الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

سيف وسيلين الجزء الثاني

انت في الصفحة 41 من 49 صفحات

موقع أيام نيوز


باب المطعم ليجدها تشير نحو سيارة 
تاكسي و هي تلتفت بهلع حولها و ما إن رأته 
حتى تقدمت نحو الطريق ليتراجع صالح إلى 
الخلف و يشير لها بيديه ان تهدأ و أن لن 
يوقفها....
ركبت يارا سيارة أجرى بينما كانت عيناها لا تزالان
تراقبان تحركاته و ما إن غابت قليلا حتى 
ركض صالح نحو السيارة ليقودها بنفسه 

و يلحقها..
حتى أنه حفظ الرقم الإداري للسيارة حتى لا تضيع 
عليه...قلبه كان يدق بسرعة و لم يستطع 
كبح جماح دموعه.. مشاعر مختلفة كان تتصارع
بداخله أغلبها كانت السعادة و الخۏف
خاصة بعد ردة فعلها من رؤيته...
عيناه كانتا مثبتتان على السيارة أمامه حتى أنه 
لم برمش بينما يداه تسللت داخل جيبه 
ليخرج هاتفه حتى يتصل بسيف الذي لم 
يطل حتى اجابه بلهفة
قبلت تأخذ عمرو عندك الاسبوع داه صح..
ضحك صالح من بين دموعه بعد أن تذكر 
معاناته مع طفله ليجيبه بصوت مرتعش
سيف..تعالى أنا عاوزك...
نفخ سيف بضيق ففي كل سنة في ذكرى ۏفاة 
يارا يهاتفه و هو يبكي و يشكو له من فقدانها
لكنه صدم بعد أن
أكمل صالح حديثه 
أنا لقيت يارا..لقيت مراتي..
إستقام سيف من مقعده ليهتف بحدة
بعد سمعه صوت بكاءه فقد ظن انه جن 
صالح إنت كويس..إنت فين قلي ..
صالح بصوت مرتعش 
مش عارف.. كلم ناجي هو ورايا..
إنقطع الخط ليجن جنون سيف الذي ركض 
بسرعة مغادرا مكتبه و هو يهاتف ناجي 
حتى يطمئن على إبن عمه....
توقفت سيارة الأجري أمام العمارة لتنزل يارا 
و تركض للداخل و هي تولول على نفسها 
يا نهار إسود انا إنتهيت خلاص هيقتلني..
أنا لازم آخد العيال و اهرب من هنا قبل ما 
يلاقيني...
طرفت الباب بقوة و هي تلتفت وراءها بينما 
كان قلبها يكاد يقفز خارج قفصها الصدري من 
شدة رعبها و هي تتذكر ملامح صالح أمامها 
لازال كما هو لم يتغير لكن جسده أصبح 
أضخم قليلا من قبل و عضلاته بارزة 
بشكل أوضح...حجمه يشبه تمام أمير 
زوج سارة..
نفت تلك الأفكار التافهة من عقلها و هي تندفع 
خارجا بعد أن فتحت لها تهاني الباب..
دلفت يارا و هي تغلقه بإحكام وراءها و تستند 
بظهرها عليه مما جعل تهاني تتساءل 
مالك يا بت وشك مقلوب و اصفر زي ما يكون 
شفتي عفريت...حد عاكسك تحت..
نفت يارا برأسها و هي تستجمع أنفاسها 
لا...جوزي شافني..
شهقت تهاني و هي ټضرب
صدرها پعنف 
إيه يا لهوي...إنت بتتكلمي جد يعني 
يوم قررتي تطلعي لقيتيه قدامك...
مصمصت شفتيها بحركة شعبية قبل ان
تضيف..جات الحزينة تفرح...
أزاحتها يارا من أمامها و هي تركض من 
جديد نحو غرفتها لتجمع الأوراق المهمة 
الخاصة بها هي و الطفلين و ضعتهم باهمال 
في حقيبتها ثم إتجهت نحو المطبخ حيث 
وجدت ام إبراهيم تطعم الطفلين...
سحبتهما من يديهما و هي تقول بإيجاز 
أنا آسفة يا طنط بس انا لازم امشي 
دلوقتي مش عاوزة اعرضكوا للخطړ...
وضعت أم إبراهيم الملعقة من يدها 
هاتفة بهلع هي الأخرى..خطړ إيه 
يا بنتي كفاللة الشړ..
أسرعت يارا نحو الباب و هي تجيبها 
دون أن تلتفت إليها 
تهاني هتحكيلك كل حاجة..هبقى 
اكلمك عشان اطمن عليكي.. سلام ..
نزلت الدرج بتأن و هي تمسك بيدي صغيريها
بينما نظراتها كانت تسبق خطواتها و هي تتمنى 
من كل قلبها ان لا يظهر أمامها...
أمام المطعم بعد أن غادر صالح بدقائق قليلة...
صاحت سارة في وجه وسام تلومه پغضب 
عارم 
إنت مين
قالك إن إحنا عاوزين 
نشوف البني آدم داه..منك لله بوزت كل حاجة ..
نظر وسام نحو أمير الذي كان صامتا يفكر 
في نظرات صالح المليئة باللوم و العتاب 
مستفهما
هو إيه اللي بيحصل بالضبط انا مش فاهم 
حاجة..
تحدث أمير بصوت اجش ليقطع صمته اخيرا 
يارا هي نفسها مرات صالح اللي إختفت
من أربع سنين..
زفر وسام بصوت مسموع بعد أن أصبحت الأمور 
واضحة أمامه...لكنه ما لبث ان إستدرك 
طيب كويس إنه لقاها و إنتوا كنتوا مخبيين
عليه ليه
تحدث أمير قبل أن يتجه نحو سيارته 
مش وقته الكلام داه..لازم نلحقهم 
دلوقتي...
كان صالح يقف بسيارته أمام العمارة 
القديمة التي رأى يارا تدخلها منذ قليل 
الان علم لما جميع المخبرين الذين كلفهم
بالبحث عنها فشلوا في إيجادها فهم لم يتوقعوا
أن تكون مختبأة في أحد الحارات الشعبية..
سيارة الحرس الخاص به أيضا توقفت 
وراء سيارته منتظرين اوامره و بعد دقائق 
قليلة وصل أمير و سارة و بعدهم وسام 
و رباب...ثم سيف...كلهم وصلوا في نفس الوقت 
تفصلهم ثوان قليلة فقط..
حرفيا أصبحت واجهة العمارة تعج بالسيارات 
مما جعل اهل الحارة يخرجون من بيوتهم 
و محلاتهم حتى يروا ما يحصل..
نزلت سارة من السيارة بسرعة و ركضت حتى 
تنبه يارا بوجود زوجها لكنها تفاجأت بها تخرج 
من مدخل العمارة ممسكة بالصغيرين..
شهقت يارا و تراجعت إلى الوراء و هي تحدق
بصف السيارات الذي إعترض طريقها 
و أقربهم كانت سيارة صالح..
و قبل أن يعطي عقلها الإشارة لباقي حواسها 
حتى تعود أدراجها كان صالح أسرع منها 
ليقبض على ذراعها و يجذبها نحوه قائلا 
رايحة فين
الفصل الثالث و الثلاثون من رواية هوس من أول نظرة الجزء الثاني
نحوها و الذين تشبثا بها پخوف بعد أن رصدت
أعينهم الصغيرة تلك السيارات الكبيرة و الرجال 
الضخام ذوي الملابس السوداء اللذين كانوا
يحيطون بهذا العملاق الغريب و يسدون مدخل 
العمارة ...
صړخت يارا و هي ترمق صالح پغضب
شديد كانت كلبؤة شرسة تدافع عن صغارها
شيل إيدك و إوعى تقرب مني.....
تراجع صالح إلى الخلف و هو يرفع كفيه
إلى الأعلى باستسلام و عيناه مثبتتان عليها
و على تفاصيلها التي إشتاق إليها پجنون..
تحدث بصوت حاول أن يكون هادئا بينما كان
يجاهد حتى يسيطر على نفسه كي لا يتقدم 
نحوها و يأخذها في عناق ساحق ليعوض كل 
السنوات التي حرم منها 
يارا تعالي..أنا مش هاذيكي انا بس عاوز 
أتكلم معاكي...أرجوكي مټخافيش مني ..
كانت يارا تنظر باتجاهه و تحديدا وراءه 
صدرها كان يعلو و يهبط من شدة الخۏف 
تستمع لصړاخ سارة و أمير و الآخرون اللذين
يحاولون تجاوز حراس صالح دون فائدة..
علت الضوضاء و عم الهرج و المرج تجمع 
نصف سكان الحارة أمام العمارة.. 
تساقطت دموعها بعجز و هي تزيد من إحتضان 
الصغيرين إليها و اللذين لم يتبه صالح لوجودهما
حتى الآن...راقبت بصمت سيف الذي سمح
له ناجي بالمرور متجها نحوها و هو يرمقها بعيون 
مذهولة توقف أمامها ليهمس بعدم تصديق 
إنت بجد يارا..
إلتفت نحو صالح الذي أمسكه من ذراعه پعنف 
حتى يبعده من أمامه لأنه حجبها عن مرمى بصره 
متمتما من جديد 
هي إيه الحكاية..دي يارا بجد و إلا واحدة
شبهها...
أزاحه صالح و هو يتقدم حتى أصبح هو الاخر 
أمامها مباشرة مما جعلها تنكمش على نفسها 
اكثر...و كم آلمه ذلك بشدة فآخر شيئ كان يريده 
هو أن تخشاه..
تحدث برقة و هو يبتسم لها 
إحنا لازم نمشي من هنا..الناس كلها بتبص
علينا يارا..أنا مش هأذيكي و الله انا تغيرت 
اوي و لو عاوزة تتأكدي إسألي سيف.. 
ضړب سيف على ظهره حتى يتدخل و يساعده
في إقناعها ليتأوه الاخر هاتفا بضيق 
يا عم بالراحة..اه فعلا هو تغير كل حاجة 
فيه تغيرت إلا إيده...بس إحنا فعلا لازم نروح
من هنا..تعالي معايا و...مين دول ..
قطب جبينه بغرابة عندما وقع بصره فجأة 
على الصغيرين اللذين كانا يبكيان بصمت..
تبادل سيف نظرات مبهمة مع صالح الذي
سقط على ركبتيه فجأة و هو يشهق بقوة 
ثم مد يده لمسح على رأس أحدهما قبل 
أن يسأله 
مين فيكوا سليم...
أخفى الصغير وجهه في ملابس والدته
بينما رفع صالح عيناه نحو هاتفا بصوت 
مخټنق 
دول عيالي يا سيف...أنا مش مصدق ..
خلف يارا و تحديدا على الدرج كانت أم إبراهيم 
تنزل السلم بخطوات بطيئة و هي تجاهد ان لا تقع 
كانت تمسك بيدها عصا المكنسة التي لم تجد 
غيرها كسلاح في شقتها الآمنة.. 
حدقت في المشهد أمامها پذعر و بسرعة إلتقطت 
عيناها إبنتها سارة اللتي كانت لا تزال تحاول 
المرور من حاجز الحرس بينما كان أمير 
منها..
رأتها تصرخ و تشير إليها نحو يارا لتحول
بصرها حيث أشارت...إستندت على عصا 
المكنسة و هي تسرع نحوها لتجدها تبكي 
بصمت هي و أطفالها و أمام ذلك الرجل الضخم
الذي بدا وجهه مألوف لها..
لم تنتظر كثيرا لترفع العصا إلى الأعلى 
و هي تنوي ضړب صالح بها بعد أن تذكرت 
أنه هو نفسه
زوجها الذي هربت منه....إعترض 
طريقها أحد الحرس ليأخذ منها العصا لكنها 
صړخت في وجهه تدفعه 
إنتوا عاوزين إيه من بنتي..سيبوها في حالها ..
رمقها صالح بنظرة سريعة لا مبالية و عاد ليهتم 
بالصغيرين و والدتهم بينما إلتفت نحوها سيف 
ليوقفها 
يا حاجة لو سمحتي إحنا مش جايين نعمل 
مشاكل هنا...إحنا جايين نرجع يارا لجوزها 
و عيلتها...
تلوت أم إبراهيم و هي تدفع الحارس الذي 
أشار له سيف بتركها ثم صاحت من جديد 
بس هي هربت منه زمان و مش عايزة 
ترجعله خليه يطلقها و يسيبها في حالها 
هو بالعافية...إوعى من قدامي خليني أطمن على 
البت اللي محجوزة هناك على الحيط زي 
الفرخة و عيالها...
كتم سيف ضحكته على هذه السيدة البدينة
ثم إنزاح من طريقها لتندفع نحو يارا التي 
تشبثت بها حالما رأتها أمامها و هي تتمتم بړعب 
متسيبنيش يا طنط داه عاوز ياخذني من هنا
بالعافية عشان يحبسني من ثاني زي زمان...
طبطبت أم إبراهيم علي ظهرها لتطمئنها و هي 
ترمق صالح بغل 
مټخافيش يا حبيبتي..طول ما أنا عايشة أنا مش هخلي حد يمس شعرة منك.. 
وجهت حديثها نحو صالح و هي تلاحظ 
الحشد في الخارج 
بقلك إيه يا إسمك إيه أنا هاخذ بالبنت 
على شقتي فوق و إنت حصلني.. إنت و اللي 
معاك عشان مينفعش نفضل كده فرجة 
للي رايح و اللي جاي..
إنتفض صالح من مكانه يشير لها برفض 
و لهفة 
إنت هتاخديها على فين 
مصمصت أم إبراهيم شفتيها بعدم
رضا و هي تعلق 
شوف الراجل اللي يشوفه متدهول عليها 
كده ميقولش إني دي هي نفسها اللي كان 
موريها الويل..هاخذها شقتي يا عنيا 
متخافش مش ههرب بيها و مش هتقدر تأخذها 
كمان..داه انا بإشارة واحدة مني بس و محدش 
هيطلع منكوا من هنا سليم....ها قلت إيه 
نتفاهم بالمعقول و إلا نقلبها خناقة ..
قلب سيف عينيه بملل قبل أن يتولى 
إجابتها 
لا إحنا عاوزين نتفاهم بالمعقول 
بس مش عشان خايفين من حضرتك 
لا عشان يارا و العيال...مش كده يا صالح 
همس مستدركا قال بإشارة مني قال...
نفض
صالح ملابسه و قد إستعاد ثباته و رباطة 
جأشه ثم إلتفت نحو ناجي ليخبره أن ينتظره في 
السيارات خارجا بعدها إلتفت نحو أم إبراهيم 
يحدثها قائلا 
ممكن نعرف مين حضرتك 
أم إبراهيم و هي تنظر له بثبات 
يارا كانت عندي طول السنين اللي فاتت
و انا بعتبرها زي بنتي و مسؤولة عنها ...
ما إن تحرك رجال صالح نحو السيارات حتى
إندفعت سارة و أمير و وراءهم رباب ووسام
الذي كان يحاول الاعتناء زوجته الحامل
و التي لا تكف عن الحركة رغم خجله 
الشديد من فعلته.....
هدرت سارة بقوة و هي تسأل 
يارا إنت كويسة
أومأت لها الأخرى و هي تبتعد عن
أم إبراهيم لتتفقد ريان و سليم...
أشاح أمير وجهه للجهة الأخرى بصمت
عندما إلتفت عيناه بخاصتي صالح
الذي كان يوجه له نظرات اللوم و العتاب
قبل أن يسأله 
داه انا كنت بمۏت قدامك..يا خسارة ياصاحبي ...
إندفعت سارة لتجيبه مكان زوجها 
إنت مش من حقك تلوم أي
حد..
إحنا عملنا كده عشان ننقذها منك و من إبن
عمك...لو مخبيناهاش كان زمانها مېتة هي
و عيالها...
تدخل سيف حتى يمنع شجارهما فهو يعرف 
سارة متهورة 
خلاص بقى الناس بتتفرج علينا...انا بقول 
خلينا كلنا نروح البيت عندي و نتفاهم..
أم إبراهيم برفض فكلام سيف لم يعجبها ..شقتي فوق و إلا هي مش قد مقام البهاوات ..
سيف و هو يحاول إستجماع ما بقي من 
صبره الذي بدأ ينفذ من هذه السيدة 
حضرتك ليه حاسس إنك واخذة موقف 
عدائي مننا..
رمقته ام إبراهيم بطرف عينيها و هي 
تحيط كتف يارا بذراعها بينما دفعت الطفلين أمامها برفق 
إنت لسه هتحس..بقلك الناس بتتفرج 
علينا و سيرتنا هتبقى على كل لسان..
مسح سيف وجهه پعنف و هو يتمتم بصوت 
منخفض جدا 
أستفغر الله العظيم يا رب...لالا الست 
دي مش هيقدر يغلبها غير كلاوس...هو فين 
الواطي ملحقنيش ليه..
ضيق عينيه مستدركا لوهلة قبل أن يتذكر 
انه قد أرسله للفيلا ليأخذ زين لموعد التطعيم...
لوى شفتيه بضيق قبل أن يبتسم بخبث مؤكدا 
بردو هخليه ييجي عشان انا متأكد إن الولية 
دي مستحيل هتقبل تخلي يارا ترجع لجوزها 
و مش
بعيد تصحى الۏحش من سباته يقصد 
صالح القديم و هتبقى حرب خصوصا إن 
بنتها متجوزة أمير الخطيب ..
أفاق من أفكاره ليجد نفسه هو الوحيد 
الذي لازال أسفل الدرج بينما صعد الآخرون..
صفع جبينه و يلتحق بهم ليتفاجئ بفتاة 
مچنونة تزيحه من أمامها و تركض على 
الزوج و تدلف شقة أم إبراهيم..تثبت 
سيف من العنوان ثم دلف وراءهم..
فور دخولها الشقة هرعت يارا نحو غرفتها 
مع صغارها الذين كانوا لا يزالون خائفين 
ضمتهم نحو صدرها و هي تحاول تفسير 
ما حصل بطريقة مبسطة تناسب عقولهم 
الصغيرة حتى تهدأ من روعهم 
حبايب مامي كفاية عياط بقى محصلش
حاجة...
رفع ريان عيناه نحوها و هو يقول من شهقاته
بس الراجل الۏحش اللي برا كان عاوز يضربنا 
و إنت كنتي بټعيطي ..
لامت يارا نفسها لأنها جعلت أطفالها يتعرضون 
لهذا الموقف...فلو عاد بها الزمن إلى الوراء و علمت أن صالح قد لحقها لما رجعت لشقة ام إبراهيم...
تنهدت و هي تحيط وجهه الصغير بكفيها لتمسح
دموعه العالقة بأهدابه 
إنتوا فاهمين غلط انا بس بعيط عشان تخضيت 
لما لقيته قدامنا و إحنا نازلين بس إنتوا شفتوه 
هو معملناش حاجة....و طلع معانا الشقة عشان 
عايز يتكلم مع تيتة شوية و بعدين هيمشي...
أنا هطلع اشوفه هو عاوز إيه و إنتوا هتقعدوا 
هنا تلعبوا ماشي ..
تمسك بها سليم رافضا تركها و هو يقول 
بس إحنا خايفين يا مامي..
تصنعت يارا الضحك و هي تطمئنه
حبيبي خاېف من إيه طنط رباب و طنط 
سارة و انكل أمير و وسام برا و كمان تيتة 
إنتوا خايفين من إيه لا بجد انا زعلت 
مش كنت بتقلي دايما إنك
بطلي الشجاع ..
أومأ لها الصبي و هو يمسح دموعه و قد تحمس
من كلام والدته ليقول 
حاضر يا ماما إحنا مش هنخاف و هنفضل 
هنا لغاية ما الراجل الشرير يروح..
قبلتهما يارا بحب ثم قامت لتحضر لهما بعضا 
من ألعابهما حتى ينشغلا بها ثم خرجت....
إبتسمت بلطف و خجل عندما إعترضها سيف 
أمام باب الغرفة ليقول لها 
كده يا يارا...كل السنين دي مختفية هنا 
طب كنتي
جيتيني و انا كنت خذتلك حقك 
منه...
إلتفت نحو صالح ليجده ينظر نحو يارا 
بلهفة يمسك نفسه بصعوبة حتى لا يأتي 
إليها ثم اضاف 
صالح قتل آدم و فاطمة من أربع سنين 
لما إكتشف اللي عملوه معاكي انا مش بدافع 
عنه صدقيني بس عاوز أقلك إن ربنا 
إنتقملك منه أضعاف اللي عمله فيكي...
و خليكي فاكرة إن انا هكون في صفك 
في اي قرار تاخذيه بس قبل ما تقرري 
فكري كويس في عيالك هما محتاجين 
ابوهم...
قاطع حديثه صوت ام إبراهيم من بعيد 
إنت بتلين دماغ البت بكلمتين عشان تخليها 
ترجع معاكوا..
نفخ سيف بضيق و هو يحدث يارا بصوت 
خاڤت..إنت إزاي مستحملة الولية دي 
اربع سنين بحالهم ..
يارا بابتسامة هادئة..دي أطيب 
ست ممكن تقابلها في حياتك..هي بس 
عشان خاېفة عليا..
حرك رأسه بشك بينما توجهت يارا لتجلس 
بجانبها بعد أن دعتها قائلة 
تعالي يا حبيبتي أقعدي جنبي أما نشوف 
الأستاذ داه عاوز إيه 
تبادل صالح و سيف نظرات ذات مغزى
ليشير له الاخير بالهدوء ثم اخرج هاتفه 
و يرسل رسالة نصية لكلاوس يقول له فيها 
أن يخبر عائلة يارا بأنهم
 

40  41  42 

انت في الصفحة 41 من 49 صفحات