الأولى التي تعترف فيها بوجود خطب ما في شكل جسدها وعليها إصلاحه ولذلك قطبت آشرى جبهتها قائلة
.. متقوليش أن جاسر اللي طلب منك كده وعشان..
فقاطعتها في التو
.. لا لا لا أنا قررت أني عاوزه بداية جديدة
هزت رأسها وهي تعيد تقييم تلك الصغيرة التي تصغرها فقط بعامان يبدو أنها رغم تحكمات جاسر إلا أن بوادر إراده تنبعث على إستحياء منها لتغيير واقع صاحبتها والبداية جسدها وقررت أن تقف إلى جوارها دافعة بها للمزيد دفع الناس للأفضل هذا ما تجيده لا ترضى إلا بالكمال إن كانت فشلت مع زياد ففرصتها مع سالي جذبت ذراعها وهي تقودها ملقية عليها ببضعة تعليمات
.. أولا مافيش أكل نهائى بعد التمرين شرب مايه وبس ثانيا التمرين الواحد تقعدي عليه نص ساعة وتبدلي ..يالا جو أون وسخني على المشاية
وقف يتطلع للمشهد الذي لم يختلف كثيرا لسنوات فقط بضعة أبنية حديثة من طابقين مترامية هنا وهناك لم تكن بفخامة وحداثة مبنى شركته أو بالأحرى شركته هو وأسامه فبعد إنفصال زياد عنهما منذ ثلاث سنوات إثر مشاجرة عڼيفة أصر فيها الأخير على حصوله على نصيبه من إرث أبيه والإنفصال عن أخويهرضخ له جاسر ليس مرغما ولكنه كان واثقا أنه سيحين يوم ويعود أخيه الصغير وهو فقط متحين لتلك اللحظة وعندها لن يكون الإنفصال أمرا إختيارا أبدا بل فقط لن يكون طرقات صغيرة تعالت فوق سطح مكتبه هكذا كانت تفعل سكرتيرته درية لدى إقتحامها لغرفة مكتبه على عجاله والعثور عليه غارقا بأفكاره..درية أم لثلاثة من الصبية..أرملة في منتصف الثلاثينيات اقټحمت مكتبه ذات يوم عارضة عليه سيرتها الذاتية لم تكن بالثرية ولكنه لمح الإصرار جليا في عيناها للحصول على أي وظيفة أيا كانت بشركته رغم عدم نشره لوظيفة شاغرة فى الصحف فقرر عقابها بأن تكون الوظيفة التي تحلم بها سكرتيرته الخاصة ومن جهة أخرى هو يحترم كثيرا الأرامل من النساء ممن يسعين خلف رزقهن ورزق أطفالهن عبس وهو يلتفت قائلا
.. خير ..في إيه تانى يا درية
وضعت أمامه عدة مقالات وتقارير جمعتها وهي تندفع بكلمات كسيل العرم
.. وأنا بدور على النت عن أخبار تخصنا يعني من بعيد أو من قريب لقيت المقالات دى فعملت إتصالاتي ولقيت اللي كنت شاكة منه صحيح وأن سبب إرتفاع أسهم شركة ..السي

أم أي.. دي مش صدفة لا سمح الله ولا...
أشار لها بيده ليوقفها قليلا حتى على الأقل لتستجمع أنفاسها التي أوشكت على الإختناق بسبب إسترسالها السريع بما جمعته من معلومات خطېرة كما دائما تصنف معانيها لدرية مساوىء عدة! فهي تظهر دوما متأخرة تجعله أحيانا يتلقى مكالماته بنفسه تحت إدعاء بأنها مشغولة بأمر هام وتلك الإتصالات تقطع تركيزها كما أنها أجبرته عن الإقلاع عن الټدخين أثناء ساعات عملها التي قد تصل لثماني ساعات فهي لا تطيق رائحة السچائر وقد تدفعها للقيء وهذا كان تحذيرا ضمنيا وټهديدا مبطنا لما لا يحمد عقباه ولكنها تمتلك ميزة إستثنائية لم يجدها بأحدهم من قبل..نظرية المؤامرة..هذا ما يقتات عليه ذهنها ويتقد المؤامرة تحيط بها وبصغارها وأيضا بأعمال..آل سليم.. فولائها أصبح لهم ففي النهاية راتبها من يضع الطعام على طاولة تمتد أمام عائلتها الصغيرة ولذلك هي دوما تنبش وتبحث عن أية أخطار متخفيه تحيط بهم وتهب للدفاع عن الشركة كقطة شرسة تحمي أولادها الضعاف وحتى اليوم أنقذت الشركة من عدة خسائر فادحة أثناء تواجد زياد وبعد إنفصاله عنهم فالكل يترقب إنفراط عقد آل سليم والكل يطمع بما يحققه هذا الإنفصال من مكاسب والكل يسعى لأن يكون الإنفصال داميا وقريبا راقبها وهي تعدل وضع عواينتها الأنيقة وتشير له بالقلم لتلك الأرقام التي بات عليه من السهل جدا ملاحظة أهميتها وهنالك أيضا خبر دخول شركات الزهري مرة أخرى لسوق المال والأعمال عن طريق شراء كمية لا بأس بها من أسهم شركة سي أم أي التي يطمح هو للإستيلاء عليها ولكن من يكون وراء تلك الصفقة
أمين الزهري توفى منذ عامان والذي يقوم بأعمال الشركة الآن رئيس مجلس الإدارة المنتدب شاب غر في أواخر الثلاثينيات لا يهتم كثيرا بأمر الشركة قدر إهتمامه بملاحقة الحسناوات فأمين الزهري لم يكن له ولد فقط إبنته داليا التي تركته ورحلت عن البلاد منذ زمن بعيد بعد أن هجرها هو طوعا وبإرادته لايعقل أن تكون عادت اليوم لټنتقم كان الإنتقام ليكون ذا معنى إن كان منذ سنوات ولكن اليوم هنالك خطب ما! ونظرية المؤامرة التي تسطرها درية من حين لاخر بسبب أو بدون قد تكون صحيحة جدا تلك المرة عقد حاجبيه وهو يشمر عن ساعديه قائلا
.. اطلبي من وكيل ينزل البورصة دلوقت بنفسه ويشوف الأخبار أيه وهاتيلي ملف أعمال الزهري خلال السنة اللي فاتت
وأكملت بدورها وكأنها تقرأ أفكاره
.. بالأرقام وكمان معلومات عن شركة سي أم اي وأي صفقات داخلين فيها قريب
رفع لها أبصاره وهو يومىء برأسه قائلا بسخرية
.. الحمد لله أنك مالكيش نصيب فى الشركة كنت زمانك بتقولي أخد نصيبي وأمشي وساعتها كنت هكون واثق إنك هتنجحي وإستحاله ترجعي تاني
نظرت إليه وهي تدرك ألمه وانصرفت بهدوء ولم تعقب لقد اعتادت جاسر وسخريته وكبريائه وعناده وأصبحت تفرق جيدا بين حالاته المزاجية المتعددة ولم تكن كثيرة في الواقع إذ أنه إما يكون مشټعلا پغضب أو غارق بأفكار وعمل لا ينقطع ومع ذلك فهو ساخر طيلة الوقت وقلما يكون مزاجه رائقا لمزاح أو ماشابه ولذلك هي تشفق كثيرا على تلك المسكينة التي تعلقت بحبال عقد زواجه اتجهت مرة أخرى لمكتبها وهي لازالت تفكر في مغزى كلماته زياد شاب أخرق أحمق . ولد بملعقة ذهبية هو حتى لا يدرك قيمتها ولم تكن أموال أبيه ولا إرثه فملعقته الذهبية أخيه جاسر الذي يهتم كثيرا لأمره ويفسرها تحكما خانقا هذا الغبي الذي كانت لطالما تدعوه سرا بتلك الكنية فجاسر المقدام وأسامة الحنون وزياد الغبي وتلك قصة الشجعان الثلاثة التي كانت تسردها لصغيرها أيهم ذو الخمسة أعوام والذي يتعلق بفراشها كل ليلة وهؤلاء هم أبطالها تود أن يصبح الكبير مقدما والأوسط حنونا والصغير ألا يكون أبدا مثل ذاك الغبي وأن يدرك جيدا قيمة أخويه في حياته
ألقت نظرة سريعة على إنعكاس هيئتها على الرخام الزيتوني اللامع خصلات شعرها مشعثة قليلا والأفضل أن ترتبها كما أن سترتها الرمادية الأنيقة والتي تعلو تنورة تماثلها يبدو أنها تعاني لطخة من حلوى أيهم الصغير عند أعلى كتفها عندما كانت تحمله صباحا لحضانته توقفت عند مكتبها الذي يتوسط بهو الطابق وفكت جديلتها الناعمة العسلية الخامل بريقها لتمشطها ولكن مشهد تلك البقعة اللزجة ضايقها كثيرا فحاولت تنظيفها بسائل تنظيف شاشات الحاسوب ولكن لا فائدة عليها الإستعانة بالصابون! التفتت حولها بقلق تعلم جيدا أن جاسر لا يغادر حجرة نهائيا قبل الخامسة مساءا والطابق لا يحوي إلا غرفة مكتبه وغرفة لتخزين الأوراق الهامة التي كانت فيما مضى غرفة سكرتارية ولكن تغيرات طرأت على الطابق مع تغيير تصميمات الشركة الداخلية منذ أن غادرها زياد جعل جاسر يأمر بتجهيز غرفة لأسامة فهو الشريك المتبقي ولكن الأخير رفضها مصمما على الإحتفاظ بغرفته في الطابق الثاني وسط بقية الموظفين كما كانت دوما وبقيت الغرفة شاغرة ومكتبها الذي يتوسط الطابق ويقع أمام المصعد تماما وعرضه يزيد عن الثلاثة أمتار هو أقرب ليكون بمنصة إستقبال عما يكون مكتبا في الواقع خلعت سترتها التي كانت ترتديها فوق بلوزة حريرية زرقاء عاړية الذراعين وتقدمت نحو دورة المياة الرخامية وفتحت صنبور المياة النحاسي وشرعت في تنظيف تلك البقعة العنيدة وتناثرت خصلات شعرها الطويلة حولها وعندما انتهت نظرت للسترة غير راضية بالمرة فالبقعة قد أزيلت

تاركة ورائها بقعة أكبر مبللة بالمياة النظيفة وإن أرتدتها بتلك الحالة فستصاب بداء الرئة على أسوء تقدير عادت مرة أخرى لحيث مكتبها وقررت رفع سترتها أمام تيار المكيف الساخن الذي يعلو الحائط خلف مكتبها لعلها تجف قليلا وقفت لدقائق عدة قبل أن تسمع نغمة مميزة لأذنيها للغاية تلك النغمة التي تصاحب وصول المصعد للطابق وتنبأ عن خروج شخص منه ولابد أنها مدام هدى التي أصبحت منذ أشهر قليلة مديرة لقسم الحسابات بالشركة والتي تعمل فيها منذ أكثر من خمسة عشر سنوات قد صعدت لها كعادتها رافضة الاستعانة بالساعي حاملة لتلك الأرقام التي طلبتها منها آنفا طلبا لصحبة وثرثرة نسائية عابرة فقالت دون أن تلتفت
.. تسلم إيدك ياهدهود حوطيهم عندك على المكتب
واتبعت ضاحكة بإستهزاء
.. زى ما أنت شيفاني متنشره بالجاكته
لم يظن أنه من الممكن أن يقف يتطلع لجسد إمرأة بتلك النظرة من قبل فهو دائما يغض بصره محترما للنساء من حولة لاكنة تغير كذلك نظراته كذلك مدام درية بهيئتها المتزمتة دوما! سترتها المغلقة والمحكمة أصبحت معلقة للأعلى نحو تيار جهاز المكيف الساخن وذراعها البض عاري والآخر لا يكاد يراه جيدا وتنورتها التي كانت فيما مضى لا يظهر منها سوى إتساع قرب منتصف ساقيها لا يرى منها سوى ألتفاف محكم أما خصلات شعرها العسلية المموجة والمربوطة دوما بجديلة أما أسفل ظهرها أو أعلى رأسها كتسريحة جدته رحمة الله عليها قد انفرط عقدها واسترسلت خلف ظهرها لتصل لمنتصفه ولولا صوتها المميز ببحته لظن أن جاسر قد عين في غيابه موديلا تصلح لمجلات الاثارة التي كان يبتاعها زياد فى صغره! ارتبكت درية عندما لم تعثر على شاردة صوت من هدى التي ما أن تراها حتى تندفع بثرثرة فما بالها بهيئتها المٹيرة للتعجب فالتفتت على استحياء ووجدته واقفا بشحمه ولحمه يتطلع إليها بنظرة لم تعلو قسمات وجهه قط عندما كان يراها هي أو أي إمرأة على وجه الأرض من قبل أخفضت ذراعها فورا وهي ترتدي سترتها التي لا تزال مبتله تحت أنظاره وهي تقول بإرتباك بصوت مرتجف
.. حمدالله على السلامة يا بشمهندس
اقترب منها ولازالت نظرة التسلية تعلو ملامحه الجديدة بالنسبة لها فخصلات شعره قد استطالت وجمعها بعقدة مطاطية خلف رقبته كما أنه تخلى عن سترته العملية ليرتدى بدلا منها الجينز الأزرق الباهت وسترة من

انت في الصفحة 3 من 57 صفحات