القاضي المتهم بقلم سيلا وليد
انت في الصفحة 1 من 21 صفحات
الفصل الأول
بسم الله الرحمن الرحيم
عندما يصبح القلب جافيا قاسېا فقد يصيب بعتمة حالكة كالصحراء القاحلة لازرع فيها ولا ماء حتى ټنزف الروح بلا دماء مما تجعل مېتا وهو على قيد الحياة
بأحدى الغرف بمنزل أقل ما يقال عليه قصر من القصور القديمة ورغم مظهره الخارجي الذي يصفه بأنه اثري إلا أنه يتميز بالداخل بأساسه الفاخر العصري ومظاهر الترف والرفاهية الطاغية المتمثلة فيه بالأثاث الفاخر والغرف الكثيرة على أحدث طراز
ايوة ياكريم بلبس وساعة هكون في الدار
لا استنى لازم اعدي على جدي في المستشفى الأول
على الجانب الآخر أجابه كريم الذي يجلس يتناول فطاره مع اسرته
تمام يا بص ساعتين اخلص محاضرتي واسبقك على المعرض مش هتروح المعرض
أجابه ..لا النهاردة مش فاضي
نهض متحركا إلى غرفته وأكمل بإبانة
بدر عرفت مين ۏلع في الدار..ابتسم بدر بسخرية ثم أجابه
تمام ياكبير هلبس وانزل على الجامعة ونتقابل هناك
بعد فترة انتهى بطل قصتنا من مكالمته الهاتفية
دعونا نتوقف بعض اللحظات لنتعرف على بطلنا المغوار
بدر القاضي يبلغ من العمر ستة وثلاثون عاما..يعمل كاتبا حاليا ومحاميا سابقافهو ابن هاني القاضي أحد كبار المحامين المعروفين بمجاله ولكنه ترك هذه المهنة لعدة أسباب سنعرفها من خلال الأحداث يمتلك دار للطباعة والنشر بدأ يؤلف كتبا عن القانون ويكتب مقالات سياسية وأدبيةويمتلك معرض للسيارات ..ولديه اخت واحدة
صباح الخير..هزت رأسها
صباح النور..جلس على رأس طاولة الطعام ثم تسائل
هنا هتخلصي كليتك امتى!
رفعت هنا بصرها إليه واجابته
هز رأسه وتناول فطوره بهدوء..رمقته والدته متسائلة
هتعمل الحفلة إمتى!!
ذهل من حديثها فأردف معاتبا
عايزة اعمل حفلة وجدو هيعمل عملية بعد أسبوع وبعدين حفلة ليه!!
تأففت بضيق ثم اردفت
بدر لازم تعمل الحفلة وتعلن رجعوك للميس
امسك فنجان قهوته وبدأ يرتشف منه بتمهل وكأنه لم يستمع إلى حديثها الممل كعادتها رفعت صوتها بجفاء ساخر
انكمسشت ملامحه عندما ألقت من شدقها تلك الجملة
انا قولت اطمن على جدو الأول وضع فنجانه ثم استرسل
لميس مستحيل ارجعها تاني احنا انتهينا وخلاص وياريت تريحي نفسك قالها وهو يلقي محرمته ثم نهض ينظر الى أخته
السواق هيوصلك ويجيبك ياهنا
خرج متأففا من أفعال والدته وتحكماتها التي زادت عن حدها ارتدى نظارته الطبية واستقل سيارته متجها إلى المشفى
بمكان آخر بإحدى المناطق الراقية وخاصة بتلك الشقة العصريةاستيقظت من نومها ثم اتجهت إلى مرحاضها وأدت فريضتها تلك الندية التي تشبه قطرة الندى تحركت للخارج هاتفة بحبور
صباح الورد ياست الكل
ربتت والدتها على كفيها
صباح الورد يادكتورة انحنت تطبع قبلة على جبينها ثم استدارت تبحث عن أخيها
مروان مصحيش!تسائلت بها رهف
رهف المحلاوي
اسم على مسمى فهي مثل نسمة ربيع تدلف على المكان تعطيه الحيوية ورغم هدوئها ولكنها قوية كجذع شجرة عالمها صغير متمثل بوالدتها وصديقتها المقربة نسمة
تعمل بمجالها الطبي طبيبة مخ وأعصاب تبلغ من العمر ثلاثون عاما فتاة جميلة تمتلك من الجمال مايميزها عن غيرها تجمع بين الجمال المصري العربي والغربي حيث تملك من العيون الواسعة التي بلون مياه البحر وشعرها الفحمي ناهيك عن قدها الأنثوي الذي يتميز بالرشاقة
جلست على مائدة الطعام تتلفت حولها متسائلة
فين مروان ياماما..!
اجابتها والدتها التي تنظر للعاملة بصمت للحظات
راح النادي فريد اتصل بيه
نظرت بساعة يديها وأردفت
نادي دلوقتي ياماما لسة بدري مش عايز يتعدل في دراسته بقى المفروض يكون اتخرج من سنتين
تنهدت بعمق في محاولة لاستجماع رباطة جأشها فهتفت
هقول ايه بس يارهف دلع باباكي هو ال عمل فيه كدا
شعرت بحزن والدتها الذي ظهر بنبرتها
أكيد هيجي وقت ويتعدل يامامابلاش تزعلي نفسك
أنهت طعامها ثم اتجهت إلى غرفتها قائلة
انا عندي مستشفى النهاردة إن شاء الله هتأخر عشان هروح مع
نسمة عيادة إسكندرية