الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

فاذا هوى القلب بقلم منال سالم

انت في الصفحة 38 من 77 صفحات

موقع أيام نيوز


له بإنزعاج من طريقة نظراته المهينة لشخصها
وتساءلت مع نفسها بحيرة دون أن تنطق
انا مش فهماك بصراحة إنت ايه بالظبط
حدقت فيه بنظرات مطولة متعجبة فهو يجمع بين النقيضين القسۏة والرحمة الشدة والعطف الټهديد والأمان
ولكن سريعا ما تلاشى تحديقها المستغرب لتتبدل نظراتها للحدة والحنق حينما أردف قائلا بشراسة
بس اللي مستغربه إن واحدة من عيلة خورشيد تقبل تشتغل كده 

سألته بنبرة شبه غاضبة
قصدك ايه
أجابها بجفاء وقد زاد عبوس وجهه
ماتعمليش عبيطة انتي فاهمة كويس
ثم تركها وتابع سيره دون إضافة المزيد
لحقت به مرددة بتذمر من طريقته الفجة في الحديث
استنى لو سمحت إنت بتكلم عن ايه
وفجأة ارتفع ضجيج شجار ما من على مسافة قريبة منهما
تفرس منذر في وجه ذلك البلطجي بقلق واضح فهو يعرف تلك النوعية من الأفراد حادي الطباع حينما يأتون للمشفيات بالطبع يكون السبب ۏفاة أحدهم واعتقادهم أنه لم يتلق الرعاية الطبية المناسبة
تسمرت
أسيف في مكانها مصډومة مما تراه فقد كانت سابقتها الأولى والتي ترى فيها على أرض الواقع شجار فعلي عڼيف
صاح الشخص قائلا بصوت جهوري
هاتولي الضاكتور اللي هنا مش سايبه قبل ما أخلص عليه
لم يجرؤ أحد على إعتراض طريقه منذ إقتحامه وهو أفراد جماعته للمشفى  
فقد باغتوا الجميع بهجومهم الشرس على العاملين به وكالوا لهم بالضړب والركل والټدمير ما جعلهم يتراجعون فورا ويفرون من أمامهم
حاول أفراد الأمن التدخل لكنهم لم يتمكنوا من صدهم فقد فاقوهم عددا
أكمل الشخص الغاضب صراخه المنفعل
مش هامشي من هنا غير لما أخد روحه بقى ابني ېموت في ال دي وتقولولي قضا ربنا أومال أمه ولدته هنا ليه وحاطتوه في حضانة ليه
انتبه منذر لصوت ممرضة مرتجفة تقف على بعد خطوتين منهما مرددة لزميلتها پخوف
مش ده الراجل اياه اللي ابنه ماټ في الحضانة امبارح
أجابتها بصوت مرتعد
اه هو حلفان لېموت الدكتور ومدير المستشفى وكل واحد كان ليه علاقة بالموضوع
تابعت الممرضة الأولى قائلة بجدية
بس ده نصيبه الولد أصلا مولود قبل ميعاده بكتير وكان عنده مشاكل صحية كتير وحالته حرجة يعني كده كده كان ھيموت
استدار منذر برأسه نحو أسيف ليحدق بها بقلق كبير هو يعلم أن هجوم كهذا لن يمر على خير وسيخلف ورائه مصابين وچرحى و
يتبع الفصل التالي
الفصل الخامس عشر
أنهت ولاء مكالمة هاتفية موجزة مع مازن أخبرها فيها بأنه سيعقد قرانه عليها رسميا الليلة ليتزوجا فعليا وليس بعقد عرفي
قفز قلبها من السعادة وركضت ناحية والدتها مرددة بفرح
حصل يا ماما حصل خلاص
سألتها شادية بإستغراب وهي عاقدة ما بين حاجبيها
هو ايه
أجابتها بتلهف وهي تضم قبضتي يدها إلى صدرها
مازن هيتجوزني رسمي النهاردة
ابتسمت أمها بزهو ورددت بتفاخر
مش قولتلك
لوحت ولاء بكف يدها في الهواء مرددة بحماس
محتاجة أحضر حاجات كتير وآ
قاطعتها والدتها بجمود جاد
مالهاش لازمة أهم حاجة يبقى معاكي ورقة رسمي تضمن حقوقك
تساءلت ولاء بقلق خفيف
طب ويحيى
أجابتها شادية بهدوء وثقة
من بكرة هاكلم المحامي وأخليه يشوف ايه المطلوب من اجراءات لنقل الحضانة ليا وأهو نبقى مأمنين نفسنا
اتسعت ابتسامتها السعيدة هاتفة
كده صح يا ماما 
ثم ضاقت نظراتها واشتدت تعابير وجهها نوعا ما قالت هي من بين أسنانها بغيظ قليل
ياما نفسي أشوف شكل دياب لما يعرف ده 
حذرتها والدتها قائلة بنبرة عقلانية
اهدي وماتستعجليش استني لما نعمل كل حاجة في الدرى وبعدها يعرف براحته 
أومأت برأسها إيجابا وهي تردد
تمام هاصبر واستنى
تأججت الصدامات العڼيفة بين العاملين بالمشفى الحكومي والبلطجي الغاضب لم يرتدع أفراد جماعته من التهديدات المحذرة بالقبض والحبس بل استمروا في التخريب
تلفت منذر حوله بنظرات سريعة محاولا البحث عن مكان لتخبئة تعيسة الحظ قبل أن يتفاقم الوضع ويتجهوا للإشتباك معهم فهم لا يفرقون بين أحد تفاجأت أسيف بذلك الغريب يقبض على ذراعها بيده القوية فحدجته بنظرات حادة للغاية مستنكرة فعلته وقبل أن تنفرج شفتيها لتخرج كلماتها الغاضبة الرافضة لحركته وجدته يجذبها خلفه مرددا بصوت صارم للغاية
تعالي معايا 
قاومته مرددة بصوت متحشرج مصډوم
إنت لو سمحت
وقعت عيناه مصادفة على إحدى اللافتات فقرأ لافتة غرفة الممرضات معلقة على حائط حجرة قريبة فطرأ بباله الاختباء بها واصطحاب ابنة خورشيد معه لحمايتها
تساءلت أسيف مجددا پخوف وهي تحاول تخليص ذراعها من قبضته الغليظة
إنت واخدني على فين
دفعها بقوة للأمام نحو باب الغرفة ثم أجابها بغموض آمر
خشي جوا
ما كان منها إلا إتباع أمره رغم اعتراضها لكنها كانت ترى الوضع المتأزم بالخارج مشادات كلامية حادة واشتباكات بالأسلحة البيضاء والعصي إذن الأسلم لها الابتعاد توا تناست رغما عنها مؤقتا قلقها المڤزوع على صحة والدتها نتيجة للصدمة المفاجأة المھددة بإهدار حياتها
ولج منذر للداخل خلف أسيف وأغلق الباب فاعترضت الممرضات المختبئات بالغرفة على تواجد الاثنين معهما  
هتفت إحداهن قائلة بعصبية رغم خۏفها
ممنوع تيجوا هنا اتفضلوا برا
رد عليها منذر بانفعال وهو يشيح بيده
انتي مش شايفة اللي بيحصل برا
هتفت قائلة بنبرة مرتفعة
دي أوضة التمريض للعاملين بس هنا مش ل
قاطعها منذر مرددا بصرامة
ششش اسكتي احنا هنفضل هنا ڠصب عنكم 
ثم سلط أنظاره على أسيف وتابع بحسم غير قابل للنقاش
وخصوصا هي
توترت بشدة عقب جملته الأخيرة ونظرت له مدهوشة من صرامته الغريبة نحوها وكأنه يمتلك زمام أمرها
لم تفق أسيف بعد من اندهاشها الصاډم إلا على صوت دفعة قوية للباب الذي ضړب ظهر منذر بقسۏة فإندفع نحوها كردة فعل طبيعية ليرتطم بها دون قصد ضړب صدره جسدها فشهقت مذعورة وتلون وجهها بحمرة كبيرة اضطربت پصدمة مما حدث وحدقت فيه بتوتر رهيب
تمالك منذر نفسه سريعا وتراجع مبتعدا عنها للخلف شاعرا بالحرج منها
هو يعلم أن الأمر غير مقصود لكنه لا يحبذ أن يكون في مثل تلك الأوضاع الحرجة
لم تتخيل أسيف نفسها أن تكون في موقف كهذا أبدا بل لم تجرؤ على التفكير في حدوث ذلك في أحلامها الوردية
ابتعدت بخجل شديد عنه لتدنو من الممرضات لكنها باتت
مكشوفة لأحد البلطجية الذين اقتحموا الغرفة وأعينه تطلق شررا مستطرا
اختفى ذلك الإحساس المنزعج من اقترابه الغير مقصود منها فورا ليحل بديلا عنه شعورا بالڠضب والشراسة حينما رأى البلطجي يصيح بنبرة مھددة
هاجيب رقابتكم
تحرك البلطجي للداخل بوجه قاتم مكفهر للغاية استدار منذر ليواجهه وسد بجسده الطريق عليه مانعا إياه من المضي قدما وهاتفا بتحد سافر وهو يحدجه بنظرات مظلمة مخيفة
خطوة واحدة كمان لجوا ورقبتك هاتكون تحت رجلي
رد عليه البلطجي ساخرا منه
ومين المحروس اللي بيتكلم
رد عليه منذر بوعيد صريح وهو يشمر عن ساعديه
المحروس ده هايعرفك بنفسه هو مين
في نفس التوقيت وصل الحاج طه وبصحبته عواطف وابنتها والرضيعة إلى المشفى تفاجأ هو بحالة الهرج السائدة بالخارج والصړاخ الصادر من أروقة المبنى فتساءل متعجبا وهو يتلفت حوله
هو ايه اللي بيحصل هنا في ايه يا ناس
أجابه أحدهم بصوت لاهث
بلطجية هجموا على المستشفى
شهقت عواطف بفزع وهي تلطم على صدرها
ايه يا لهوي بالي عشان تبقى كملت
جحظ الحاج طه بعينيه مرتعدا على ابنه المحبوس بالداخل خشى من حدوث الأسوأ له وبلا تردد في التفكير أسرع بإخراج هاتفه المحمول من جيب جلبابه وهاتف ابنه دياب قائلا بصياح
انت فين يا دياب 
أتاه صوته على الطرف الأخر مرددا بهدوء
في البيت
يا أبا خير في حاجة
أجابه طه بصوت حاد ومزعوج
لم الرجالة وتعالى بسرعة على مشتشفا أخوك بيضارب هناك
صاح دياب مذهولا
 

37  38  39 

انت في الصفحة 38 من 77 صفحات