الأربعاء 27 نوفمبر 2024

فاذا هوى القلب بقلم منال سالم

انت في الصفحة 44 من 77 صفحات

موقع أيام نيوز


التفكير في الخطوة القادمة المطلوب عملها
هو تحمل مسئولية لا تخصه وعليه أن يتمها دون نقص
تفاجيء بأخيه دياب يسلمه تقرير الطبيب الشرعي للحصول على تصريح الډفن مرددا بتلهف
معلش يا منذر كمل انت اللي ناقص لأن عندي مشوار مهم 
سأله منذر مستغربا
مشوار ايه ده
أجابه أخيه على عجالة وهو يضغط على شفتيه
بص هو بإختصار بنت عواطف التانية محجوزة في المستشفى

ارتفع حاجباه للأعلى في استنكار مرددا بذهول
ايه 
حذره دياب قائلا بضيق
أمها متعرفش وأنا رايح أشوف في ايه 
سأله منذر بجدية بعد أن ارتخت ملامح وجهه المشدودة نسبيا
عرفت عندها ايه
رد عليه دياب بتوجس
ټسمم شكلها رمرمت حاجة من الشارع 
أشار منذر بحاجبه متسائلا بتأكيد
يعني مش هاتقول لأمها
هز رأسه نافيا وهو يرد
مش دلوقتي هاشوف الدنيا ماشية ازاي هناك والوضع عامل ايه وبعد كده أعرفها كفاية أوي البلاوي اللي هنا 
حرك منذر رأسه متفهما فالحال هنا ليس بالجيد مطلقا فهناك عدة مسائل لم تحل بعد
رد عليه بتنهيدة متعبة
أها عندك حق عندنا كوارث وكلها متخصناش
أضاف دياب بعفوية
قدرنا نشبك مع العيلة دي
ابتسم منذر بتهكم وهو يرد
باين كده 
ضړب دياب ذراع أخيه بكفه متابعا بنبرة عازمة
هاتوكل أنا وعلى تليفون
رد أخاه عليه قائلا بإيجاز
طيب
لم يعرف أحدهما بالخطأ الطبي الذي حدث أثناء محاولة إسعاف المړيضة وبالتالي لم يشك أي منهما في صحة ذلك التقرير وبقي فقط اكمال باقي الإجراءات
تساءل طه باهتمام وهو يرى ابنه البكري حائرا في مكانه
ماله دياب
أجابه منذر بغموض موجز
موضوع كده بيخلصه 
سأله والده مستفهما وهو يرمقه بنظرات ذات مغزى
طب وانت دماغك فيها ايه
رد عليه ابنه بتذمر
المصېبة اللي اتوحلنا فيها 
مد طه يده ليربت على ذراعه قائلا بتشجيع
معلش هما ولايا ومعهومش حد
ايوه 
دقق طه النظر في ذلك الكيس البلاستيكي الذي يحمله في يده وسأله بجدية
دي حاجة المرحومة
حدق منذر فيما معه وارتفع بأنظاره نحو أبيه ليجيبه
أه هي أنا استلمتها
أضاف والده قائلا باهتمام وهو يشير بعينيه نحو أشيائها
طب ما تشوف كده إن كان فيها حاجة تفيدنا ليهم قرايب ولا معارف أي حد مانكونش عارفينه
ماشي 
قالها منذر وهو يفتح الكيس البلاستيكي لينظر بدقة في
محتوياته
استمعت لصوت دقات خاڤتة على باب غرفتها فهمست بصوت مجروح
ايوه خش
فتح الباب بحرص ثم أطل برأسه أولا ليتفقدها قبل أن يدفعه للأمام ليلج كليا للداخل
استدارت ببطء في اتجاه الطارق واتسعت عيناها مصډومة حينما رأته بشحمه أمامها
رمشت بعينيها غير مصدقة أنه متواجد معها بالغرفة
هتفت بنزق مصډوم وقد ارتسم على وجهها علامات الضيق
انت
مرر دياب أنظاره على وجهها ثم رسغها المغروز به إبرة طبية وجسدها المغطى بالملاءة مجيبا إياها بهدوء بارد
لوشتي ايه بالظبط
حاولت النهوض من رقدتها لترد عليه بحدة رغم تعبها
ايه اللي جابك هنا وعرفت منين
أجابها بجمود وهو يعمق نظراته نحوها
اللي جابني رجلي أما عرفت منين فدي مش صعبة يعني
تأوهت بصوت خفيض لضغطها على كفها الموصول بالإبرة الطبية ثم ارتخت مجددا على الوسادة هاتفة بإنهاك وضجر
طب اتفضل من غير مطرود أنا
وضع دياب يده على طرف ذقنه ليفركه بحركة ثابتة مقاطعا إياها بصرامة
انتي تسكتي خالص وتسمعي كلامي للأخر
احتدت نظراتها نحوه وكانت على وشك الانفجار فيه لكنه بادر قائلا
الموضوع مش مستاهل خناقات وأفورة في مصايب أكبر من اللي انتي فيه 
صاحت فيه بصوت متحشرج منفعل وهي مسلطة أنظارها عليه
وانت ايش دخلك فيا أنا مش فاهمة أصلا انت جاي هنا ليه
سكتت للحظة لتلتقط أنفاسها ومن ثم واصلت صړاخها مرددة
وبعدين حد طلب مساعدتك ولا
قاطعها قائلا بصوت متصلب وهو يدنو من فراشها
مش محتاج أطلب انتي ملزمة مني لحد ما أمك تعرف
ضاقت نظراتها أكثر وردت عليه مستنكرة محاولته فرض نفسه عليها بالإجبار
بصفة ايه ان شاء الله
أجابها بجمود متحديا عنادها
من غير صفة هو كده قوة وإقتدار
فتش منذر في معظم محتويات الكيس البلاستيكي باحثا عن أي شيء يمكن أن يفيده
تساءل طه باهتمام وهو يجوب ببصره عليهم
لاقيت حاجة يا بني
أجابه ابنه بضجر وهو يلقي بعدم مبالاة بالأشياء
موبايل قديم وكارت لوكاندة ومحفظة وحاجات مالهاش لازمة
تناول الحاج طه البطاقة الخاصة بالفندق وأمعن النظر فيها جيدا ليعرف اسمه وعنوانه ثم هتف قائلا
أدينا عرفنا المكان اللي كانوا أعدين فيه
هز منذر رأسه دون أن ينبس بكلمة بينما تابع والده مكملا بنبرة مهتمة وهو يشير بإصبعه
شوفلنا في الموبايل ده رقم حد من قرايبها
حدق منذر في وجه أبيه مرددا بغرابة من طلبه
وأنا هاعرفهم ازاي
رد عليه أبيه بجدية
أكيد هيبان يعني يا منذر مش محتاجة فقاقة
ضغط ابنه على شفتيه قائلا باقتضاب
طيب
زفر بصوت مسموع وتابع البحث في قائمة الأسماء الموجودة بالهاتف والذي لم يكن على درجة من الصعوبة للتعامل معه
لم يجد به الكثير من الأسماء فقط قلة قليلة
لفت أنظاره اسم الحاج فتحي وظن أنه ربما يكون على صلة قريبة بالعائلة فقرر أن يهاتفه أولا ثم يحاول مع شخص أخر
وبالفعل ضغط على زر الاتصال به وانتظر بترقب رده عليه
الفصل الثامن عشر
لوح بعصاه الخشبية في الهواء آمرا رجاله بإكمال عملهم في أرضه الزراعية فقد اقترب موسم الحصاد وهو يحتاج للتأكد من جودة المحصول وخلوه من الآفات
رن هاتفه لعدة مرات لكنه لم ينتبه لرنينه المتواصل بسبب صوت الضجيج من حوله
لاحظ هو تقاعص البعض منهم فهتف بصوت مرتفع محمسا إياهم
لو خلصتوا على قبل العصرية هتاخدوا يومية زيادة
اجتهد الرجال أكثر بعد تحفيزهم ماديا
دنا منه أحد الفلاحين مرددا بنبرة خشنة
يا حاج فتحي الواد خلف بتاع المواشي بيقولك يودي الجاموسة عند الحاج اسماعيل
استدار ناحيته ورمقه بنظرات جادة قائلا بإستنكار
هو لسه مودهاش انت عاوز الحاج يزعل مننا
رد عليه الرجل معللا
لأ بس مكنش في مواصلة وآ
قاطعه الحاج فتحي بغلظة وهو يضرب الأرض بعصاه بعصبية
تتصرف على طول هو كل حاجة لازم أعملها بنفسي
أومأ الرجل برأسة قائلا بارتباك
حاضر يا حاج اعتبرها راحت عنده 
لكزه الحاج فتحي في كتفه بقوة قائلا
مش بالكلام يا فالح
ماشي يا حاج
قالها الرجل وركض عائدا لينهي مهمته الناقصة  
اتجه الحاج فتحي بعدها ناحية الشجرة الموضوع أسفلها ذلك الشرشف النظيف ليجلس بإسترخاء عليه
تأوه بإنهاك وهو يمدد ساقيه للأمام وتمتم مع نفسه مرددا بازدراء
شغال مع بهايم محدش فيهم بيفكر خالص
استشعر تلك الإهتزازة الخفيفة المنبعثة في جانبه فمد يده ليخرج هاتفه المحمول
ضيق نظراته ليرى اسم المتصل لكنه لم يتبينه جيدا فقد حجب الضوء الرؤية في الشاشة بوضوح
غطا جزءا منه بكف يده فبرز اسم حنان عليه
لوى فمه للجانب محدثا نفسه بامتعاض
ودي عاوزة ايه 
أجاب على اتصالها قائلا بصوت آجش
سلامو عليكم أيوه يا حنان ايه الأخبار
رد عليه صوت ذكوري غريب على مسامعه
انت الحاج فتحي
انتصب الأخير في جلسته متسائلا بجمود
ايوه مين معايا مش ده تلافون حنان هو وصلك إزاي وآ
رد عليه منذر بهدوء حذر مانعا إياه من الاسترسال في أسئلته
بالراحة عليا
كده يا حاج فتحي في الأسئلة اصبر وأنا هاجاوبك 
انفعل عليه الأخير قائلا بنفاذ صبر
إنت مين ما تكلم
أجابه منذر بحذر
أنا هافهمك بس الأول لازم تعرف إن صاحبة التليفون ده
صمت لثانية قبل أن يتابع موضحا بجمود
ماټت
جحظت عيني فتحي بذهول كبير وصاح مصډوما
بتقول ايه حنان ماټت
استشاطت نظرات بسمة للغاية نتيجة أسلوب دياب الجاف والمتسلط عليها
حاولت ردعه وايقافه عند حده لكنها كانت منهكة بدرجة كبيرة كذلك استنفذت قواها في تكرار الكشف عليها للتأكد من
 

43  44  45 

انت في الصفحة 44 من 77 صفحات