الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

سيف وسيلين الجزء الثاني

انت في الصفحة 40 من 49 صفحات

موقع أيام نيوز


غمغمت..صباح الخير يا طنط...
ضحكت ام إبراهيم علي مظهرها المشعث 
و شعرها المكنوش قبل أن تجيبها..صباح الخير 
يا حبيبتي...مالك إيه اللي عمل فيكي كده..
هتفت يارا بصوت باك و هي تشكو لها 
الولاد..هيجننوني يا طنط لما كانوا صغيرين 
كانوا زي العسل بس دلوقتي كبروا مبقتش 
قادرة أسيطر عليهم تصوري سليم إمبارح نام 

الساعة إحداشر و بالعافية كمان...من كثر ما نرفزني كنت هضربه..
وضعت أم إبراهيم أمامها كوب القهوة لتستنشق
يارا رائحته التي أشعرتها بالإنتعاش 
تسلم إيديكي يا طنط..
أم إبراهيم بالهنا والشفا يا حبيبتي..كنتي صحيتيني إمبارح عشان أساعدك..رواية بقلمي ياسمين عزيز
يارا برفض..مهانش عليا اتعبك...كفاية عليكي 
طول اليوم زعيق
و خناق..اوووف انا تعبت 
و بفكر أجيب ناني..
قطبت أم إبراهيم جبينها بعدم فهم لتشرح لها
يارا اكثر..أقصد واحدة تساعدني عليهم...على
الاقل بالنهار..
أم إبراهيم بعدم رضا 
واحدة تساعدك...و دي هتجيبيها منين 
يا ختي بلا دلع ما أنا قدامك اهو مربية ثلاث 
بنات لوحدي و لا كان معايا حد بيساعدني
لا بالليل و لا بالنهار...
يارا بتعب..ربنا يديكي الصحة و طول العمر 
انت ست قوية و مفيش زيك إنما أنا....
أم إبراهيم و هي تضع باقي الأطباق على 
الطاولة..إرمي حمولك على ربنا كلها سنة و إلا 
إثنين و العيال يخشوا المدرسة..يعني كبروا 
و ادينا معاكي انا و مليكة و البت سهى كمان..
اه بالحق سارة كلمتني إمبارح و قالت إنها 
عزماكي عالغدا برا...
حركت يارا يدها في الهواء بلامبالاة و هي تجيبها 
غدا إيه بس هو انا لاقية وقت اسرح شعري..
ضحكت أم إبراهيم عليها ثم قالت 
متقلقيش انا كلمت البت تهاني و هي 
هتيجي تقعد معايا...ما إنت عارفاها بټموت في 
سليم و ريان قد إيه..و اهي فرصة تخرجي 
شوية داه إنت من يوم ما جيتي عندنا مخرجتيش 
غير للدكتورة حتى الولاد سارة هي الي بتاخذهم 
تفسحهم..
أومأت لها يارا بالايجاب فهي فعلا محقة 
في كل ما قالته..لقد نسيت شكل 
الشوارع و العالم في الخارج بعد أن حبست 
نفسها في الشقة و لم تكن تخرج إلا قليلا 
جدا للضرورة...حتى صغارها حرمتهم ان يعيشوا
حياة طبيعية كسائر الأطفال...
تحدثت بعد طول تفكير مقررة 
لا أنا هاخذ الاولاد معايا...
شجعتها ام إبراهيم بفرحة 
اهو داه الكلام...لحد إمتى هتفضلي 
ډافنة نفسك بالحياة اخرجي و تمتعي 
بحياتك إنت لسه صغيرة و من حقك تعيشي..
إبتسمت لها يارا بحب و هي تقول 
حاضر يا طنط..هعمل كل اللي تقوليلي 
عليه...و بالمرة اعدي على فيلة بابا أصلهم 
وحشوني اوي المرة اللي فاتت إستنيت قدام
الفيلا ييجي ساعتين و محدش فيهم خرج..
أم إبراهيم بشفقة عليها..إن شاء الله المرة دي 
هتشوفيهم..
يارا تعودت ان تمر على فيلا والدها بالتاكسي
و تقعد تستنى عشان تشوف اي حد فيهم 
من غير ما يشوفوها عشان تطمن عليهم من 
بعيد عشان لسه خاېفة من صالح و آدم لحسن 
يكونوا مراقبين البيت عشان كده محبتش تعرض 
عيلتها للخطړ لكن بعد جواز سارة من أمير 
قدرت تسمع عنهم أخبار كثيرة
زي انهم خرجوا 
من القصر و إن آدم سافر بقاله أربع سنين 
و لسه مرجعش طبعا مفيش حد يعرف انه ماټ 
غير سيف و صالح و سعدية
الفصل الثاني و الثلاثون من رواية هوس من أول نظرة الجزء الثاني
وقفت يارا من مكانها لتنعم بحمام ساخن
ثم دلفت غرفتها حتى ترتدي ملابسها و تطمئن
على الأطفال اللذين وجدتهم لازالوا يغطون في
النوم...
إرتدت فستانا شتويا اللون الأزرق الغامق و فوقه 
حجاب أحمر داكن...إكتفت بوضع القليل من 
خافي الهالات السوداء تحت عينيها و ملمع 
شفاه شفاف..
إنتهت من إرتداء حذاءها المسطح ثم وقفت 
أمام مرآة خزانتها الصغيرة حتى تلقي نظرة 
اخيرة على طلتها..ضحكت بسخرية 
و
هي تتذكر في الماضي كيف كانت ترتدي 
أفخم الملابس و الاحذية عكس الآن
حيث أصبحت ترتدي اول شيئ تقع 
عليه عيناها ..
أفاقت من تخيلاتها عندما شعرت 
بأن أحد الطفلين يتململ في نومه 
و يبدو أنه سيصحو قريبا..
خطفت حقيبتها و هرعت نحو الخارج 
لتجد ام إبراهيم لازالت في المطبخ 
تتناول طعام الإفطار مع بناتها...
ألقت عليهن تحية الصباح ثم قالت 
أنا طالعة دلوقتي...لو سمحتي يا طنط 
خلي بالك من الأولاد هما شوية و هيصحوا..
أجابتها أم إبراهيم و هي تترشف كوب الشاي 
الخاص بها 
متقلقيش عليهم...انا هقوم اشوفهم حالا..
أشارت لها يارا بيدها ليترقفها و هي تقول 
متتعبيش نفسك.. خليكي قاعدة كملي
فطارك و هما لما يصحوا هيبقوا يطلعوا لوحدهم 
عاوزين حاجة قبل ما أخرج...
هتفت مليكة بحماس..ايوا عاوزة شكلاطة 
من نفس المحل الفخم الذي يحضر منه فريد 
الشكلاطة لاروى و لجين...
ڼهرتها ام إبراهيم..عيب يا بت...البتاعة
دي غالية اوي و يارا كل أسبوع بتجيبلكوا
منها..
ضحكت يارا قائلة 
حاضي يا ست ملوكة تأمري بحاجة 
ثانية ..
أرسلت لها الفتاة قبلة في الهواء ثم همست 
لها بصوت خاڤت لوف يو...
إبتسمت لها يارا ثم إستدارت لتخرج.. فتحت 
الباب لتعترضها تهاني تلهث بسبب ركضها 
على الدرج...
تهاني..صباح الخير يا جولي..إنت طالعة
يارا بضحك فمنذ اول مرة رأتها فيها و هي 
تناديها جولي نسبة لانجلينا جولي..
ايوا رايحة عند سارة ..
تهللت أسارير تهاني لتردف بمزاح
كفارة يا شيخة أخيرا قررتي تطلعي من 
السچن...بقلك إيه إتبسطي على قد ما تقدري 
و لا يهمك في العيال انا هخلي بالي 
منهم هما فين وحشوني..واد يا ريان.. سلومة 
إنتوا فين يا أولاد..
قهقهت يارا ثم أكملت
طريقها نحو الاسفل 
بينما إعترضت ام إبراهيم تهاني حتى تسكتها 
حتى لا يستيقظ الأطفال بسبب صوتها العالي...
بعد أكثر ساعة كانت يارا تجلس في إحدى سيارات الاجرى أمام فيلة والدها تنتظر ان يخرج أي 
منهم....سمعت صوت السائق يتأفف بملل 
قبل أن بتحدث بصوته المزعج ليسألها للمرة الالف 
إحنا هنقعد هنا كثير يا أبلةمش هنتحرك ..
لم تجبه يارا بل كانت مشغولة بالنظر نحو 
بوابة الفيلا التي فتحت فجأة و خرجت منها 
سيارة شقيقها ريان...دققت النظر في ملامحه
التي لم تتغير كثيرا فمازال شقيقها وسيما 
كما تركته منذ أربعة سنوات...
تنهدت بحزن و هي تكتم رغبتها في الخروج من 
التاكسي و الركض نحوه حتى تحتضنه 
و تخبره كم إشتاقت له و أنها فضلت البقاء 
بعيدة حتى عنهم حتى لا تؤذيهم....
كانت سارة هي من تنقل لها أخبارهم 
و قد اعلمتها مؤخرا ان والديها قد عادا
لبعضهما و ان والدتها ميرفت لم تعد 
تخرج كثيرا من الفيلا و قطعت كل علاقاتها 
مع معارفها القدامى...و كم لامت يارا
نفسها 
فقد إعتقدت انها هي السبب فالجميع 
طبعا سوف يسألونها عن سبب غياب إبنتها 
لذلك فضلت سجن نفسها هي الأخرى 
لكن الحقيقة كانت عكس ذلك فميرفت 
تغيرت كثيرا بعد حاډثة إختفاء يارا 
و عرفت اخيرا معنى الحياة حيث 
كرست نفسها للاهتمام بزوجها و إبنها 
الذي تبقى لها و قد ساندها ماجد زوجها 
في ذلك حتى أنهما ذهبا للحج اكثر من 
مرة و قامت بتأسيس جمعية باسم 
إبنتها و باعت جميع ملابسها الثمينة 
و مجوهراتها و تصدقت بها...
مسحت دموعها ثم أشارت للسائق ان يتحرك 
و الذي تمتم بضيق..الحمد لله..إفتكرت 
هنقعد واقفين هنا للمغرب..
أغمضت يارا عينيها پغضب فما كان ينقصها في هذه اللحظة هو هذا المزعج الذي لم يتوقف عن 
إستفزازها منذ أن ركبت سيارته...
إستجمعت باقي تركيزها ثم هدرت فيه پعنف
تماما كما كانت تفعل سارة أو تهاني و باقي 
نسوان الحارة إذا ضايقها أحدهم 
جرا إيه يا خويا ما تتلم بقى مش معنى
إني ساكتالك من الصبح يبقى خلاص هتسوق 
فيها هو إنت يعني كنت واقف بالعربية
الخردة بتاعتك دي بلاش ما إنت هتاخد فلوسك 
على داير مليم يبقى تعمل اللي بقلك عليه 
و إنت ساكت مش دي شغلتك..تمشي توقف 
ملكش فيك و يلا أوقف على جنب و
نزلي
صوتك جابلي صداع...جتك القرف ..
توقف التاكسي لترمي له بعض النقود و هي 
مازلت تشتمه ثم أوقفت سيارة اجرى أخرى
لتوصلها إلى المطعم المنشود...
كانت الساعة تشير إلى الحادية عشر 
و النصف عندما وصلت يارا و التي حالما 
رأت أناقة المكان ندمت جدا على 
إختيارها لهذه الملابس البسيطة التي 
كانت ترتديها...تأففت و هي ترتب حجابها 
و لم تنتبه لتلك السيارة الفاخرة التي 
مرت بجانبها مما جعلها تنتفض بفزع
لقد كانت قريبة منها جدا و لو أنها لم تتفطن
لها في آخر لحظة لكانت دهستها...
توقفت السيارة لتخرج منها رباب صديقة
سارة و هي تتفقدها بلهفة قائلة 
يارا حبيبتي إنت كويسة..أنا آسفة 
و الله وسام ميقصدش بس انا و هو 
كنا پنتخانق في العربية عشان كده 
منتبهناش...إنت كويسة صح
ضمتها إليها و هي تبكي لتضحك يارا 
عليها فرباب دائما هكذا حساسة و دموعها 
قريبة جدا...سمعت صوت وسام المتذمر
و هو يخرج رأسه من نافذة السيارة 
عجبك كده ياختي اهي آخرة زنك..قربنا 
نقتل البت و نيتم عيالها..منك لله يا شيخة 
كنتي هتخليني أرتكب چريمة ..
شهقت رباب التي صدقت كلامه كعادتها 
لټنفجر بالبكاء مما جعل يارا تهدأها و هي 
ټشتم وسام..حرام عليك مراتك حامل..
إمتى هتبطل هزارك السخيف داه خلاص 
يا روبي كفاية عياط ما إنت عارفة جوزك 
و عمايله..إحنا ندخل جوا و نحكي لسارة 
و هي هتخلي أمير يعمل منه كفتة عشان 
يبطل غلاسة...
تحدثت رباب من بين شهقاتها قائلة 
بس هو بيتكلم جد انا كنت بتخانق
معاه عشان إسم البيبي عاوزة أسميه 
مهيار و إلا ساجي...بس هو رفض..وقال إني 
جايبة الاسامي دي من المتحف ..
حرك وسام السيارة ليركنها في مكان مناسب
بعيد عن الطريق ثم عاد ليجد يارا مازلت 
تحاول تهدأة رباب...ليضحك قائلا 
خلاص بقى يا حبيبتي هي نافورة الدموع 
لسه شغالة عندك...
رمقته يارا بيأس ليلوي شفتيه بملل ثم
يجذب زوجته نحوه و يهمس لها بعدة 
كلمات جعلتها تتوقف عن البكاء فورا 
و تبتسم له...
إستدار نحو يارا و هو يراقص حاجبيه
بانتصار لټضرب الأخرى كفيها بيأس 
و تتمتم بغيض 
شوف البت بكلمتين منه جابها الأرض 
أنا الغلطانة عشان بتدخل بينكوا
رغم إن سارة حذرتني كثير..يا خاېنة ..
إلتفت لها وسام هامسا بمزاح 
لو سمحتي...متقوليش كده على ام 
ناجي ...
ضړبته رباب على كتفه هاتفة باحتجاج 
ساجي مش ناجي...
تذمر
وسام و هو يصعد درجات المطعم
بينما كانت يارا تتبعهما 
ااه إيدك ثقيلة يا حبيبتي هو إنت بقيتي
بتتدربي مع صاحبتك...
علقت من خلفه يارا على غباءه 
هتتدرب تايكواندو إزاي و هي حامل ...
ضحكت رباب بصوت عال بينما دمدم وسام
بإنزعاج مصطنع فهو دائما هكذا شخصيته 
مرحة و يمازح الجميع..
توقف عن السير فجأة و هو يضرب جبينه 
بكفه دلاله على نسيانه لشيئ ما ليهتف على الفور 
حبيبتي أنا نسيت موبايلي في العربية 
ممكن تدخلي إنت و مدام يارا و انا هبقى أحصلكوا
أوام مش هتأخر عليكوا....
سألته رباب..طب هي سارة جوا..
اجابها على الفور..ايوا هي و أمير..
الشخصيات دول أبطال رواية هي و الأمير
تابعت يارا و رباب طريقهما إلى الداخل 
بينما عاد وسام بخطوات مسرعة نحو سيارته..
قبل نصف ساعة في المقر الرئيسي لشركات 
صالح عزالدين..
دلفت مها السكرتيرة مكتب صالح بعد أن 
طرقت الباب طبعا فلو لم تفعل ذلك لكانت الان 
مطرودة...
كانت تسير و هي تخفض رأسها بسبب أوامر 
مديرها الصارمة فأي موظفة تعمل في شركته 
يشترط أن ترتدي ملابس محتشمة و أن لا تنظر 
إليه و هي تحدثه...محدش يسألني ليه عشان انا نفسي معرفش الظاهر إنه خلاص تجنن .
وضعت بعض الملفات أمامه ثم قالت بنبرة 
عملية..حضرتك فاضل نص ساعة على الاجتماع 
مع شركة ال
همهم صالح و هو يقف من مكانه ليأخذ متعلقاته
الشخصية ثم قال 
خلي ناجي يجهز العربية و قولي لمحمود مساعده 
يحصلني حالا..
مها..باشمهندس محمود مستني حضرتك برا ..
أشار لها صالح أن تخرج ثم أخذ حقيبته 
التي تحتوي على ملفات الصفقة التي كان 
يراجعها...
توقفت السيارات الخاصة به و بالحراسة التابعة
له أمام المطعم الذي سيجري فيه الاجتماع 
الذي إختاره مدير الشركة الأخرى...
نزل صالح و بجانبه محمود بينما اشار للحرس 
أن يلتحقوا به لكن شرط أن يظلوا بعيدين عنه 
حتى لا يجلب الانظار...في نفس اللحظة 
كان وسام قد أنهى مكالمته مع أمير الذي
هاتفه ليسأل عنه فهو قد تأخر بسبب إنشغاله
في البحث عن هاتفه الذي سقط تحت كرسي 
السيارة....
نزع نظارته حتى يتأكد من أن من يسير أمامه 
هو نفسه صالح عزالدين الذي لم يره منذ 
أشهر طويلة..ثم نادى عليه حتى ينتبه له 
صالح عزالدين و إلا أنا متهيألي ..
إلتفت نحوه صالح ليبتسم تلقائيا
عندما عرف 
هويته...رفع يده ليوقف الحرس الذين
تقدموا حتى يمنعوا وسام من الاقتراب منه
قبل أن يجيبه..وسام العراقي..شكو ماكو..
صافحه بحرارة قبل أن يضيف 
إزيك بقالي كثير مشفتكش...
وسام 
الحمد لله أخبارك إيه 
أومأ له صالح باقتضاب ثم سأله 
تمام...أمير عامل إيه لسه بتشتغلوا مع 
بعض ..
وسام بإيجاب..أيوا...هو جوا على فكرة 
تعالى سلم عليه ..
صالح بتردد..جيتوا لوحدكوا..
وسام بنفي ..لا معانا زوجاتنا....
ضحك و هو يسأله..بتقولوها إزاي بالمصري
شاركه صالح الضحك معلقا 
بقالك سنين في مصر و لسه متعلمتش..
وسام..لهجتكوا حلوة بس صعبة اوي 
المهم أمير معاه سارة مراته و انا معايا 
مراتي و معانا قريبة سارة إسمها يارا ..
خفق قلب صالح عند سماعه لذلك الاسم 
المحبب إليه...جاهد حتى يبدو طبيعيا 
و لحسن حظه ان وسام لم ينتبه لخطأه.. 
تنحنح حتى يجلي صوته ثم هتف معتذرا
هبقى اسلم عليه بعدين انا دلوقتي 
عندي إجتماع مهم و لازم امشي...
رمقه وسام بضيق مصطنع ثم قال 
يعني الشغل أهم من اصحابك اللي 
مشفتهمش بقالك شهور..ياعم 
هما خمس دقائق مش اكثر..
غمزه بشقاوة و هو يضيف..عاوز أعرفك
على صاحبة سارة...انا متأكد إنها هتعجبك 
يلا متبقاش قفل كده تعالى ..
جره رغما عنه ليكلف صالح بتولي 
الاجتماع و هو سيلحق به لاحقا فهو يعلم
أن المچنون وسام لن يدعه و شأنه حتى 
ينفذ ما في رأسه...
رفع صالح رأسه حيث أشار له وسام 
ليرى أمير الذي كان لا يزال يمسك 
بهاتفه و إلى جانبه زوجته سارة 
التي كانت منشغلة بتصفح المنيو..
لقد رآها بضع مرات و في كل مرة 
يتعجب من نظراتها الحاړقة نحوه 
و كأنه قتل لها عزيزا عليها..حتى أنه 
سأل وسام اكثر من مرة لكن الاخير 
كان دائما يخبره أن شخصيتها صعبة 
قليلا و تكره الغرباء...
هتف وسام قبل أن يصل إليهم حتى 
ينبههم
ميرو..بص مين معايا..
رفع أمير رأسه نحوه و هو يبتسم 
لكن إبتسامته ماټت على شفته حالما 
رأى صالح أمامه..وجهه شحب فجأة 
و بصره إنتقل تلقائيا نحو يارا التي كانت 
تجلس مقابلا لزوجته...
سارة أيضا لم تكن أحسن حال منه الصدمة 
ألجمتها و لم تستطع ان أن تنبه يارا التي لم تر صالح بعد..
لاحظ صالح صدمة الجميع مما جعله يشعر 
بالغرابة ألهذه الدرجة وجوده غير مرغوب 
فيه أم انه يهيئ له ذلك...
اكمل وسام حديثه معلنا 
صالح عزالدين..مفاجأة مش كده ..
توتر
أمير الذي شعر بجفاف حلقه 
فجأة.. جاهد حتى يستطيع الوقوف من
مكانه ليسلم عليه و يرحب به 
اه فعلا أهلا وسهلا...
مد صالح يده حتى يصافحه لكنه توقف 
بعد أن لمح تلك العيون المألوفة التي 
كانت تنظر له بفزع و كأنه وحش ظهر 
فجأة...
إلتفت إلى جانبه و كانت الصدمة عيناه 
توسعتا حتى كادتا تخرجان من محجريهما
بعد أن وقع بصره عليها.. جسده حرفيا شل 
عن الحركة و قلبه توقف عن النبض بينما إختفت 
الأصوات و البشر من حوله و لم يعد يرى 
سواها..
لا يدري كيف إستطاع أخيرا تحريك لسانه 
لينطق بإسمها دون صوت ..يارا..مستحيل...
قدميه عجزنا عن حمله ليرتد جسده قليلا 
إلى الخلف و لو لا وسام الذي أسنده لسقط 
أرضا...
عيناه إنتقلتا تلقائيا نحو أمير ليرمقه 
بنظرات عتاب ليشيح الاخر بوجهه خجلا 
منه...قبل أن يعود من جديد و ينظر نحو
يارا
التي يبدو أنها تمالكت نفسها بسرعة 
عكسه هو و اخذت حقيبتها و هربت من 
أمامه....
تملكه ڠضب چنوني ليدفع وسام عنه و ېصرخ
بأعلى صوته مهددا إياه 
حسابنا بعدين يا إبن الخطيب...
ركض هو الاخر ليلحق بها و هو يستل هاتفه 
من جيبه حتى يهاتف ناجي ليحضر السيارة 
في الحال...
خرج من
 

39  40  41 

انت في الصفحة 40 من 49 صفحات