الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

فاذا هوى القلب بقلم منال سالم

انت في الصفحة 36 من 77 صفحات

موقع أيام نيوز


محاولة تفسير غرضه رغم إرتعادها منه
لماذا تلك التهديدات الغير مفهومة لشخصها وهي لم ترتكب في حقه أي جرم 
رفع منذر ذراعه للأعلى ليسنده على الحائط الملتصقة به مكملا بغلظة
وحسابي مع اللي مسرحك إنتي وأمك
انتفضت خوفا منه وانكمشت على نفسها أكثر
انقذها من حصاره الوهمي صوت الممرضة وهي تصيح بنبرة عملية
عاوزينك في الاستقبال تملي بيانات الست المصاپة مش انتي معاها

تراجع منذر خطوة للخلف مبعدا ذراعه فتمكنت أسيف من الفرار منه وأسرعت بأرجل مرتجفة نحوها مرددة بصوت خائڤ لتنجو بنفسها
أنا أنا جاية معاكي
سألتها الممرضة بجدية
نكتب الاسم ايه
ظنت أسيف أنها تستفسر عن اسمها هي فأجابتها بسجية بصوت مبحوح متوتر
أسيف رياض خورشيد
انتبه منذر لذلك الاسم جيدا الذي اخترق أذنيه بوضوح فتحركت عيناه بجمود على صاحبته
تشكل محياه بتعابير مصډومة إلى حد ما
فهو يعرف لقب خورشيد والذي يرتبط بالدكان العتيق موضع الخلاف
وعلى حسب علمه فهو مملوك لعواطف وشقيقها الذي ټوفي مؤخرا  
فمن تكون تلك
تساءلت الممرضة مؤكدة 
ده اسم المصاپة
هزت أسيف رأسها نافية وهي تصحح قائلة
لأ ده اسمي أنا ماما اسمها حنان
زاد ذهول منذر أكثر حينما عرف الهوية الحقيقية لتلك البائسة
ورغم ابتعادها عنه واختفائها من أمام أنظاره إلا أنه ظل مثبتا عيناه على ما تبقى من أثرها
لقد تغير كل شيء الآن بظهور ابنة الوريث الأخر للدكان على الساحة
أسرعت أسيف في خطواتها لتسير إلى جوار الممرضة لكن قبل أن تنحرف للرواق الجانبي سمعت صوت إنزلاق الأبواب فأدارت رأسها في اتجاه مصدره رأت طبيب الطواريء وهو يلج من الغرفة فتوترت أنفاسها وتوقفت عن السير
لا إراديا اندفعت نحوه متسائلة بتلهف
طمني يا دكتور ماما عاملة ايه
ضغط الطبيب على شفتيه قائلا بجدية
خير هي الحالة مش سهلة بس ادعيلها 
كتمت شهقتها المرتعدة قبل أن تخرج من فمها بكفي يدها وحدقت فيه بهلع
تابع الطبيب مرددا بنبرة عقلانية
إحنا بنعمل اللي علينا والباقي على ربنا ادعيلها
لم يضف المزيد وابتعد عنها تاركا إياها في حالة صدمة
شعرت أسيف بالضياع والخطړ
هي بمفردها في بلد غريب عنها في مشفى بارد حوائطه الكئيبة تكاد تطبق على أنفاسها ووالدتها الغالية توشك على ترك تلك الحياة الفانية للأبد
ترنحت بجسدها پخوف وعجزت عن الوقوف بثبات فاستندت على أقرب حائط بكف يدها لتبكي بمرارة وأسى
حاول منذر اللحاق بها فرأها تتحدث إلى الطبيب فتوقف في مكانه وراقبها منذر بنظرات مشدوهة
ظل باقيا في مكانه محافظا على مسافة معقولة بينهما
هو يحاول أن يستوعب كم الصدمات الغير منطقية التي تحدث أمامه خاصة ما يتعلق بتلك الطائشة البائسة لا يعرف لماذا علق بذهنه وصفها بكونها بائسة هل لأنه هو انعكاسا لها فلم يصدف أن يراها سوى بالشحوب والحزن والأسف ما أصابه بالريبة والحيرة هو تلك الحالة المنكسرة المسيطرة كليا عليها فإن كانت لا تخشى الفقد أو الخسارة ومعتادة على مواجهة المۏت يوميا بألاعيبها التي تتقنها فكيف إذن تخاف من حاډثة كهذه وترتجف من رأسها لأخمص قدميها وكأنها ترى لأول مرة الډماء والمۏت ڼصب عينيها  
مزيج خليط من أفكار غير مرتبة عصفت بعقله جعلته متخبطا في إصدار حكم صائب عليها
لكن الأعجب والمثير حقا لفضوله هو كنيتها ابنة عائلة خورشيد وتلك معلومة هامة عليه أن يتأكد من صحتها
أخرج هاتفه المحمول من جيبه وسارع بمهاتفة أبيه
في نفس الأثناء سردت عواطف للحاج طه ملابسات الحاډث المؤسف الذي وقع في مدخل بنايتها وتسبب في إيذاء إحدى السيدات
بالطبع كانت تهاب من المساءلة القانونية والتعرض لمشكلات هي في غنى عنها لذا لجأت إليه لمساعدته حمدت الله في نفسها وجود منذر الابن البكري له ليشهد بنفسه على كونها غير مسئولة عن وقوع تلك الکاړثة وأنها كانت قضاءا وقدرا
طمأنها الحاج طه قائلا بهدوء عقلاني
متقلقيش احنا معاكي يا عواطف ودي حاجة عادية ويا ماما بتحصل 
ردت عليه بتوتر رهيب وقد زاغت أنظارها
أنا خاېفة يجرونا على الأقسام ونتبهدل وربنا المعبود العفش كنا حاطينه مؤقتا بس لحد ما نفضيله مكان
أردف قائلا بثبات
قضا ربنا أنا هاتصرف وهاتكلم مع منذر ولو في آ
لم يكمل جملته للأخير حيث قاطعه صوت رنين هاتفه المحمول فدس يده في جيب جلبابه ليخرجه ثم حدق في شاشته وردد بحماس
أهوو ابن حلال بيتصل بيا 
تنهدت عواطف بإرتياح وهتفت بعدها بتلهف
الله يكرمك وصيه عليا وقوله
قاطعها طه مشيرا بكفه
استني بس أرد عليه الأول 
هزت رأسها بإيماءة طائعة مرددة بخفوت
اتفضل يا حاج
وضع طه الهاتف على أذنه متسائلا بتريث
أيوه يا منذر إنت فين لسه في المشتشفا مستشفى مع الست إياها ولا عملت ايه
أجابه الأخير بصوت قاتم
أيوه أنا معاها في المستشفى  
سأله طه باهتمام وهو ينظر في اتجاه عواطف
أخبارها ايه
رد عليه منذر بجدية
حالتها متسرش بس لسه عايشة 
تنهد طه بعمق قائلا
الحمدلله ربنا يسترها معاها المهم أنا كنت عاوزك
لم يدعه منذر يكمل عبارته للأخير حيث هاتف بصوت جاد للغاية
معلش يا حاج لو هاقطعك بس في حاجة
عرفتها ولازم أبلغك فيها 
اشتدت ملامح وجه طه وتأهبت حواسه وهو يسأله بحذر
حاجة ايه دي
انقبض قلب عواطف وهي تتابع باهتمام تفاصيل تلك المكالمة الغامضة وأثار ريبتها وزاد من قلقها تبدل ملامح ونبرة الحاج طه
ابتلعت ريقها بتوجس وتمتمت مع نفسها قائلة پخوف
استرها يا رب علينا ده احنا ولايا ومالناش غيرك
مالت عليها نيرمين وهمست لها بصوت خفيض
شكل الموضوع مش هايعدي على خير
لكزتها عواطف بحذر في جانبها مرددة بخفوت
اسكتي دلوقتي وخلينا نفهم في ايه
تابع الحاج طه مكالمته مع ابنه متسائلا باهتمام
في ايه يا منذر
أجابه الأخير بحذر
أنا عرفت تقريبا معلومات عن الست المرمية هنا في المستشفى
ضاقت نظرات طه وسأله مستفسرا
طيب ودي فيها ايه 
أجابه منذر بغموض أثار حفيظته
فيها كتير يا حاج
سأله أباه مجددا باهتمام أكبر وهو يضرب بعكازه الأرضية
حد قريبنا يعني
رد عليه منذر بهدوء مريب
اللي عرفته إن الست اسمها حنان وبنتها تبقى بنت رياض خورشيد 
كرر طه بلا وعي اسم الرجل الذي أثار اسمه انتباه جميع حواسه
رياض خورشيد
اخترق الاسم مسامع عواطف وابنتها ونظرت كلا منهما للأخرى بنظرات مصډومة ومذهولة
عاودت عواطف التحديق في الحاج طه پخوف بائن على وجهها وهتفت بلا وعي وهي تحاول السيطرة على انفعالاتها واستيعاب الصدمة
هاه ر رياض قصدك أخويا
سأله طه مجددا محاولا التأكد من صحة تلك المعلومات التي أخبره بها بعد أن رأى تأثير عباراته على عواطف
انت متأكد يا منذر
أجابه ابنه وهو ينفخ في ضيق
ده اللي سمعته منها
دنت عواطف من الحاج طه ورمشت بعينيها متسائلة بهلع
مين يا حاج طه قولي
هز رأسه بإيماءة واضحة مرددا بجدية
استنى شوية يا منذر أما أعرف من عواطف هي واقفة قصادي 
أتاه صوت ابنه قائلا بإيجاز عبر الطرف الأخر
طيب
أبعد طه الهاتف عن أذنه ثم حدق في عواطف بنظرات عميقة متسائلا بثبات
انتي تعرفي واحدة اسمها حنان 
خفق قلبها بقوة فور سماعها للاسم شكوكها باتت مؤكدة الآن وهتفت متمتمة بارتباك كبير
حنان
تابع طه متسائلا باهتمام 
أخوكي رياض عنده بنات
هزت رأسها بحركة قوية مرددة بلهفة
ايوه بنته أسيف ومراته اسمها حنان 
وضع طه الهاتف على أذنه مجددا وهتف بنبرة جادة وأنظاره مثبتة على عواطف المذعورة
طلعت عارفاهم يا منذر اخوها عنده بت اسمها أسيف ودي مراته
تيقن منذر من صدق حدسه عقب تلك الجملة التأكيدية واستمع إلى صوت نواح وعويل
 

35  36  37 

انت في الصفحة 36 من 77 صفحات