السبت 30 نوفمبر 2024

اسلام الغريب بقلم ساره منصور

انت في الصفحة 19 من 25 صفحات

موقع أيام نيوز

ياسمين بدون وعى 
مستحيل 
عضت على شفتيها بسبب هروب الكلمة من فمها
فذهبت الى الحمام وعلى وجهها العبوس 
وعندما عادت اليه 
لم يتوقف رامي عن الضحك وهو يشير الي شفتاها 
روحتي حلقتيه هاهاها مش قادر بجد مضحكتش كدا من زمان يا اسلام 
أحم أحم أقصد ياسمين 
لم تعيره ياسمين أى أنتباه وأقبلت تتحدث عن المادة والأرقام وتقوم بعرض الاسئلة عليه وتنتظر إجابته بالرقم الناتج فظل صامت يتفقد عيناها 
فاجابت هى بالرقم الناتج فقال مقاطعا 
دا رقم بتاعتك صح هو السلكون دا عبارة عن ايه بيبقي طبيعي 
مشفتش فى بجاحتك وقلة أدبك ياأخى أنا بجد عاوزة أعرف أنت دخلت هندسة أزاى 
أقترب منها وهو يتنهد ويخرج أنفاسه الساخنة فى وجهها لتبتعد عنه قليلا وملامحها بالكامل تطلق السباب له الذي أجاد فهمه على الفور 
أبويا اللى حكم عليا ان ادخلها أنا كان نفسي أدخل فنون جميلة تعرف انى مدخلتش امتحان الثانوى اصلا 
شعرت ياسمين بالشفقة عليه وقد تذكرت كلماته بشأن والده وعلى شدته معه فقالت بسخرية 
تستاهل أحسن 
ياسمين 
هتف بها رامي لتنظر اليه ياسمين متفاجأة بأنه نطق اسمها لأول مرة بتلك الطريقة الرطبة 
فأردف رامي 
فاكرة لما شدتيني من قدام العربية فاكرة 
بقولك 
هحس بايه أنك بنت فعلا ولا ولد أنا عندى فضول 
همس بها بالقرب من أذناها لتقف پغضب وتقول 
أنت هتفضل تييييت كدا طول عمرك مش هتتغير بقي 
أرحم نفسك 
قالتها ومن ثم خرجت من أمامه مسرعة وعيناه تنظر اليها بغرابة 
طل القمر بدرا برياح الخريف التى تعشقها أنفها جلست فى شرفتها تتابع النجوم وتترك الرياح تحتضن وجنتيها الحمراء ترطبها بنسماتها 
سمعت هتاف العم عبده وهو يشير اليها من فناء المنزل لترى أن الساعي أتى اليها بصندوق لكن أقل حجما من المرات السابقة 
ذهبت اليه مسرعة واقبلت تتفقد محتوي هذ الصندوق وهى تحدث نفسها 
أنا مش قولت ياسيف متجبليش حاجة
انا بدات أحس انى تقيله عليك 
فتحت الصندوق وهى تمرر يدها داخله لترى زهور حمراء تترك اثر بالحمرة على يدها كلما ټلمسها 
وتملك رائحة لعطر تعرفه جيدا 
لو مكنش بس عليه العطر دا 
جحظت عيناها وهى تنظر الي ذلك الشال الشيفون الابيض المخطط بلون الاسود فقد كان بيد ادم عندما رأته وهو واقفا داخل هذا المحل 
يعني يوم ماتجبلي ياسيف طرحة تبقي شبه اللى فى ايد التيييت أفففف مكنتش عاوزة افتكرهم 
قالتها وهى تتنهد ومن ثم أدخلت يدها بعمق داخل الصندوق لترى جوابا وعلبة حمراء صغيرة 
دخلت الى شرفتها وفتحت الجواب وبدأت تقرأ كل حرف حتى توقفت شفتاها عن التحدث وأخذ القلب مهمة سرد باقى الكلمات 
الا يمكنك أن تعطيني حبك وتمحي دموعى وتعطيني الحنان لا تجعلنى أراه صعب المنال وارجوك لا تتركني بحيرتي غرقان رغم كل شئ أحببتك من أعماق قلبي والوجدان 
أحبت
أن أكون أسيرك الوحيد أغزو قلبك الولهان حقا 
عشقت عبير أنفاسك وعلقت فى غابات الشتان أنقذني وأشفق على حبي الذي بات تائه فى الاركان 
ضمنى وأكسو ضلوعى وتصدق علي فحبي لك غلبان ولن يغني إلا بعطفك وأنت بقربي فأنت الذهب وقلبك المرجان 
وما فى اليد حيلة فقلبي جائع يلح بطل المزيد فكن منان 
ضمنى 
ضمنى 
ولا تعتق حبي أبدا حتى أكون سجين لديك فلا حرية ولا حياة بدونك 
شعرت بقلبها ينبض پجنون كأنه يوافق على كل حرف مكتوب يتمني لو تلك الكلمات تكون له حقا حتى لو بقي الكاتب مجهولا فمذاق الكلمات تفيح داخل قلبها بمشاعر صاحبها 
وما إن اقبلت تكمل قراءة الرسالة وقعت عيناها على العلبة الحمراء الصغيرة فاستيقظ فضولها و قامت بفتحها مسرعة لترى سلسة ذهبية تحمل قلبا مستديرا بشكل راقي يسحر العين حاولت أن تفتح القلب لكن لم تعرف فارتدتها وذهبت الى المرآة حتى تراها 
هنا سمعت صوت طرق الباب فذهبت تفتح الباب وهى تزفر بشدة عندما وصل اليها صوت أدم 
نعم 
هتفت بها ياسمين وهى تفتح الباب وتجعله مواربا وتنظر اليه 
فقام أدم بسحبها من يدها وينظر اليها عن قرب متفحصا 
فلانت ملامحه وهو يري جمال السلسلة التى تطوق رقبتها البيضاء الناعمة وتعطي بريقها الذهبي مع لون عيناها الزاهى 
تتجوزيني 
الفصل الخامس عشر
صاد الصمت بينهما للحظة لاتعلم ما يحدث أمامها أهو حقيقة أم خيال يخيل إليها أنه حلما صعب التصديق بل كابوس كريه 
قطع الصمت بنبضاته العاشقة يريد أن يستشفى آلامه بنبضاتها ولم يعلم أن الإستشفاء القلبي لا يأتى من نبضات متفاجأة كاره 
عمرك ماهتندمي على إختيارك يا ياسمين 
تتجوزيني 
مرت
تلك الكلمة على أذناها لتصعق قلبها بالكهرباء فتسللت القوة داخل زراعيها لتدفعه بضيق وعلى قسماتها الغيظ 
فهتفت وهى تلهث إثر قلة الهواء فى رئتيها 
تي إيه أنت بتعمل فيا كدا ليه مش خاېف من ربنا إرحمني وإبعد عنى خليني أعيش حياتي بدون مشاكل 
كان ينصت وعلائم الدهشة ترتسم على شفتاه الصامتة وعلى عيناه التى مالت الى الحزن فقد توقع ان تشعر بما أوصله من دفئ مشاعره لها فى قلمه فقال 
يعني ايه بترفضيني ياسمين بعد كل اللى عملته عشانك 
عملت ايه غير أنك تتنمر عليا أنت والتيييت مراتك 
طب لبستى السلسلة ليه 
رفعت بصرها اليه بدهشة فكيف له أن ينسب اليه هذا السؤال فقالت 
وأنت مالك 
شعر بالضيق منها ومن كلماتها المستهترة التى تحارب بها مشاعره الكبيرة لها فقال بثقه وهو يقوم بمسك معصم يدها ويضغط عليه ويقترب منها 
أسمعي الكلمة دى لأن مش
هكررها تانى 
تنهيدة حارة 
أنا بحبك ياسمين 
شهر بالظبط وهتكونى مراتي وهعتبر لبسك لسلسلة موافقة 
انا عارف كويس أووى أنك بتحبيني وبتموتى فيا فحركات التقل بتاعتك دى مش هتنفع معايا 
السلسة دى لو أتقلعت يبقي أنت بتسرعي فى معاد جوازنا ودا هيكون من حظي عشان معتش قادر وتعبااااان 
كانت الكلمات تلقى الى مسامعها كالقذيفة المشټعلة ټنفجر داخل أذناها وكلما تنصدم بكلمة تأتى الكلمة الأخرى لتصعقها أكثر 
بداخلها الكثير من الړصاص تريد أن تقذفه اليه حتى يتوقف لكن الصدمة شلت لسانها 
فبقت كالحمقاء تنصت إليه بعيون جاحظة وفكها السفلي يتدلى لأسفل 
دخلت الى غرفتها مسرعة تبحث عن الرسائل فعقلها هائم مشتت بكلماته التى تتعارض مع اعتقادها بأن سيف من كان يرسل اليها الهدايا 
وعندما وجدت الرسالة هرعت اليها لتفتحها وتكمل باقي الكلمات 
تلك السلسة وضعت بها قلبي ليكون قريب من نبضاتك فهل لزهرة الياسمين أن تقبل بي 
لو لبستي السلسة هعتبرها موافقة أنك تكونى شريكة حياتي يا ياسمين أتمنى متكسريش قلبي اللى بيحبك وبينبض ليك إنت بس 
من عاشق الياسمين أدم 
وعندما إنتهت من قراءة الرسالة قامت بإطلاق صيحة غاضبة وكزت على اسنانها وهى تقول 
أدم ياتيييييت أنا عارفه أنت بتعمل كل دا ليه عاوز تخليني تحت رحمتك مش هخليك أبدا تنتصر عليا 
قامت بسحب السلسة من رقبتها وقذفتها پعنف لتصطدم بمرآتها وتقوم بتحطيمها 
لم تتوقف عن إطلاق زفرة غاضبة وهى تتقلب على الفراش فقامت پغضب إلي خزانة ملابسها وتقارن بين ملابس سيف وأدم التى جاءتها كهدية 
لذا قد وجدت راحة فى
إرتدءها 
تضايقت من نفسها كثيرا وهى ترى أن عقلها يستنتج لها أنه
كان جيد فى اختياراته فى تلك اللحظة تذكرت الملابس الداخلية فخرج شهقة من ثغرها وهى تقوم بتصفحها مرة أخرى وتنظر اليهم عن قرب 
يعني أدم التييييت هو اللى كان جيبهم 
طبعا عرف مقاسي لما كشفنى يوميها 
بكرهك 
أنا بجد مش طايقه نفسي وأنا لبساهم 
ذهبت الى فراشها مرة أخرى وهى تشعر بالتعب ولم تتوقف عن التملل فى الفراش يمينا ويسارا وعقلها يذكرها بكلماته الشاعرية التى كان يبعثها لها فى الرسائل فبقت ضحېة التفكير طوال الليل ولم تغمض عيناها 
مطلعتش سهل يا أدم فيك خبث مش فى حد 
وفى اليوم التالى 
بعث العم ناجى العم عبده إلى ياسمين يخبرها أن تأتى لكى تتناول الفطور معهم فكان أول تجمع للعائلة على طاولة الطعام 
وافقت ياسمين على الذهاب لكى تشغل عقلها قليلا عن التفكير إعتقدت أن أدم فى ذلك الوقت نائما بجانب زوجته وبالفعل لم يكن على الطاولة سوي العم ناجى وزوجته وإبناه الاثنان الأخرين 
ومع أول لقمة تضعها فى فمها قال لها العم ناجي 
ياسمين طبعا أنت تعرفي نادر ابني الكبير 
أأه عرفاه قالتها وهى تميل برأسها مرحبة به فقال العم ناجي مردفا 
نادر متخرج من جامعة أمريكية فى قسم الطب نفسي 
مالت ياسمين رأسها بايجاب له 
وعند رفعت أول لقمة لتتناولها ظهر أدم يخطوا الى الكرسي المقابل لطاولة ولم تتحرك عيناه عنها وهو يبتسم 
فلمحت أنها لا ترتدي السلسة فشعرت بالتوتر لأنها تعرف أن أدم رجلا لا يتنبأ بتصرفاته 
فحاولت أن تظهر أنها طبيعية وتخفى التوتر بتناولها المفرط فى الطعام 
أدم مامتك قابلتك هتفت بها زوجة العم الدكتور ريهام 
فانتبه لها الجميع وإلى إنقلاب قسمات أدم وهو يقول 
مشفتهاش من سنين تقريبا ليه 
شفتها فى المطار هى وجوزها وإحنا جين 
ظهر الحزن على
وجهه أدم ولم يكن الوحيد فقد كان العم ناجي به نظرة حنين الى الماضي جعلت ملامحه الهادئة تلين 
وبقى الصمت على طاولة الطعام وكانت ياسمين الوحيدة التى تتناول الطعام بشهية كبيرة ولايعلم أحد أنها تخفى مابها من توتر 
وما إن إنتهت من تناول الطعام ذهبت مسرعة الى غرفتها تستلقى على الفراش ومعدتها ممتلئة بالطعام فتسرب اليها النوم لتذهب الى عالم الاحلام 
وفى عصر اليوم 
كانت الشمس هادئة بدفئها تحمل نسمات لطيفة تمر عبر شرفتها فجأة ظهر صوت العم عبده يصيح بصوت مرتفع أسفل غرفة ياسمين 
ياست ياسمين صحبتك هنا 
هالة قولها هالة هتفت بها هالة الى العم عبده وهى تقف بجانبه تحت شرفه
ياسمين تنتظر أن تأتى اليها 
فلم تأتى اى استجابة فأخبرها العم عبده أنه سيصعد الى باب غرفتها ينبأها بقدومها 
فأنتظرته
هالة فى فناء المنزل تجلس على كرسيا خشبي مريح فرأت شابا تتذكره جيدا يتمشي أمامها وينظر الي السماء يتفقد أحوالها 
الجو حلو أووى النهاردة 
إإيه دا هو أنت 
مطت شفتاها وهى ترى أنه يمثل انه متفاجا بقدومها فقالت بسخرية 
ياسلام 
وحياة السلام هتف بها وهى يبسط زراعيه لها حتى تصافحه 
فنظرت اليه باستحقار من أعلا وأسفل وقالت 
أنت بارد أووى على فكرة روح شفلك حد تانى احنا بنتعالج ياخويا مش ناقصين 
وما أن جاء نادر يتحدث رأى ياسمين تأتى وهى تتثائب الى هالة وتقوم بالقاء السلام فتذكر كلام والده عنها بأنه يجب أن يتقرب منها حتى تكون صديقته ويقوم بعلاجها نفسيا وجعلها تتقرب منهم فى المنزل بدون أن تعرف أى شئ 
فإن نجح فى تلك المهمة سيفتتح له والده عيادة ضخمة 
فوالده يشعر بالقلق كثيرا عليها وخاصة أن الطبيب المعالج لها كان يخبره أنها يجب أن تعرض على طبيب نفسيا فمن الخطأ ان تبقي هكذا فكان يخشي أن يخبرها بالذهاب فتحزن على نظرته لها بأنها مريضة 
فهتف نادر أمامها ليخرجهما من كلامهما 
ياسمين أنا معايا تذكرة لملاهي هتفتتح جديد النهارده تحبي تاخذي تذكرة
18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 25 صفحات