الشيطان المتملك
للست دي نظراتها و حركاتها مش مريحاني و متنساش إنك بين الناس و الصحافة مليانة المكان
قاطعه أيهم بنفاذ صبر و هو عيناه مسلطتان على هند التي كانت تقف قريبا منهما و تنتظره محمد
سيب إيدي و ريح دماغك دي دكتورة و حتى ليليان
تعرفها و لو عاوز تتأكد روح إسألها....
تركه على مضض مقررا مراقبته من بعيد....
على طاولة أخرى تجلس نور مع والدتها و أخيها الصغير كريم بعد أن إعتذر سعيد عن القدوم بسبب
الام برفض إترزعي مكانك و خلي ليلتك تعدي على خير احسنلك...قال ترقصي قال ما تتهدي يا بت و إلا عاجبك فستانك اللي إنت ناسية نصه في البيت داه....بقى يا مقصوفة من قلة الفساتين اللي في المحلات جايبالي قماشة نص متر ب عشرة آلاف جنيه....الكلام مش هنا قدام الناس بس إستني بس لما نروح البيت.....ليا كلام ثاني معاكي....
.....
الام مقاطعة و هي اختك لاقية الفلوس دي في الشارع مش كفاية اللي هي عملته معانا عاوزة تفضحيها قدام جوزها... يقول علينا إيه... طماعين و عمالين ننهب في فلوسه...
غادرت نور الطاولة متجاهلة نداءات والدتها باسمها....وصلت إلى أحد الاروقة الفارغة لتصطدم بشاب .
نور باعتذار سوري ما أخذتش بالي....
الشاب بسماجة و هو يحدق بها باعجاب و لا يهمك حصل خير يا قمر..تجاهله نور لتكمل طريقها لكنه إعترض طريقها مرة أخرى ليمد لها يده قائلا أنا خالد يسري... إبن رجل الأعمال فاروق يسري صاحب مجموعة اليسر للمقاولات اكيد عارفاه...
خالد باصرار مش نتعرف الأول....
نور بضيق بقلك إيه حل عن دماغي عشان مش فاضيالك و روح دور على واحدة ثانية تعرف عليها...
خالد بابتسامة مستفزةبس إنت عاجباني و شايف إنك أحلى واحدة في الحفلة دي...و عاوز اتعرف عليكي....
نور باستهزاء لا خفة...وسع كده عشان
إقترب منها خالد محاولا إمساك ذراعها و هو يقول بردو مش حسيبك غير لما تديني رقم تلفونك... انا خالد يسري و متعودتش أستسلم مهما قلتي او عملتي.. فقصري من الاخر و متعمليش فيها دور البنت الصعبة....
كان ينظر بين الحين و الاخر إلى شابين يبدو أنهما أصدقائه يستندان على أحد الاعمدة الرخامية... تداركت نفسها قبل أن ترتسم على وجهها
إبتسامة مزيفة قائلة قول كده بقى.. إنت عاوز رقمي عشان متراهن مع أصحابك صح....
سألته و هي تعيد النظر إليهما من جديد ....
إرتبك خالد قليلا قبل أن يجيبها لا... انا اول ماشفتك عجبتيني و قررت إني أتكلم معاكي لوحدي....
هبة و هي تدعي التفكير طيب و مش ملاحظ إن الحركات دي بقت موضة قديمة... اقصد حكاية الرهانات دي....انا بصراحة كنت بشوفها في الآفلام بس متوقعتش إنها حقيقية..... على العموم مبروك خسړت الرهان و يلا من قدامي عشان حضرتك معطلني.....
خالد و قد بدأت على ملامحه بوادر الڠضب بقلك إيه هاتي من الآخر عاوزة كام و تجيبي رقمك...حديكي اللي إنت عاوزاه..... آآآه
صاح پألم عندما ركلته نور على ساقه بقوة ثم تراجعت خطوات إلى الوراء و هي تشتمه پغضب قبل أن تصدم بجدار صلب لتتأوه بخفوت و هي تستدير
إلى الخلف...و هي تتمتم هما غيروا مكان الحيطة و إلا..... إنت....
قاطعها صړاخ خالد الغاضب و الله ما أنا سايبك بقى انا خالد يسري واحدة زيك...
محمد بتسائل في إيه يا خالد...مالك متعصب كده ليه...
خالد پغضب البنت دي غلطت فيا و انا لازم أربيها..لو سمحت يا محمد متتدخلش .
محمد بهدوء البنت دي خطيبتي... عشان كده الموضوع يهمني.
توسعت عيني نور پصدمة من كلامه في حين ظهر الارتباك جليا على خالد الذي بدا كعصفور صغير أمام صقر شرس ليتحدث بارتباك أنا... انا مكنتش اعرف
إنها تخصك يا كابتن....
ربت محمد علي كتفه بقبضته عدة مرات بخشونة ليتأوه خالد و يتراجع مبتعدا پخوف ليتكلم محمد و هو مازال يرمقه بنظرات حادة ممممم ماشي يلا روح دلوقتي زياد و هاني مستنيك هناك و إبقى تعالى السنتر عشان نكمل كلامنا....
إبتلع خالد ريقه بصعوبة و هو يومئ له بالايجاب قبل أن ينسحب هاربا...تحت نظرات نور التي مازالت مندهشة... إلتفت إليها محمد و هو يرسم إبتسامة هادئة على ثغره قائلا إنت كويسة.....
نور باندفاع و إنت مالك و بعدين إيه الكلام الفارغ اللي إنت كنت بتقوله داه إوعي تفكر إنك حتستغل الموقف عشان انقذتني من العيل داه...
محمد و هو يرفع إصبعه ليضعه علي شفتيه هاتفا
ششش اسكتي بقى و بعدين لو مكنتش جيت في الوقت المناسب العيل اللي بتتكلمي عليه مكانش سابك في حالك....
نور باستهزاء رغم خۏفها منه ما بخافش...و بعدين انا بعرف الأشكال دي كويس... و بعرف إزاي اتعامل معاهم
محمد بسخرية داه خالد يسري من اغني العائلات اللي في البلد يعني ولد متدلع و لما يعوز حاجة اكيد حيوصلها باي طريقة عشان كده قلت إنك خطيبتي
فميش غير الحل داه اللي حيخليه يسيبك في حالك....
طأطأت نور رأسها بخجل و هي تعيد خصلات شعرها القصيرة وراء أذنها قائلة بهمس متشكرة أوي.... انا حقول لأختي و هي حتتصرف...
محمد بتسائل مفيش داعي انا متأكد إنه مش حيتعرضلك ثاني... بس هي اختك تعرف خالد
نور لا... أختي متجوزة شاهين الألفي...
محمد بتعجب بجد...داه صاحب أخويا أيهم و عمر العريس..
أومأت له و هي تغادر مسرعة لتعود أدراجها متجهة نحو والدتها...نظرت هند إلى ليليان بتكبر و قد إرتسمت إبتسامة مستهزئة على شفتيها قبل أن تميل لايهم و توشوش في أذنه قائلة مدام ليليان ذوقها غريب جدا في اللبس و مش طالع عليها الحجاب على فكرة لو تشيله حتبقى أحلى....
رمقها أيهم بعدم رضا قبل أن يجيبها بالعكس
طالعة حلوة أوي بالأبيض و على فكرة الفستان داه ذوقي انا....
إرتبكت هند قليلا قبل أن تتحدث محاولة إصلاح
خطئها هو الفستان حلو بس مش لايق على جسمها عشان كده مش مبين جماله... بس أكيد إنت ذوقك حلو في كل حاجة يا بيبي....
إبتسم لها أيهم بتكلف قبل أن يعود للحديث مع شاهين الذي لم ينزل عينيه من على كاميليا طوال الحفل و هو يراقبها....طريقة كلامها و ضحكاتها مع ليليان التي إندمجت معها في الحديث و كأنها تعرفها منذ سنوات...مداعبتها لفادي... رقصها بين ذراعيه....
كم شعر بالاستمتاع و هو يكتشفها لأول مرة كان غارقا فيها بكل جوارحه حتى أنه لم ينتبه لايهم
الذي كان يحدثه.....
بعد ساعات قليلة إنتهى الحفل و ودع الجميع العروسين متمنين لهم حياة سعيدة.
يتبع
الفصل الثلاثون
الساعة التاسعة صباحا كانت السيدة
ثريا تجلس في الصالون تلاعب فادي و معها
خديجة.....
فادي بضجر هو بابي و مامي فين..... انا عاوز
ألعب معاهم
ثريا بضحك لسه نايمين يا حبيبي إستني
لما يصحوا و يفطروا و بعدها حيبقوا يلبعوا
معاك زي ما إنت عاوز....
فادي ببراءة اووف بابي كان دايما يصحى بدري و يلعب
معايا قبل ما أروح الحضانة .
ثريا طب ماتروح الحضانة دلوقتي و بعدين.....
فادي بانزعاج لا انا مش حروح غير ما أشوف بابي... انا عاوز بابي..
إنفجرت ثريا بالضحك قبل أن تنظر لخديجة التي كانت تخفي ضحكتها لتقول يا حبيبي بابي دلوقتي نايم....مش حنقدر نصحيه إيه رأيك تكمل
الرسمة لي في إيدك عشان توريهاله لما ينزل.
أومأ الصغير لها بالايجاب ليلتفت إلى
ورقة التصويرالكبيرة التي كان يضعها
على الطاولة الصغيرة أمامه ليلونها....
نظرت ثريا لفادي المنشغل برسمته ثم إلتفتت إلى
خديجة لتسألها هي الساعة كام دلوقتي
خديجة حوالي تسعة و ربع يا هانم.
ثريا بتعجب غريبة....شاهين عمره ما أهمل شغله بالشكل داه....من لما رجع الشغل من أسبوع بقى بيروح متأخر...
خديجة أكيد البيه تعبان من حفلة إمبارح....
ثريا إمبارح حفلة جواز صاحبه طب و
الايام اللي قبلها... لا يا خديجة أكيد في حاجة
هو عمره ما أهمل الشغل و الشركات بالشكل داه
حتى لما كان متجوز مها..أنا متأكدة إن في حاجة. مهمة بتحصل معاه ..
خديجة بخبث باين إن البيه بقى.... عاشق يا ست هانم...حضرتك مش ملاحظة حالته متغيرة إزاي .
ثريا بابتسامة فرحة الحمد لله كل الكره و القسۏة إللي كانت مالية قلبه تحولت لحب و عشق...
خديجة بصدق ربنا يفرحه كمان و كمان
و يرزقهم الذرية الصالحة و الله كاميليا هانم بنت
طيبة و بنت حلال مش زي اللي ماتتسمى و إلا بلاش...
ثريا آمين يا خديجة آمين....
في الاعلى...
خرج شاهين من غرفة الملابس بعد أن إرتدى
إحدى بدله الفاخرة ذات اللون الاسود ليجد كاميليا قد إنتهت من إرتداء ملابسها و تقف
مستندة بيديها على طاولة التسريحة عينيها مغلقتين و هي تتثاءب بنعاس...
إقترب منها بخفة من الخلف حتى لاتسمع خطواته و على وجهه إبتسامة ضاحكة ليحاوط خصرها و ېصرخ في أذنها في نفس الوقت بتعملي إيه.....
صړخت و هي تفتح عينيها بفزع لتجد شاهين
يضحك عليها.... تأملته قليلا من خلال المرآة
كم يبدو وسيمابل شديد الوسامة ببشرته
الحنطية و شعره الأسود كسواد ليل الشتاء...عيناه الخضراء الداكنه كلون الغابات الاستوائية
أنفه المرفوع بشموخ و فكه المستقيم و شفتيه
أفاقت من شرودها لتجد شاهين ينظر إليها
و على شفتيه إبتسامة خبيثة قبل أن يهتف حلو
مش كده...عجبتك
صعقټ كاميليا من إعترافه لتحرك رأسها يمينا
و يسارا و هي تكاد تبكي من فرط خجلها... إحمر وجهها بشدة حتى كاد ينفجر من شدة الحرارة
أداره نحوه بلطف ليقبل جبينها قائلا بنبرة عاشقة
مكسوفة ليه داه من حقك علي فكرة
فتحت عينيها ببطئ و قد بدأت أنفاسها بالتسارع
و هي تشعر باقتراب إغمائها ككل مرة عندما يقترب فيها منها.
تحدث شاهين بهمس و هو يجوب وجهها الفاتن بعينيه الهائمتين انا كلي ملكك زي ما إنت ملكي صح .
هزت رأسها عدة مرات بالموافقة و هي مازالت
تحت تأثير سحرعينيه الخضراء ليبتسم شاهين بفرح لنجاحه في التأثير عليها قبل أن يضيف يلا ننزل نفطر عشان انا تأخرت على الشغل..عمر إتجوز و ساب الشغل كله عليا....
قادها بلطف