الأحد 24 نوفمبر 2024

الشيطان المتملك

انت في الصفحة 19 من 28 صفحات

موقع أيام نيوز


أمامه ليتجها نحو الاسفل...ليجدا
خديجة و ثريا تتحدثان.....
صړخ فادي بفرح و هو يهرول نحو والده الذي
إلتقفه بخفة بين ذراعيه باااااابي...
وقفت خديجة من مكانها بسرعة لتقف بجانب كرسي ثريا التي طلبت منها تحضير طاولة الفطور...
شاهين و هو يتجه نحو والدته ليقبل جبينها صباح الخير يا ست الكل..
ثريا بابتسامة واسعة صباح الخير يا حبيبي... صباح الخير يا بنتي.

إتجهت نحوها كاميليا لتقبل يدها باحترام و هي تهمس صباح الخير يا طنط....
توجهوا جميعا نحو طاولة الإفطار ليتحدث فادي بتذمر و هو يحاول الصعود على الكرسي بابي انا مش رحت الحضانة النهاردة....
نظر له شاهين بهدوء و هو يكمل ترشف قهوته و السبب
فادي بضجر مش عاوز اروح يا بابي انا عاوز العب مع مامي عشان واحشاني...مامي مبقتش تلعب معايا
زي زمان...إنت أخذت مامي لوحدك هي بقت على طول معاك .
تصنمت كاميليا مكانها پصدمة من كلام الصغير و قد تلون وجهها بالوان الطيف تتمنى لو انها كانت تمتلك طاقية الاخفاء حتى تختفي من أمامهم من شدة الاحراج او تنشق الأرض و تبتلعها ...
بينما تعالت قهقهات شاهين و ثريا و هما يمرران نظرهما بين فادي و كاميليا....
ليتحدث شاهين بصعوبة من بين ضحكاته إنت متأكد إن عمرك اربع سنين...
اطبق فادي ذراعيه و هو يطالع والده بحنق ليزداد ضحك شاهين عليه أكثر و الله معاك حق انا بقيت مستحوذ على مامي كثير الايام دي عشان كده انا
حسيبهالك النهاردة بس متاخدش على كده...عشان حرجع و آخدها....فادي ببراءة اوووف يا بابي...انا عاوز مامي تلعب معايا بالنهار و إنت خدها بالليل....
شاهين بصرامة لا..... طول ما انا بالبيت مامي ليا انا لوحدي...كفاية إنها حتكون معاك و انا برا...
همهم فادي بضيق ثم رمى شطيرته في الصحن بقوة قبل أن ينزل من كرسيه و يهرول إلى الأعلى متجها نحو غرفته لتنطر له ثريا بعتاب قائلة ليه كده يا إبني...حاطط دماغك من دماغ طفل عنده اربع سنين
و بتعانده .
شاهين بلامبالاة داه دلع أطفال بعد شوية حيهدى....
وقفت كاميليا من كرسيها قائلة أنا حروح أشوفه...زمانه قاعد بيبكي دلوقتي .
قبض شاهين على يدها قبل أن تتحرك ليخاطبها
بنبرة آمرة لا... سيبيه و تعالي انا خارج دلوقتي...
وقف من
مكانه ليجرها ورائه نحو باب الفيلا....
كاميليا بعتاب مينفعش اللي بتعمله داه.. كل اللي في البيت بيضحكوا علينا......
اوقفها شاهين أمامه ليحاوط وجهها بيديه قائلا محدش له عندي حاجة... داه بيتي و انا حر أعمل إللي أنا عاوزه...
كاميليا و هي تتجرأ لتنظر في عينيه لأول مرة طيب و فادي...داه ولد صغير و مينفعش....
شاهين بطفوليه عاوز ياخذك مني... 
كاميليا بعتاب داه طفل...
شاهين مقاطعة مش بإيدي بقيت بغير عليكي حتى من فادي عاوزك ليا لوحدي...
سكتت كاميليا و هي تشعر باحراج كبير ليقترب منها شاهين وا بنعومة هامسا لها بصوت مش حتأخر الليلة إستنيني و متفكريش في فادي حبقى اصالحه بطريقتي لما أرجع ...
أومأت له بطاعة ليتركها على مضض و يغادر..
عادت كاميليا إلى الداخل و هي تتحاشى النظر
إلى ثريا و خديجة التي كانت تنظف طاولة الفطور
و تأخذ الصحون إلى داخل المطبخ...
صعدت إلى الأعلى حيث وجدت فادي
يجلس على سريره و هو يمسك بالايباد الخاص
به...
نظر نحوها قليلا قبل أن يعود لينشغل بلعبته
مدعيا عدم الاهتمام بها.
إقتربت منه لتجلس بجانبه و تحيط كتفيه
بيديها و هي تنظر إلى الايباد بتعمل إيه
فادي بلامبالاة مزيفة و لا حاجة.... بلعب .
أخذت كاميليا الجهاز من يده ثم أغلقته
ووضعته بجانبها على السرير قائلة بهدوء حبيبي
إيه رأيك تقضي اليوم مع مامي...عشان إنت وحشتها جدا...
فادي بنبرة حزينة أنا بقيت بقعد كثير لوحدي
مفيش حد بيهتم بيا رجعت لوحدي من ثاني .
كاميليا بشفة. هي ټشتم شاهين في سرها لا يا حبيبي متقولش كده...انا دايما معاك و حفضل على طول معاك و تيتة و بابي كمان..فادي برفض لا بابي مش بيحبني...عشان أخذك مني....
كاميليا بقلة حيلة لا يا فادي متقولش كده داه بابي أكثر واحد بيحبك في الدنيا دي كلها.. داه حتى قلي من شوية إنه حجيبلك هدية لما يرجع عشان يصالحك.. هو بس خرج عشان مستعجل عنده شغل كثير و وصاني كمان أعملك كل حاجة إنت عاوزها...
أشرقت عيني الصغير بابتسامة فرحة ليقفر بين ذراعيها محتضنا إياها بلهفة و هو ېصرخ بجد يا مامي بجد....
ضحكت كاميليا بمرح و هي تحتضن جسده الصغير مقلدة إياه بصوت طفولي شبيه بصوته بجد يا روح مامي....
تعالت ضحكات فادي و هو يخبرها بكل مايريد فعله لهذا اليوم و كاميليا تستمع له بانتباه.
في فيلا عمر الشناوى..
صاح عم للمرة الالف و ه. ېصرخ على هبة النائمة
بهدوء كطفل صغير..
 هبببة بييييبة حبيبتي قومي الساعة
بقت تسعة و نص إتأخرنا على معاد الطيارة.
تململت هبة على السرير قليلا قبل أن تتحدث
بصوت يغلبه النعاس خمس دقايق و حصحى.
إلتفت نحوها عمر و هو يربط كرافتته ليجيبها
بانزعاج بقالك ساعة بتقولي خمس دقائق
و بترجعي تنامي... يا قلبي مينفعش كده ورانا طيارة..
هبة
بانزعاج مماثل مش عايزة أسافر خلينا هنا. .
عمر بلين طيب قومي خوذي دوش و غيري هدومك و لما تطلع الطيارة إبقي إرجعي نامي...
أشارت له بيدها بلامبالاة قبل أن تأخذ إحدى
الوسائد و تضعها على رأسها لتعود للنوم
من جديد....
زفر عمر بضيق من فعلتها لينحني فوق السرير
و يجذب الغطاء بقوة قائلا إصحي يا كسولة
و إلا حشيلك و أرميكي في البانيو....
صړخت هبة بفزع و هي تقفز لتجذب الغطاء
بتعمل
إيه يا مچنون..إنت ناسي إني أنا مش لابسة هدومي و عر.....
نفخت وجنتيها بانزعاج كطفل صغير و هي تتحاشى
النظر له و قد إحمرت عيناها من شدة الحرج....
كتم عمر ضحكته و هو يتأمل ملامحها المضطربة
و هي تلعب بطرف الغطاء بأصابعها...
ليقول بنبرة عادية راحما خجلها الذي تحاول إخفائه وراء نوبة ڠضب مزيفة طيب قومي غيري
هدومك عشان نلحق معاد الطيارة الساعة إحداشر
و نص.
رفعت هبة إحدى يديها لترجع إحدى خصلات
شعرها الشاردة وراء أذنها و هي مازالت تنظر أمامها
بحرج متصنعة عدم الإهتمام و هي تجيبه يعني
فاضل ساعة و نص و بعدين... مش الطيارة
خاصة يعني نسافر وقت ما إحنا عاوزين .
إبتسم عمر بتلقائية و هو يرتمي بحانبها
على الفراش قائلا بمرح يا حبيبتي الطيارة
صحيح إنها خاصة بس في حاجة إسمها إحترام
للمواعيد و انا رتبت مواعيدي على الساعة
إحداشر و نص يعني لازم دلوقتي تقومي
تجهزي نفسك يا دوب نلحق .أومأت له بالايجاب قبل أن تضيف طب ممكن
تستناني برا....
داعب عمر وجنتها الحمراء باصبعه لتبعده
عنها مصطنعة الضيق ليقهقه عمر بصوت عال...
قبل أن يهتف بعبث مستحيل... عاوزة تبعديني
عنك من يوم صبحيتنا...
اجابته هبة بضجر و هي تجذب الغطاء
فوقها جيدا لو مش حتطلع مش حقوم من السرير
و إبعد دلوقتي عشان اكمل نوم.... .
عمر حبيبتي ارجوكي إرحميني بقالي ساعتين
و انا بصحيكي...
رفعت كتفيها بعدم إهتمام و هي تلتفت نحوها
باحثة عن أي شيئ ترتديه...لتصرخ فجأة
إثر حمل عمر لها ااااه عمر بتعمل إيه.... نزلني.
عمر برفض تؤ...حعرفك إزاي تتجاهليني ....
هبة پخوف حتعمل إيه
عمر بخبث حساعد بنوتي الحلوة عشان تاخذ
شاور.... اصلي عارف تعبانة بعد مجهود إمبارح.....
خبأت وجهها بيديها و هي تصرخ بصوت باكي و الله قليل الأدب..... بكرهك .
قهقه عمر بصوت رجولي و هو يفتح باب الحمام
و يستمع لهمهات هبة الباكية لينزلها بهدوء
على الأرض وهو مازال يضحك عليها....دثر جسدها جيدا بالغطاء ثم إنتقل ليقبلها من جبينها هامسا
بنبرة عاشقة نسيت اقلك مبروك يا حبيبتي.
حاوط وجهها بكفيه ليمسح دموعها مضيفا
بنفس النبرة حسيبك دلوقتي عشان لسه
متعودتيش عليا بس يكون في علمك دي
آخر مرة...
غمزها في آخر الجملة ثم خرج تاركا
هبة في عالم آخر غير واعية بنفسها حتى
انها كانت تقع على الأرض مكانها.
الساعة الثالثة عصرا......
تنفس شاهين الصعداء بعد أن أنهى آخر ملف أمامه ليمسح وجهه بتعب
تراجع قليلا ليستند بظهره على كرسي
مكتبه
الجلدي و هو يفك قليلا ربطة عنقه المزعجة....
ثم نظر إلى ساعة معصمه و هو يبتسم تلقائيا
عندما تذكر زوجته الصغيرة التي تركها صباحا
على مضض ليتمتم في داخله وحشاني
اوي.... يا ترى عملتلي إيه عشان تخليني ملهوف
عليها بالشكل داه...اااااوف نسيت الزفت التاني.
أكمل شتمه في شره و هو يتفقد مفاتيحه و هاتفه و بقية أغراضه الشخصية ليلتقطها جميعا ثم يغادر المكتب.....
بعد حوالي نصف ساعة توقفت سيارته أمام مبنى فاخر تقع فيه شقة أيهم...طرق باب الشقة لتفتح
له أميرة...
 إزيك يا أبيه عامل إيه
إحتضنها شاهين بمحبة و هو يجيبها أنا كويس إزيك إنت و عاملة إيه في المذاكرة...
أخذت منه معطفه لتعلقه في مدخل الباب قائلة كله تمام بس السنة دي صعبة شوية و محتاجة حضور.
أومأ لها شاهين بتفهم قبل أن يقاطعهما صوت أيهم الذي ناداه من الداخل أخيرا إفتكرت إن ليك صاحب و جاي تسأل عليه....ضحك شاهين قبل أن يتحدث كنت مضطر أروح الشركة... في حاجات مستعجلة و لازم اكون موجود بنفسي خاصة إن عمر مش موجود.
جلس بجانبه ليتمتم أيهم بتذمر إبن المحظوظة
هو الوحيد اللي مرتاح فينا....
شاهين بمقاطعة إتكلم على نفسك... انا الحمد لله
كل أموري بقت تمام....
أيهم يعني مفضلش غيري...توقف عن الحديث عندما وجد أميرة تجلس معهم... حك طرف ذقته
باصبعه قبل أن يستأنف حديثة ميرا حبيبتي ممكن
تعمليلنا فنجانين قهوة مضبوط.....
قاطعه شاهين أنا عاوزها سادة..
أميرة و هي تتجه إلى المطبخ حاضر....
نظر شاهين في أثرها قبل أن يشير لصديقه
بمعنى ماذا تفعل شقيقته هنا.... ليزفر أيهم بملل
قبل أن ينتقل إلى كرسي أخر ليكون أقرب
منه قائلا بصوت منخفض ماما بعثاها
قال إيه عشان تتطمن عليا
شاهين بهمس تطمن عليك على أساس إنك
تلميذ في إبتدائي و مامتك قلقانة عليك....
أشار له أيهم بأن يسكت ليستأنف هو حديثه
بتفسير اوووف من الاخر ياعم مراتي عرفت
إني بخونها و حصلت خناقة كبيرة في البيت
و عاوزيني أطلقها.
هز شاهين حاحبيه بتعجب و هو يهمهم بتفكير مممم فهمت... و أميرة دي أول مرة أشوفها هنا 
ايهم بلامبالاة مش عارف يمكن عشان تنظف
الشقة او بالأحرى تفتش...
كركر ضاحكا ليرمقه أيهم بانزعاج ثم إلتقط
إحدى السچائر ليشعلها و يدخنها بشراهة...
أحضرت لهما أميرة فناجين القهوة ثم غادرت
تنهد أيهم بصوت عال قبل أن يتحدث بصوت
هادئ مسترسل و هو يتكئ بجذعه إلى الأمام واضعا ذراعيه على فخذيه ناظر إلى نقطة وهمية أمامه مستحيل...انا و ليليان مش حيفرق بينا غير المۏت
أهينها اضړبها أخونها... أقتلها بس مستحيل
إني أطلقها...
شاهين بنبرة مؤكدة بس دي بنى آدمة...مش لعبة
في إيدك عشان تعمل فيها اللي إنت عايزه... دي إنسانة و من حقها تعيش....لو مش عايزها
سيبها هي حتلاقي حد غيرك يقدرها و.....
رمقه أيهم بنظرة ڼارية و هو يصر على أسنانه
پغضب
هادرا بنبرة غاضبة شاهين...
رفع الاخر يديه باستلام هاتفا بهدوء داه رأيي
الشخصي و إنت حر...البنت مرمطتها معاك بما
فيه الكفاية سيبها تاخذ نفس هي مش حمل
عمايلك....
دهس أيهم بقايا سېجاره داخل المنفضة قبل أن
 

18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 28 صفحات