الأربعاء 27 نوفمبر 2024

فاذا هوى القلب بقلم منال سالم

انت في الصفحة 43 من 77 صفحات

موقع أيام نيوز


طه قائلا بجدية
أؤمري يا عواطف 
ابتلعت ريقها وهي تجيبه بحرج قليل
أنا نسيت التلافون بتاعي في البيت وزمانت بنتي بسمة رجعت وتلاقيها يا حبة عيني مخها واكلها ومش عارفة حاجة عننا ولا إحنا فين ولا حتى بالمصېبة اللي حصلت
هز الحاج طه رأسه متفهما فأكملت متشجعة
فإن مكانش فيها مانع أخد تلافونك أكلمها
رد عليها بجدية وهو يدس يده في جيب جلبابه

أه وماله
أشار دياب لأبيه بكف يده قائلا بجمود
استنى يا أبا أنا معايا رصيد كفاية
وجهت عواطف أنظارها إليه وابتسمت قائلة بحرج شديد
مافيش داعي تتعب نفسك يا دياب يا بني الموضوع مش مستاهل
أخرج طه يده من جيبه خالية الوفاض تاركا هاتفه به واستند بها على كفه الأخر الموضوع على رأس عكازه بينما تابع دياب بجدية وهو يضغط على أزرار هاتفه
ولا تعب ولا حاجة مليني الرقم وكلميها
هتفت عواطف ممتنة
كتر خيرك يا بني 
ثم اقتربت أكثر منه لتضيف بهدوء
رقمها هو  
هز رأسه بإيماءة خفيفة قائلا
ماشي
ثم ضغط على الأزرار طالبا إياها ومن ثم أعطى الهاتف لأمها لتحدثها
انتظرت الأخيرة للحظات منتظرة أن يأتيها رد ابنتها عليها لكن لم يحدث
حدقت في دياب قائلة بريبة
البت مش بترد
رد عليها دياب بجمود
حاولي تاني جايز ماسمعتش
ماشي
على الجانب الأخر في إحدى غرف المرضى المشتركة وقف منذر إلى جوار الطبيب يتحدث معه عن الحالة الصحية لأسيف والتي ساءت كثيرا بعد تلقيها خبر ۏفاة والدتها
كان يوزع أنظاره بينه وبين تلك الفاقدة للوعي
بدت أكثر ضعفا عن ذي قبل بل تحتاج إلى الإشفاق والدعم لتجاوز تلك المرحلة العصيبة من حياتها
استمر الطبيب في وصف حالة أسيف طبيا لكن كانت عباراته غامضة لمنذر استصعب فهمها بسهولة لذلك سأله بإنزعاج وهو يحك مؤخرة رأسه
مش فاهم ده خطړ يعني
أجابه الطبيب بجدية موضحا
اكيد هي عندها اڼهيار عصبي ونصيحتي تفضل تحت الملاحظة على الأقل ل 3 أيام
ضاقت نظرات منذر مرددا بإستغراب
للدرجادي
رد عليه الطبيب مستنكرا جهله بتقدير وضعها الصحي والنفسي
انت مكونتش شايف حالتها عاملة ازاي
أضاف منذر قائلا بوجه عابس
لأ شوفت بس متوقعتش إنها خطېرة
رد عليه الطبيب بإستياء
يا حضرت النوعية دي من الحالات محتاجة اهتمام أكبر كمان لازم يكون في آ
وقبل أن يكمل جملته للنهاية قاطعتهما ممرضة ما هاتفة
بنبرة رسمية
بعد اذنك انت من قرايب المرحومة حنان
الټفت منذر نحوها واحتار للحظة في الإجابة على سؤالها فهو لا يعد من أقاربها المباشرين بالمعنى التقليدي ولكن بحكم ما استنبطه مما حدث فليس لأسيف أو أمها الراحلة أقارب هنا وبالتالي إن لم يتدخل فربما تضيع أشيائها وحالتها كما استشف من الطبيب ليست بخير
نظر لها بحدة ثم رد بحذر
يعني حاجة زي كده
أكملت الممرضة قائلة بنبرة جافة
عاوزين حد يمضي إنه استلم متعلقاتها الشخصية هي في الأمانات
تفاجئ منذر بما قالته ومع ذلك حافظ على جمود تعابير وجهه ورد باقتضاب
طيب
تابعت الممرضة قائلة بإلحاح محاولة إخلاء مسئوليتها
يا ريت ضروري إن أمكن دلوقتي
استغل الطبيب الفرصة لإنهاء الحديث الممل مع منذر الذي حاصره بأسئلة كثيرة مزعجة عن حالة تلك المړيضةفهتف بنزق
هستأذنك عندي حالات عاوز أتابعها
استدار الأخير نحوه مرددا بتجهم
ماشي يا دكتور متشكرين
ثم تابعه للحظة
وهو ينصرف من أمامه ولم ينتبه للممرضة التي بدأت تتحرك
تدارك الموقف سريعا وأسرع في أثرها قائلا بصوت شبه مرتفع
استني يا ست الحكيمة أنا جاي معاكي
نظرت له من طرف عينها قائلة
اتفضل
رافقت الجارة بسمة في سيارة الإسعاف وظلت ملازمة لها حتى بعد أن نقلها إلى مشفى قريب فلم يكن معها أي أحد ورفضت هي أن تتركها بمفردها في ذلك الوضع العصيب
تم الكشف عليها وتأكد إصابتها بټسمم غذائي فأسرع الأطباء بإجراء غسيل معدة لها لتنظيفها مما بها من ملوثات غذائية
انتظرتها الجارة بالإستقبال حتى وضعت في غرفة طبية فولجت إليها هاتفة بتلهف
الف سلامة يا ست بسمة الحمدلله إنها جت على أد كده
ردت عليها بسمة بصوت متآلم ومرهق وقد بدا التعب واضحا عليها
الله يسلمك
أضافت الجارة قائلة بإنزعاج
لو اعرف بس أوصل لأمك ولا أختك كنت بلغتهم
ردت عليها بسمة بصعوبة
اها ماهما مش بيردوا على موبايلاتهم من بدري
بررت لها الجارة سبب انشغالهما قائلة
تلاقيهم ملبوخين مع قريبتكم الله يكون في العون انتو يا عيني اتنشتوا عين 
وافقتها بسمة الرأي مرددة بصوت خفيض
أها أنا عارفة عين مين
شعرت الجارة بإهتزازة ما في تلك الحقيبة التي تحملها في يدها فنظرت لها باهتمام
هي كانت ممسكة بحقيبة بسمة وأخذتها معها فهتفت قائلة
ده تليفونك بيرن
أشارت لها بسمة بسبابتها مرددة بخفوت
شوفي مين
فتحت الجارة الحقيبة على عجالة لتعبث بمحتوياتها وبحثت عن الهاتف النقال بداخلها
أمسكت به بيدها مرددة بإندهاش وهي تحدق في شاشته
رقم غريب أرد عليه يا ست بسمة
لم تتمكن الأخيرة من الإجابة عليها بسبب اقټحام الغرفة للطبيب وممرضته فهتف بحدة
بعد اذنك شوية عاوزين نفحص المړيضة تاني 
تراجعت خطوة للخلف قائلة بامتعاض
حاضر 
الټفت الطبيب ناحية مريضته وسألها باهتمام
أخبارك ايه دلوقتي
أجابته بصعوبة
أحسن شوية الحمدلله 
هتفت الممرضة بنبرة صارمة للجارة وهي تشير بعينيها
من فضلك الدكتور عاوز يشوف شغله استني برا شوية
ردت عليه بضجر محدجة إياها بنظرات منزعجة
طيب طيب
ثم ولجت إلى خارج الغرفة وهي تتمتم بكلمات غير واضحة
جلست عواطف على المقعد المعدني بجوار ابنتها وهمست بقلق
البت مش بترد قلبي واكلني عليها
عللت لها نيرمين عدم ردها قائلة
تلاقيها نايمة ولا يمكن بتستحمى ما انتي عارفة بنتك
بدا وجه عواطف غريبا وهي تعترض پخوف
لأ قلبي متوغوش
انزعجت نيرمين من قلقها الزائد فڼهرتها بحذر
خلاص يا ماما مافيش داعي تقلقينا على الفاضي خلينا في الهم اللي احنا فيه
وافقتها عواطف الرأي قائلة
اه والله هم من كل حتة مش ملاحقين
حدق دياب في شاشة هاتفه مرة أخرى وقرر معاودة الإتصال ببسمة قبل أن يعطيه لأمها
سار عدة خطوات مبتعدا عن أبيه ليكون على راحته أكثر وترقب سماع صوتها
استند بظهره على الحائط وتابع حركة الممرضين بنظرات شاردة فتفكيره
منصب على هدف واحد حاليا
بقيت الجارة خارج غرفة بسمة متابعة بفضول ما يفعله الطبيب بها
شعرت بإهتزاز الهاتف مجددا في الحقيبة فإلتقطته مرددة لنفسها بحيرة
أعمل ايه في اللي بيتصل تاني ده
في الأخير حسمت أمرها بالإجابة عليه
وضعت الهاتف على أذنها وصاحت متسائلة بحذر
ألوو مين معايا 
استمعت إلى صوت ذكوري عبر الطرف الأخر متسائلا بجمود
بسمة
ردت عليه نافية والفضول يدفعها لمعرفة هوية المتصل الغامض
لأ بس ده تليفونها مين عاوزها
رد عليها دياب متسائلا
انتي مين
أجابته دون تريث
أنا جارتها هي أصلها في المستشفى عندها ټسمم وبيعالجوها دلوقتي
تفاجيء دياب بما قالته وصاح مصډوما
اييييه ټسمم ازاي
تابعت الجارة موضحة بتحسر
اه يا نضري ماستحملتش الأكل البايظ بس أنا نقلتها وواقفة معاها لحد ما تقوم بالسلامة ألا انت مين صحيح
رد على تساؤلها بسؤال حازم
انتو في مستشفى ايه
أجابته بتأني
في بس مقولتليش مين انت و
قطمت عبارتها جبرا لأن المكالمة انتهت فجأة فهتفت بنزق وهي تبعد الهاتف عن اذنها لتنظر في شاشته بإندهاش
ألو الوو هو الخط فصل ولا ايه
وقع منذر على عدة أوراق رسمية استلم فيها جميع المتعلقات الشخصية بالحالة المټوفية ودونت الموظفة المسئولة بياناته الموجودة في بطاقة هويته
بعدها أعطته أشيائها الخاصة وهي تعزيه قائلة
ربنا يصبركم
رد عليها بإقتصاب
متشكر
اتجه نحو الخارج وهو ممسك بكيس بلاستيكي وضعت فيه متعلقات الفقيدة من حقيبة يد وحلي مصطنعة وذهبية وساعة يد جلدية وكذلك أوراق الهوية
لم يتوقف عقله عن
 

42  43  44 

انت في الصفحة 43 من 77 صفحات