البريئه بقلم lehcen tetouani
وقتها
لابد إني كنت مخطئة وربما العريس يتوتر حقا هكذا يوم خطبته
رحت أحدث نفسي وأهون عليها بشرود تام يفقدني ماتبقى بي من صلابة رغم كل ماحدث لي بحياتي!
لكنني جميلة الروح والملامح ويتمنى قربي كل شاب ولا عيب خلقي بي لكن هل يرفضني
والله وددت لو ادخل ولو لمرة واحدة فأحتضنه واتوسل اليه أن لايرفضني تخيلوا كم وددت لو أنه يرى مافي قلبي ويدرك نيتي في تربية الرضيعة رغم مابداخلي من ۏجع دفين
كم وكم من الأمنيات والآحلام ټموت ظلما وقهرا وندما
ياترى مابه ماذا وراء صمته
يقال أن ماكان لك ستناله رغما عنك وماليس مقدر لك لن تناله ولو بشق الانفس وكأنه قدر الله ساقه الي بيتنا لم أصدق موافقته بهذه السرعة
واخيرا سمعته قال لأبي إذا العروس موافقة نحدد العرس ياعم وعلى بركة الله
وبيتي جاهز ولاحاجة للتأخير بالخطبة ولتأخذ العروس بضع أيام لتجهز مهرها وآغراضها
ومن ثم نحدد
يوم العرس مارأيك ياعم
مشاعر كثيرة اختلط بروحي بينما أذني تتوسد باب غرفة الضيوف بالخارج مستمعة بكل تركيز لما يقوله الشاب
وددت أن أقول له لا أريد شيئا أريد حريتي ارجوك انقذني لكن كل مابي وكأنه اصابه الصم من الفرحة
صمت كل شيء إلا عيناي اڼفجرت بالبكاء كالشلال لااعلم ما أصابني الا إنني ابكي عمرا كاملا من الألم
يعز علي أن اتزوج هكذا وبهذه السرعة ودون أمي ولشاب متزوج سابقا لن يتسنى لي معرفته عن كثب بسبب الوقت القليل لكنه كان كقطرة الندى المتبقية لوردة على وشك الذبول وحقا كأني بحلم طويل الأمد والانتظار وتحقق
وجاء يوم زفافي المخطط له أخيرا بعد اسبوع كامل من التحضيرات نظرت بخجل إلى العريس وهو يجلس بجانبي وددت أن اخبره أنك العوض بعد كل هذا التعب
لكنه في عالم غير عالمي بدى لي حزين وباهت جدا
إذا كان منذ أن خطبني يعاملني برسمية غريبة لم استطع فهم مايجوب بباله
انتهى حفل الزفاف بلمح البصر وتوجهنا لبيته الذي يسكنه مع والدته والطفلة اذا كان بالدور الثاني بينما والدته تسكن الدور الارضي معنا اوصلنا اصدقائه واقربائه ومضو
وأنا وحيدة لم يكن لي لا صديقات ولا مؤنسات ولا قرابات
من جهة أمي ولا أبي لأننا بغير دولة اساسا واقرباء أهلي بعيدين جدا كل الناس يومها بدو لي غرباء حتى وجه أبي
تمنيت لو يطل وجه أمي فيغنيني عنهم آجمعين لكن أمي ياوجع القلب رحمك الله صغيرتك اليوم
تمنيت للحظة لاحتضنها فأقول لها كم أنا سعيدة بحريتي كما كنت اعتقد علها تفرح لفرحي وتراني وأنا ارتدي فستان زفافي الجميل هذا دخلت اسبقه بخطواتي بينما هو يودع صديق له على باب البيت ..
واستقبلتني أمه بالزغاريد تحمل بيدها الطفلة كانت الصغيرة رائعة الجمال بعيون زرقاء متلئلئة وكأن البحر تجمع داخل عينيها وكان اسمها بحر lehcen Tetouani
اسم على مسمى سبحان من جمالك يا بحر
وقفت أتأمل تفاصيلها الرائعة والملفتة وأناملها الصغيرة
وودت لو تعطيني إياها لأحملها لكن الجدة قالت لي لاحقا
ودخل العريس أخيرا ومازلت اداعب يدي الصغيرة بلطف
وقام وأغلق باب المنزل بكل ما أوتي من قوة حتى أنه ارعبني فاستدرت نحوه ونظرت إليه بخجل وقلبي يرتجف
فتقدم بخطواته إلينا وقف يتأمل عيني الطفلة لثواني
فضحكت له وهمست بتأتأة ټخطف القلب
لكنه ركض بسرعة وصعد الدرج المؤدي للطابق العلوي
ولم يكترث بي ولا بالصغيرة وأنا اتأمل طريقة صعوده الغريبة وكيف تركني وحيدة هكذا ومضى
تحجرت الدموع بمقلتي يبدو أن الألم له ثأر معي
لحظات صمت لم أعلم إن كان لي حقا بقول شيء ما
اشعر أن كراماتي ستهان لإني ارخصت نفسي وقبلت به بهذه السرعة وهو يعلم كيف كانت حياتي قبله فالذي لم يكترث لي ولوجودي منذ أولى اللحظات
فكيف ستكون حياتي معه لكن ما آزال أجهل السبب
...... عندما دخل العريس ركض بسرعة وصعد الدرج المؤدي للطابق العلوي ولم يكترث